راس الاردن على مقصلة كوشنير / العميد ناجي الزعبي

 - بثت وسائل الإعلام اليمنية فيديو لوزير الدفاع اليمني اللواء محمد العاطفي وهو يتفقد مقاتلي الجيش واللجان الشعبية بقرب مدينة نجران ببضعة كيلو مترات في رسالة لتطور مجريات المعركة تطوراً نوعياً والانتقال من ضرب العمق السعودي

 




 

 

 

 

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 22/8/2019 م …

ما يجري حالياً من خطوات رسمية ترتدي زياً شعبياً زائفاً ( اي قيام جهة ذات صبغة شعبية بمسرحية مفبركة بايعاز رسمي ) يعني ان المخاطر اصبحت تقف على بوابات مستقبلنا ووطننا ، والوضع خطير ولا يحتمل التقاعس والإهمال المعتاد والتخلي عن المسؤوليات.

في محاضرة للدكتور النسور فبل بضعة سنوات اثناء وجوده بمجلس النواب قال : انا عاتب على المخابرات لان من يصدر الأوامر لمجلس النواب لاتخاذ المواقف والقرارات يكون بالعادة جندي او جندي اول ، ياريت لو يكون وكيل ).

وانا أدون ما قاله بالحرف وهو يقول بالبنط العريض ان مجلس النواب اداة تعمل بالريموت وليس ممثل لارادة شعبية .

اذاً من المتعذر إقناع احد بموقف لمجلس النواب او الأعيان او اي موظف بجهاز الدولة مناهض للعدو الصهيوني ، واتفاقية وادي عربة ، وطرد السفير الصهيوني ما لم يكن ذلك بايعاز رسمي .

ولماذا الإيعاز الرسمي في هذا التوقيت بالذات ؟
ما يتسرب من معلومات ان هناك قراراً صهيو اميركي سعودي بنزع الوصاية على المقدسات من الاردن الرسمي ، وبرغم انها وصاية بلا سيادة ولا تقدم ، الا انها مؤشر وإنذار بقرب اتخاذ قرار مصيري حاسم .

ان نزع الوصاية على المقدسات تجرد الوصي من اخر مبررات وجوده من قبل صاحب القرار الاميركي ، لذا على النظام التنبه لهذه المخاطر واستثمار مناخات الالتفاف الاردني حوله في حالة الإحساس بالخطر ليس بسبب الثقة بقدراته على قيادة الدفة بل بسبب الفراغ السياسي وحالة انعدام البديل الذي صنعها هو على مدار العقود الماضية .

وعليه : التوجه للعمق العربي ، والإقليمي ، والدولي ، المناهض للمشروع الاميركي ، والالتفاف حول الجماهير لا مجرد التقاط الصور معها ، بل تأطيرها وتسليحها لا تجريدها من سلاحها ، ولا تقليص قواتها المسلحة وليس العبث بمؤسساتها وتفيكها والإطاحة بها وخلق بؤر توتر وافتعال احداث دراماتيكية والعبث بالنسيج الاجتماعي وادعاء عمق الأزمات الاقتصادية بقصد ترويع المواطنين وتفريغ الوطن ديمغرافياً .

ما فعله النظام طيلة السنوات الماضية هو تجريد الوطن من مقومات البقاء والصمود واعداده ليكون خشبة الخلاص للعدو الصهيوني ، نفهم ان هذا هو وظيفته ودوره ومهامه ، لكن حين تصل المقصلة لرقبته ويمضي بهذا الاتجاه بدون تحوط وعودة عن النهج الذي سيطيح به فهذا مدعاة للعجب ، فهو اما لا يحسن قراءة الواقع والأحداث والمخاطر ، او لا يلقي بالاً لها لحسابات تخصه ، اي امتلاك البديل والثروات الطائلة والمشاريع الاستثمارية البديلة الخاصة والتخلي عن الوطن ، في هذه الحالة ينبغي على جماهير شعبنا وقواه والمخلصين ومؤسساته المركزية اتخاذا موقف يحول دون الإطاحة بالوطن .
ان اصرار النظام على ذات النهج كمن يثقب المركب الذي يستقله الجميع شعباً و نظاماً، وحين يغرق المركب لن يعود هناك لا شعب ولا نظام.

والراهن من المؤامرات يشي باقتراب حصة الاردن فاقد الوزن والهوية من المسرحية التي حبكت خيوطها اقبية المخابرات في تل ابيب وواشنطن .

ان السباق الصهيو اميركي المحموم مع محور المقاومة والمقاومة الفلسطينية والثورة اليمنية يشعل الحلبات ، فسورية توشك على حسم معركة اجتثاث الارهاب وتطهير ترابها الوطني وامتلاك فائض قوة مرعب للعدو الصهيوني ولواشنطن وايران والجيش واللجان الشعبية هم سادة الخليج وأصحاب الكلمة العليا بلا منازع ، والامارات والسعودية وحكام الخليج سيحجون لايران ان لم يكن اليوم فغداً ، وغزة منيعة وعصية على الكسر ،

وقد جاء استهداف الحشد الشعبي العراقي الحلقة الأضعف بسبب ترهل النظام واختراقه وتفككه وفساده وتبعيته في سياق اخراج العراق من محور المقاومة والعمق العربي ، واستهداف الناخب الصهيوني .

وفي غمرة هذا الصخب الذي يمتلك به كل بلد في الوطن العربي ماهيته وهويته ودوره ولن نقول مشروعه ، يراوح الاردن في حالة انعدام الوزن وفقدان الهوية ، والان فقدان الماهية والغرض ، ومبرر الوجود ، فلم يعد له دور ووظيفة ، وان وجدت هذه المقومات فهي في حدها الأدنى الذي لن يضير المشغل الحقيقي التخلي عنها ، وفوق ذلك كله تقديمه هدية مجانية للعدو لانقاذه من ازماته الاردن الان على المقصلة وحد السكين.

قد يعجبك ايضا