من بيروت الى بغداد وبالعكس .. عبر البوابات الشامية .. فلسطين هي البوصلة وهي المسألة والقضية! / ديانا فاخوري




 
ديانا فاخوري ( الأردن ) الثلاثاء 29/10/2019 م …
 
اي تزامن هذا الذي يجمع الحراك في العراق بالحراك في لبنان .. وأين أصبحت فلسطين وقضيتها!؟
ماذا عن خيبة وتراجع مساعي دول المحور الصهيواعروبيكي تطويق الصين وروسيا وإيران باعادة افتتاح معبر القائم البوكمال .. وهل هي بداية النهاية للهيمنة الأميركية من خراسان الى صور ومن شانغهاي إلى بيروت ومن شبه جزيرة القرم الى دير الزور .. وهل بدأ استكمال الفصل الأخير من هزيمة المحور الصهيواعروبيكي بإعادة ترتيب مسرح العمليات من مضيق هرمز الى باب المندب ومن بنت جبيل الى البصرة .. سلسلة من الإخفاقات الأميركية في العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين .. صفقة القرن على قرن غزال شارد، ومشروع مواجهة وتحجيم حزب الله الى فشل ذريع بتزايد ثقل الحزب في الدولة العميقة من خلال الانسجام مع والمساندة والغطاء من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر.. ولعل هذا ما يفسر الهجمة الكبيرة والمنظمة التى يقودها المحور الصهيواعروبيكي وأزلامه على العهد ممثلاً بالرئيس عون وعلى التيار ممثلاً بباسيل، في  محاولات يائسة بائسة لاذكاء الفتنة الداخلية والحرب الأهلية كبديل.
يتوسع دور روسيا ويتعزز حضورها الاقتصادي قي الجزائر بنفطها وغازها، فتبدأ مظاهر الحراك السلبي بعد تريث طال 8 سنوات على انفجار الشوارع المجاورة في تونس ومصر وليبيا! يزور عمر البشير سوريا فينفجر الوضع في السودان .. يتحدث الوزير سامح شكري عن ضرورة عودة سوريا الى الجامعة العربية، فينفجر الشارع في مصر .. يُعاد افتتاح معبر القائم البوكمال فتنفجر الأمور في العراق .. يتحدث رئيس الجمهورية اللبنانية في الجمعية العامة للامم المتحدة منذ شهر ونيف عن امكانية فتح خطوط تواصل مع دمشق لحل ازمة اللاجئين السوريين في لبنان ويلاقيه في ذلك وزير الخارجية جبران باسيل، فتندلع الحرائق وتُظهّر مشاكل البنزين ومواد المحروقات والطحين والليرة اللبنانية فالواتساب لينفجر الوضع في الشارع!
الى جانب حل أزمة النازحين السوريين، يرى العهد في سوريا رئة لبنان الاقتصادية سيما وان اعادة إعمار سوريا باتت على الأبواب، وان الانتصار السوري يعيد انتاج منطقة عربية بحجمه يدعمها التحالف السوري الروسي الإيراني ويمنع الاستعمار من العودة اليها مجددا. اما دول المحور الصهيواعروبيكي فما زالت “تعافر”  فالدول العربية تنفرد بالسيطرة على قناة السويس َوباب المندب بأهميتهما العالمية استراتيجيا واقتصاديا.. والي جانب مجاورة  مضيق هرمز، تطل الدول العربية على القسم الأكبر من بحار الخليج وعدن والأحمر ومقدّمات المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. 
ويبقى السؤال هل يؤدي وجع الإفقار والم الفقر إلى وعي اقتصادي سياسي طبقي في بيئة مجتمعية بُني نظامها السياسي على المحاصصة الطائفية .. وهل يؤدي ذلك (17تشرين الأول 2019 اللبناني) بالضرورة إلى تخطي اتفاق الطائف نحو الدولة العلمانية/المدنية!؟ والله انا في شك يقودني لمشاركتكم تغريدة كنت نشرتها مع بدء الحراك:

[حرف “التاء” بين “إقحام” و”اقتحام”، وبين “باسيل” و”باستيل”!

ج ج وبقية “الازلام” .. مافتئوا يحفرون ظلهم لأمريكا و “يشخون” مزّيكا مع الاعتذار من محمود درويش!
ثم ما مشكلتهم مع حرف “ت”!؟ يهددون باقتحام ال”باسيل” لا الـ”باستيل” .. هيّا اقتحموا الـ”باستيل” الطائف والطائفي بما بين جدرانه من أموال الشعب وكراماته المنهوبة أسوة باقتحام الـ«باستيل» في ١٧٩٨ عندما سأل لويس السادس عشر: هل هذا تمرّد؟ فقيل له: لا، هذه ثورة!

هيٌا دكّوا جدران الـ«باستيل» الطائف والطائفي (أكرر: بما بين جدرانه من أموال الشعب وكراماته المنهوبة)، وكفوا عن محاولات إقحام او إقتحام الباسل ال”باسيل”!

اما السفيه وارث العمالة وريث العمولة فما زال مستميتا في سعيه لتسلق نعل الباسل ال”باسيل”!
واليوم أجدد رجائي ان دعه هناك عند أسفل نعلك، ولا تلقمه حتى حجرا …
 
ف”لو كُلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا //
لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينار” //

واذكر الامام الشافعي وقوله:

 
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ//
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا//
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً//
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا//

سر ودعهم ينبحون، واقرأ الآية 63 من سورة الفرقان وقل لهم “سلاما”: “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”

وأختم (التغريدة) تكرارا: خسئتم – لن تتمكنوا من إشعال الحرب الأهلية مجدداً، وسيكون لفتنتكم قبرٌ – وسيكون للبنان بساتينٌ وعونٌ، ونصرٌ، ورسلٌ وبسالةٌ ومجدُ!]

 
ومن تغريدة اخرى اقتطف:
 

[قال فخامة العماد كلمته فجُنّ بلاطهم وأسمعوا جعجعة بلا طحين! يحاولون اختطاف عفوية الجماهير وسرقة انتفاضتهم كما نهبوا المال العام .. يحاولون اخضاع الانتفاضة الحقة المُحقّة لرهاب العناوين الليبرالية وابتزاز المفاهيم النيوليرالية من مفرزات مراكز أبحاث البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع المدني!

قولوا لهم لن ننحني أمام تهويل النعوت والمصطلحات الذرائعية من حقوق الانسان وحرية التعبير وحرية الصحافة ومحاربة الارهاب!]

 

مهما “طرنبتم”، او “تصهينتم”، او”تدحلنتم”، او “جعجعتم” ومهما “جُن بلاطكم”، يبقى وجود اسرائيل مرتكزا الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. إذن وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر .. كإمب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، تطبيع بضمير صائح او سائح او غائب او مستتر، صفقة القرن – كلها محاولات يائسة بائسة لصيانة النكبة الفلسطينية ومعها وبها صيانة اسرائيل/المستعمرة الاستيطانية .. نعم التطبيع، لغةً، ينتهي بال”بيع” .. والتطبيع، سياسةً، اخره “بيع”!

لا “كامب ديفيد” باقية، ولا “أوسلو”، ولا “وادي عربة” .. لا صفقة القرن باقية .. ولا تطبيع التنابل .. لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل!

“يا دامي العينين , والكفين .. إن الليل زائلْ .. نيرون مات، ولم تمت روما .. بعينيها تقاتلْ”!
وفلسطين بعزتها، بقدسها، بغزتها وصدور ابنائها تقاتل .. وحبوبُ سنبلةٍ تموت .. ستملأُ الوادي سنابلْ..!

تمشي و امشي والليالي بيننا//

ستُريكَ من يهوي ومن سيظفرُ// 

الدائم هو الله، والدائمة هي فلسطين!

ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية 

 

 

 

قد يعجبك ايضا