التغيير … ومقاومة التغيير … ومقاومة المقاومة / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأحد 7/7/2019 م …




التغيير هو تحول الشيء من حال الى حال اما بشكل مفاجيء او وفق استراتيجية ، وتترتب النتائج نتيجة ذلك على مدى فترة زمنية معينة حسب الظروف المحيطة والمتعلقة بذلك التغيير ومستواه والمبني على تخطيط مسبق وفكر مدروس ، وتكون المعوقات محسوبة بقدر المستطاع على ان تكون وفق مساحة ضيقة يسهل السيطرة عليها ، فهناك التغيير في القيادات العليا للمسؤولين في مختلف المواقع الرسمية ، وهناك التغيير الاجتماعي وهو الانتقال من البيئة الاجتماعية الحالية الى بيئة اجتماعية اخرى مع الحفاظ على حالة الاستقرار والثبات ، فالانتقال من التخلف الى التحضر او من الخطأ الى الصواب سيكون له مردود ايجابي وسلبي عند الكثيرين حسب التغيرات اذا كانت تهدد البنية الاجتماعية او القيمية او الاخلاقية ، وحسب نوع وطبيعة المؤثرات الداخلية او الخارجية واهدافها وغاياتها وهل التغيير سيشمل السلوكيات او العادات والتقاليد او نمط من انماط الحياة ، وقد تكون ارادة الجهة الطالبة التغيير تهدف الى احداث خلل ما او فرض سلوكيات مخالفة للقيم والاخلاقيات أو المعتقدات او اي امور تخدم مصالحها دون مراعاة الاثر على المجتمع على المدى القريب او المدى البعيد ، مثلاً تطبيق بنود اتفاقية سيداو وما ستلحقه من تأثيرات سلبية وخطيرة ، كذلك الامر الرضوخ لمطالب البنك الدولي الذي اصبح الآمر والناهي والمتحكم بالحكومات وسياساتها ، كذلك الامر عند تغيير الشخصيات في المناصب العليا ، فالتغيير يحدث في كل مكان وان نجاح ومستقبل اي دولة يعتمد على كيفية وقدرة القائد على قيادة التغيير وما يواجهه ذلك من تحديات باسلوب فعال ، حيث يطلق اسم ( القائد التحويلي ) اي القائد القادر على احداث تغيرات ليحول الحالة والبيئة لنحو افضل تواكب التغيرات والتطورات ، فهناك التغيير وفق المخطط لذلك وهناك التغيير الطاريء وهناك التغيير التدريجي وهكذا حسب المتطلبات الملائمة للتغيير ، والقائد التحويلي يتحرك من خلال نظم قيمية راسخة كالاستقامة والعدالة ويستطيع ان يؤثر بسلوكيات الشخصيات الجديدة وفق رؤية جديدة ويشاركهم العمل ومواجهة التحديات وتقديم الدعم ، وتثير فيهم حب التحدي واستثارة روح الفريق من خلال الحماسة والمثالية والاستثارة الفكرية لايجاد افكار جديدة تواجه الازمات بطريقة ابداعية ، ويوفر لهم بيئة تتكيف مع التغيير خاصة للامور الحرجة والاستجابة لمواجهة الازمات ، فقرارات رفع الاسعار للحكومات المتعاقبة لمواجهة التحديات والازمات المالية ، يجب ان يرافقه بيئة ملائمة من مجلس النواب وبيئة حماية آمنة من المردودات السلبية والانعكاسات الانفعالية خاصة بالمتأثرين من جراء هذه القرارات .

اذن هناك علم التغيير واساليبه وطرقه ومواصفات قائد التغيير والفريق العامل معه ، وهناك علم مقاومة التغيير وهم الرافضون للتغيير والذين يتبعون طرقاً واساليب مدروسة ، وهناك علم آخر وهو ما يجنب قائد التغيير المواجهة مع المقاومين للتغير وهو علم ( مقاومة المقاومة ) سواء شخصيات سياسية او مجتمعية او الاعلام بانواعه .

ومن اجل نجاح اي تغيير فان هناك ثلاث مقومات رئيسية لا بد من وجودها بدرجة عالية اولاً ألم شديد في الواقع العملي والمهني والذي يستدعي اجراء التغيير ، ثانياً ان يكون التغيير وفق فكرة واهداف واضحة تحقق الامل المنشود ، ثالثاً ان يكون هناك خطوات عملية قابلة للقياس وآليات التحقق من ذلك ، حيث ان مقاومي التغيير يبحثون عن الثغرات سواء كانت شخصية او عملية واستغلالها وتشتيت الهدف من التغيير الى حوارات ونقد ، أما ( مقاومة المقاومة ) فهي تستند على التركيز على اهداف وغايات التغيير وما يرافقها من قرارات واجراءات تكون في كثير من الاحيان مؤلمة وموجعة في المتأثر من هذه القرارات او من التغيير بشكل عام ، حيث يكون هناك مساحة لمناقشة الفكرة من التغيير باسلحة سلمية فكرية تؤمن المسار السلمي للتغيير .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]    

قد يعجبك ايضا