” الأردن العربي ” يتجوّل في بيروت … ذهول ووجوم ، شرود وعدم تصديق للّذي حصل!!




“عند السابعة والنصف، من صباح اليوم الأحد، وبعد أيام من انفجار هائل، أدمى وجه بيروت الجميلة، وقتل دبيب الحياة في شوارعها.. فمدينة الفرح والمطاعم والرياضة الصباحية والشمس والبحر، حزينة متشحة بالسواد”.. هكذا يبدو حال العاصمة اللبنانية، لليوم السادس على التوالي.

من جوار مرفأ بيروت، كان ” الأردن العربي ” حاضرا، اليوم الأحد، حيث انفجر بركان الموت، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أحياء الجميزة والرميل ومار مخايل ووسط بيروت، جولة في مدينة يلفها الموت والخراب والدمار.

رصد “مراسلنا”، مشاهد الخراب والدمار والموت.. سيارات محطمة، بنايات مهشمة، منازل تاريخية منهارة، مرافق عامة مدمرة، شركات تحطمت بالكامل.

الانفجار القاتل تحرك كلمحة بصر في الشوارع، تسلل إلى الأزقة، صعد إلى الأبراج العالية، دمر كل شيء واجهه، في لحظات أحال أحياء واسعة من مدينة بيروت إلى ركام.

يقول “مراسلنا”، “مشاهد لا تصدق، شوارع كانت عامرة بالحياة والحركة أصبحت كصحراء مقفرة، منازل كانت عامرة بالسكان أصبحت مهجورة، ركام في الشوارع، نوافذ ممزقة، أشجار اقتلعت، منشآت طبية وتعليمة خرجت عن العمل، مطاعم مستشفيات مدارس محطات وقود كل شيء انتهى، خسائر لا تحصى، أضرار تكلف المليارات”.

يتساءل أحد المنكوبين في حديثه لـ”مراسلنا”: “من يزيل هذا الركام، من ينظف الأبنية، من يعيد الإعمار، من يرمم الأضرار، فالحكومة مفلسة، والشعب منهك اقتصاديا”.

دخلنا إلى قلب الأحياء، وإذ بشباب وشابات ينظفون الطرقات، عمال ينقلون أثاثا مدمرا أو يزيلون زجاج الشرفات والنوافذ، متطوعون منذ الصباح الباكر يوزعون الطعام أو ينصبون الخيم لخدمة الأهالي، عناصر من الدفاع المدني هنا وهناك، وعناصر من الجيش اللبناني تحمي بعض المداخل.

وهو يقف على مشارف مرفأ عمره آلاف السنين، يقول شاب لبناني، لمراسلنا، بعد استراحة يلتقط فيها أنفاسه، عقب ساعات متواصلة من العمل: “لم يعد هناك مكان للفرح في بيروت، فالمدينة ما عادت كما هي، فالحزن الوجوم يرتسم على كل الوجوه، حزنا على من غيبهم الموت في لحظات”.

في لبنان، تتكرر اليوم ذات الأسئلة، فمن قابلناهم، لسان حالهم، “يا ترى من يزيل آثار الانفجار، ومن يعوض الأضرار؟، فالمرفأ دمر في لحظات، وتناثرت المعدات والآليات والتجهيزات في كل مكان، وخسائر التجار هائلة، والحرائق حولت المرافق للون الأسود، فمن يعيد تلوين بيروت بالحياة!”.

ناس مذهولون وقفوا على تلة مرتفعة ينظرون للمرفأ، لا أحد يقدر على منع الدموع، فالواجهة البحرية لبيروت ممزقة.. سيارات حطمها الانفجار لا تزال في مكانها شاهدة على هول النكبة، فيما عشرات الإعلاميين في تغطيات صباحية من المكان.

 

قد يعجبك ايضا