تقدير موقف: لمن ينحاز الملك؟ / محمد احمد الروسان




المحامي محمد احمد الروسان* ( الاردن ) – الخميس 7 / أيار ( مايو ) / 2020 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

= الهندسة الاجتماعية الجديدة للديمغرافيا الأردنية.

= المكاسب الأقتصادية هي المحرك للعقل السياسي.

= تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية للعالم:

= بفعل الفالقة السورية المتحركة كصدع زلزالي.

الخليج يفقد طابعه العربي سكّانياً، أي  ديمغرافياً، بسبب تدني نسبة العرب فيه لصالح عمالة أجنبية، ويمكن أن تتحول ساحاته الى مستوطنات، كيانات غير عربية، أي خليج بأقلية عربية أو لا عربي، وذلك على ضوء هبوطات بنسبة العرب في مملكات قلقه، الى عشرة وعشرين وفي السعودية وحدها الى 50 في المئة، والدراما الخليجية تقدح : مسلسلي: أم هارون ومخرج 7.

من مملكات القلق العربي على الخليج تحول الدولار من الذهب إلى النفط، ومن الخليج يتم إعادة تخليق وترتيب لوضع الدولار من جديد، عبر فوبيا كارونا، وفوبيا الصين وروسيا، وفوبيا إيران وحزب الله، والعلاقة مع الكيان الصهيوني، بعبارة أخرى ومختلفة ومحاولة في تقريب الفكرة واستيعابها عبر المثال التالي: الحلس(بكسر الحاء وتسكين اللام): هو الثوب الناعم الذي يكون بين ظهر الدابّة والسرج، وهذا في علم الاجتماع السياسي، يسمى الطبقة الوسطى(في بلادنا جهدت الدولة الأردنية لدينا وحكومتها كما جهد الملك، على حمايتها قدر المستطاع – هذا ما قبل كارونا، بالرغم أنّه لا طبقة وسطى في الأردن، وجاء المشير الركن كارونا، ليقضي على ما تبقى من الحلس – أي الطبقة الوسطى، فصرنا طبقتين فقط: طبقة تزداد غنى فاحش، وتشكل الدولة العميقة المالية الجديدة، دولة البانكرز والصيرفة،…. الخ، انّها دولة تآخي اللصوص – الدولة الموازية، التي تسرق الجميع بالجميع، وهي من أكلت علف الدابة لشطب الحلس الطبقة الوسطى، حيث الحلس هو العدو الاستراتيجي لها، وتستغل هذه النعاج المالية أزمة كارونا، فقضمت عشب غيرها اليومي، لأضعاف الدولة العميقة التقليدية، والتي تشكل عصب الوطنية الاردنية.

مقابل تلك الطبقة ثمة طبقة وطبقة، تزداد فقراً على فقر، وقد يشي كل ذلك الى ثورة جياع قادمة في قطرنا الاردني وصراع طبقي دفين(أفواه واسعة)، ليسهل تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني، وعلى حساب النظام السياسي الأردني لصالح نظام بديل، بين الملاّك(أصحاب رؤوس المال)والطبقة العاملة، فلمن ينحاز الملك هنا؟ الى طبقة البانكرز والصيرفة، طبقة تآخي اللصوص، أم الى الطبقة العاملة الكادحة القادحة عصب الوطنية الأردنية؟.

من جهة ثانية: بينما تعمل الأمم على تقييد رأس المال وتعزّز دور الدولة، يتم الآن في الاردن شطف واستجداء لصوص رأس المال لمواجهة الجائحة بالتصدق ببعض ما سرقوا – مفارقة عجيبة اليس كذلك؟ وعندما نقول أن شعبنا الاردني يعرف كل شيء عن هؤلاء اللصوص، فهو قول تأثيره كأثر المخدر القوي، فطالما يكتفي أنّه يعرف ويصمت، فهذا أسوأ من الجهل، وأسوأ منه قوى لم تستعيد الشارع بعد.

انّ مصطلح البرجوازية الوطنية، مع قياستك له على معظم القطريات العربية بما فيه القطرية الاردنية، فلا يسعفك من الفكر ما يبرر هذه التسمية، وقبل الدخول في تفاصيل شرائح البرجوازية تميل الى القول والاعتقاد أنّ التسمية الصحيحة هي البرجوازية المحلية، تحاشياً لأختلاط وتخبط الوعي الذاتي وتظليل الوعي الجمعي.

وأي برجوازية محلية لا تكون وطنية الدور والتوجه ما لم تكن انتاجية أساساً، لكي تدفعها مصالحها للدفاع عن السيادة الوطنية، حيث تستغل السوق المحلية وتدافع عنها، أي انّ دورها الوطني هو جوهريّ طبقي مشروط بالمصلحة الطبقية، ولذا هو رجراج فلا داع للتعويل الدائم عليه، واذا لم تكن البرجوازية منتجةأو تتخلى عن الانتاج تدريجياً أو نهائياً فهي تذهب وبعمق في سبيل لا وطني بالمطلق.

الفكرة السابقة تدفعنا الى القول: المشير الركن كارونا، سوف يسرّع التاريخ ولن يعيد تشكيله، وقد يكون من تصميم دولة رأس المال العميقه في دافوس ونظيراته، لأبادة المحيط وفقراء الغرب والعرب والساحات والحارات والزنقات، كم مرة عقد هذا الدافوس في البحر الميت؟ لم يستفيد حلس الدابة منه بل أكل علفة الدابة ذاتها.

وبداية النجاة أن نخرج يا حكومة الملك ونشتغل وننتج الغذاء ونغلق الدولة أمام الغرب القاتل، والبلدر الحقيقي فيه صناعة زراعة ثقافة رياضة حرية وأفضل لو كان بلداً اشتراكياً، وليس البلد الحقيقي فيه: مناظر خلاّبة، والاخيرة جملة مضرة وتغطية على التخلف بعنوان سياحي.

انّ جنون راس المال حين يعجز عن منافسة شريفة، لخصي الوعي محلياً واقليمياً ودولياً، بخلق وتخليق و\ أو فشل الرأسمالية في مواجهة المشير كارونا، تعيد الولايات المتحدة الامريكية تسليح غوّاصاتها من طراز أنديدينت – 2 بصواريخ نووية، أي تستغل حربها ضد صحة البشر بحربها النووية لأبادة البشر.

ومشكلة الحلس في العالم، أنّه تضخم وصار أكبر من السرج وأثقل على الدابّة، وأكل علف الدابة، وزاد الركب، وأصبح يهدد توازن السرج ليسقط الملاّك، ومن هنا لا بدّ من تجفيف منابع تمويل الطبقة الوسطى التي تقود الحرب على الرئيس دونالد ترامب والفوضى في الغرب، وعجز المال الخليجي كان من شأنه أن باعد التوازن للطبقة الوسطى بعد عام 2008 م في الغرب، وصار هذا المال الخليجي الذي وظّف لأحداث التوازن للطبقة الوسطى هناك، صار يقود التمرد في تلك المجتمعات الغربية، وما يسمى بالربيع العربي والمؤامرة على سورية عبر حرب الشام والتي لم تكن حرب الرأسماليين التقليديين، بل كانت حرب البرجوازية المتوسطة العالمية(أيقونة سوبر الطبقة المتوسطة في العالم هم الأثرياء الخليجيون وخاصةً في السعودية والأمارات وغيرها، بجانب الوليد بن طلال وآل الحريري ومن هم على شاكلتهم وغيرهم)، صار الدولار عملة البرجوازية الاستهلاكية بعد عام 1977 م، وهزمت هذه البرجوازية الاستهلاكية في حربها العالمية الثالثة في الشام الآن، مما يترتب على هذه الهزيمة عودة الدولار الأمريكي إلى ما قبل عام 1977 م، والآن البلدربيرغ الأمريكي يسعى وعبر فوضوية الرئيس دونالد ترامب، على إعادة توجيه المال الخليجي في جلّه، ليصب في جيب الرأسمالية الفيزيائية بدلاً من جيب البرجوازية الإرهابية وعبر حرب المايكروب فكان المشير الركن كارونا ومن هنا أشتبك مع الأفكار التالية:-

يستحقُّ الأمرُ في هذا الاشتباك، تغيير العدسة التحليلية بشكل قطعي هنا والتي ننظر من خلالها، فعندما تتسع الرؤية أي رؤية عزيزي القارىء يقيناً ستضيق العبارة، فالاباحية في الفكر والتي تقود الى كسر المحرمات في الحوار، بلا أدنى شك تقود الى الاباحية في الجسد والفعل بوضعيات الكاماسوترا الجنسيّة على فراش الرذيلة، وعلى الأغلب أتقنها الناس في المعمورة هذه الايام، بعد أن ألزم المشير الركن كورونا أكثر من ثلاثة مليار انسان في بيوتهم ومزارعهم.  والفعل الحرام الرذيلة تتماثل وتتساوق مع الرذيلة السياسية كيف يكون ذلك؟.

تذكرون مسلسل جن الأردني في بدايات العام الحالي تحت عنوان: (فهد اشوي اشوي فهد… مع موسيقى ذات صمت مطبق بجنح ظلام دامس يخرقه ضوء خفيف يكاد يضيء ليل المكان)، لقد كان تتويجاً لنموذج مثاليّ، ونتيجةً لفعل وتفاعلات ومفاعيل حزب واشنطن تل أبيب ومن تماهى وتساوق معه، في داخلنا الديمغرافي الاردني، عبر عولمته لمجتمعنا الأردني من خلال نخبة حزب واشنطن – تل أبيب، والنخبة السياسية استولت وتستولي على جلّ المساعدات الخارجية للدولة أي دولة، وهذه النخبة معروفة لجهاز المخابرات بل ومجتمع الاستخبارات ككل، في ظل عسكرة الحياة من خلال تفعيل قانون الدفاع(لم يكن ضروري تفعيله بحجة محاصرة الوباء، وقانون الصحة كان كافياً لتجزير الجغرافيا الاردنية، بل وتجزير الأحياء والحارات والزنقات وفصلها عن بعضها البعض)عبر فوبيا كورونا الأممية المعولمة كوباء، وعيشنا كدولة اردنية، هيستريا مسارات ومنحنيات ذلك وبشكل قادح ونجحنا تكتيكياً في الملف الصحي في محاصرة الفايروس وهو موجود بلا شك، مثل الشمس في رابعة نهار عمّان في يوم تموزيّ حارق ماحق. من جهة ثانية، نلحظ زجاجات لنبيذ فاخر معتّق لصالح حزب واشنطن تل أبيب في الداخل الاردني، حيث تتواجد كوادره في مفاصل الدولة الاردنية المختلفة، وكم طالبنا ونطالب وسنطالب دون كلل او ملل، الملك سيّد البلاد من تنظيف الدولة من كوادر هذا الحزب والذي هو أخطر من جائحة كورونا كوباء معولم كان ثقيلاً علينا وما زال، انّ كوادر ذلك الحزب، والتي تستمع للسعودي والاماراتي أكثر من استماعها للمك نفسه. انّ الأزمة في الاردن، أزمة مركبة وعميقة وقادحة، والهندرة السياسية الرأسية والأفقية القادمة بنكهة المشير الركن كارونا وأشقائه لاحقاً،  للساحتين الاردنية والفلسطينية وطبقة الكريما السياسية والاقتصادية، وهندسة للديمغرافية بانتاجات جديدة، فهي من ناحية أزمة حكم ونخب تعاني من توهان صحراوي عميق ومتفاقم، وأزمة شعب بأصوله ومنابته المختلفة من ناحية أخرى، ومملكتنا الأردنية الهاشمية نموذج أممي حي، في كيف يكون التيه في صحراء الأستراتيجيا، بفعل طوارىء السياسة وطوارىء الأقتصاد وطوارىء علم الأجتماع السياسي، والطابور الخامس والطابور السادس الثقافي، وفي علم الأستراتيجيا هناك شيء اسمه المرونة الأستراتيجية، حيث يعني هذا العلم قدرة الدولة أي دولة على استشراف المستقبل، وادراك مغزى المعطيات والتطورات في البيئة الخارجية، واتخاذ سياسات للاستجابة لتلك التطورات والمعطيات والوقائع بما يخدم استراتيجيتها الشاملة. الدولة لدينا في الأردن تعاني من نقص حاد وعميق بشكل رأسي وأفقي في مهارات المرونة الأستراتيجية، ولم تدرك مغزى ما يدور في بيئتها الخارجية، فوجدت نفسها بلا حول ولا قوّة بشكل فجائي، فارتبكت وتباطأت، وانبطحت وتساوقت، وتماهت تماماً مع كل أسف وحصرة، مثل: المسحور له، فبات كالمأفون، ولكنها حقّقت نجاحات تكتيكية. نعم السياسة الأردنية ما زالت حبيسة الماضي التليد، وفضّلت أن تبقى قابعة بتموضع غريب في منطقة الراحة الآمنة وفي ظل جائحة كورونا المفتعلة أممياً، ونحن عشنا ونعيش الهيستريا القادحة ذات النتاج، التي عملت على تخليقها وخلقها حول نفسها – أقصد  منطقة الراحة الأمنة، بفعل التيار المتأمرك المتأسرل فيها، وذهبت كافة الأطراف على الدفع بها الى هوامش المشهد وحافّاته غير المؤثرة، حتّى أنها لم تعد تلعب بالهوامش الممنوحة لها من قبل الأمريكي، وتمارس دبلوماسية الانتظار بفعل طوارىء السياسة والأقتصاد وعلم الأجتماع السياسي، تنتظر حل غيبي قد يلوح لها في الأفق السياسي المنسّد.

فهناك أكثر من طرف خارجي: طرف دولي، وطرف اقليمي، وطرف بعض عربي يعاني من اسهال شديد بشكل مائي في العلاقات مع الكيان الصهيوني – تابعوا مسلسل أم هارون ومسلسل مخرج 7، يدفع الأردن الى الأنفجار، كون مرحلة الأردن المستقر الآمن انتهت بالنسبة للقوى الدولية والكيان الصهيوني وبعض القوى الاقليمية التي تعاني كما قلنا من اسهلالات شديدة، في العلاقات المعلنة وغير المعلنة مع الكيان الصهيوني. حيث من مصلحة الأطراف السابق ذكرها، بما فيها الكيان الصهيوني انفجار الوضع في الأردن، لأسقاط الدولة والتخلص من الالتزامات الدولية معها، وهي التي تلجم الطموح الصهيوني، وطموح السلفية الافنجيلية الأمريكية في القدس المحتلة، والضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزّة المحتل مع تفعيل مسارات تفريغ الضفة الغربية باتجاه الأردن. اذاً ثمة حالة أردنية لترتيب البيت الداخلي لأغراض اقليمية، حيث المحفّز لذلك مضامين وشروط ما تسمى بصفقة القرن، ان لجهة التساوق والتماهي معها، أو لجهة مواجهتها وعقابيلها وتداعياتها، والملك بحاجة الى غطاءات سياسية لبعض القرارات قبل الدخول في كواليس استحقاقات اقليمية واقتصادية مع نهايات  هذا العام، انّ أكبر وأكثر الخاسرين من صفقة القرن هما: الآردن وفلسطين المحتلة.

وصحيح أنّ الملك صنع لنفسه نخب، تصحّرت هذه النخب مع سنوات حكمه العشرين ونصف السنة، وقد أبتليّ بها الملك لاحقاً، فصنعت هذه النخب فجوة كبيرة بينه وبين شعبه بأصوله ومنابته المختلفة، لذا على الملك أن يغيّر أدوات الحكم عبر تغيير النهج القائم، فحل الدولتين انتهى خلاص، وأكل وشرب الدهر عليه، وحل مكانه البراغماتية الأقتصادية، حل اقتصادي وتحقيق المكاسب الأقتصادية فهي المحرك للعقل السياسي، مع تسويقات لمفهوم السلام الأقتصادي كمضمون لصفقة القرن المسماه كذلك، دون الدخول في تابوهات الحلول السياسية. والسؤال هنا: هل تخشى اسرائيل مواجهات مع الجيش العربي الأردني العقائدي، آخر قلاعنا كأردنيين من شتّى الاصول والمنابت، ومعه جهاز مخابراتنا الوطني – مخابرات دولة لا مخابرات حكومات أو أفراد أو كارتلات اقتصادية أو مخابرات بانكرز أو حتّى مخابرات ملك؟، فقيام دولة فلسطينية مصلحة أردنية وفلسطينية صرفة، وهذا ما يؤكد عليه الجميع، لذلك ليس للملك في مواجهة الضغوط، الاّ الشارع وتحريكه وتسمينه بتوسعة حركة احتجاجاته بالمعنى الرأسي والأفقي الأن، وعند لحظة تنفيذ مفاصل وتفصيلات فنية لصفقة القرن، وعبر دفع الكتلة الديمغرافية من الضفة الغربية المحتلة نحو الأردن، ان قامت عمان باغلاق الحدود مثلاً في وجه هذه الكتلة الديمغرافية، كونها ستظهر اسرائيل بأنّها ترتكب جريمة انسانية فريدة من نوعها، ويظهرها أمام العالم أنّها جزّار العصر؟ كل ذلك لصالح كيانية سياسية جديدة في الأردن بديمغرافيا وجغرافيا حديثة، برأس جديد ونظام جديد، مع العلم أنّ مصر أحياناً تفتح المعابر وأحياناً تغلقها مع قطاع غزّة وتحت بند وعنوان انساني، والمتوقع أنّه ستكون هناك هندسات لتسمين قطاع غزّة على حساب أراضي مصرية في شمال سناء لغايات الدولة الفلسطينية القادمة في شقها الغزّاوي؟

والمبادرة الأمريكية الجديدة عبارة عن خطر مباشر لأمن دول المنطقة التي تشارك في تنفيذها كأدوات ومعاول هدم لا بناء، فاستمرار المسألة السورية له تأثير سلبي واضح للوضع السياسي والأجتماعي والأنساني والأقتصادي في دول الشرق الأوسط، والوجود العسكري الأمريكي الدائم هدفه تأييد القوى السياسية الموالية لواشنطن، فالأردن ومصر مثلاً، مصدران للقوّة البشرية تخسران خسائر كبيرة، مما يقود الى زيادة انتقاد السلطات من قبل الشعوب، وزيادة في نشاطات المعارضة في المركز والأطراف لجلّ المحيط الجغرافي. ويبدو أن القيادتين الاردنية والسعودية معنيتان بأن تعيد القيادة الفلسطينية النظر في موقفها من التحرك الأمريكي، وما ذكر من طرح أمريكي للمبادرة المعروفة باسم “صفقة القرن” وهناك تباين بين موقف الرياض وعمان وبين الموقف الفلسطيني من هذه المبادرة. ونتوقع ممارسة مزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية، لحملها على مسايرة موقف دول محور الاعتدال أو الأعتلال العربي، التي على ما يبدو تعهدت لواشنطن بتمرير الصفقة المشبوهة في الساحة الفلسطينية.

نزعم أنّنا لسنا من عراة الفكر، والوعي الحقيقي هو وعي مشتبك وليس منشبك وهناك فرق، ولكنه الوعي المشتبك شقيّ أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محاله، ونزعم ونؤكد أنّ وعينا وعيّ مشتبك، والأنسان ابن بيئته، حيث أزعم بكل ثقة أني نشأت كانسان في ديمغرافيا قروية أردنية خالصةً في قطرنا الاردني، ذات وعي مشتبك ضمن سورية الطبيعية. لا شك أنّ تداعيات وعقابيل وارتدادات هندسة النصر، غير تداعيات وعقابيل وارتدادات الهزيمة(ثمة مخاض عسير في المنطقة لدول وحركات مقاومة صاعدة، ودول وحركات تخريبية نازلة)، والخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع منتصر، لا تقاس ولا تقارن بالخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع مهزوم.

فلو انتصر المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي البعض العربي، كقفّاز قذر بيد الأول في سورية مثلاً، لشكّل التكفيريين الأرهابيين دعامة عسكرية واقتصادية لسرق النفط والغاز والثروات، ولسوف ينتفع من هذا النصر لو تحقق جميع الأطراف السفلة المشاركة، وفقاً لأسهمهم في شركة العدوان على سورية ومحور المقاومة(هم ما زالوا يحاولون في الشمال الشرقي لسورية – شرق نهر الفرات وفي التنف المحتل، وفي الرقّة المحتلة والشمال السوري المحتل، حيث مكب نفايات الأرهاب المعولم، وكذلك مؤخراً في الجنوب السوري في درعا، حيث استشهد تسعة جنود سوريين وذبحوا كالخراف في شهر رمضان المبارك، من قبل الارهابي قاسم الصبيحي وجماعته).

بالرغم من ما تم انجازه ميدانياً على رتم زمجرة الجيش العربي السوري وحلفائه، وآخره تحرير الجنوب السوري بمجمله وجلّه من الأرهاب المعولم، مترافقاً مع فضيحة تهريب منظمة ما تسمى بالخوذ البيضاء(جبهة النصرة)وعبر توريط الأردن في تفاصيلها، وتبرير وزير خارجيته السيّد أيمن الصفدي المحترم لهذا التورط، وتحت عناوين انسانية صرفة دون احترام لعقولنا، كمراقبين وعالمين وعارفين ونملك المعلومات الأستخبارية والقدرة على قراءة المعطيات والوقائع، ومع العودة لبعض قطاعات الجيش العربي السوري، الى المواقع السابقة ما قبل الحرب على سورية ازاء الجولان السوري المحتل(قواعد اشتباك 1974 م)ودخول وحدات من الأندوف برفقة قوّات روسية وسورية، وتطويق التنف السوري المحتل وحصر داعش في بادية السويداء السورية والعمل جاري على انهائه رغم حماية الأمريكي وتحالفه له، والأستعدادات الجارية لأستكمال معركة الشمال السوري في ادلب وريفها حيث بدأت المعركة ولكن بمسار بطيء، بالرغم من كل ذلك وذاك وتلك، يسعى الأمريكي بصفاقة سياسية أي بوقاحة، الى عرقلة مسألة الأعمار في سورية عبر ربط الأعمار بالحل السياسي والتوصل الى تسوية، ويظهر ذلك جليّاً الآن وعلى لسان المسؤولين الأمريكيين، كما يعمل هذا الأمريكي الرسمي، على عرقلة عودة اللاجئين والنازحين السوريين الى مواقع سكناهم وعيشهم في الداخل السوري المتعافي الى حد كبير.

 

سورنة الحدث الأوكراني، وأكرنة الحدث السوري، وبين الروسنة الروسيّة والأمركة الأمريكية، والأيرنة الأيرانية، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة من الصيننة بشراسة صامتة، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة على وقع الخلافات والتباينات التركية الأمريكية الأخيرة، ومسارات تفاقمها وتطورها لعقابيل وتداعيات قد تحدث شرخاً في جسر العلاقات بين واشنطن وأنقرة لا يصل الى درجة القطيعة، حيث علاقات تركيا مع الناتو والأمريكي كعلاقة جلدة الشاه بلحمها، بجانب كل ما سبق ثمة غياب قصري وذاتي كلي للعرب، حيث الطبخة أمريكية والحطب عربي  وتركي والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري وفي الشرق السوري – شرق نهر الفرات بالقرب من قاعدة التنف، حيث واشنطن تسعى لأنشاء كانتونات كردية محلية بادارات ذاتية بمجملها تشكل دويلة اسرائيلية بسروال كردي أصفر فاقع اللون، وربطها بالرقّة السورية، وبالتالي ستبقى المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الأستقرار.

في خضم كواليس وهندسة هذه المتاهه في الشرق السوري والشمال السوري، تجيء تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون صبي مرته باستعداد فرنسا تقديم دعم عسكري للأردن، لنشره على طول الحدود الأردنية السورية بشكل وقح بتفاقم، وان كان باعتقادي أنّه يريد توظيف ذلك كورقة لصالح بلاده ليجبر السوري على اعطائه ولو جزء يسير من كعكة اعادة الأعمار، وان كانت تصريحاته كما اعتبرها البعض مجرد فقاعة صابون وضخ اعلامي، وتأتي في سياقات عرقلة فتح المعابر بين سورية والأردن ومحاولة بائسة يائسة لأعادة انتاجات للتنف كجغرافيا عازلة وابقائها كجيب متقيح للعدوان على سورية، وتبعه اعلان السعودية قبل أشهر، تقديم دعم مالي أسود مائة مليون دولار أمريكي للتحالف الذي تقوده واشنطن تحالف البرغر كنج والماكدولندز، وهوتحالف غير شرعي كونه خارج قرارات الشرعية الدولية، الاّ أنّه تحالف الأمر الواقع لمحاربة داعش كما يزعمون بالرغم من أنّه يوفر حماية لداعش في جيوب جغرافية متقيحة في الشرق السوري فكانت المجازر الأخيرة، وهذا الدعم المالي السعودي والاماراتي يهدف لأبقاء الأمريكان في الشمال الشرقي لسورية وفي التنف تحديداً، لضمان انسحاب القوّات الأيرانية والجماعات المقاومة التابعة لها كما يزعمون من سورية، وللعبث من جديد في عروق الجغرافيا السورية على الأطراف، ولعرقلة حوارات الكرد مع دمشق، ولبناءات لمطارات وخاصة في الشدادي حيث النفط والغاز السوري، كلّ هذا في الوقت الذي تسعى فيه ادارة الرئيس دونالد ترامب الى تقليص مساعداتها الخارجية، والحد من برامجها العسكرية وعملياتها المخابراتية القذرة في سورية والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة المحتل.

حيث هذه المساعدات المالية السوداء من السعودية والامارات تقع تحت عنوان: دعم مشاريع اقتصادية محلية في الرقّة السورية المحتلة، وللمساعدة في اعادة الأستقرارالى أجزاء من سورية حررت من داعش كضرورة لأعادة الأستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة، ولدعم الأستقرار في الرقة وضمان عدم عودة داعش، وجلّ هذه العناوين السعودية لتبرير هذا المال الأسود لتحالف غير شرعي هو هراء بهراء وما بعده هراء لا يقنع ساذج.

وميليشيا ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات، والبالغ مساحتها 28 ألف كم أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان بدعم اليانكي والكابوي الأمريكي، وعبر ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده واشنطن(الأردن جزء منه)، تحالف البرغر كينج والماكدونلدز، والذي هو في طريقه نحو التفكك بعد الأنسحابات البلجيكية والنرويجية الأخيرة، وامريكا تعمل على الحيلولة دون ذلك.

وحسب اتفاقيات منع التصادم الروسيّة الأمريكية، تم التفاهم على تقاسم العمل الميدان العسكري، بحيث شرق نهر الفرات لأمريكا، وغرب نهر الفرات لسورية وحلفائها، فعبرت ميليشيا قسد نهر الفرات وسيطرة على الطبقة وسد الطبقة بدعم أمريكي مثير، مقابل عبور القوّات السورية والحليفة والرديفة والصديقة النهر والسيطرة على مدينتي البوكمال والميادين. أمريكا تربط اعادة اعمار سورية بالانتقال السياسي بشرط اصلاحات دستورية محددة، وترسل مجموعات دبلوماسية للعمل بجانب العسكريين الأمريكيين في مناطق شرق نهر الفرات لتأسيس اقليم شرق نهر الفرات كدويلة اسرائيلية جديدة بسروال كردي فاقع اللون وربطها بالرقّة، لذا تعمل على زيادة تسليح ميليشيا قسد ورفع عددها من 25 ألف الى 35 ألف عنصر وتدريبها، لتغيير دورها ووظيفتها، لتتحول الى جيش نظامي. كما تعمل على تقوية المجالس المحلية المدنية التي تحكم المناطق المحررة من داعش كما تزعم واشنطن، فكان مجلس الطبقة ومجلس الرقّة ضمن التصور الأمريكي والغربي المستقبلي لهذه المناطق، وتدعوا حلفائها الأغنياء من العرب(السعودي والاماراتي)ومعهم بعض الغربي لاعادة اعمار الرقة عبر التحالف الذي تقوده من جديد، بعد أن آبادة الرقّة عن بكرة أبيها عبر تحالفها غير المشروع، ولغايات التغطية على جرائمها هناك، لتحويلها الى لاس فيغاس الشرق.(تحذيرات روسية متصاعدة للغرب من التعمية والتظليل على ما جرى من حرب ابادة بحق الرقة وشعبها هناك بحجة محاربة داعش – راجع زاخروفا).

وتعمل واشنطن على تعزيز الخدمات والبنية التحتية والأفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في شرق نهر الفرات، وتتمثل في مصادر النفط والغاز والزراعة والمياه، حيث ميليشيا قوّات قسد كمرتزقة تسيطر على أهم حقول النفط والغاز وأكبر السدود السورية المائية، كما تعمل على تدريب الأجهزة الحكومية والقضائية السورية الكردية هناك(تصريحات بنجامين غريفو الناطق باسم الحكومة الفرنسية السابق، وأثناء أحد لقاءات ماكرون أردوغان في باريس، حيث مضمونها: المتطرفات الفرنسيات اللواتي تم ايقافهن في كردستان السورية من قبل قسد سيتم محاكمتهن هناك، اذا كانت المؤسسات القضائية قادرة على ضمان محاكمة عادلة لهن)مما أثار غضب الرئيس التركي أردوغان في وقته وحينه.

الأمريكي وعبر حلفائه يعمل على توفير حماية حيوية لهذه المناطق شرق نهر الفرات في مواجهة الخطر الأيراني عليها، مع ابقاء القواعد العسكرية هناك، خمس قواعد بعدد 3000 بين جندي وخبير، مع مجموعات دبلوماسية تزيد عن 200 دبلوماسي مخابراتي، وتأسيس غرف عمليات مشتركة مع ميليشيا قسد، كل ذلك لتوفير الأعتراف العسكري والسياسي والدبلوماسي والقضائي لهذه المناطق مع تطويرات لمطار اميلان العسكري، حيث لا مركزية لهذه المناطق مع دمشق والهدف اضعاف المركز في العاصمة.

كما تدفع واشنطن باتجاه مشاركة ميليشيا قسد والجسم السياسي لأقليم شرق نهر الفرات في العملية السياسية في جنيف وتحت اشراف الأمم المتحدة، وهذا ما تعارضه تركيا بعمق، حيث لا تقبل أي مشاركة لقوّات الحماية الكردية وذراعها السياسي حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي في أي دور سياسي، والولايات المتحدة بجانب توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لأقليم شرق نهر الفرات  وسيطرة ميليشيا قسد عليه، تعمل على توفير حماية لأقليم عفرين ومنبج لتحقيق سلّة أهدافها من تأسيس اقليم شرق نهر الفرات، والتي تتموضع في التالي:

التأكيد لأيران أنّ واشنطن لن تقبل تسليمها سورية وشرقها، وتحسين الموقف التفاوضي مع دمشق وموسكو حول العملية السياسية الجارية، وتقوية الموقف التفاوضي للكرد كتروتسك صهيوني خوزمتجي مع دمشق بقبول روسي لهذا الأمر، مما يؤشّر على اقامة علاقات تخادم مصالح بين ميليشيا قسد والجيش الأمريكي والجيش الروسي، حيث العلاقات طيبة بين ميليشيا قسد والجيشين الأمريكي والروسي، ولو تم اطلاق سراح عبد الله اوجلان(أبو)الان من السجن في جزيرة اميرلي، فسوف يغادر الى موسكو ومن موسكو الى سورية.

الأرهابيون، والمسلّحون الأرهابيون في أدلب هم جيش العاصمة الأمريكية واشنطن الجديد والآداة المتجددة للبلدربيرغ الأمريكي، عمودهم الفقري كل من جبهة النصرة ونور الدين زنكي وأشرار الشام(اخوان الصفا السوري وكمال الليبواني)، وهم هؤلاء الأداة الأسلامية لواشنطن في الغزو وتغيير الوقائع وموازين أخرى، حيث الهدف انتاج خرائط وترسيمات حديثة تلبي مصالح العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لكي تضمن سيطرتها وتفردها في ادارة العالم، وهزيمة كل من يقف في وجه مصالحها، أو مشاغلته واستنزافه في الحد الأدنى كخصم وعدو(فالطبخة أمريكية والحطب تركي وعربي بامتياز).

سورية بديكتاتورية جغرافيتها السياسية، وموردها البشري ونسقها السياسي وجوهره “توليفة” حكمها السياسي، تعد بالنسبة للغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعبر حلف الناتو الحربي، المدخل الأستراتيجي للسيطرة وبتفوق على المنظومة العسكرية الأممية الجديدة المتشكّلة بفعل المسألة السورية، ولاحتواء الصعود المتفاقم للنفوذ الروسي الأممي، والنفوذ الصيني وتقاطعهما مع ايران، والساعون جميعاً الى عالم متعدد الأقطاب عبر فعل ومفاعيل الحدث الدمشقي، وصلابة مؤسسات نواة الدولة الفدرالية الروسية ازاء ما يجري في الشام من صراع فيها وعليها وحولها، فالروس يصحون وينامون ويتسامرون على وقع أوتار ما يجري في سورية، بالرغم من جائحة المشير الركن كورونا.

فيما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالجلوس حول موقد نار حروبها، تلتقط الكستناء وبيض الحجل المشوي الطازج، من بين ما أشعلته آيادي حلفائها وأدواتها وعملائها، بتوجيه وايعاز من نواة ادارتها(جنين الحكومة الأممية)، وعندّ الأزورار بالكستناء والبيض المشوي، تحتسي النبيذ المعتّق والمعتّق والمعتّق والمعتّق، حتّى لا تموت بازورارها.

شتّان بين نهج دبلوماسيات الصعلكة(دبلوماسيات الغلمان ومراهقي السياسة والاعلام) من جهة، وعلم الدبلوماسيات الحديثة والتي ترتكز على سلال من منطلقات ومعطيات تشاركية مع الواقعية السياسية معروفة في العمل الدبلوماسي من جهة أخرى، والأخيرة بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين، بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية عرب روتانا الكاميكازيين ومن تحالف معهم من كوادر حزب اليانكي في الداخل الاردني، حيث الترويج والتسويق والترويج لخطة السلام الامريكية وشقها الاقتصادي، كملجأ لخروج الاردن من أزمته العميقة، وتجنباً لثورة جياع حقيقية قادمة ما بعد كورونا، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي، فأن تكون حليفاً لواشنطن أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الثانية، خاصةً ان كنت لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً دون أدنى تفكير أو دون محاولة اعمال العقل فقط، لذا صارت دبلوماسية استخبارات المثانات السورية والأيرانية والروسيّة والصينية، ضرورة أممية لمختلف هياكل وأنظمة الحكم في العالم. والسؤال هو : من يلعب بالنار في المنطقة؟ حرب الناقلات والمطارات والمضائق القادمة، وتفعيل بنود ما تسمى بصفقة القرن التي طبقت مستغلين انشغال العالم بمكافة الوباء المعولم فايروس كورونا.

يبدو أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، بدأت باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع الصين وروسيّا أيضاً، بعد فعل وتفاعلات ومفاعيل الحياكة العسكرية الروسية لجلّ الجغرافيا السورية، كما بدأت بمسارات انتاجاتها المخابراتية في خلق وتخليق مومياءات حكم مواتية لجلّ المصالح الأمريكية، لمرحلة خلق وتخليق الستاتيكو الأمريكي الجديد، بسبب الفعل الروسي باسناد صيني، على جلّ المشهد الأقليمي والدولي عبر المسألة السورية وعقابيلها؟. إنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفي المنطقة، و المتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق والذي عاد أولوية أمن قومي أمريكي في عهد الرئيس ترامب، والذي صار يعود من جديد عبر ما يحدث في الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، وتحت عنوان مكافحة الأرهاب لخلق اقليم سني قادم ليكون بمثابة مسمار جحا لليانكي الأمريكي، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرق الأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة في ظل جائحة كورونا، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهمات مع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو، والأخيرة مسنودةً من قبل الصيني وجلّ دول البريكس.

في أي مقاربات سياسية وعسكرية لتطورات الملف السوري، عليك أن تعي بعمق أنّه لا استدارات كاملة من أي طرف من أطراف المؤامرة على سورية، كونها تقارب المستحيل في المشهد السوري حتّى اللحظة الراهنة، ولا تستطيع التوقف بسهولة هكذا، كما العودة الى الخلف ليست فعلاً سهلاً، وصحيح واقع ومنطق أنّه ثمة انعطافات هنا وهناك، قد تؤسس الى أنصاف أو أثلاث استدارات من قبل الطرف الثالث في الحدث السوري وأتباعه الكميكازيين الأنتحاريين من بعض العرب وبعض المسلمين.

الهندسة الإستراتيجية لبقايا وازنة من الإرهابيين الآن في سورية، تقوم على توسيع جبهات القتال لأشغال قوّات وقطاعات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان وتفاصيله، والولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تحافظ على داعش وتستثمر بالإرهاب المعولم، في محاولة(أعتقد أنّها بائسة)لألهائها، وهذا هو رهانات الطرف الثالث في الحدث السوري والذي من شأنه اعاقات لأتمام التسوية السياسية للمسألة السورية، والتي وصلت ارتداداتها الأستراتيجية على كامل الكوكب الأرضي الذي نعيش عليه وفيه، وصارت تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة حيث الصراع عليه، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها).

ونلحظ أنّ الجيش السوري وحلفائه قابل استراتيجية هندسة الأرهابيين السفلة ومشغليهم، باستراتيجية تتموضع بمنطق جبهات الحرب العالمية وعلى كل الجغرافيا السورية، حيث الجبهة التي تسقط، الثانية وتلقائيّاً تسقط هي الأخرى، وفي نفس الوقت يعمل على توسيع قاعدة وجود الدولة الوطنية السورية في البؤر وآماكن سيطرة الأرهابيين السفلة ومشغليهم، ويجهد وحلفاؤه على تحرير ادلب(من الممكن جدّاً أن تكون معركته الجولان المحتل ممكن، وهذا هو الحدث العظيم القادم في المنطقة كفالق استراتيجي متحرك، وهذا ما تخشاه رموز وكوادر حزب واشنطن تل أبيب في الداخل الاردني، والذي تتحدث عنه أجهزة المخابرات المعولمة وستكون مفاجأة عصرهم)، وان كان الجميع يذهب أنّه بعد معركة ادلب سيتم انجاز معركته للجيش في الشرق السوري والجنوب الشرقي لسورية وربط البادية السورية بالبادية العراقية، فما زالت تلك الحدود الرئة التي يتنفس منها داعش وشريانه الرئيس، مما يقود الى توجيه رصاصات قاتلة وقاسمة للأرهابيين ومشغليهم في الداخل الأدلبي وريفه(أعلن المعلّم وليد وزير الخارجية ذلك، ولكن أعتقد تصريحاته تجيء تحت عنوان التموية والغموض الاستراتيجي الايجابي)، كون محافظة ادلب وريفها صارت ساحة لتصفية الصراع على سورية وفي سورية.

في حين نجد أن الجيش السوري والحلفاء ضبط وبنسبة كبيرة جدّاً الحدود السورية اللبنانية، وسيطر عليها منذ سنوات، والامريكي يسعى الى انشاء قاعدة له في القلمون السوري اللبناني كجغرافيا مشتركة، وتسخين الساحة اللبنانية الان في جزء منها تجيء في سياقات ذلك والمواجهة مع حزب الله ونزع سلاحه.

والمقاومة في لبنان سلّمت كلّ أماكن تواجدها على الحدود الشرقية للبنان للجيش اللبناني، ووسّع من انتشارات متفاقمة لقطاعاته في محافظة درعا المتاخمة للحدود مع الأردن بعد فتح معبر نصيب، والحدود السورية مع العراق الان، محل فعل عسكري للحشد الشعبي العراقي في مراحلها الأخيرة لإغلاقها بوجه الإرهابيين، وان كان الأمريكي يستثمر في مخيم الركبان كخزّان بشري داعشي ليلعب بورقة شرق نهر الفرات من جديد، بجانب تفعيلات للطيران الحربي السوري والروسي لضرب أي تسلل لمجاميع الأرهاب المرتدة من الداخل العراقي الى الداخل السوري نتيجة المواجهات مع الجيش العراقي والحشد الشعبي، بعد أن تم استعادة الجنوب السوري برمته، بالرغم من وجود بقايا مجاميع ارهابية، آخر فعلها عبر الارهابي قاسم الصبيحي بدعم اسرائيلي واضح وأمريكي، حيث استشهد تسعة جنود من الجيش السوري في درعا مؤخراً، والعمل جاري على الحاق جلّ جغرافية اقليم حوران بعمق، لحضن الدولة السورية ومحافظة السويداء ذات الحدود العميقة مع الأردن، حيث جبل العرب ما كان يوماً الاّ للعرب ولن يكون الآ للعرب.

والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية.

فبين الواجب الأوروبي الأخلاقي وواقع السلوك السياسي والأمني الأوروبي، هوّة وبون شاسع لا يعرف أحد كيف يمكن ردمها حتّى اللحظة في العالم، ويبقى السؤال الكبير والضخم أمام منظومات الأمن الأوروبية ومجتمعات استخبارات القارة العجوز: هل هناك استراتيجية أوروبية في الشرق الأوسط؟ هل لدى أوروبا قناعة أن أمريكا تسعى الى تفجيرها لأعادى صياغتها من جديد؟.

المحور الأمريكي في المنطقة والعالم، مصر بشكل هيستيري على تشكيل مجموعات عسكرية، قد تطيل من أمد الصراع مع الأرهاب المدخل والمصنّع والمدعوم في سورية والعراق وليبيا وفي الداخل السيناوي المصري(صحراء سيناء)وفي المنطقة ككل، بدلاً من تقصيره ومحاربته واحتوائه، حيث الأهداف تتموضع لأستنزاف الدولة الوطنية السورية وحلفائها، تمهيداً لأنهيار النظام واسقاط الرئيس بشّار الأسد، واستنزاف وارهاق الروسي في الداخل السوري، وتغيير الهندسة الأجتماعية للشرق الأوسط.

لذلك نلحظ أنّه ثمة ولادات قيصرية من الخاصرة لمجموعات ميليشياوية عسكرية جديدة، وتحت عنوان محاربة الأرهاب ومقاتلة يأجوج ومأجوج العصر، نازيوا القرن الحادي والعشرين، دواعش البلدربيرغ الأمريكي، ان في سورية، وان في العراق، وان في ليبيا، وان في صحراء سيناء، وان في أي ساحة أخرى، سواء كانت ضعيفة أو قوية في المنطقة، بعد أن يصار الى التمهيد والتهيئة عبر استراتيجيات الذئاب المنفردة لغايات التسخين، والبحث عن سلّة أدوات، وان لم توجد يصار الى خلقها أو تخليقها(خوفي عميق على قطري الأردني حيث الحواضن).

تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي حيال روسيّا تؤشّر الى ما ننحو اليه هنا، وان كانت موجهة الى الداخل الأمريكي من جهة، وكارتلات الديمقراطيين في مجلس النواب والكونغرس والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وول ستريت من جهة أخرى).

الأمريكي قدّم تنازلات في بعض ملفات الخلاف، وفي الملف الإيراني يصعّد ليفاوض من جديد، والملف السوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه في العمق لا في الشكل حتّى لا يجرح في كبريائه، وللتغطية على صفقات سلاحه بمئات المليارات من الدولارات، فذهب الى تسخين الملف الأوكراني من جديد والعبث بأسيا الوسطى لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي وصارت له أدواته الناعمة، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي.

فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها.

الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي والصيني، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي. هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبر حلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهر الأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكان حشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة على طول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية.

فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة روسيّا للعاصمة واشنطن دي سي في الملف السوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وملف الصراع العربي “الأسرائيلي”، وملف تايوان، وفي ذلك رسالة مشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفات أخرى حتّى في تايوان لمعالجات على طول الخطوط العلاقات الصينية الامريكية بعد التوتر المتنامي. وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ “إسرائيل”، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك. كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)في المجتمعات والدول.

انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو والأمريكان سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية، وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا، والذي سبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغير معلنة ومنها الأردن(نلحظ ارسال البنتاغون لأكثر من الف جندي أمريكي الى بولندا لغايات الدفاع عن أمن أوروبا ومصالح واشنطن في مرحلة سابقة، بالمناسبة وزير العمل الاردني المحترم يريد تشغيل الاردنيين في بولندا ذات مساء وزيارة، وجلّ الشعب البولندي مشتت في اوروبا يبحث عن عمل).

وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجته موسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)، مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكون أمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً، حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدم استقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية، وفي النهاية سيكون الشرق الأوكراني قرم آخر انّها لعنة اقليم كوسوفو، حيث تم سلخ الأخير من يوغسلافيا السابقة وجعله كدولة بمساعدة الأمريكي، وثمة تسخينات لجغرافيا وديمغرافيّة كوسوفو كمنتج للأرهاب من جديد لتوجيهه ازاء روسيّا وتركيا، راجع تحليل لنا سابق عبر محركات البحث: البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع.

هناك تحولات جيو – إستراتيجية وتسوناميات داعشية ارهابية في المنطقة بفعل أمريكي، من أجل تعزيز حالة التشظي التي يشهدها العراق وسورية والمنطقة، كي تمهّد لتنتج ميلاد أرخبيلات كيانية طائفية أو اثنية وذلك لشرعنة اسرائيل الصهيونية في المنطقة، مع ترسيمات لحدود نفوذ جديدة مع حلفاء مع فرض خرائط دم BLOOD MAPS كأمر واقع بمشارط العمليات القيصرية، وعبر استراتيجيات التطهير العرقي والطائفي ETHNIC CLEANSING كل ذلك مع التفكيك الممنهج والتفتيت الجغرافي والتلاعب بجينات الوحدة الوطنية، وافشال الدول الوطنية FAILIN STATES  واستهدافات للجيوش الوطنية ذات العقيدة الوطنية واحلال ديمقراطيات التوماهوك وبديلها الداعشي، لتأمين مصالح الشركات الأمريكية والأوروبية النفطية في المنطقة.

واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمة المنطقة، وعندما فشلت في ورقة حرب الارهاب، حلّ مكانها ورقة حرب المايكروب – المشير كارونا وفشلت، وها هي تعود لكي تستثمر في الارهاب وخلق وتخليق حرب أهلية داخل الجماعات الارهابية، ان في الشمال السوري، او الجنوب اليمني، فزّجت بورقة داعش من جديد، كون أن التطورات والنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة في المنطقة، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لأستعادة بعض مناطق النفوذ فكان الأنشقاق الأولي في داعش، وسنرى استثمارتها وتوظيفاتها وتوليفاتها لداعش لاحقاً. من له علاقات منّا بخلايا التفكير(دبّابات الفكر think tanks) في الداخل الأمريكي المحتقن الآن، يعرف أنّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية(الأمبراطورية الرومانية الجديدة عبر دولة كوردستان) أخطر من معاداتها، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترن دائماً وأبداً بالمصائب والدمار، فهل تعي نواة الدولة الأردنية ذلك ومثيلاتها من شقيقاتها الكبرى والصغرى؟ يقول كيسنجر المعروف برمز الواقعية السياسية real politic في كتابه: world order: واشنطن الآن تناقش نفسها بنفسها حول العلاقة بين مصالحها وموقعها من نشر الديمقراطية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة ويضيف: متى أصلاً كانت أمريكا تقيم وزناً للمثل والقيم الأنسانية اذا تعلق الأمر بمصالحها الحيوية؟ ويضيف أيضاً: كل مغامرة قام بها الغرب في الشرق الأوسط لعبت فيها السعودية دوراً ايجابياً تمويلاً وتغطيةً، امّا علناً أو من وراء ستار ومنذ الحرب العالمية الثانية تحالف السعودية العربية مع الغرب.

ويقول: النظام السعودي نظام ثيوقراطي ارتكب خطأ استراتيجي قاتل عندما اعتقد قادة النظام لوهلة ما ومحددة أنهم يستطيعون مواصلة دعم الأسلام الراديكالي والحركات الأسلامية في الخارج بدون ان تصل آثارها للداخل السعودي الملتهب، والذي ينتج التنظيمات والحركات المتطرفة الساكنة حتّى اللحظة، حيث لم تعد الأخيرة على تخوم السعودية بل في الداخل وفي غرف النوم.

انّ الصراع في الشرق الأوسط الآن صراع ديني سياسي جغرافي في آن واحد ونتائجه: أرخبيلات الدول الفاشلة، حيث أمريكا تقتضي مصالحها الأبقاء على أنظمة متناقضة لتسهل السيطرة عليها، فهي لا تريد فعلاً عودة سنيّة قويّة الى مراكز الحكم في المنطقة.

 

[email protected]

هاتف – منزل عمان : 5345541     خلوي: 0795615721

سما الروسان في 7 أيار 2020 م.

14 رمضان

 

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

*حسابي على تويتر:

محمد احمد الروسان أبو شهم.

@mohammedroussan

*حسابي على الانستغرام :

محمد احمد الروسان أبو شهم.

m.roussan.legal

 

*ثلاثة حسابات على الفيس بوك :

الحساب الاول:

https://www.facebook.com/almhamy.ahmdalrwsan

محمد احمد الروسان

(المحامي محمد احمد الروسان)

 

الحساب الثاني على الفيس بوك – صفحة لايك:

https://www.facebook.com/lawyermohammadahmadalrousan/

محمد أحمد الروسان

 

الحساب الثالث على الفيس بوك:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100026494246615

محمد احمد الروسان

 

حسابي على لينكيد هو التالي:

https://www.linkedin.com/in/mohammad-alroshan-b3997a22/

 

حسابي على السكايب هو التالي:

mohammed.alroussan

قد يعجبك ايضا