إسرائيل فرصة لأبناء الصدفة في “إمارائيل” / أسعد العزوني

ترمب والسعودية يفجران العراق مجددا..السنّة مهابيل! / أسعد العزوني ... 

أسعد العزوني ( الأردن ) – الإثنين 15/6/2020 م …




كانت إمبراطورية بريطانيا العظمى على حق من وجهة نظر إستدمارية إمبريالية بطبيعة الحال،عندما مهدت لمشروع الشرق الأوسط الجديد،وفرضت بعض قبائل التيه اليهودي في صحراء العرب ،ولاة أمور في الجزيرة التي إكتشف فيها النفط عام 1905،وقامت بريطانيا بتحديد مصير المنطقة برمتها في توصيات مؤتمر كامبل السري  عام 1907،تحت إسم “وثيقة كامبل السرية”التي تم تطبيق كل بنودها بحذافيرها ،بسبب عداء ولاة الأمور أبناء الصدفة في الجزيرة ،وفي مقدمتهم آل سعود،وينافسهم حاليا عيال زايد.

بالأمس فاجأ سفير أبناء الصدفة في  إمارائيل بواشنطن يوسف العتيبة الرأي العام الإسرائيلي بمقال طويل عريض وباللغة العبرية،في صحيفة يديعوت الأكثر إنتشارا في مستدمرة الخزر التلمودية الصهيونية ،يصف مستدمرة إسرائيل بأنها فرصة للإمارات وليست عدوا ،وكانت الرسالة بمثابة خارطة طريق لخلق شرق أوسط جديد في المنطقة،وقد تضمنت هذه الرسالة العديد من النقاط المبكية –المضحكة في الوقت نفسه،مثل تحذير إسرائيل من ضم الأغوار،إذ كتب :إما التطبيع أو الضم!!ويبدو أن فهلويته أنسته أننا نحسن قراءة الواقع.

ومن جملة المضحكات المبكيات أيضا قوله أن لدى إسرائيل وامارائيل جيشان قويان،ولا أدري  خريج أي مدرسة هلوسة هذا السفير الذي لا يظهر طيلة اليوم إلا ثملا،وهو الذي قال لمقربيه الأمريكيين أن التحالف الإمارائيلي مع السعودية ليس حبا بالسعوديين ،بل لتوريطهم والإنتقام منهم لثارات قديمة،وهذا ما يفسر توريط إمارائيل للسعودية في اليمن ،إلى درجة أن هناك من يقول أن القرار السعودي يتم إتخاذه في أبو ظبي،التي تعرقل أي بادرة لطي ملف كارثة الخليج وحصار قطر.

لا أدرى كيف سمح لهذا السفير نشر مثل تلك الرسالة والقول أن للإمارات وإسرائيل جيشان قويان،وربما وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل وجيشها يهيأ له ولأمثاله أن الجيش الإسرائيلي قوي لأنه إنتصر على جيوش عربية ،دون علم منهم أن الحروب الإسرائيلية العربية كانت ممسرحة ومتفق عليها ،وهم بطبيعة لا ينظرون إلى الهزائم المريرة التي تكبدتها إسرائيل في مواجهاتها مع المقاومة الفلسطينية ،ومع الجيش الأردني في معركة الكرامة ومع حزب الله،أما بخصوص جيش الإمارات،فربما أعجز عن الحديث عنه ،لأنني لا أرغب في الحديث عن شيء لا وجود له.

واضح أن الإمارات  تنافس  السعودية وتسابقها رغم وساخة أدوات السعودية مثل المدعو عبد الرحيم الغبين وتركي الحمد وآخرين،وقد فضح صحفي إسرائيلي السفير الإماراتي العتيبة بقوله أن رجل الأعمال والملياردير اليهودي “حاييم سافان”هو الذي نصح السفير العتيبة بنشر رسالة مطولة وبالعبرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت ” لمخاطبة الإسرائيليين وفي هذا الوقت بالذات.

ويذكر ان هذه الرسالة سبقها سرب طائرات عسكرية إماراتية هبطت في مطارات إسرائيل العسكرية عام 2017 ،للمشاركة في قصف  قطاع غزة حسب ما كان مخططا وتأجل ،وما يزال هذا السرب موجودا في المطارات الإسرائيلية،كما هبطت قبل أيام طائرة مساعدات إماراتية لإسرائيل في مطار بن غوريون في رسالة مزدوجة موجهة للأردنيين والفلسطينيين،وأختم بالقول أننا تعبنا من هرطقات أبناء الصدفة هنا وهناك.

 

قد يعجبك ايضا