من استراتيجية الأستنزاف الى استراتيجية تفكيك الأحلاف … أمريكا ضرورة شيطانية لبعض العرب ازاء ايران / محمد احمد الروسان

الأردن العربي – السبت 29/6/2019 م …

كتب المحامي محمد احمد الروسان*…




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

هل تناقض المواقف بشكل ملفت، كما تظهّرت وبانت في قمة العشرين (قمة العشرين لص) في أوساكا اليابانية، لدى الرئيس الجدلي دونالد طرامب، والذي هو نتاج قوى السلفية الأفنجيلية المسيحية المتصهينة، ازاء ملفات الخلافات الأمريكية مع كل من موسكو وبكين وألمانيا والهند وتركيا واليابان، تدفع الدول الاخيرة الى التكتل ضدها مثلاً، بحيث توحدها المخاطر المشتركة الناتجة عن السياسات والاستراتيجيات الزئبقية لأمريكا في عهد هذا الرئيس، والتي هي بمثابة مولات تجارية؟ وهل ملفات الخلافات الأمريكية الأوروبية(ملف القدس، وجلّ القضية الفلسطينية، وحركة الأستيطان والملف الأيراني مثلاً)من شأنها أن ترفع القيود وتحرّر القرار الأوروبي؟ وهل ما جرى وانتهى في ايران(فتنة2017 م)كان يهدد السلم والأمن الدوليين، أم هو شأن داخلي؟ هل تسعى واشنطن بدلاً من الحرب على ايران، بعد اسقاط طائرة التجسس غلوبال هوك، الى اعادة انتاج تلك الفتنة من جديد عبر تفعيل ومفاعيل وتفاعلات، الحرب الاقتصادية والعقوبات الاحادية للتأثير على ديناميكيات عمل الطبقة الوسطى في ايران ودفعها للتحرك الثوري؟ وهل خيارات الرئيس الأمريكي أحرجت حلفائه والأمم المتحدة، قبل أن تحرج خصومه وأعدائه؟ هل يقود دونالد سفينة واشنطن دي سي نحو العزلة الكونية، وبالتالي تتجه الولايات المتحدة الأمريكية كي تكون قلعة أممية لوحدها بسبب جدلية الرئيس الحالي ترامب وزئبقيته المفرطة؟ هل محاولة بحث ما جرى في ايران وانتهى، في مجلس الأمن الدولي عبر واشنطن، بعد تحريك ايران شكوى لدى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، يعد تطاول على سيادة ايران وانتهاك لها، وصرف لعمل مجلس الأمن الحقيقي وهو الحفاظ وصيانة الأمن والسلم الدوليين؟ انّ فشل ادانة مجلس الأمن الدولي لايران، ومواقف كافة الأعضاء الدائمين(قطعا باستثناء الأمريكي ومعه الأسرائيلي والبعض العربي المتساوق والمتماهي مع الأمريكي في كل شيء باستثناء صيانة العمل العربي المشترك)ازاء الأتفاق النووي والتمسك به، والترحيب بالتزام ايران به حتّى اللحظة، والموقف الروسي والفرنسي والبريطاني وجل دول الأتحاد الأوروبي، جواب لكل التساؤلات السابقة. الجمهوري ترامب يفتح معركة مع ايران الان بعد فشل توظيف المظاهرات، وبعد هزيمة داعش من قبل سورية وروسيّا وايران وحزب الله والقوّات الرديفة والحليفة الأخرى، والسلوك الأمريكي في الذهاب دوماً الى مجلس الأمن لادانة ايران بأي تهمة، هو محاولة أمريكية لتبرير التنصل من الاتفاق النووي بشتى الوسائل والسبل، حيث هذه المعركة لا تستهدف ايران وحدها بل كل من شارك في هزيمة داعش واضعافه، حيث كان هناك فوضى استعجال في طرح ملفات الهجوم ازاء ايران في مجلس الأمن، مما يكشف حقائق الأهداف، ومنها خلق وتخليق معركة موازين القوى الدولية والأقليمية انطلاقاً من المجلس عبر ايران وما جرى وسيجري فيها. وهنا نلحظ مروحة مؤشرات تزايد تناقضات ترامب مع حلفائه الأوروبيين بسبب معركته مع طهران، عبر ذريعة حركة الأحتجاجات الأخيرة في عام 2017 م ويعمل أمريكياً على اعادة انتاجها الآن، ويعي الأوروبي الى حد ما أن هذا النهج الأمريكي الجديد هو لأستعادة المبادرة الدولية وروحها بعد هزيمة داعش، وممارسة لاستراتيجية مراكمة الضغوط على ايران لتقدم تنازلات في ملفات الصورايخ البالستية، وموضوع اليمن والكف عن نقل السلاح وتقنية الصواريخ ومسارات تطورها بجانب مستلزماتها، والهدف في النهاية بعد طهران هي تركيا، لذا رأينا شراسة الموقف التركي في دعم ايران، ليس حبّاً بطهران وانما خوفاً من مخططات أمريكا القادمة بحق أنقرة، والموقف الأشرس في دعم ايران بلا أدنى شك هو الموقف الروسي والمتفاقم في الدعم وشراسة الأدوات الروسية، ازاء خاصرتها الجنوبية(ايران)كخاصرة ضعيفة الى حد ما، وظهر ذلك جلياً في اجتماعات القمة الثلاثية التي عقدت في تل أبيب مؤخراً حيث فشلت فشلاً ذريعاً بعد الانحياز الروسي لأيران: هل تريد روسيا فعلاً إخراج إيران من سوريا؟ الإجتماع الثلاثي اللافت في تل أبيب بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، الذي عقد في 25 يونيو/حزيران 2019، وضع على أجندته، بحسب ما أُعلن، موضوع واحد وهو الوضع في سوريا، فقد بحث أفكاراً تتعلق بالحل النهائي في سوريا، ووضعها المستقبلي. كان الواضح من مواقف تل أبيب وواشنطن، قبل الإجتماع، أن التركيز سيكون على طلب وحيد وهو إخراج إيران من سوريا، ولكن هناك العديد من التساؤلات: ما هو المقابل الذي ستقدماه تل أبيب وواشنطن لقاء تعاون موسكو في هذا الشأن؟ كيف ستحقق موسكو هذا الطلب الآن في وقت ما تزال المعارك طاحنة في الشمال السوري، وما زال الأمريكيون متواجدون على الأراضي السورية ويدعمون تشكيل كيان كردي شرق الفرات، وكذلك تمدد تركيا شمالا وتمركزها في إدلب، ودعمها العلني لفصائل عسكرية بعضها مصنف إرهابياً وفق التقييم الدولي؟ صحيح واقع ومنطق وبدون عواطف، بقدر ما تريد الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية من روسيا أن تساعد في تقليص الوجود الإيراني في سوريا أو إنهائه، فمن غير المؤكَد بدرجة كبيرة أن تقوم موسكو بذلك، أو حتى أنها قادرة عليه، فلو استطاعت روسيا فعل ذلك بطريقة ما، إلا إنها لن تفعله لمجرد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أنّ(هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله)، بل لأنها تريد شيئاً ذا قيمة كبيرة في المقابل، حيث أبرز ما تريده موسكو باعتقادي هو التالي: الإعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، في العام 2014 م، وإلغاء العقوبات الإقتصادية التي فرضت عليها بعد ذلك، والإعتراف بوجود قوة روسيا على الساحة الدولية، وقيام العلاقات على مبدأ الشراكة لا الهيمنة. بالنسبة إلى سوريا، رفع العقوبات الأمريكية عنها، ودعم استقرارها ووحدتها ونهوض اقتصادها، ورفع الحظر عن الإنفتاح العربي على دمشق، والفيتو على انطلاق ورشة إعادة الإعمار. دون ربطها بمسألة الحل السياسي. في المقابل، إن موافقة الولايات المتحدة على تقديم مثل هذه التنازلات لروسيّا سيكون له تداعيات كثيرة، أبرزها: التأثير سلباً في علاقات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين، خصوصاً بعد موجة من التململ أصابت العديد من دول الإتحاد الأوروبي لا سيما بعد تولي الرئيس ترامب مقاليد الحكم، وتفاقم المخاوف الأمريكية حيال استعداد الرئيس ترامب لتقديم تنازلات أكثر للرئيس بوتين، وهذا شيء لا تريده حملة الرئيس ترامب، قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في العام 2020 م، خصوصاً وأن تداعيات تقرير المحقق الفدرالي، روبرت مولر، لم تنته بعد. بلا شك هناك العديد من الأمور التي يجب التطرق إليها خصوصاً من الناحية الروسية، وأبرزها يتمثل في التالي:

تعتبر موسكو أن طهران شريك حقيقي لها في العديد من الملفات، بحر قزوين ومنظمة شنغهاي للتعاون ومحاربة الإرهاب، وتبعا لذلك، إذا كانت تقبل ضرب القوات الإيرانية في سوريا فإنها حتماً لن تقبل، مع الصين، ضرب(إيران الآسيوية)بأي شكل من الأشكال.

إن الوجود العسكري الإيراني، ومعه قوة حزب الله، قد يكون أداة (إبتزاز)جيدة في يد روسيا ضمن مشاريع الغاز المستقبلية في المنطقة إلى أوروبا، خصوصاً إذا ما تم ربط ذلك مع العلاقات التي بدأت تزدهر، بعض الشيء، ما بين موسكو وأنقرة، هذا وتعمل روسيا، بحسب ما تقول، ضمن إطار القوانين والقواعد الدولية، من هنا وفي هذه المسألة بالذات، لا يمكن لها تخطي الإرادة السورية في هذا الشأن، خصوصاً وأن هناك مخاوف لدى الأخيرة بعد قرار الرئيس ترامب إعترافه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتل.

انّ الكباش الداخلي الذي جرى في عام 2017 م، ويجري في ايران الآن على مستويات منخفضة بشكل صامت، وتعمل واشنطن على تأجيجه، تموضع ويتموضع في التالي: احتراب النخبة السياسية في النظام الجمهوري القائم، والمس بالرعاية الاجتماعية للطبقات الفقيرة، والأزمة الاقتصادية التي يتداخل فيها تأثير الحصار المالي والعقوبات بتهم فساد(تحاربها طهران بقوة لملفات الفساد الداخلي، باشراف وتوجيه من المرشد وحكومة روحاني). الديمقراطيون في أمريكا عندما كانوا في الحكم، مارسوا استراتيجية الأستنزاف في المنطقة والعالم والأدارة من الخلف على مدار ثمان من السنيين، والجمهوريون حتّى اللحظة يمارسون استراتيجية تفكيك الأحلاف، من خلال تعميق استراتجيات البلبلة لتعميق الفوضى، بعبارة أخرى هم يمزجون بين الأستراتيجيتين ليخرجوا بكوكتيل استراتيجيات تذهب بالولايات المتحدة الأمريكية  نحو المزيد من المتاهات، والبدء من بحر الصين الجنوبي والعلاقات مع تايوان، وتفكيك العلاقات الروسية الصينية باعطاء روسيّا مزيد من النفوذ في مجالاتها الحيوية وخاصة مساحات أوروبا الشرقية وفي سورية، والتصعيد ازاء ايران لدفعها للتنازلات في موضوعة الصواريخ البالستية، وفي حالة الفشل سيمارسون سياسات تمييع العلاقات مع طهران. وهذا الأوان الدولي والحالة، وبعد مرور أكثر من عامين ونصف على حكم الجمهوري لأمريكا، استولدت كارتلات كوادر الحزب الجمهوري استراتيجية حديثة ازاء ايران والمنطقة، يمكن تسميتها باستراتيجية(كوشنير –  نتنياهو)حيث أجندة كوشنير وما يمثله في الداخل الأمريكي ونتنياهو ازاء ايران وحلفائها والمنطقة واحدة. الدبلوماسية بالعمق تعني: هي فن أن تقول للآخرين بأن يذهبوا للجحيم بطريقة تجعلهم يسألونك عن الأتجاهات قبل وأثناء دخولهم الجحيم، وكذا هي الدبلوماسية الروسية والسورية فلا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، لكن دبلوماسية عرب روتانا الكاميكازيين(مش حتئدر تغمض عينيك)، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي، فأن تكون حليفاً لماما أمريكا أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً، بالرغم من أنّ العداء له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الأولى، خاصةً ان كنت لا تلعب بالهوامش الممنوحه لك من قبل الأمريكي نفسه، بمعنى أن تكون انبطاحيّاً فقط. وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم، والولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد وقولبته توليفاً وتوظيفاً، وبصورة غير مباشرة وتحت عنوان الأتفاق النووي الأيراني مع الغرب، وعلى شيطنة حزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية “بروبوغنديّة”مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والداخل العراقي من دول جواره العربي وغير العربي، في استهداف الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية العراقية وموردها البشري. (الطبّاخ الرديء)وأسلوبه ونتاج طبخه من طعم وجودة طبخ، يشكل بمجمله إستراتيجية الطبخ الرديء، وحين تكون بعض مفاصل الأخيرة من نهج وسياسة لبعض الدول والساحات العربية، إن لجهة القويّة منها، وان لجهة الضعيفة، فهي السياسة التي يصنعها عادةً بعض باعة الأرصفة في الأسواق وأمام المساجد يوم الجمعة من كل أسبوع، فلنسقط ذلك على واقع ما تمارسه نخبنا السياسية والبرلمانية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأستخباراتية والدبلوماسية والإعلامية والحزبية، من سياسات لجهة الخارج الملتهب والداخل المحتقن والمتفاقم بالاحتقان، حيث القراءات تقول: نحن على حافة انفجار اقتصادي واجتماعي وديمغرافي ولاحقاً أمني بتشابك مع خلخلة سياسية، إن بقينا نمارس إستراتيجية الطبخ الرديء بعد أن قلب الجميع ظهر المجن لنا بخفّة ولكنها عميقة. المشتركات لدى جمهور الناس في العالم العربي أعتقد أنّها تتموضع في التالي:- هو أنّ الغرب يسعى إلى الدفع بقوّة إزاء تفكيك سورية وجعلها دولة فاشلة وبعدها العراق، وبعدهما لتفكيك لبنان لشل إيران(يحاولون الآن معها عبر اللعب بالداخل من خلال فئات الطبقة الوسطى الأيرانية)… وإثارة الفوضى في الأردن عبر اللعب على الحبل الديمغرافي لجهة المكونات الأردنية المختلفة بما فيها النظام نفسه، وبعد ذلك وفقاً للرؤية الأمريكية الصهيونية، ستكون المحطة الأخيرة الفدرالية الروسية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الخاصرة الضعيفة للفدرالية الروسية، وهذا ما تدركه النواة الصلبة والدولة العميقة في روسيا الفدرالية ومحركها وضابط إيقاعها الرئيس فلادمير بوتين وجهاز استخباراته النشط ذو المجال الجيوبولتيكي  الأممي الواسع والذي يعيد إنتاج مفاصل أدواره الأستراتيحية القادمة. ومن هنا مرةً ثانيةً وثالثةً ورابعةً، نقول: إنّ من يسيطر على سوريا(قلب الشرق) يسيطر على الممر الإستراتيجي لجلّ الشرق الأوسط، وبالتالي يتحكم ويسيطر على كلّ أوراسيا العظمى وأسيا الوسطى، حيث الصراع في سوريا وعلى سوريا على الجغرافيا قبل السياسة، هو صراع على الشرق وما بعد الشرق كلّه وقلبه سوريا بنسقها السياسي وموردها البشري، والفدرالية الروسية وبكين بجانب طهران وجلّ دول البريكس تدرك ذلك جيداً. لاشك أنّ القوام الجيو– سياسي السوري، يمارس ويتفاعل بقوّة على مجمل مكونات الخارطة الجيو – سياسية الشرق الأوسطية، وكما تشير معطيات التاريخ والجغرافيا، إلى أنّ تأثير العامل السوري، كعامل إقليمي حيوي في هذه المنطقة، تتطابق آليات عمله وتأثيره، مع مفهوم العامل الجغرافي الحتمي، والذي تحدث عنه جميع خبراء علم الجيويولتيك، وعلم الجغرافيا الإستراتيجية، وعلم الجغرافيا الإقليمية، وحتّى علم الجغرافيا المناخية، حيث تؤكد معطيات العلم الأخير، بأنّ الطبيعة المناخية لدول الجوار الإقليمي السوري، لن تستطيع مطلقاً الإفلات من تأثيرات العامل المناخي الدمشقي، فهل استعدت عمّان ولبنان والعراق وتركيا لذلك جيداً؟. الأمريكي وبتوجيه من البريطاني، حيث الأخير يدير الأول، حاولا انتزاع قيمة سورية الجيوبوليتكية، عبر محاولات انشاء منطقة عازلة في الشمال السوري عزل سورية عن تركيا وأوروبا(نشر التركي لمنظومات دفاع جوي في دار عزّة على الحدود مع سورية بحجة الكرد في عفرين؟ أم أنّه محاولة عاشرة لأنشاء منطقة عازلة هناك؟)، ويستوليان على الشمال الشرقي لسورية والجنوب الشرقي وجلّ الشرق السوري الى الجنوب، فتحيلان سورية الى جزيرة معزولة عن أوروبا وأسيا جيوبوليتيكيّاً(وفشلا فشلاً ذريعاً، ونتائج لغة الميدان السوري طاغية، والجيش السوري في جلّ الجغرافيا السورية، والمعركة الأهم وفي الظل بدأت في استعادة ادلب وشطب جبهة النصرة هناك)، مع سعي آخر موازي لأقامة كيادن كردي تروتسكي صهيوني خوزمتشي(ادارة ذاتية لأضعاف المركز في دمشق)، بكونفدرالية مع ما استولتا عليه أو تسعيان للأستيلاء عليه في الشرق والشمال الشرقي والجنوب والجنوب الشرقي مع الأردن والكيان الصهيوني(اسرائيل)ثكنة المرتزقة، بعبارة أخرى تعزل سورية عن فلسطين المحتلة وقضيتها وصراعها الأستراتيجي، فتنتهي قيمة الجغرافيا الأستثنائية التي تتمتع بها سورية، فالمعركة والصراع هو على هذه الحغرافيا قبل أن تكون ويكون على السياسة في سورية ونسقها، لقد فشلوا جميعاً، والجيش السوري يقاتل الآن على سفوح جبل الشيخ واستعادة بيت جن خازوق بعقد في ايست الأسرائيلي الصهيوني المحتل. وسورية هي المنفذ الوحيد المتصل بين كل البر الأسيوي والبحر المتوسط، وحاول جلّ السفلة في الحدث السوري من الطرف الثالث من أصلاء ووكلاء عبر حرب البروكسي، الأستيلاء على شرقها من التنف وحتى السويداء(ما زالوا يحاولون وسيفشلوا)، ليصار الى قضم هذه الميزة الجيوبوليتيكية وتحويلها الى شبه جزيرة بمنفذ وحيد على البحر المتوسط، كما حاولوا الأستيلاء على وبعض من القنيطرة لكي تكون سورية عزلت بشكل كلي عن القضية الفلسطينية، لأخراجها من الصراع مع “اسرائيل” ليصار الى تصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب الجغرافيا والديمغرافيا الأردنية ليس عبر مفهوم الوطن البديل بل النظام السياسي البديل بديمغرافيات جديدة حالية ولاحقة(قرار ترامب الأخير بخصوص القدس وقرار حزب الليكود الحزب الحاكم بضم الضفة الغربية المحتلة، مع قرار الكنيست الصهيوني في اقرار قانون أساس القدس، وهو انعكاس لقرار المجرم ترامب، وقمم الرئيس دونالد ترمب مع غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، واجتماعات جيراد كوشنير في دار الندوة في الرياض، للقضاء على الأسلام المحمدي المتنور، كل ما ذكر سابقاً هو تظهير لما شرحت وأوضحت). نعم لسورية قيمة فالقيّة جغرافية استراتيجية فريدة من نوعها، بجانب أنّها نقطة تقاطع بين أسيا وأوروبا وأفريقيا، انتزعت فلسطين عبر بلفور فعزلت الشام عن أفريقيا، واليوم يراد عزلها عن أوروبا شمالاً وأسيا شرقاً وشمال غرب أسيا أيضاً بشكل خاص، حيث مفاتيح الأخيرة دمشق ومن يملك المفتاح السوري يملك جلّ أسيا. ثمة محاولات لترسيم معالم المرحلة المقبلة في جلّ المنطقة فهل ترضى موسكو بذلك؟ وهل ترغب في اجهاضه؟ اذا سورية دخلت مرحلة جديدة بعد فشل كلّ الرهانات السابقة وعناوينها السياسية مفتوحة في كل الأتجاهات والمسارات، والحلفاء صامدون الى جانب دمشق، ولكن الأسرائيلي ومعه مستحثّات الرجعية العربية الحديثة والمستحدثة بسبب المال الخليجي قادرون على تسويق هذا المشروع دوليّا وهنا الخطورة في الشرق السوري والجنوب السوري. والأزمة في المنطقة الشرق الأوسطية، تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها)، فاذا نجح اليانكي الأمريكي وجوقته والكومبارس المرافق له، بالسيطرة على سورية كان ذلك ضربة قاسمة لمحور المقاومة من ناحية، وروسيّا من ناحية أخرى، وهذا من جانبه يفسّر أحد أسباب التدخل الروسي والأيراني وحزب الله في الأزمة السورية. فسورية ليست الوادعة تونس الخضراء، وليست مصر التي شلّتها الكامب ديفيد، وليست ليبيا المحكومة بكتاب أخضر، وليست اليمن الفقير بفعل جاره الذي يضربه ويعتدي عليه كل يوم تحت عنوان اعادة الرئيس الفار ببرقع النساء، سورية بنسقها السياسي ورئيسها، ليست بلداً على الهامش الخرائطي، يكفي أن تجيّش بعضاً من داخله حتّى يسقط رئيسه، بتظاهرات وأغنيات ومواويل وبرامج اتجاه معاكس ومقالات وتحليلات، تبثها بعض فضائيات عرب روتانا(مش حتئدر تغمّض عينيك). الأرض بما رحبت انقسمت وضاقت كخرم ابرة حول هذا الرجل الرئيس الأسد، وانّ مراهقات سياسية ودبلوماسيات الصعلكة لعربان روتانا مع  بعض خصي وتدمير للوعي العربي، تشرح وتكشف بعضاً من أسباب ثبات النظام السوري. حال البعض منّا ليس أسوأ من معظم علماء الأركولوجيا المنوطة بهم مهمة دراسة آثار المجتمعات الإنسانية الغابرة وتراثها الحضاري والثقافي، ولكن يبقى المغفّلون والسذّج منهم أقلّ ضرراً وخطراً من الأشقياء الدهاة المأجورين أو المتحيزين الذين يصنعون متاهات التاريخ والجغرافيا. أمريكا دولة ديكتاتورية الحزب الواحد بأحد الوجهين السياسيين، ان جمهوري، وان ديمقراطي، انتقلت من حكم الديمقراطية الى حكم البلوتوقراطية(أي حكم الأغنياء والأثرياء نتاجات ذراع البلدربيرغ الأمريكي، انّه المجمّع الصناعي الحربي)بملحقات ديمقراطية يسيل لها لعاب التوابع ودول الأعتلال العربي والخوزمتجي. صحيح واقع ومعطيات وداتا معلومات، أنّ مشروع الأدارة السابقة المنتهية ادارة أوباما، يتموضع في تصدير تناقضات أمريكا الداخلية بحروب الى الخارج ونهب وقتل الأمم الأخرى، لصالح الكارتلات المالية والأستثمارية في منظومة وول ستريت، يقابله مشروع دونالد ترامب في تعميق مشاكل أمريكا الداخلية على حساب غير البيض وعلى حساب المهمشين والنساء وغيرهم، ولعب دور بلاك ووتر كشركة حماية للكيانات الهشّة والتابعة والمتوحشّة، ثم تجيء بعض منظومات الحكم الأوروبي التي هي سبب وجود الأسرائيلي الصهيوني في منطقتنا، وتعلن أنّ أوروبا قلقة من تفكير ترامب عبر ترك أو تقليص دور واشنطن في الناتو. وتعلن موغيريني: أنّ القارة العجوز بحاجة الى جيش للدفاع عنها والتدخل الخارجي، وهي هذه الأوروبا من تقوم بتصنيع العداء الروسي، كما هي الرياض وتصنيع العداء الأيراني، أوروبا المنافقة الصلفة بجلافة، هي من دمّرت ليبيا وتحاول اخراج سورية من التاريخ عبر مسحها، خاصة وأنّ  الحرب على سورية ونسقها السياسي بدأت حرب بريطانية فرنسية سريّة، ثم جاء الأمريكي وتوابعه في المنطقة. نعم العرب كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، وأمريكا صارت ضرورة شيطانية لبعض العرب، والغرب كان يعلم أنّ ذلك الوحش الأيديولوجي القاعدة وداعش يترعرع في دورتنا الدموية، وعملوا على برمجته إلى اللحظة المناسبة التي تدق فيها ساعة الانفجار، وعندما تبعثر السوريون الطبيعيون تبعثر العرب معهم، والأمريكان تسكنهم قعقعة المصالح بينما العرب تسكنهم قعقعة الغرائز، ولا أحد يستطيع أن يغسل تلك الخطيئة التي تدعى العرب، والخلاف بين العربان حول تقاسم الجثث والموتى فقط. الكيان الصهيوني(ثكنة المرتزقة)المصنوعة من شتات يهود العالم وصهاينتهم في فلسطين المحتلة كل فلسطين، الى حد ما وبشكل جزئي، هو قوّة اقليمية بفعل غطاء دولي متعدد، يشترك بتدعيمه بعض العرب وبعض المسلمين لا بقواه الذاتية، أرسيت قواعده منذ زمن اغتصاب فلسطين من القرن الماضي، وما يجري الآن من هبّة شعبوية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، تتحول نحو انتفاضة مسلّحة في كامل الضفة الغربية المحتلة وغزّة المحتلة وفي داخل الشمال الفلسطيني المحتل(ثكنة المرتزقة اسرائيل)، تحدد مصير هذا الكيان وأفق بقائه واستمراره كقوّة اقليمية بفعل الغطاء السابق ذكره، في ظلّ هذه الهبّة الشعبوية التي في طريقها الى انتفاضة ثالثة متعددة أشكال النضال بما فيها المسلّح، أعمق من سابقتيها حتّى وان تم احتوائها لاحقاً، من بعض العرب الصهاينة وبعض المسلمين الصهاينة، كون الحالة الفلسطينية في حالة استمرار لبقاء الأسباب والمسببات لأستمرار الأحتلال، والمسارات الخيانية الأستئصالية للشعب الفلسطيني الحي، لآنّها ببساطة(أي الهبّة الشعبوية الحالية)أنهت استراتيجية ادارة النزاع التي ينتهجها الصهيوني بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة منذ زمن، والمسندة من البعض العربي لا يقيم اتفاقيات معلنة مع تل أبيب عاصمة ثكنة المرتزقة هذه، وعلاقات هذا البعض العربي أقوى من علاقات عمّان والقاهرة مع هذا الكيان الصهيوني. وبالرغم من الموقف والفعل من سياسات الرئيس أردوغان وحكومته، من سورية قلب الشرق وتاجه، ودفعه لزبالة الأرهابيين الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع منذ بداية المسألة السورية كموأمرة أممية، الاّ أنّنا نرى أنّ البلدربيرغ الأمريكي يضع تركيا(الجغرافيا والديمغرافيا)ضمن دوائر استهدافه ولو بعد حين، وما تفجيرات العاصمة التركية القادمة(المعلومات تقول أنّ الأمريكي يعد لشيء من هذا القبيل لعرقلة تفاهمات التركي مع الروسي بخصوص ادلب، وليراجع التركي اندفاعاته نحو البحر الأحمر بعد اتفاق سواكر، والقاعدة العسكرية التركية في الصومال وفي قطر، وبعد تدشين مصنع ذخيرة في الدوحة) وبعض مساحات الجغرافيا التركية والتي تقع بين الحين والآخر، الآ مؤشر بسيط رغم جزالته على صدق ذلك، وان كان بالمعنى التكتيكي ليؤسس للمسار الأستراتيجي لاحقاً. لذلك من زاوية الغرب ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، ينظرون الى الجمهورية التركيّة بأنّها يجب أن تبقى تحت رعاية غطاء دولي يمنع وفاتها من ناحية، بسبب تساوقها مع رؤى البلدربيرغ الأمريكي في الداخل السوري والمنطقة وها هو الأرهاب يرتد عليها وسيرتد عليها بعد استعادة الجيش التركي لأدلب، ويمنع شفائها من لوثة الأرهاب وعقابيلها وتداعياتها من ناحية أخرى، والتفجيرات المتتالية خلال العامين الماضيين قرينة صحّة قطعية على ما هو مرسوم. في حين أنّ الجمهورية المصرية العربية، تحاول جاهدةً حياكة غطاء دولي واسع(بالرغم من ترددها من سورية لصيانة الأمن القومي العربي، حيث نريد موقفا مصرياً أكثر وضوحاً وفعلاً، وان كانت القاهرة ساندت بشكل واضح الفعل العسكري الروسي في الدواخل السورية)وما زالت القاهرة أسيرة ورهينة لمعادلات دولية وداخلية، حيث العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تمسك بمفاصل دورة حياتها السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية، عبر مظلة دولية سمحت بانتاج آلية تعطيل لقواها الذاتية عبر اتفاقيات كامب ديفيد1979 م، لكي يكتمل حول معصمها القيد. وصحيح أنّ الرياض قوّة اقليمية ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وبفعل غطاء دولي أرسيت قواعده في أربعينيات القرن الماضي لا بقواها الذاتية، كشف ذلك بكل وضوح الفخ اليمني لكي يستنزف السعودية ماليّاً وما أبعد من ذلك. وسورية ورغم الجراح والنزف المتعدد، بنسقها السياسي وجيشها العربي العقائدي ومقاومتها الشعبوية، وصمود شعبها ومجتمعها وتماسك القطاع العام وعدم انهياره، رغم الحرب الكونية والصراع على سورية وفي سورية وثبات وصمود الرئيس الأسد، هي من تمنع الأصوليات الأرهابية الثلاث: الصهيونية العالمية، الوهابية وهي اس وجذر الأولى، العثمانية الجديدة، من تفجير المنطقة بالكامل. الفدرالية الروسيّة بفعلها العسكري تحاول ملىء الفراغ المتأتي عن فشل السياسات الأميركية، وعلى رقعة جغرافية تؤدي عليها اسرائيل دوراً محوريّاً. انّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ترى في الوجود العسكري الروسي في سورية، من شأنه أن يولّد استقراراً فيما تسميه تل أبيب(سورية الصغرى)، حيث ذلك يطيل أمد القتال في سورية ويستنزفها هذه هي المعادلة الأسرائيلية الأستراتيجية المفضّلة، كما ترى ذات ثكنة المرتزقة هذه أنّ الوجود العسكري الروسي قد يحد من قدرة الدولة السورية وجيشها، وايران وحزب الله على الدخول في حرب مع اسرائيل وعليها، كونه في حالة الحرب فانّ الوسيط سيكون على الأرض وفي الميدان ويملك علاقات مع الجميع. مقابل خشية ثكنة المرتزقة هذه أنّ الفعل العسكري الروسي الشامل والمتعدد على كامل الجغرافيا السورية بما فيه الساحل السوري الطويل، أن يحد ويقيّد العديد من سلّة النشاطات الأسرائيلية البحرية، خاصة بعد ضرب مواقع دواعش الماما الأمريكية بالصواريخ الروسية من بحر قزوين(بحر الخزر)وعلى مسافة 1500 كيلو متر في الشمال السوري في وقته وحينه قبل ثلاثة أعوام، وأصابت اهدافها بدقة متناهية، وما تلاها من صواريخ من ذات النوع، وما سيأتي في قادم الأيام مع بدء معركة الظل معركة تحرير ادلب واستعادتها من الأرهاب، مما جعل البنتاغون ومن ارتبط به من اعلام عربي وغربي، من شن حملة اعلامية شعواء في محاولة يائسة بائسة للأضرار بسمعة الصناعات الروسية والأختراعات العسكرية المتعددة، حيث كانت الرسائل السياسية والعسكرية متعددة وشاملة، لكل أطراف محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض عرب وبعض غرب. والأنكى من كل ذلك هو أنّ: ثكنة المرتزقة(اسرائيل)لم تحصل على أي ضمانات روسيّة واضحة بعدم السماح بنقل أسلحة متطورة من سورية وايران الى حزب الله، لا بل أنّ الرئيس بوتين لم يجمّد اتفاقية صواريخ اس 300 لأيران ووصلت طهران، كما أنّ بوتين لم يوعد الصهيوني نتنياهو بشيء بخصوص سحب حزب الله من القنيطرة ونزع الأسلحة من هذه المنطقة، وكل ما قاله ويقوله بوتين  لنتنياهو أنّ سورية ليست بصدد فتح جبهة جديدة في الجولان السوري المحتل حتّى اللحظة وضمن الظروف الحالية. وعليه لا اتفاق روسي اسرائيلي سوى لجينة(تصغير لجنة)عسكرية مشتركة، لأعلام اسرائيل فقط بلحظة بدء قصف ما تبقى من أدوات الأرهاب الأسرائيلي في الجنوب السوري، لكي تحتاط تل أبيب من عودة ما أدخلته ورعته وعالجته من ارهابيين في الداخل السوري اليها، وثمة زيارات غير معلنة تتم بين الحين والأخر للجنرال نيكولاي بوغدنوفسكي نائب رئيس أركان الجيش الروسي الى تل أبيب في سياقات ذلك لا أكثر ولا أقل. انّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ورئيس عصابتها نتنياهو يدرك أنّ تحويل المخاطر من التواجد العسكري الروسي والفعل العسكري لموسكو في الميدان الى فرص يستفيد منها، يبقى محدود الضمانات حيث السياسة الروسية موجهة الى واشنطن والغرب الأوروبي، ولا تقتصر حساباتها على هواجس ثكنة المرتزقة(اسرائيل)، وحاول الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن يوهم مجتمع ثكنة المرتزقة(اسرائيل) أنّه حقق اتفاق ما مع موسكو،  وأنّ زياراته المعلنة وغير المعلنة ناجحة بكل المقاييس لكنه فشل في ذلك، وفضحه بعض الأعلام الأسرائيلي الصهيوني الموضوعي، ونشر غسيل فشله على حبال اعلام ثكنة المرتزقة(اسرائيل)، لا بل وأزيد من ذلك قال اعلام المرتزقة الصهاينة: أنّ الأتفاق الروسي الأسرائيلي(الوهم)يمس في العلاقات مع واشنطن، ويساهم في تقوية المحور الأيراني في المنطقة، ويرى كاتب هذه السطور أنّه يبدو، أنّ عدوى حمق بعض الأعلام الخليجي وحمق بعض الأعلام العربي، انتقلت لبعض الأعلام الأسرائيلي الصهيوني المنافق والمؤيد لبنيامين نتنياهو. انّ الحضور العسكري الروسي الفاعل والمتفاعل ومفاعيله ونجاعة ضرباته لسلّة زبالة الأرهابيين وعلى رأسهم عصابة داعش(الكلاب الأفرنجية للماما الأمريكية)وعلى جلّ الجغرافيا السورية، خلق(ستاتيكو)جديد متعدد ومتطور على الساحة الأقليمية والدولية، وفضح كوميديا مقاتلة داعش الأمريكية، وأوضح أنّ الأمريكان يراقصون داعش لا يقاتلونها، كما فضح الروس بفعلهم العسكري ونجاعته كيف ادارت واشنطن لبلبلة استراتيجية في المنطقة، وكيف برمجت استراتيجية البلبلة هذه، فانتجت داعش كنتاج عن البلبلة الأيديولوجية(مع تأكيدهم أنّه لا سقف زمني وجغرافي لفعلهم العسكري، وكله مرهون بمدى استئصال بقايا الكلاب الأفرنجية للماما الأمريكية من سورية والعراق والمنطقة ككل ومدى تقدم الجيش العربي السوري واستعادته لكامل الجغرافيا السورية)كل ذلك لأفشال استراتيجية الأستدارة التي تنتهجها واشنطن لضرب هياكل أمن الصين وموسكو وايران وجلّ أسيا. اذا كان اليمن المحطّم بالنسبة للرياض بفعل العرب، يشكل حساسية عالية بالمعنى الجيواستراتيجي ومحوري للأمن السعودي، فانّ سورية محورية للأمن الأستراتيجي الروسي، فداعش تحديداً بالنسبة لنواة الفدرالية الروسية ثعبان لا بد من ضربه على رأسه، حيث الرأس في الرقّة السورية، والقيادة العملياتية له بين جرابلس ومنبج كبطن وذيل مع بقايا سمومه في العراق، بجانب ضرب صعاليك جيش الفتح في خان طومان ومحيطها، والمشتقات الأرهابية الأخرى ظواهر فولكلورية، وانهاء داعش في العراق مع وجود بقاياه، منع داعش من ميزة التواصل الجغرافي، وبالتالي أسقطت موسكو ورقة التوت الأمريكية عن حربها المزعومة لداعش في الداخل السوري والعراقي، وهذا ما تحاول واشنطن منعه عبر أدواتها المتأمركة في مفاصل بعض المؤسسات العراقية، حيث واشنطن تريد ابقاء التواصل الجغرافي الحيوي للثعبان داعش، كونه محوري في استراتيجية استدارتها نحو الصين وروسيّا وايران وجلّ أسيا. ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ترى أنّه ثمة تضارب بين حسابات الروس والأيرانيين حول الجولان السوري المحتل وفي سورية، حيث ايران تريد الجبهة ساخنة ضد الأحتلال، في حين روسيّا تسعى لرعاية سلمية بين دمشق وتل أبيب، مع أنّ الواقع والفعل الميداني يشير الى أنّ الدور الأيراني ودور حزب الله مكمل ومتساوق مع الدور الروسي الشامل والفاعل، وثمة دور صيني كامن كقوّة في الداخل السوري، يتدخل عند الضرورة والطلب منه بذلك من قبل الدولة الوطنية السورية على غرار ما جرى مع الطلب الروسي، ومع التأكيد أنّ الأسد لن يوقع على أي تسوية سياسية بشأن الجولان المحتل ما لم يصرف له ذلك كمكاسب داخلية واقليمية أولاً، وموافقة شعبه عبر استفتاء ومباركة حلفائه وعلى رأسهم ايران وروسيّا، حيث يعني هذا بالسياسة حصريّاً، أنّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)قد تلجأ الى الأنسحاب الأحادي من الجولان السوري المحتل، كما حصل في جنوب لبنان2000 م، وكما حصل بعده في غزّة زمن الأرهابي شارون، حيث حقد الأخير على الفلسطيني لا يوصف، ويقال أنّ سبب ذلك يعود الى أنّ رجلاً فلسطينيّاً قد(لاط)بشارون وهو لم يمضي من عمره ثلاثين ربيعاً. الأمريكي شئنا أم أبينا حقق نجاحات في الملف الأيراني والكوبي وعبر الدبلوماسية وتخلّى عن حلفائه الخليجيين، بل وورطهم بفخ اليمن ليستنزفهم مالياً. العراق عاد أولوية أمن قومي أمريكي لغايات العبث بالجغرافيا والديمغرافيا الأيرانية، والأمريكي يرى في هذا الفعل العسكري الروسي في سورية، والذي هو أبعد من سورية وما يجري فيها، حيث تأمين النفوذ الروسي في المتوسط والعمل الروسي العسكري في فضاءات المجال الحيوي الأمريكي المباشر باقامة قواعد عسكرية على الحدود مع تركيا، وذلك لآقامة توازن مع النفوذ الأمريكي في أوكرانيا، كذلك موسكو تريد تعزيز التحالف مع ايران في سورية، كون الأخيرة منفذ بحري لطريق الحرير الحيوي لكل من الصين وروسيّا وايران للوصول الى المتوسط، وهذا الطريق يحتاج الى أفغانستان ليصل الى ايران، ويحتاج للعراق ليصل الى سورية، فقامت واشنطن باحتلال أفغانستان ولن تنسحب منها، واحتلال العراق ولن تنسحب منه وتعود من جديد اليه عبر الثعبان داعش بمسميات جديدة، لقطع طريق الحرير بين الصين وروسيّا وايران في أفغانستان، وبين ايران وسورية في العراق، والمشروع الأمريكي فشل حتّى اللحظة في كلا البلدين، فمعركة الأرهاب في سورية وفي العراق واحدة، وهي معركة الجغرافيا، ترسم معالم المنطقة ومنحنياتها، وهي أيضاً معركة الكانتونات الكرديّة.

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل –

عمّان : 5674111    

خلوي: 0795615721

قد يعجبك ايضا