التطبيع مقابل التعويض / أسعد العزّوني

بعد سنوات من السرية.. التطبيع علني بين الإمارات وإسرائيل - عنب بلدي 

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 28/9/2020 م …




محطة إسفاف أخرى وضعنا فيها أبناء التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب ،الذين يهرلون خانعين للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،بحجة واهية معلنة وهي الخوف من إيران،مع أن هرولتهم هذه جاءت خنوعا لضغوط المقاول ترمب ،كي يضمن فوزه مرة أخرى في الإنتخابات الرئاسية المقبلة،وضمان حماية اللوبي الصهيوني في أمريكا له ،ومنع الأمريكيين من الإطاحة به.

آخر ما طلع علينا به اليهودي الجنوبي اللبناني الصهيوني الصغير ،عضو ما يسمى بجمعية النازحين اليهود العرب إيدي كوهين على شاشة آر تي الروسية،أنهم سيشترطون على الحكومة الإسرائيلية  إغلاق ملف تعويضات اليهود العراقيين الذين غادروا العراق إلى  فلسطين المحتلة بعد عام 1948،حتى لا يتكرر خطأ معاهدة كامب ديفيد مع سادات مصر المقبور،وهم بذلك نادمون على توقيع المعاهدة دون إغلاق ملف تعويضات اليهود المصريين،وقد شن كوهين هجوما شديد اللهجة على كل من الكويت والجزائر لرفضهما التطبيع مع إسرائيل ،وطالبهما بدفع تعويضات لليهود الذين غادروهما،غامزا من قناة الكويت التي أسقطت جنسية اليهود الذين غادروها.

مستدمرة إسرائيل الخزرية برمتها قامت على الأساطير والخرافات والتضليل والكذب والتزوير،بعد ظهور النفط في الخليج عام 1905،ورسو المناقصة على فلسطين ،لضرورة وجود جسم غريب وذراع عسكري للغرب المتصهين في المنطقة ،وفق بنود وثيقة كامبل السرية الصادرة عن مؤتمر كامبل الإستدماري في لندن عام 1907.

إستمرأت الصهيونية السير في مسارات الأساطير والتضليل ،وإنسحب ذلك على العرب اليهود الذين أجبرتهم الصهيونية والإستدمار البريطاني على الخروج من اوطانهم العربية الأم ،بعد إفتعال حوادث “إرهابية “ضدهم نفذها أتباع حكام تلك الدول الموالين لبريطانيا بعد رشوتهم بمبالغ كبيرة ،مثل الملك فاروق في مصر ونوري السعيد في العراق والإمام البدر فيي اليمن والسنوسي في ليبيا والسويدي في العراق الذي بنى له قصرا كبيرا في لندن وإستقر فيه،ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن اليهود الغربيين في البداية  رفضوا الإستجابة لدعوات مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل بالهجرة إلى فلسطين ،وقالوا له أنهم لن يتركوا أوطانهمم الأم،وعبروا عن قناعتهم بعدم إيمانهم بأحقيتهم في فلسطين،لكن الصهيونية وبالإتفاق مع صناع القرار في الغرب المتصهين  الراغبين في التخلص من يهود ،ضغطوا على مواطنيهم من اليهود بطرق شتى لإجبارهم على الهجرة ،وإرتكبت عمليات إرهابية دمرت أحياء يهودية بكاملها،ولم تسلم حتى تركيا من تلك العمليات.

وضمن هرطقاته قال كوهين أنه لا دخل للدولة الإسرائيلية بصندوق تعويضات العرب اليهود ،مع أنه أسس قل عشرات السنين بإشراف وزارة الخارجية،ولا نريد الغوص في طريقة أداء هذا الصهيوني الصغير الذي أنيط به ملف التطبيع الإعلامي العربي أيضا ،وبات يحظى بعلاقات واسعة مع الإعلاميين المطبعين العرب هنا وهناك ،وأصبح ظهوره الإعلامي متصلا كناطق رسمي  لمستدمرة الخزر في فلسطين،وتعج وسائل التواصل الإجتماعي برسائله المستفزة للشعوب العربية مثل:نحن نطبع مع دولكم غصبا عنكم،والسيسي صهيوني أكثر مني ..وهكذا دواليك…..

يبلغ حجم التعويض المطلوب من الدول العربية لمواطنيها  اليهودي الذين أجبروا  على المغدرة بحجة كراهية العرب لهم ،نحو 250 مليار دولار منها 100 مليار من السعودية ،كما أنهم يطالبون إيران أيضا بدفع 100 مليار دولار كتعويضات ليهودها الذين غادروا في ظل الشاه،ويدعي أحدهم أن جده كان يمتلك بئر نفط في إيران.

ما يجري من تطبيع عربي مع الصهاينة لا يهدف إلى تحقيق السلام ،لأن أحدا أصلا لم يشتبك مع إسرائيل بحرب حقيقية ،بل كانت المواجهات معارك ممسرحة متفقا عليها وفق مبدأ سلّم وإستلم ،ولا نستثني من ذلك حرب رمضان 1973 التي إنتهت بتحويل الإنتصار المصري على إسرائيل إلى هزيمة نكراء بعد سماح السادات المقبور بحصار الجيش الثالث المصري…….

إن ما يجري هو تنفيذ قسري لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كرّسه شيمون بيريز المقبور ويقضي “بتلاقح العقل اليهودي الذكي مع المال العربي السايب”وهذا ما يجري،وسنرى الصهاينة يتشاركون مع المقاول ترمب في حلب دول الخليج لإفلاسها ومن ثم تقديمها لإيران لقمة سائغة.

قد يعجبك ايضا