طردوا جدي العربي الفلسطيني واستوطنوا مكانه / مهند إبراهيم أبو لطيفة

مهند إبراهيم أبو لطيفة ( فلسطين ) الأحد 2/6/2019 م …




*مملكة الخزر والقضية الفلسطينية- مُلخص عام

في عام 1881م تأسست في روسيا، المنظمة الصهيونية الأولى ” أحباء صهيون”، ثم تبعتها فروع وجمعيات أخرى في عدد من الدول الأوروبية.  ثم في عام 1882م ، رست  باخرة تحمل إسم  “أصلان” أمام شواطيء يافا، تحمل عددا من الشبان القادمين من روسيا ورومانيا لاقامة مستعمرة “ريشون لزيون” بتمويل من روتشيلد.

وفي عام 1884م عقد ” أحباء صهيون” المؤتمر الأول في بولونيا، عُرف بأسم مؤتمر “كاتوفيتش” ، لترفع شعار “إلى  فلسطين”. وكان يهودا ليون بينسكر (1821م-1891م) قد وضع المُنطلقات النظرية للحركة ومعه موشيه ليف ليلينيوم ( 1814م-1898م) . حضر المؤتمر مندوبون عن فروع الجمعية من روسيا وأوروبا. وبدأ التخطيط لنشر ودعم الإستيطان في فلسطين ، وتشجيع اليهود على الهجرة. ولعبت التطورات السياسية في روسيا في تلك المرحلة دورا اساسيا في تبني المؤتمر لهذه الإستراتيجية.

طلبت منظمات أحباء صهيون ، التي كانت تسعى لحل “المسألة اليهودية” عن طريق الإستعمار، من الحاخام صموئيل موهيليفر (1824م-1898م) أن يتوجه إلى الأثرياء اليهود لطلب الدعم المالي للمشروع، وهم:

1- المليونير اليهودي الألماني سمسون هيرش

2- المليونير اليهودي الفرنسي ادمون جيمس

3-   الثري ليونيل روتشيلد،زعيم الطائفة اليهودية في انجلترا

ومع ظهور  الصحفي النمساوي اليهودي تيودورهرتزل(1860م-1934م) ، مؤسس المنظمة الصهيونية، بدأ بطرح  المسألة اليهودية في إطار  استعماري غربي. بدأ يتوجه إلى القوى الإستعمارية ويحاول حشد الدعم لمشروع الدولة الإستيطانية في فلسطين. انضم معظم أعضاء جمعية أحباء صهيون إلى هذه المنظمة. وبعد وفاة هرتزل  سيطر صهاينة شرق اوروبا على المنظمة، لأن الكثافة السكانية تتركز في روسيا وبولندا.

عرضوا على الدول الغربية اقامة قاعدة استعمارية للغرب، على أن يقوم الغرب بدوره بحمايتهم ودعمهم. بالرغم من أن معظم القيادات الدينية اليهودية ، كانت ترفض هذا الأمر في البداية. وبعضها لحد اليوم مثل جماعة ناطوري كارتا المعروفة بمواقفها.

بدأ تنفيذ المشروع .وفي احصائيات نشرها مركز المعلومات الفلسطيني ، حول الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، أواخر الحكم العثماني ، نجد الإحصائيات التالية:

. الهجرة الأولى 1882-1903م: وتمت على دفعتين قدم فيها إلى فلسطين حوالي 25 ألف يهودي معظمهم من يهود رومانيا وروسيا وتم تمويلها بواسطة جمعيات أحباء صهيون وحركة البيلو إلى جانب بعض الشخصيات الاستعمارية والأجهزة البريطانية..

الهجرة الثانية 1904-1918م: حدثت هذه الهجرة بعد إنشاء الحركة الصهيونية، وبلغ عدد المهاجرين فيها نحو 40 ألفاً جاء معظمهم من روسيا ورومانيا وكانوا أساساً من الشباب المغامرين الذين جنّدتهم الأجهزة الاستعمارية والصهيونية. ومع نهاية موجة الهجرة الثانية وبسبب نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وصل عدد اليهود في فلسطين إلى نحو 85 ألف يهودي ووصلت مساحة الأراضي التي يمتلكونها إلى 418 ألف دونم ونحو 44 مستعمرة زراعية.

الهجرة الثالثة 1919-1923م: بلغ عدد المهاجرين فيها حوالي 35 ألف مهاجر يهودي، أي بمعدل ثمانية آلاف مهاجر سنوياً، جاء معظمهم من روسيا ورومانيا وبولندا، بالإضافة إلى أعداد صغيرة جاءت من ألمانيا وأمريكا.

الهجرة الرابعة 1924-1932م: بدأت في زمن الانتداب البريطاني، حيث توافد إلى فلسطين في هذه الموجة نحو 89 ألف مهاجر يهودي معظمهم من أبناء الطبقة الوسطى خاصةً من بولندا، واستغلوا رؤوس الأموال الصغيرة التي أحضروها معهم لإقامة مشاريع صغيرة خاصة بهم.

وبلغ تدفق المهاجرين الصهيونيين ذروته في عام 1925م حيث وصل عددهم إلى حوالي 33 ألفاً مقابل 13 ألفاً في عام 1924م، وبعد ذلك انخفض العدد مرةً أخرى ليصل إلى نحو 13 ألفاً في عام 1926م، ثم بدأت الهجرة بالانحسار عام 1927م بسبب الصعوبات الاقتصادية في البلاد آنذاك، فانخفض عددهم إلى ثلاثة آلاف ثم ألفين فقط في عام 1928م.

وقد وصل إجمالي عدد اليهود في فلسطين في نهاية هذه المرحلة حوالي 175 ألفاً استوطن 136 ألفاً منهم في 19 مستعمرة مدنية أما الباقون فقد انتشروا في نحو 110 مستعمرات زراعية.

الهجرة الخامسة 1933-1939م: بلغ عدد المهاجرين اليهود الذين قدموا في هذه الهجرة إلى فلسطين نحو 215 ألفاً جاء معظمهم من دول وسط أوروبا التي تأثرت بعد وصول النازية إلى الحكم، فهاجر من هذه الدول خلال هذه الفترة نحو 45 ألف مهاجر. وقد بلغت نسبة المهاجرين اليهود من ألمانيا إلى فلسطين سنة 1938م نحو 52% من المجموع العام لليهود المهاجرين. ثم تبعتها- كما هو معلوم- موجات أخرى.

ولا بد للباحث في الشأن الفلسطيني أن يتعاطى مع السردية التاريخية للوصول إلى فهم أعمق لأسباب وتداعيات  الأحداث المتصلة  إلى يومنا هذا، خصوصا أن الحركة الصهيونية ولتبرير احتلال فلسطين، قامت بعملية تزوير كبيرة للتاريخ، ولم تكون سوى نزعة قومية ردا على نهوض القومية الروسية، وتماشيا مع باقي النزعات القومية الأوروبية والتي ارتبط معظمها بالإستعمار والإستيطان في جميع أنحاء العالم . من أين جاء كل هؤلاء المستوطنين؟

إن معرفة تاريخ مملكة الخزر من شأنه أن يُسلط الضوء أكثر على حقيقة وجوهر المشروع الضهيوني الإستعماري في فلسطين والذي كان ضحيته الشعب العربي الفلسطيني بمكوناته ( المسلمون، المسيحيون ، اليهود الأصليون قبل عام 1947، اليهود السامريون، الدروز، الشركس…الخ).

مملكة الخزر:

يعاني الباحثون حول تاريخ مملكة الخزر بشكل عام ، من صعوبة الحصول على المراجع الدقيقة تاريخيا، وشُح المصادر الموجودة ، ولكن بفضل المادة العلمية المتوفرة، بالإمكان تحديد الملامح العامة التي تهمنا حول هذه المملكة، وعلاقاتها المتداخلة مع الأتراك، البيزنطيين، الفرس، العرب المسلمين،، الأمبراطورية الرومانية، وتاريخ شعوب البلقان.

أغلب المراجع المتوفرة حول مملكة الخزر، مكتوبة بلغات مختلفة، كاليونانية، العربية، العبرية، السريانية، الأرمنية، الجورجانية، الروسية، الفارسية، التركية، الصينية ، وتعود إلى القرون الوسطى.

ومُعظم هذه المراجع تُرجح أن تسمية ” خزر” تدل على قبائل  كانت تعيش حياة الترحال والتنقل الدائم. وان اسمهم مشتق من معنى التجول والتنقل. بالتركية ” قز” ويعني يتجول، أو يتبدى، يرحل. وبالعبرية يُلفظ اسمهم ” كوزاري” أو ” خوزاريم” ، وباليونانية ” خزاروي” ، باللاتينية ” تشازاري” ، وبالوثيقة العبرية المعروفة بأسم ” مراسلات الخزر ” يرد لفظ ” كزر” أو ” خزر”. بالألمانية” خازارن”.

يعود أول ظهور لأسم الخزر لكتابات المؤرخين السريان ومنهم: ميخائيل السوري في عهد الإمبراطور البيزنطي موريس (582م-502م). ويذكر أنهم قدمو إلى بلاد القوقاز من آسيا الوسطى في منتصف القرن السادس للميلاد.

ويتم وصفهم في المراجع العربية بأنهم بيض البشرة، عيونهم زرقاء، شعورهم حمراء مسترسلة، واجسامهم كبيرة، وطبيعتهم باردة.( مخطوطات البودليان- وصف ابن سعيد المغربي). وفي العقد الفريد لابن عبد ربه، وعلى لسان ابن المقفع في مناظرته مع أصدقائه، يوصفوا “بالبقر السائحة”. وفي معجم البلدان لياقوت الحموي، يوصفوا بأنهم ” كالمغول عيونهم مائلة”.

تُرجع أغلب المصادر التي تم الإطلاع عليها، أن الخزر تعود أصولهم إلى يافث بن نوح ، وليس لهم علاقة بسام بن نوح لا من قريب ولا من بعيد. ويافث هو الإبن الثالث لنوح ويُعتبر أب كل الأجناس الأوروبية.

أولاد يافث وما خرج منهم من الامم البشرية :ــ

1 ـ ماشح ومن ذريته (القوقاز الأيبريين)

2 ـ مداي ومن ذريته (الهندو-إيرانيين ومنهم الفرس والاكراد جزء منهم)

3 ـ طبراش ومن ذريته (التراقيون وهم :ــ شعوب تسكن في بلغاريا وشمال شرق اليونان و شرق صربيا، وأجزاء من جمهورية مقدونيا)

4 ـ طوبال ومن ذريته (الجورجيين و الإيطاليين )

5 ـ يونان وهو اصل الاغريق.

6 ـ مأغوغ ومن ذريته ( الهنغاريون، الإيرلنديون والفنلنديون )..

7 ـ عومر ومن ذريته (الأرمن، السكيثيين، الإيرلنديون، الألمان , الترك)

كان للخزر في مرحلة من مراحل التاريخ، دولة قومية وصفت بالامبراطورية، وتشمل أجزاء من جنوبي روسيا الأوروبية، في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي، وتكونت ككيان سياسي من عدة قبائل، شعوب، واعراق مختلفة. وكان لهذه المملكة تاريخ،  ارتبط بشكل مباشر بالتاريخ العربي الإسلامي، وتاريخ المسيحية، وعندما اعتنق  ملكها اليهودية وتبعته النُخبة الحاكمة في مملكت، واغلب شعب المملكة، أصبح لها تداخل مباشر مع تاريخ القضية الفلسطينية أيضا.

وقبل تلخيص أهم النقاط التي تخصنا حول مملكة الخزر، أورد تاليا أهم المراجع التي يُمكن الإستعانة بها لمن يرغب بالتعمق في بحث تاريخ المملكة اليهودية الخزرية:

  1. كتاب ” الفتوح” للعلامة الكوفي المتوفي 926م، وهو مرجع مهم يتعلق بالحروب الإسلامية والفتوحات في المشرق والبحر المتوسط، خراسان، أرمينية، أذربيجان، وحروب المسلمين مع الخزر.
  2. كتاب ” فتوح البلدان” للبلاذري ،المتوفي سنة 892م.
  3. كتاب ” تاريخ الرسل والملوك” للطبري ،المتوفي سنة 922م.
  4. كتاب ” الكامل في التاريخ” لأبن الأثير ،المتوفي سنة 232م.
  5. كتاب ” مروج الذهب” للمسعودي ، المتوفي 957م.
  6. كتاب ” معجم البلدان” لياقوت الحموي، المتوفي 1229م.
  7. كتاب ” المسائل والممالك” لبن خرداذبة، المتوفي 912م.
  8. كتاب ” المسالك والممالك” للاصطخري، متوفي 957م.
  9. كتاب ” المسالك والممالك” لابن حوقل، المتوفي 977م. ( وهي ثلاثة كُتب تحمل نفس الإسم).
  10. رسالة ابن فضلان، لأحمد بن فضلان، التي كان ضمن البعثة التي أرسلها الخليفة العباسي المعتد بالله (908-932م) إلى البلغار.
  11. أضافة لتاريخ ابن خلدون ، ابن الأثير، النويري، الذهبي.

من أبرز المراجع المعاصرة باللغة العربية: كتاب مملكة الخزر اليهودية للدكتور عبد الشافي المغربي، الصادر عن دار الوفاء الاسكندرية ، عام 2002م. وتاريخ يهود الخزر، د.دنلوب، الصادر عن دار قتيبة للنشر، دمشق، ط1، 2005م.

مُلخص عام حول تاريخ مملكة الخزر:

(1)        كان الخزر يعيشون كقبائل من أصول مختلفة- أغلبها تركية – حياة التنقل والترحال في وسط آسيا، ثم قدموا إلى بحر قزوين واستوطنوا حول بحر قزوين ومناطق جبال القوقاز.

(2)        كانوا في البداية وثنيين كباقي الشعوب التركية ، ثم “شامانيين” Shamanistic، أي يؤمنون بالسحر وعالم الأرواح ، جلسات تحضير الأرواح وادعاء الإتصال بالموتى…ألح. ثم اعتنقوا اليهودية بعد أن اصبح لهم كيان سياسي وكان ملكهم ويسمى ” خاقان” يحكمهم. يرد في المصادر التاريخية ، أن اعتناق اليهودية تم في القرن الثامن عشر (740م) ، وهؤلاء هم أجداد يهود أوروبا وامريكا الذين ينحدرون من يافث ابن نوح، وليس  من أصل سام. هم جدود اليهود الغربيين ” الأشكناز” الذين حملتهم البواخر إلى يافا ، وفلسطين.

(3)        يذكر الشاعر يهوذا هاليفي (1075م-1141م) وهو من اهم الشعراء اليهود في اسبانيا، وأبرز مفكر يهودي في العصور الوسطى، أن  حاخاما يهوديا ، استطاع اقناع الملك باليهودية.

(4)        اعتنق ملك الخزر  والطبقة الحاكمة اليهودية، وعدد كبير من شعبه، وصارت اليهودية هي الدين الرسمي للدولة. ويوجد في المراجع التاريخية روايات يصعب أن يتقبلها العقل، حول كيفية دخولهم في اليهودية. ووجد أيضا  في الدولة من كان مسلما أو مسيحيا. ويُرجح أغلب الباحثين أن اعتناق الملك لليهودية ، كان لدواعي سياسية واقتصادية، ولكي يكون للدولة كيان مستقل وسط قوتين كبيرتين ، هما الخلافة الإسلامية والدولة البيزنطية. وكان ذلك في زمن الخليفة هارون الرشيد.

(5)        يُجمع المؤرحون السلمون، على أن الخزر من  الناحية الانثربوليجية، من اصول تركية، ومن سلالة يافث بن نوح. كذلك نجد في المراسلات – بالعبرية- التي تعود للقرن التاسع الميلادي، بين حسداي بن شفروط، كبير الوزراء اليهودي في بلاط  خليفة قرطبة في الأندلس، عبد الرحمن الثالث، وبين يوسف ملك الخزر، نجد في رد يوسف :

أن الخزر يرجع أصلهم إلى يافث ابن نوح.

(6)        كان الخزر – قبل تكوين دولتهم المستقلة-  يدينون بالولاء والتبعية، لامبراطور الأتراك الغربيين. تلك الإمبراطورية التي لم تدم طويلا. وكانت عبارة عن حلف من القبائل يحكمها ” خاقان”، وهو نفس اللقب الذي استخدمه حكام مملكة الخزر فيما بعد. وهذا ما تؤكده أيضا المراجع التركية.

(7)        انقسم الأتراك إلى فريقين منذ القرن السادس الميلادي، غربي وشرقي. كانت مناطق الأتراك الغربيين، ممتده شمالا من منغوليا إلى جبال اورال. وكان أسم أول خاقان لهم هو: ” تومين” (Tumen).

(8)        نشأت الدولة الخزرية في منطقة لها طابعها الجيوسياسي الهام ، بين بيزنطة وفارس القوتين الكبيرتين المتصارعتين. وكذلك موقعها الجيواستراتيجي بين البحر الأسود وبحر فزوين.

(9)        تذكر المراجع التاريخية، أن الخزر هم من أوقفوا الهجوم العربي الإسلامي في مراحله الأولى على أوروبا الشرقية.وشكلوا حاجزا بشريا وعسكريا في منطقة القوقاز. واستمرت الحروب بين المسلمين والخزر قرابة مائة عام. وعرفت بعض الحروب عند المؤرخين العرب، بأسم الحرب  العربيةالخزرية الأولى (642م-652م) والحرب العربية الخزرية الثانية (732م-737م).

(10)      كانت تربط مملكة الخزر علاقات قديمة بالبيزنطيين، واشتركوا في الحروب التي خاضتها الدولة البيزنطية ضد فارس ، في القرن السابع، واستعان بهم الإمبراطور هرقل ( 610م-641م) في حملاته العسكرية على الفرس. كذلك ، ثم تخلوا عنه عندما حل فصل الشتاء. وقف الخزر إلى جانب البيزنطيين في حربهم ضد المسلمين،. وتورد المراجع أن الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الخامس، تزوج سنة 732م من أميرة خزرية، أنجبت له ولدا، تولى عرش الإمبراطورية البيزنطية باسم ” ليو الرابع” أو ” ليو الخزري”. وكان الخزر حلقة الوصل بين البيزنطيين والصين.

(11)      كانت علاقة الخزر بالامبراطورية الفارسية ، علاقة عدائية في أغلب الأوقات.

(12)      يُعتبر القرن السابع هو البداية الحقيقية للخز، في هذا القرن لعبوا دورا مهما على صعيد المنطقة كلها، بعد أن نالوا استقلالهم، وفرضوا سيطرتهم على العديد من الشعوب، ونجحوا بالتوسع حول منطقة البحر الأسود ، وبحر قزوين، والقوقاز، وكونوا امبراطورية مترامية الأطراف.

(13)      قامت العديد من الحروب بين الخزر والروس، كان أولها عام 859م، لأن الخزر كانوا يأخذون الضرائب أو الجزية من القبائل الروسية، من الوليان، السفريان، الراديموتش، الفيلتش. تذكر المراجع، أن من الأسباب التي أدت لسقوط مملكة الخزر، هو تحالف البيزنطيين مع الروس وبعض القبائل التركية الاخرى في الفترة ما  بين 1016م و 1019م.

(14)      بعد عام 1016م، بدأت بالتدريج تنشأ امارات صغيرة في امبراطورية الخزر، حتى تم اسقاطها عن طريق ” البيتشينغ” في عام 1030م.

(15)      بعد سقوط المملكة الخزرية، تمركزوا في المدن الإقتصادية ، في روسيا، بولندا، أوكرانيا، رومانيا، ليتوانيا، غاليسا،ألمانيا، فنلندا، المجر، هنغاري، وغيرها من الدول، وانتقل عدد كبير منهم في مراحل لاحقة إلى الدولة العثمانية التي وفرت لهم الحماية والحرية، وفي فترات أبعد إلى أمريكا.

كان أخر حكام الخزر هو (جورج طزول)، الذي تم أسره في معركة مع البيزنطيين، ثم قبل المسيحية وأصبح اسمه” أريون”. وتفرق بعدها الخزر في شرق اوروبا.

(16)      كان الخزر يستخدمون الأبجدية التركية القديمة في الكتابة، وكانت تُكتب من اليمين إلى اليسار، وهي قريبة من لغة أتراك الأوغور. ووجدت أيضا بعض الكتابات بالعبرية.

(17)      لجأ بعض اليهود إلى مملكة الخزر ،بسبب الإضطهاد الديني، من قبل الإمبراطورية الرمانية، طلبا للحماية.

(18)      يؤكد عدد من الباحثين، أن حوالي 90% من اليهود في العالم لا علاقة لهم بالجنس السامي، والنبي أبراهيم، ولا ببني اسرائيل. في كتابه المعنون: ” القبيلة الثالثة عشر” ، أثبت الصحفي المجري آرثر كيستلر، عبر دراسة تاريخية انثروبولوجية، أن غالبية سكان فلسطين الحالين من اليهود تعود جذورهم للقوقاز ، وليسوا من أصل فلسطيني. ترجم الكتاب أحمد نجيب هاشم ، وصدر بالاسكندرية عام 2003 عن الهيئة المصرية للكتاب. وفي كتابه باللغة العبرية حول الخزر، أكد المؤرخ الإسرائيلي (الروسي الأصل) بولياك ، على نفس هذه الحقيقة، ونُشر كتابه في تل أبيب سنة 1944م. وكان هو نفسه من المهاجرين الروس إلى فلسطين عام 1923م.

(19)      ويوجد عدد من الكتاب والمؤرخين الإسرائيلين ، الذي كتبوا عدة كتب – مثل المؤرخ شلومو سان- للتأكيد على هذه الحقيقة.

ألف شلومو سان(Shlomo San) وهو الأستاذ في التاريخ في جامعة تل أبيب، عدد من الكتب، ترجمت لعدة لغات عالمية وهي:

  1. I. كتاب “متى وكيف أخترع الشعب اليهودي”، وصدر عام 2008.
  2. II. كتاب “متى وكيف أُخترعت أرض-إسرائيل” ، صدر عام 2012.

III.       كتاب “متى وكيف توقفت أن أكون يهوديا”، صدر عام 2013.

تُرجمت مؤلفاته من اللغة العبرية، ويدحض فيها الرواية الصهيونية التاريخية، من أجل شرعنة وتبرير ، اقامة دولة يهودية في فلسطين. وأهم ما جاء في هذه الكتب، هو ما قدمه الباحث محمود محارب -الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسة- من تلخيص لكتب  شلومو:

  • اليهودية ديانة ، وليست قومية ، أو عرق ، وهي ديانة تبشيرية كغيرها من الديانات، وانتشرت في مناطق واسعة من العالم القديم. تهودت أعراق وقبائل كثيرة ، وشعوب مختلفة. وتوقف إنتشار اليهودية بفعل القيود التي وضعتها الإمبراطورية الرومانية، وبسبب ظهور وانتشار الإسلام.
  • كان لإنتشار الديانة اليهودية في مملكة الحزر، الأثر الأكبر على تاريخ اليهود واليهودية، وزيادة عدد أتباعها.تهودت قبائل تتاريه، تركية، تركمانية، في دولة الحزر.
  • هاجر يهود الخزر إلى روسيا ، اوكرانيا، بولندا، بيلاروسيا، هنغاريا، ودول اوروبا الشرفية، ثم إلى أمرياكا واوروبا الغربية بعد الثورة الصناعية. وهم يشكلون حوالي 80% من مجموع أتباع الديانة اليهودية في العالم.
  • جميع المحاولات الإسرائلية والصهيونية في اسرائيل، وفي خارجها التي جرت لتعريف من هو يهودي من خلال الإنتماء العرقي، بواسطة بصمات الأصابع، أو بواسطة ال DNA فشلت.
  • يشبه وضع المواطن اليهودي في فلسطين، بوضع الرجل الأبيض في أمريكا، أو في دولة جنوب افريقيا إبان حكم الأبارتيد قبل عام 1994م. أو مثل وضع الفرنسيين في الجزائر.

نجد في أدبيات الحركة الصهيونية، وبكل وضوح ، كيف تم صناعة شعب، وقومية ، لم تكن متجانسة لا لغويا، ولا عرقيا، ومن مختلف بقاع العالم، دون أن يكون لهم أدنى علاقة بسكان فلسطين الأصليين.وثم تفصيل مشروع استيطاني، استعماري، على النمط الغربي، لكي يستوعبهم، كحل ل ” المسألة اليهودية” على حساب الشعب العربي الفلسطيني.

عندما عملت عصابات ” الهاغانا” و” شتيرن” و” الأرجون”، على الإستيلاء على الأرض الفسطينية بقوة السلاح. لم يتمكن الصندوق القومي اليهودي ، خلال 45 عاما من تاريخ تأسيسه حتى عام 1947، من الحصول إلا على 3,9 % من مساحة فلسطين، بينما نجد أن هذه العصابات، قد استولت في أقل من عام واحد (1948) على مساحة قدرها 76% من مجموع مساحة فلسطين التاريخية.  وكانت تعتمد استراتيجية تقوم على:

أقتحام الأرض، اقتحام العمل، الحراسة الذاتية، اقتحام الإستهلاك العبري. مفاهيم عنصرية اقصائية، وامتداد لعقدة ووهم التفوق العرقي الأبيض.

لماذا يجب أن يعيش من جاء من مملكة الخزر، في أرض فلسطين، ويُطرد سكانها  العرب الأصليون، ليعيشوا في المنافي، والخيام، والشتات؟.

[email protected]

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا