صفعة روسية لمسرحية العقوبات الامريكية / كاظم نوري

الكباش الأمريكي الروسي الصيني لا زال مستمراً.. واشنطن تخشى روسيا، رغم تفكك الاتحاد السوفييتي

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 23/9/2020 م …




كم  يكون مقبولا ومحترما عندما تاتي العقوبات ” دولية حقا” وليس امريكية او غربية صرفة باجماع كل الدول لا ان تكون  عقوبات كيدية  مرفوضة حتى من حلفاء ” ماما امريكا” اذا استثنينا حكومات خانعة  ذليلة تملي عليها واشنطن ما تريد  او انظمة ” الرعاع ” والمتخاذلين و المنبطحين” الذين يمسحون احذية العسكريين الامريكيين ودفع المقسوم  مقابل حماية انظمتهم   ليكونوا اول الراكعين للقرار الامريكي  الاخير  ضد ايران وغيرها من الدول التي لاتروق سياستها للبيت الابيض.

فقد وقع الرئيس الامريكي ترامب على مرسوم بفرض عقوبات اقتصادية على اية جهة تسهل توريد اسلحة غير نووية الى ايران كما قال روبرت اوبراين مستشار الامن القومي الامريكي.

 الشيئ المثير للضحك ان ايران التي تنتج معظم اسلحتها الدفاعية كما تقول تتعامل مع دولتين في مجال التسلح هما روسيا والصين والى حد ما كوريا الديمقراطية التي تغص بها الحنجرة الامريكية عندما نورد اسمها  لانها لاتستورد من اي بلد اخر حليف للولايات المتحدة والحالة هذه فان روسيا والصين ستواصلان علاقاتهما مع ايران  دون تردد ولن يكترثا باي اجراء امريكي احادي بعد ان ذهب مسعى الولايات المتحدة لتحشيد الدول ال 15 الاعضاء في المجلس لدعم مشروعها  ادراج الرياح  ووجد طريقه فقط الى ” مكبات القمامة”.

وحتى تضفي شيئا من ” البهارات عديمة الطعم ” على قرار الحظر بعد افلاسها في اروقة مجلس الامن ادرجت واشنطن  اسم الرئيس الفنزويلي مادورو ضمن الحظر لتعاون بلاده مع ايران.

ماذا بعد ؟؟

مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قالها بكل وضوح وصراحة التعاون الروسي الايراني يمضي  الى امام حسب حاجة البلدين وان روسيا لاتخشى من الحظر الامريكي لبيع الاسلحة  الى ايران وان روسيا اعتادت على الحظر الامريكي ولم يعد يخيفها ذلك وان هذه القضية لن تؤثر على سياستنا اطلاقا.

ووصف التعاون مع ايران بانه متعدد الاوجه  والتعاون العسكري يمضي قدما حسب حاجات ورغبات الطرفين.

هكذا كان الرد الروسي على التهديدات الامريكية بمعاقبة الدول التي  تتعاون عسكريا مع ايران. ربما الصين لها نفس التوجه ايضا لتصبح العقوبات الامريكية مجرد حبر على ورق وعلى ترامب والمحيطين به ان ” ينقعوه في الماء ويشربونه” لتخفيف الهستيريا في رؤوس سادة البيت الابيض .

هل تفرض واشنطن  حظرا جديدا على روسيا والصين ونحن نسمع كل يوم من وزارة العدل الامريكية وغيرها من الوزارات  قرارات عجيبة غريبة ولم يبق سوى الشركات المسؤولة عن ” المياه الثقيلة” قد تلتفت لها الادارة الامريكية يوما لفرض حظر عليها.

في كل مرة تعلن حظرا على جهة او شركة اومؤسسة يتضح ان لاصلة لها اساسا بالمؤسسات الامريكية او البنوك الامريكية والا من غير المنطقي مثلا ان تفرض قيودا على حسابات لشخصيات ايرانية او لبنانية اوفنزويلية وحتى روسية  او صينية لاحسابات لها اصلا في الولايات المتحدة من هنا يبدا فصل المسرحسة المضحك ” مسرحية العقوبات ” او الحظر الاحادي الجانب.

نعم هناك ارصدة واموال موجودة لدولة ما لكن الولايات المتحدة ” وضعت يدها عليها ” سرقتها” مثل استقطاعات ” صندوق النفط مقابل الغذاء” المتعلق بالعراق  ولم تطالب به السلطة التي اعقبت غزو واحتلال البلاد عام 2003   كما  سرقت بريطانيا اموالا ايرانية قديمة طالبت بها طهران  تعود الى عهد الشاه جراء صفقة دبابات ” تشيفتن” لم تنفذها لندن في حينها تقدر بنحو 400 مليون جنيه استرليني .

عقوبات عديمة الجدوى لان ايران تخضع للعقوبات الامريكية  منذ اكثر من اربعين عاما .

ما الذي تغير؟؟

انها مجرد ممارسة ضغوط قد تعقبها  استفزازات عسكرية امريكية جراء افلاس الموقف الامريكي والعزلة التي واجهتها واشنطن دوليا  لجر ايران او اوغيرها من الدول التي تستهدفها الولايات المتحدة  الى عمل عسكري بهدف ارتكاب  مغامرة غير  محسوبة النتائج تسعى ادارة ترامب  لاستغلالها في الانتخابات الرئاسية الوشيكة بعد ان لوحظ ان طاقم الحزب  الحاكم  في الولايات المتحدة يصر على  رئاسة  ثانية بزعامة المهووس ب” العقوبات ”  ترامب.

قد يعجبك ايضا