عندما يصبح تاريخ عصر ” كلكامش ” صدر الاسلام… يا للمهزلة ! / كاظم نوري

العراق

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 21 / أيار ( مايو ) / 2020 م …




منذ فترة طويلة سبقت احتلال العراق كنا  نشهد  نقاشا  بين جماعات المعارضة المناهضة للنظام الحاكم حول الوضع بالعراق قبل الغزو  الامريكي البريطاني للبلاد ذلك النقاش كان يتناول مسالة  

 ” اسقاط نظام صدام عراقيا” او الاستعانة بالاجنبي من اجل اسقاطه ” وكان جميع الموالين لفكرة الاستعانة بالاجنبي لاسقاط صدام لم يفرقوا  بين “النظام الحاكم والعراق كوطن”.

  وهناك اصوات كانت تنادي باسقاط النظام الحاكم وليس تدمير العراق وكانت تفرق بين” النظام الحاكم والعراق الوطن”  لكن الذي حصل في نهاية المطاف  منذ الغزو  والاحتلال عام 2003   وحتى الان هوتدمير وليس تحرير العراق .

 وعندما كنا نؤكد على  التمييز بين النظام الحاكم والعراق يعتبرالاخرون هذا الموقف مواليا للنظام وان ” الوطنية ”  بالنسبة لهم  وضع اليد بيد الاجنبي والاستعانة به علما ان الاجنبي نفسه ” والامريكي ” بالذات كان يمرر اية معلومة تتعلق باسقاط النظام الى النظام نفسه حتى يقطع الطريق على اي تغيير عراقي ليتصدر هو المشهد وهذا ما حصل في نهاية المطاف حيث الخراب والدمار  .

بمعنى كانت ” الوطنية” من وجهة نظر اولئك” العملاء”  الذين ينشدون التغيير بايادي الاجنبي  ان توالى الاجنبي وخلاف ذلك فانك ليس وطنيا ” .

لن نستغرب مثل هذه المفاهيم  الخاطئة اوالجهل المتعمد احيانا اذا حصل ابدا من جماعات موجودة في السلطة منذ عام 2003 وحتى يومنا الحاضر  دون ان نستثني احدا .

في حديث متلفز  نقل على اكثر من فضائية تحدث  رئيس الحكومة الجديد في العراق عن بطولات العراقيين بالتصدي للارهابيين واورد في حديثه ” ملحمة كلكامش” باعتبارها تمثل رمزا للنضال في صدر الاسلام .

 شيئ مؤسف ان يقع مسؤول بمستوى رئيس حكومة بخطا تاريخي كان من الاولى ان لايتطرق له طالما انه لايلم بعلوم التاريخ.

فليس عيبا عندما يكون الانسان ليس ملما بامور تاريخية لكن العيب كل العيب  هو ان تورد معلومات خاطئة سواء كانت تاريخية او غير تاريخية وتتحدث بها امام الفضائيات ربما يمر بعضها على الذين ليست لديهم معلومات تاريخية  لكن ذلك لن يمر على المواطن و المثقف العراقي الواعي .

لاندري ربما رئيس حكومة العراق اراد ان يورد امثالا محاولا بذلك التدليل على انه  ضليع ب معلومات ” مثيرة و”كبيرة”  بحجم ” ملحمة كلكامش”.

 تذكرت وانا اشاهد واستمع ” الى ” الفيديو” بصوته بحضور قادة عسكريين تذكرت تلك الرواية التي تقول :  كان  الاب  ينصح ولده عندما يجلس ” في الديوان”  ديوان العشائر الذي يضم نخبة  كان ينصحه بان ” يحجي اكبار” امام الحضور حتى يدخل في عقولهم بان هذا الشخص المتحدث  لديه خبرة ودراية ومعلومات  اي انه  ” يفتهم”  .

وفي يوم جلسة ”  الديوان ” الذي كان يغص بالحاضرين  حضر الابن والاب وجلسا في الديوان واذا بالابن معتقدا انه سوف ينفذ نصيحة والده   فصاح  بصوت عال ”  بعير” الاب بادره بغمزة عين فسرها الابن على ان ما اورده الوالد وفق وصيته ” احجي اكبار” ربما يحتاج الى ” اكبرمن ” البعير” حجما فصاح باعلى صوته ” فيل”.

شيئ مثير للاسى ان يتحدث شخص ما عن مسالة تاريخية لم يكن ملما بها اصلا.

  اما التاريخ وهنا تكمن الماساة فلا يمت بصلة الى ” صدر الاسلام” لان ملحمة كلكامش كانت  حتى قبل الميلاد ولم  يكن هناك لا اسلام ولا ديانات اخرى سبقت ذلك.

والى من  تفوته هذه الامور تاريخيا  فان ” عصر كلكامش” وقصيدته الملحمية القديمة التي   صنفها الكاظمي ” خطا”  في حديثه المتلفز   بانها  في صدر الاسلام ” تعد ثاني اقدم الاعمال الادبية العظيمة في بلاد الرافدين القديمة.

 ويعود تاريخ  القصائد الى عصر سلالة اور الثالثة ويعود تاريخها الى القرن الثامن عشر قبل الميلاد.

ولقيت قصة الملحمة اهتماما متزايدا  وترجمت الى العديد من اللغات وتظهر في العديد من الاعمال الادبية الشهيرة.

يبدا التاريخ الادبي لملحمة ” كلكامش” بخمس قصائد ويعود   ناريخها الى عصر سلالة اور الثالثة وليس الى صدر الاسلام كما ورد على لسان رئيس الحكومة العراقية .

 

قد يعجبك ايضا