كمال خلف يكتب عن احتفال سفارة الإمارات العربية المتحدة في دمشق بالعيد الوطني للإمارات : المعاني والإنعكاسات وردود الفعل

الأردن العربي – الأربعاء 4/12/2019 م …




كتب كمال خلف…

* احتفال السفارة الإماراتية بالعيد الوطني بدمشق مواقف واضحة بعد تسع سنوات من الحرب..

* القائم بالأعمال الإماراتي يشيد بحكمة الرئيس الأسد والمقداد يثمن دور الإمارات..

* حضور خافت للنخبة السياسة و إقبال للفنانين السوريين..

* نقاشات على هامش المناسبة في الأوساط السورية عن خطوة مماثلة للسعودية وعن انفتاح ينعكس إيجابا على الاقتصاد السوري والاحتفال يغيب عن بيروت لأول مرة

لأول مرة منذ اندلاع الحرب في سوريا تقيم سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة احتفالا باليوم الوطني لها في دمشق، بعد عودة فتح السفارة خلال هذا العام. واختارت السفارة الإماراتية فندق “داما روز” وسط العاصمة، وللصدفة كنت موجودا في هذا الفندق الذي كان يشهد تحضيرات للاحتفال، وبالمناسبة هذا الفندق هو مقر إقامة القائم بأعمال السفارة الإمارتية “الدبلوماسي عبد الحكيم النعيمي” منذ وصوله إلى دمشق في شهر ديسمبر من هذا العام.

وأغلقت دولة الإمارات سفارتها عام 2012 تماشيا مع إجراءات مماثلة اتخذتها عدة دول عربية وغربية.

 لم يكن ثمة إجراءات أمنية غير اعتيادية أو استثنائية في محيط الفندق، كل شيء كان يبدو طبيعيا عدا عن طلب إدارة الفندق عدم ركن سيارات النزلاء أمامه، إفساحا في المجال لسيارات الضيوف.

ويبدو ان الحكومة السورية اختارت أن يمثلها في هذا الحفل نائب وزير الخارجية الدكتور “فيصل المقداد”، وسجل حضور لوزير السياحة ” محمد رامي مارتيتي” وسفراء عدد من الدول في دمشق.

 بدا الحدث جديدا على السوريين، والتعامل معه كان يشبه عملية جس النبض، مع تردد في الإقبال على الحضور من بعض المدعوين سواء من النخبة أو المستوى السياسي السوري، في حين طغى حضور للفنانين ونجوم الدراما السورية، و كان بين الفنّانين الذين لبوا الدعوة: سلاف فواخرجي، سلمى المصري، صفاء سلطان، وفاء موصللي، هبة نور، حسام تحسين بيك ووائل رمضان، وباسم ياخور” .

في المقابل أخذت الخطوة الإمارتية مساحة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي السورية بين مرحب بعودة العلاقة مع الإمارات ومستبشر بهذا الانفتاح كبوابة لعودة العلاقات السورية مع الأشقاء العرب، وبين مستحضر للماضي، وللزمن العصيب الذي مر على البلاد و كيف أدار الأشقاء العرب في الخليج ظهرهم لسورية وبعضهم تآمر لتدميرها.

إلا أن الاحتفال كان مناسبة لإطلاق مواقف كانت على درجة من الوضوح، إلى حد الشعور أن ثمة تطور مقبل سوف تشهده هذه العلاقة. القائم بالأعمال الإماراتي “عبد الحكيم النعيمي” في كلمة الترحيب بالضيوف اكد” ان العلاقات السورية الإماراتية متينة ومتميزة وقوية، أرسى دعائمها مؤسس الدولة، متمنيا أن يسود الأمن والأمان والاستقرار بسوريا، تحت ظل القيادة الحكيمة للدكتور بشار الأسد”، وهو تصريح لاقى صدى كبير لوضوحه من حيث الموقف السياسي بعد سنوات من تكرار المسؤولين الخليجيين لانتقادات للرئيس السوري بشار الأسد وتحميله مسؤولية ما يجري في سوريا و مطالبته بالرحيل سلما أو حربا وخاصة تلك المواقف الصادرة من حليف الإمارات الأول المملكة السعودية، وحليفتها سابقا وخصمها راهنا دولة قطر. السيد فيصل مقداد بدوره قال خلال الاحتفالية، إن بلاده “لن تنسى دور الإمارات في الوقوف إلى جانب سوريا في حربها على الإرهاب”. واستقبال الإمارات دون شروط أو مضايقات لكل السوريين الذين اختاروها حتى تنتهي هذه الحرب الإرهابية على سورية.

هذه المواقف أرخت بظلال ثقيلة على المعارضة السورية انعكست من خلال طريقة تناول خبر احتفال السفارة الإمارتية بدمشق على صفحات المواقع التابعة للمعارضة. حيث اعتبرت هذه المواقع أن تصريح القائم بالأعمال الإماراتي وأشادته بالاسد لافته من حيث التوقيت والمضمون، وعنونت أخرى “الإمارات تشيد بالاسد “.

ثمة أحاديث ونقاشات دارت على هامش الاحتفال في الأوساط السورية، عن أن الخطوة والمواقف الإمارتية مقدمة لعودة السفارة السعودية إلى دمشق، والبعض ربط بين نجاح المفاوضات التي تجريها السعودية في عمان لإنهاء الحرب في اليمن وبين الخطوة السعودية المقبلة تجاه دمشق، ولا يغيب الحديث عن فرص عمل مقبلة للسوريين في الإمارات بعد هذا الانفتاح، وعن تحول الإمارات إلى رئة اقتصادية لسوريا بعد حالة الاختناق للاقتصاد السوري بسبب الأوضاع في لبنان.

 ومن المفارقة ان الاحتفال بالعيد الوطني لدولة الامارات في بيروت والتي كانت تقيمه سنويا السفارة الاماراتية غاب هذه السنة نظرا للاوضاع التي يمر بها لبنان، في حين أقيم الاحتفال في دمشق بعد 9 سنوات من الغياب.

قد يعجبك ايضا