إتفاق الإمارات – إسرائيل .. السبب والتداعيات / أسعد العزّوني

الإعلام الإسرائيلي يمهد للقاء مرتقب بين محمد بن زايد ونتنياهو - إمارات ليكس

أسعد العزّوني  ( الأردن ) – السبت 5/9/2020 م …




أقدم ولي عهد أبو ظبي “مبز” الذي يحكم إمارات ساحل عمان المتصالحة بيد من حديد،على تعليق الإتفاق الذي هز الساحة العربية المستباحة من الماء إلى الماء،وأعطى دفعة إنتخابية مؤقتة لكل من الرئيس ترمب وكيس النجاسة الصهيوني حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،لسب أكثر من وجيه وهو إصرار الصهاينة وعلى رأسهم النتن ياهو على رفض تزويد أمريكا بصفقة طائرات إف 35 المتطورة،وهذا بحد ذاته خبر مفرح أن حاكما عربيا ثأر لكرامته وإتخذ القرار الصحيح.

لن نسب أو نشتم أحدا في هذا المقال ،لأن الآخرين فعلوا ذلك ،ولكننا سنغوص في أعماق فكرة الإتفاق من ألفه إلى يائه:

بدات فكرة إعلان المصالحة بين مستدمرة الخزر في فلسطين والإمارات، عندما طلب “مبز”شراء طائرات إف 35 المتطورة من أمريكا بقيمة عشرة مليارات دولار،وعندها سال لعاب ترمب ،لكنه أوضح له أن إسرائيل ستعارض الفكرة وبالتالي عليه التفاهم مع النتن ياهو.

راقت الفكرة لولي عهد أبو ظبي فاتصل مع النتن ياهو الذي عرض عليه عقد معاهدة سلام بين الطرفين ،ولم يمانع “مبز”وكأن الأمور تسير وفق مخطط مرسوم،وتذرع ولي عهد أبو ظبي بأنه أراد من وراء الإتفاق وقف ضم الأغوار الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية ،ولا شك أن هذه كانت سقطة ما بعدها سقطة للمسؤول الإماراتي الأول الذي ظهر وكأنه يعمل بدون مستشارين،لأن الصغير قبل الكبير يعلم جيدا أن حل القضية الفلسطينية بات من سابع المستحيلات ،وخاصة في هذا الظرف العربي المتهالك.

كان المسؤولون الإسرائيليون حريصين على إحراج  حاكم الإمارات منذ اللحظة الأولى لإعلان الإتفاق،عندما أكد النتن ياهو على تنفيذ خطته في الضم ،سانده في ذلك مسؤول امريكي رفيع بقوله أن تأجيل الضم ليس بهدف الإلغاء،وهكذا نستطيع القول ان الإتفاق ولد مشوها من رحم مريض أصلا.

نعود إلى بيت القصيد الذي أدى إلى إيعاز “مبز”بوقف الإتفاق، وهو أن الصهاينة أبلغوا الجميع رسميا بعدم موافقتهم على بيع الإمارات طائرات إف 35 ،وقال وزير المستدمرات أن إسرائيل لن توافق على بيع ولو برغي واحد من هذه الطائرات لأي دولة في الشرق الأوسط،وكان النتن ياهو أشد غباء من وزيره في هذا الخصوص ،لأنه بغبائه المستفحل ضيّع بنكا مركزيا لتمويل مشروع الشرق الأوسط الجديد الحريصين على تنفيذه.

أما عن تداعيات هذا الإتفاق المعلق فحدث ولا حرج خاصة على الموقف الفلسطيني الذي بات بعد رحيل أبو عمار أشبه بغربال ممزق،إذ ان قيادة سلطة أوسلو خالفت الموقف الشعبي الفلسطيني الرافض لإتفاق الإمارات،وظهر رئيس السلطة محمود عباس بكل الحماس معتذرا من حاكم الإمارات ،وتعهد بأن تكون أولى زياراته الخارجية المقبلة إلى الإمارات،وبطبيعة الحال فإن موقف أرملة الزعيم ياسر عرفات إبنة الصحفية ريموندا الطويل المعروفة سهى عرفات ،التي ظهرت على الشاشات الإسرائيلية تهدد وتتوعد قيادة سلطة اوسلو في رام الله بانها ستحرق الأخضر قبل اليابس كان أسوا بكثير من موقف قيادة السلطة ،كما اعتذرت عن قيام فلسطينيين بحرق علم الإمارات،وكشفت أنها تتعامل مع الموساد والشاباك ،وبالتالي فانها تدين الرفض الفلسطيني الشعبي  لإتفاق أبوظبي المعلق مع مستدمرة إسرائيل الخزرية.

وعند الحديث عن الموقف العربي الأكثر من مهلهل فإن الأمر مخجل لأن الجميع في سلة واحدة ،وربما شعروا بالصدمة لقيام”مبز”بتعليق الإتفاق لأن ذلك سيؤخر إعلان عقد قران النتن ياهو عليهم وإشهار الزواج السري رغم أنه أنجب الكثير من الذين دخلوا مرحلة الهرم.

أما موقف قيادة الإمارات نفسها فكان أكثر من مخجل بسبب التحول المفتعل في الموقف الإماراتي من الصهاينة ،وقد ظهر رجل دين  حصل مؤخرا على الجنسية الإماراتية ،بمظهر أثار حيرة حتى أحبار اليهود لأنه تطاول على شعبه الفلسطيني وقال لهم أن اليهود والقردة أفضل منكم وأنكم لا تستحقون القدس.

مجمل القول فإننا نقول :رب ضارة نافعة،فما يجري حاليا ليس بغريب علينا ،ولن يقدم أو يؤخر بالنسبة للقضية الفلسطينية التي عبث فيها البعيد قبل القريب،وأثبتنا جميعا اننا لسنا من كتب الله لنا فضل التحرير ،لأننا ابتعدنا عن الله وإبتغينا غيره ونحن نعرف فضله ،فابتلانا بمن لا يخافه ولا يعرفه.

قد يعجبك ايضا