هل ما بعد عملية بقيق كما قبله؟ / العميد الركن المتقاعد ناجي الزعبي

العميد الركن المتقاعد ناجي الزعبي*  ( الأردن ) الأحد 15/9/2019 م …




** خبير استراتيجي ومحلل سياسي …

(اقتبس بالحرف ) … قال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة “جوزيف دانفورد”، في اجتماع الندوة الفكرية التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، في 6 سبتمبر الجاري، إن بلاده لديها “اتفاق يسمح لنا بوجود قوات كافية في المنطقة لردع أي هجوم إيراني ضد أمريكا أو الأمريكيين”.

واستدرك قائلاً: “لكن بوضوح ليست لدينا قوة ردع لاعتراض هجمات على شركائنا في المنطقة. يمكنك أن ترى السعودية والإمارات تعرضتا مؤخراً لاعتداءات”، في إشارة إلى التفجيرات التي استهدفت سفناً في مايو الماضي بميناء الفجيرة الإماراتي، وهجمات الحوثيين المستمرة على مصالح في السعودية والإمارات، ومنها شركة “أرامكو” النفطية العملاقة.

وعلق الضابط الأمريكي رفيع المستوى على القدرات العسكرية الإيرانية بالقول إنه يحترمها “ولا يمكن تجاهلها أيضاً”. انتهى الاقتباس .

جسد شعبنا اليمني بعملية “بقيق” ، “وخريص” المعقل النفطي الأضخم في العالم مشهداً غير مسبوق في تاريخ النضال العربي الصهيو اميركي وهو يحصد ثمار صبره الاستراتيجي وعقله العسكري والسياسي والدبلوماسي الفذ وعطلت الحصول على ترليوني دولار خلال خمسة سنوات عوائد طرح أسهمها للبيع .

ان عملية اليوم التي استهدفت فيها عشرة طائرات مسيرة حقل ومصفاة السعودية الأضخم ، ومصدر الاوكسجين السياسي والاقتصادي للسعودية واميركا والعدو الصهيوني الذي يمول العدوان على اليمن والذي يزود السعودية بما نسبته ٦٥-٧٠٪؜ من اجمالي ناتجها النفطي والبالغ من ٥ الى ٧ مليون برميل يومياً وبدورها تزود السعودية العالم به كان ثمرة من ثمار الصبر والصمود الاستراتيجيين والنجاح في إيقاع العدو بفخ معركة استنزاف استهلكت رصيده السياسي والعسكري والاقتصادي والأخلاقي والوجودي ، فقد اصبح اداة بالية خرقة مهزومة .

وكان توقيت العملية لافتا ونوعيّا يذكر بتوقيت اسقاط القلوبال هوك واحتجاز ايران لناقلة النفط البريطانية ، وعملية المقاومة اللبنانية – حزب الله – بافيوفيم ، وعملية أسدود وعسقلان وصواريخ المقاومة الفلسطينية بغزة التي سقطت اثناء وجود الإرهابي الصهيوني نتنياهو بأسدود حيث كانت كل المناخات المحلية والإقليمية والدولية مهيئة لتقبل الرد اللبناني الذي كانت ساحته موجة وداعمة ، والرد الايراني والفلسطيني واليمني .

وقد أتت بعد سلسلة استهدافات للمنشآت السعودية النفطية بحقل الشيبة بشرق السعودية وخط أرامكو شرق /غرب بعد توجيه إنذار يمني صبح وواضح كما فعلت ايران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية و بعد امتلاك الجيش واللجان قدرة على التعرض والردع ومواصلة استنزاف خصومه واستهداف عمقهم وتحمله تبعات اي ردود فعل من اي نوع وتوحد محور المقاومة على النحو الاستراتيجي .

ان ما يميز حقول بقيق وحريص القدرة الإنتاجية العالية التي تبلغ من ٦٥-٧٠٪؜ من انتاج النفط السعودي الإجمالي وتأثير ذلك على أسواق النفط وارتفاع اسعارها خلافاً لسياسة ترامب ، و مدى تأثير ذلك على أسواق المال والبورصة وهي رسالة بان تدفق النفط بهرمز وباب المندب يخضع لارادة اصحاب الارض وابنائها.

ان هذه العملية بمثابة مكافأة نهاية الخدمة للفاشل بولتون وصفعة انتخابية لنتنياهو وتهديد مباشر للمعتدي الاميركي الحقيقي على اليمن لإيقاف عدوانه ، ثم انها ضربة موجعة للأمن السعودي الداخلي – نظرا لتعاون شرفاء الداخل – مع الجيش واللجان حسب الناطق العسكري اليمني اضافة للخرق الاستخباري المعتاد ، وضربة اخرى لمشروع طرح اسهم أرامكو للأسواق فأي احمق يقدم على الاستثمار في بيئة غير آمنة ، ورسالة يمنية اخرى تقول يدنا هي العليا وادينا القدرة للوصول لاي هدف نريده في الزمان والمكان الذي نقرره ، بهدف إنهاء العدوان .

 

 

قد يعجبك ايضا