التطرف والاعتدال في الخطاب الإسلامي (2 من 3 ) / د. عدنان عويّد

Image result for ‫عدنان عويد‬‎

د. عدنان عويّد *( سورية ) الخميس 3/10/2019 م …




** مفكر وباحث وأكاديمي سوري …

     تأتي الآيات الواردة في السور المدنية الداعية إلى قتال الكفار وغير المسلمين من أهل الكتاب الذين لم يدفعوا الجزية, من الآيات التي لم ينظر إليها تفسيراً وتأويلاً من قبل القوى المتشددة الأصولية الجهادية وفقاً لأسباب نزولها, وإنما نظروا إليها وطبقوها بناءً على عموم اللفظ أو الظاهر من النص , وبالتالي فإن استمرارية العمل بهذا التفسير الظاهري دون النظر إلى خصوصيات العصر وظروفه الذي نزلت فيه هذه الآيات, ودون مراعاة أيضاً لخصوصيات المراحل التاريخية اللاحقة, قد ساهم في زيادة حدة التطرف وظهور التنظيمات الجهادية التي أساءت للإسلام والمسلمين معاً. مع تأكيدنا أن معظم هذه الآيات تدخل في نطاق الآيات المتشابهات التي حذرنا الله في القرآن الاتكاء عليها أو اتباعها, حتى لا تكون الفتنة وسفك دماء الناس دون حق. على اعتبار أن للقتال شروطه الأخلاقية, فمن لا يعتدي عليك لا تعتدي عليه, ويأتي العفو في الإسلام سيد الأحكام.

     إن الآيات المتشددة التي تأمر بقتال من يسمى بالكفار وأهل الكتاب, قد جاءت موافقة لعصر نزولها, حيث أن لكل آية سبب نزول, ففي الوقت الذي نجد فيه آيات تحض المسلمين أو تدعوهم إلى القتال لها خصوصيتها, نجد أيضاً آيات أخرى  اتخذت طابعاً عاماً دون تحديد السبب المباشر لها كالآية التي تقول على سبيل المثال لا الحصر : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (البقرة 244). فالقتال في سبيل الله مفتوح هنا على دلالات كثيرة لم يحددها النص المقدس, ولكن يظل  لكل مرحلة تاريخية خصوصياتها التي تحدد دواعي الجهاد وأشكاله, وتحديد هذه الدواعي مرتبط بالجهات الرسمية وليس بأشخاص أو تنظيمات محددة. فالقتال زمن الرسول كان يأتي بأمر من الله ومن الرسول ذاته, وبعد وفاة الرسول جاء القتال بأمر من خليفة الرسول كما هو الحال في حروب الردة وغيرها.

أما آيات القتال التي وردت في النص القرآني فهي:

     (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ). (البقرة 191).

     (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ). (البقرة 193).

     (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة 216)

      (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ). (البقرة 217).

      (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (البقرة 244).

      (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا). (النساء 74).

     (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا). (النساء 76).

     (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا). (النساء 84).

     (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) (النساء 89).

     (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). (المائدة 33).

     (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال 12).

     (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (الأنفال 17).

     (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ). (الأنفال 65).

     (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ). (التوبة 5).

     (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ).(التوبة 12).

     (أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). (التوبة 13).

     (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ). (التوبة 14).

     (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ). (التوبة 36).

     (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير ). (التوبة 73).

     (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا). (الأحزاب 26 و 27).

     (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ). (محمد 14)

     (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ). (محمد 35).

     إن ما يتطلبه العقل والمنطق والموقف الفقهي من هذه الآيات, هو العودة إلى تحديد مسالتين أساسيتين في هذه النصوص كنا قد اشرنا إليها أعلاه, الأولى: معرفة الظروف التاريخية التي نزلت فيها هذه الآيات, وهل الظروف التاريخية التي نعيشها اليوم, تتطابق تماماً مع الظروف التاريخية التي نزلت فيها هذه الآيات من حيث طبيعة الكفر وموقف الكفار من الدعوة.؟. وثانيا : النظر في آيات القتال التي تقبل التجاوز الزمني أو التاريخي لأسباب نزولها من حيث اتخاذها دليلاً شرعياً على قتال المخالف لمقاصد الدين الأساسية, وشكل هذا القتال ودرجة عنفه. بيد أن الاقرار في اعتماد هذه الآيات لا يعني من حيث المبدأ أن يقوم أي إنسان أو حزب أو تنظيم بممارسة القتل بإسمها, فقضية تطبيق الجزاءات أو العقوبات وشكلها ودرجاتها هو أمر من اختصاص مؤسسات الدولة المعنية فقط كما أشرنا في موقع سابق. أما اتخاذ بعض الأحاديث الظنية ذريعة أو دليلاً على مشروعية منح القتال لمن يدعي بأنه حامي الدين من مبدأ (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته), كالحديث الذي يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده, وإن لم يستطع فبلسانه, وإن لم يستطع فبقلبه, وهو أضعف الإيمان. ). فهذا أمر أو تصرف لم يعد يتفق مع وجود الدولة ومؤسساتها المعنية, وإلا ستتحول طبيعة علاقات المجتمع إلى شريعة غاب.

     دعونا أخيراً في هذا الاتجاه أن ننظر في دلالات هذه الآية المتعلقة بأهل الكتاب, فلها شأن آخر يتطلب منا الوقوف عندها كثيراً. 

     تقول الآية: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة 29).

     ما يلفت الانتباه في هذه الآية, هو أن (دفع الجزية) من أهل الكتاب تجب أو تعفوا عن أسباب قتالهم, وأن أساب قتالهم تتعلق بما ذكرته الآية وهو: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ). فالجزية إذن هي البديل عن قتال الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ. والسؤال المشروع هنا هو: كيف يكون التفريق في التعامل بين الكفار وفقاً لدينهم,إذا كان الدين عند الله هو الإسلام, والإسلام هنا ليس الدين الذي بشر به محمد (ص) فحسب, بل هو كل الديانات التي نزلت من السماء كما تذكر بعض آيات القرآن.؟. ثم هل من المعقول أن الجزية تعفوا مقاتلة اهل الكتاب الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ.؟.

يتبع في الحلقة الثالثة والأخيرة

كاتب وباحث من ديرالزور- سورية

[email protected]

قد يعجبك ايضا