اليمن على حافة الهاوية / حسن زيد بن عقيل

حسن زيد بن عقيل   ( اليمن ) – الأربعاء 30/9/2020 م …




الأزمة في اليمن تتجه من أسوأ إلى أسوأ ، بشهادة خبراء الأمم المتحدة ، أما اتفاقية وقف إطلاق النار ومشاريع استئناف العملية السياسية لإنهاء الصراع ، كلها أكاذيب وللاستهلاك الإعلامي . وبالفعل هناك خطر حقيقي من هذه المفاوضات ، والتي تسعى من خلالها قوات التحالف بالتنسيق مع الأمم المتحدة لدفع اليمن للانزلاق بعيداً و بشكل مدروس ، حتى يدخل اليمن في حرب طويلة وتنتهي بتشرذمه. في الوقت الحالي ، أصبحت حياة اليمنيين صعبة للغاية ، حيث أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة ونقص الوقود و التأخير في دفع الرواتب يجعل الحياة شبه مستحيلة. اضف إلى قساوة المعارك في مأرب والمهرة وأبين ، والإرهاب المقنع في عدن و كل هذا له آثار نفسية واقتصادية وإنسانية عميقة ، مع استمرار الضربات الجوية للتحالف في الجوف وحجة وصعدة و التي ضحاياها من المدنيين. بالإضافة إلى المخاوف من ممثل الأمم المتحدة ، مارتن غريفيث ، فإن للأمم المتحدة تاريخ في خيانة العرب. وهي تعاونت مع الانتداب البريطاني و الصهيونية العالمية في احتلال فلسطين . والآن يعملون ليل نهار ويوزعون دولارات النفط  الملطخة بالدماء اليمنية لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وموظفيه ، و لعملاء  التحالف  الفاسدين من الشرعية و الانتقالي و غالبية الحراك الجنوبي الذين فقدوا أسمى علاقة على وجه الأرض: الشرف والأخوة و الجوار .. هؤلاء القادة الفاسدين مستعدون لبيع شعبهم وأرضهم وجزر اليمن .. لأول مرة في تاريخ اليمن نجد أجزاء منه معروضة للبيع أو التأجير في سوق دبي المالي أو سوق تل أبيب المالي . هل هذا استقلال الجنوب الذي يريده الانتقالي ، أم ما تريده الشرعية من ضم الشمال إلى الجنوب حتى يرتفع السعر ، أليس هؤلاء قادة فاسدين ؟ كل هذا من أجل المال ، لا .. ما أعتقد؟ إنهم معتوهين في عقولهم وفي اهوائهم السياسية . إنهم سبايا ، تهيمن عليهم الدول التي تمولهم ، هم مطايا و بعران يركبون عليهم لتنفيذ مشاريعهم. لأن نظام السبايا هو أحد أركان الشريعة الوهابية المعمول بها في السعودية و الإمارات ، ووفقًا لأحكام الشريعة الوهابية ، يتم تقسيم السبايا إلى قسمين قسم عام للمسلمين ، و خُمس يسلم لسلطة الدولة الإسلامية في الرياض وأبو ظبي . لا نعلم .. رئيس وقادة الصف الأول للشرعية والانتقال من بين الخُمس من السبايا . نطلب من منظمة هيومن رايتس ووتش للبحث وإبلاغنا بمصيرهم ، ونتمنى أن تتحمل المنظمة الدولية مسؤوليتها لتحريرهم من الأسر والعودة بهم إلى ديارهم لإدارة الدولة من أراضيهم.

إذن ، يا ابن الجنوب ، الآن ليس لدينا دولة وطنية ، الذين يديرون البلاد هم أغراب سعوديون و اماراتيون . السبايا من الشرعية و الإنتقالي ، هم موظفين و يؤدون مهام و ظيفية كلفوا بها من قبل الغرباء مقابل مرتبات معينة .

إذن ، يا ابن الجنوب ، لديك الآن طريقة واحدة لانتزاع حقوقك هو الكفاح المسلح ، من خلال حرب التحرير المنظمة . ولا تتبعوا النزوات السياسية لمن يسمون أنفسهم قادة استقلال الجنوب ، هؤلاء بعران و مطايا تستخدم فقط من قبل السعودية والإمارات ، عايشين في فنادق الخمس نجوم و لا يشعرون و لا يهمهم المآسي التي تعيشونها . نحن نعرف قادة استقلال الجنوب الشرفاء عندما تشتد بهم الأزمة وتتزايد المضايقات لعناصرهم تلجأ عناصرهم  إلى شمال الوطن طلباً للمساعدات والدعم أي من اليمن إلى اليمن ، وبالعكس عند تشتد الأزمة في الشمال تلجأ إلى الجنوب من الوطن لمساعدتهم و دعمهم أي من اليمن إلى اليمن وهذا ما فعلة فتاح ، وسالمين ، ومصلح ، وشائع ، وعنتر ، وعلي ناصر محمد وآخرون ، وكذلك فعله الإرياني والنعمان والزبيري وقادة الجبهة الوطنية من المنطقة الوسطى . هؤلاء الشرفاء لم يذهبوا إلى القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد قلاع الحرية . بقوا في اليمن بين شعبهم و أبنائهم وعائلاتهم ، وكانت هاماتهم مرفوعة بصبرهم ومثابرتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم. لم يكونوا مثل القيادة الحالية الشرعية و الإنتقالي وبعض فصائل الحراك . هؤلاء لا كرامة لهم ، شحاذين على ابواب مجالس شيوخ البعران و المطايا ، نذكرهم بقول للإمام الشافعي :

العبدُ حرًّ إن قَنَعْ        و الحـرُّ عـبدٌ إن طـمع

فاقنعْ ولا تطمعْ         شئُ يشينُ سوى الطمع

نذكر الشرعية وهي التي طلبت تدخل قوى التحالف لحماية اليمن والحفاظ على السيادة الوطنية من العدوان الإيراني . الآن من خلال الواقع الملموس على الأرض نسأل من العدو ؟ إيران أو التحالف ، الذي لا يسمح لكم ( هادي و الزبيدي ) بمغادرة السعودية أو أبوظبي الا بتصريح منهم . لأنكم أحد السبايا السعودية – الإماراتية  من الحرب ، وثانيًا ، من يحكم اليمن الآن بما فيهم انتم ، أليس السفير السعودي الذي يحكمكم في مناطق نفوذه ، والإمارات في مناطق نفوذها  ، من الذي يبيع ويؤجر الأراضي اليمنية الآن. . من يدوس السيادة الوطنية لليمن تحت قدمه أليس السعودية والإمارات . و الله ينطبق على الشرعية و الإنتقالي المثل ” العنز تدور للعشاء و العشاء من ظهرها ” معنى المثل : الماعز التي تدور للعشاء و للاكل في ليلة ذبحها ،  و هذا ما وقع فيه الرئيس هادي والرئيس عيدروس الزبيدي . لقد وفرت لنا إيران وسائل الدعم العسكري والتصنيع العسكري لحماية أنفسنا ، والآن علينا أن ندعو الله أن يفك قيود أسر هادي وعيدروس الزبيدي للعودة إلى وطنهم و الى ديارهم . وهم يعلمون أن شعبهم في اليمن أرق أفئدة و ألين قلوباً ، سوف نسير المليونية لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لفك أسرهم من قوات التحالف ، فقط أعطونا إشارة ، و هذا ليس صعب على سبيل المثال ، الرئيس الفرنسي سعى إلى الافراج عن رئيس الوزراء اللبناني الشيخ سعد الحريري بعد أن أسرته القوات الإرهابية السعودية .

إذا إيران بريئة من كل ما قيل عنها. الآلة الإعلامية الإماراتية السعودية قوية ولديها إمكانيات مالية كبيرة ومؤهلة لنشر الإشاعات الكاذبة. للأسف ، صدقناهم وسقطنا في الفخ الذي نصبه لنا السعوديون والإماراتيون ، والفخ الذي تراه اليوم هو تدمير الأرض والحجر و الانسان والحيوان . هم لا يريدون محاربة إيران ، الإمارات لديها علاقات اقتصادية قوية مع إيران و السعودية قريبة من إيران ، فلماذا لا يشعلون الحرب معها ؟ إنهم في الحقيقة أداة الجعجعة الإعلامية تستخدمها الولايات المتحدة وإسرائيل. يعلم الجميع أن الزيديين أقرب إلى السنة من الشيعة ، والشيعة الزيديون يختلفون مع الطائفة الإثني عشرية الشيعية الإيرانية الذي يوحدهم فقط المصطلح (الشيعة). استخدم السعوديون والإماراتيون مصطلح (الشيعة) ليس لغرض عقائدي ولكن لغرض سياسي لخلق عداوة بين الشماليين و الجنوبيين على أساس أيديولوجي مذهبي . في الحقيقة نحن اليمنيون مذهبياً نختلف مع السعودية والإمارات الوهابية المتطرفة . بدأت  الخلافات مع الوهابيين السعوديين عام 2009 والرئيس هادي يعلم ذلك جيداً ، هنا إيران ليس لديها عداوة مع اليمن ، صحيح تواصل معهم الحوثيين لدعمهم ، وقد تواصل معهم قيادات من الحراك الجنوبي و منهم السيد عيدروس الزبيدي لكن اغراءات قوى التحالف المادية اكبر ” النفس لأمّارَةٌ بِالسَّوءِ ” و الايرانيين مستعدون  للتواصل مع كل مناضل حر و  شريف.

نحن اليمنيون الآن في حالة ضعف وأرضنا محتلة وهذا لا يعيبنا لأن السعودية تعرفنا. و الله يقول ” إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القوم قرحٌ مِثلهُ ” و تلك الأيام نُداوِلُها بين الناس ” . لكن يمكننا استخدام قدراتنا البسيطة كالمطبوعات و المنشورات والاجتماعات العامة ( جلسات القات ) ، و لا نخف من الذين يسمونهم قوات الشرعية أو الانتقالي ( الاحزمة و النخب ) ندخل و سطهم عبر العمل السري و عبر صلة القرابة و المناطقية .. الخ هؤلاء هم أخواننا و أبناؤنا ، نذكرهم بالمواقف البطولية لأفراد الجيش الفيدرالي الذي أسسته بريطانيا و تدفع لهم المرتبات و في مواعيدها ، لكنهم شرفاء تعاونوا مع اخوتهم الفدائيين ونذكرهم أيضًا أن الجيش الفيدرالي تعاون مع الفدائيين للسيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين في 20 يونيو 1967 رداً على العدوان الإسرائيلي .

الآن يجب علينا حشد همم جميع الرجال والنساء والشباب والشيوخ ضد الاستعمار السعودي – الإماراتي – الإسرائيلي وتلقينهم دروسًا مماثلة لما قدمناه سابقًا للمستعمر البريطاني ، من الانتفاضات الشعبية إلى المقاومة المسلحة ضدهم في كل مكان. و تجربة المقاومة الجنوبية تشهد على ذلك . في أغسطس 1964 عندما استخدم مسلحو الجبهة القومية إطلاق النار لأول مرة في عدن ضد البريطانيين وكبد المستعمر خسائر بشرية ومادية كبيرة ، بعدها جمع المستعمر حقائبه وغادر أرض الحرية. والاستعمار السعودي الإماراتي أسهل ، سيجد مقاومة على الأراضي اليمنية ويمكن نقلها إلى ارضهم . الغرب لم يتسامح مع تدمير آبار النفط والغاز وأرامكو ، الغرب سيتخلى عن آل سعود حرصاً على مصالحه ، إما الإمارات أسهل بكثير لأن سكانها أكثر من 90٪ من غير الإماراتيين يمكن تجنيدهم . ونعلم أن عملائهم  اليمنيون كثر ، و منهم من نسميهم بالعامية ( القيادة التاريخية الوطنية ) نعم لا ننسى دورهم النضالي ، لكن الكثير منهم باعوا انفسهم . هدفهم الآن هو جمع الثروة ولا يريدون العودة للوطن ، جندتهم الرياض و أبوظبي  لكسر الهمة ، وزرع الإحباط عند اليمنيين ، و تشجيع المواطنين على الانحناء للذل كأمر واقع . قد صدق السفير على عبدالله البجيري في كل ما كتب عن مأساة قوم من اهلنا شاركوا باسلحتهم الشخصية مع قوى التحالف القذر ، ورغم صمودهم معه وتضحياتهم . الآن يكافئهم التحالف بوقف مرتباتهم وهي مصدر أرزاقهم الوحيدة . الآن لهم ثمانون يوماً وهم معتصمون أمام معسكر التحالف في عدن، مثل المتسولين يطلبون صدقة ، دون استجابة ولا لفتة احترام هذه الوجوه الشاحبة والأعمار المسنة ولا لأمجادهم الخالدة. انها صدمة لكل اليمنيين من عدن الى المهرة من صعدة إلى بحر العرب و جزيرة سقطرى ، على التحالف ان يرحل فهو غير مرغوب به .

كاتب و محلل سياسي يمني

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا