وقد بدأت المزروعي، البالغة من العمر 27 عاما، حديثها بالإشارة إلى أنها تعلمت لأول مرة عن يوم السبت – أو “شابوس” ، كما أسمته ، باستخدام النطق الأشكنازي – خلال فترة دراستها في نيويورك، وتذكرت رؤية أصدقائها يمارسون طقوسهم “كطرق للسلام والاكتمال والكمال”.

وأضافت أن أصدقائها اليهود جعلوا الراحة في اليوم السابع “تبدو منطقية بقدر ما هي روحية، وقد شكلت نموذجا للسعي البشري الأساسي من أجل السلام وكيف أن أوجه الشبه أكثر من أوجه الاختلاف بيننا”، وأضافت: “ذكرني ذلك شخصيا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال إن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب، فنسأل الله أن يجدد الإيمان بقلوبنا”.

وُلدت المزروعي في أبو ظبي ودرست الاقتصاد في فرع جامعة نيويورك في المدينة. كما أمضت فصلا دراسيا واحدا في الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة نيويورك في جنوب مانهاتن وحصلت لاحقا على درجة الماجستير في السياسة العامة من جامعة أكسفورد. في فبراير 2016 – عندما كانت تبلغ من العمر 22 عاما – أصبحت المزروعي أصغر وزيرة في العالم.

يوم الثلاثاء، في مدونة على “تايمز أوف إسرائيل”، دعت المزروعي إلى “التسامح الراديكالي والحب الراديكالي”، والذي قالت إنه يمكن أن ينبع من اتفاق بلادها مع الدولة اليهودية.

وزيرات إماريّات

وقالت في المحادثة عبر منصة “زوم” يوم الجمعة مع أعضاء من الجالية اليهودية في الإمارات، التي تتخذ من دبي مقرا لها في الأساس: “نحن بحاجة إلى بعضنا البعض لأننا لا نستطيع ببساطة التفكير في طريقنا نحو السلام؛ يجب أن نمارس السلام كممارسة نشطة ونثق في تلقيه. لدينا جميعا فرصة الآن لنكون مستقرين بينما يدور العالم من حولنا”.

“في حين أنني شابة وقلقة بنفسي، توصلت إلى أن الثبات والسلام هو المفتاح لكل شيء في حياتنا تقريبا: في أن نكون والد ووالدة أفضل، وفنانا أفضل، وزوجا وزوجة أفضل، ورياضيا أفضل، وعالما أفضل، وجارا أفضل، أن نكون إنسانا أفضل وفتح أقفال كل ما يمكننا فعله في هذه الحياة، وهذه، بحسب رأيي، هي حكمة ال’شابوس’. هذه قوة الوقفة، التي تجعل من غير المرئي مرئيا”.

وقالت الوزيرة الشابة إنها رأت في التزام أصدقائها اليهود بيوم السبت “تشابها قويا مع الإسلام” لأنه كان بمثابة “تذكير دائم لهم بالعودة إلى الله … من أجل السلام، ومن أجل الدعم، والكثير من الشكر”.

وطلبت المزروعي من الجالية المحلية اليهودية اعتبارها “طالبة جديدة في التقاليد والحكمة اليهودية، قيمكم وأخلاقياتكم التي ترشدكم خلال عام كامل من حصص التوراة الأسبوعية”، وأضافت: “أريد أن أتعلم منكم اليوم”.

“شبابنا يريد التعلم منكم. أمتنا تريد التعلم من دول مختلفة. وبالمثل، ندعوكم للحضور والجلوس معنا على الطاولة”.

وقالت إن الجالية اليهودية في الإمارات تعلمها هي وكل شخص آخر في الدولة “طريقة جديدة ليجدد الله إيماننا والسلام في قلوبنا”.

وأشارت المزروعي إلى أنها تخاطب الجالية اليهودية يوم السبت بين رأس السنة العبرية ويوم الغفران، وبعد فترة قصيرة من الاتفاق الذي وقعته أبو ظبي والقدس في 15 سبتمبر، وقالت: “يجب أن تدفعنا أهمية هذا التوافق إلى الأمام لاتخاذ خطوات جديدة. أن ننظر إلى الداخل أولا ونبدأ من جديد”.

ومضت قائلة: “لقد ذهلت في التعرف على ’تشوفا’”، مستخدمة المصطلح العبري للتوبة، مضيفة: “والآن مع رأس السنة، لدينا دعوة مثالية للتخلص من العادات الثابتة والقديمة، ولمراجعة من نريد أن نكون كأفراد وكأمم. وقت لقول الحقيقة، ووقت للقيام بالعمل داخل أنفسنا، ووقت لزعزعة الروتين”.

وأعربت الوزيرة عن التزامها ببناء الجسور بين المسلمين واليهود، وبين الإسرائيليين والإماراتيين، وقالت: “حلمي هو أن يصبح التعايش السلمي محادثة عبر الطوائف والتخصصات والأجيال”.

وتوقعت المزروعي أن تتبع الاتفاق بين دولتها وإسرائيل اتفاقات مع دول عربية أخرى، قائلة: “آمل ألا تكون الحركة التي أثارها ’اتفاق إبراهيم’ مجرد بداية للتسامح الراديكالي والحب الراديكالي في منطقتنا وفي العالم، وأن تغيره”.

“أتمنى أن توحدنا إنسانيتنا المشتركة ولعل إيماننا المشترك بمستقبل أكثر إشراقا يشفي هذا العالم الجريح”.

يهودا سارنا، الحاخام الأكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة ، ينفخ في الشوفار في دبي، 18 سبتمبر ، 2020. )

 

 

 

 

 

وقد نال خطابها إشادة فورية من قادة الجالية اليهودية، وقال يهودا سارنا، الحاخام الأكبر للجالية اليهودية في الإمارات المقيم في نيويورك، المجموعة التي رتبت الاجتماع الافتراضي: “صاحبة السعادة، أعتقد أنني أتحدث نيابة عن الجميع هنا – أشعر بأنني تأثرت في الصميم”.

وقال رئيس الجالية، روس كرييل، لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن اللقاء الافتراضي مع المزروعي “كان فريدا من نوعه لأنها تحدثت بمثل هذا الوضوح والعاطفة حول علاقتها بالمجتمع اليهودي. نحن نشارك الهدف المتمثل في خلق سياق في دولة الإمارات حيث يصبح أطفالنا الصغار سفراء لرسالتها في التسامح والتعددية “.

وتتراوح التقديرات بشأن عدد اليهود الذين يعيشون حاليا في الإمارات العربية المتحدة بين المئات وـ 1500. المجتمع، المكون في الغالب من رجال أعمال إسرائيليين أو أمريكيين ويعيشون الآن في دبي، التي تُعد مركزا تجاريا للإمارات، ازدهر لسنوات تحت الرادار وخرج مؤخرا من الظل.