التكافل الإنساني  / أحمد الشاوش




 - ما أحوجنا في هذا الشهر الفضيل ، شهر رمضان المبارك الذي أول رحمة وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار الى مراجعة النفس ومد جسور الرحمة والعطف والايثار والقيام بالأعمال الصالحة وطَرق أبواب التواصل والتكافل الإنساني

 

 

 

 

 

احمد الشاوش ( اليمن ) الخميس 16/5/2019 م …
ما أحوجنا في هذا الشهر الفضيل ، شهر رمضان المبارك الذي أول رحمة وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار الى مراجعة النفس ومد جسور الرحمة والعطف والايثار والقيام بالأعمال الصالحة وطَرق أبواب التواصل والتكافل الإنساني في البحث عن مواطن الخير واكتساب الاجر وتطهير النفس من خلال المساهمة في انقاذ أفراداً على حافة الهاوية وأُسر عفيفة تحتضر بين أربعة جدران من الجوع والعطش، ومريض يصارع الموت من السرطان وآخر من القلب وثالث من الفشل الكلوي ورابع من اجرة المعاينة ونقص الدواء ، ويتيماً بلا عائل ونفسٌ بحاجة الى العتق ، ومسافر انقطعت به السبل وطالب علم بحاجة الى الزاد والكتب والسكن.

وكم هو رائع وجميل وأقرب الى الله أن يسعى رجال المال والاعمال والميسورين ومؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية وصناديق الزكاة الى المساهمة والمشاركة في أفعال الخير بعيداً عن التصنيف والفرز والحزبية ، وان يقدموا جزءاً من تلك الاموال لإطعام واكساء أخوانهم الفقراء والمحتاجين والمشردين والمهجرين الذين طحنتهم نوائب الدهر وشاءت الاقدار أن يتحلوا بالصبر والايمان وقبل هذا وذاك التمسك بحبل الله وفسحة الأمل.

وكم هو أروع أن تصل تلك الصدقات والزكوات والمساعدات كواجب ديني واخلاقي ووطني وانساني الى تلك الشرائح المستحقة من الفقراء والمحتاجين والايتام والامراض والموظفين الذين تبخرت رواتبهم وتعطلت أعمالهم وأرزاقهم رغم وجود حكومتين ودولتين وموارد وموازنات ضخمة تم رصدها لحرب عبثية أكلت الأخضر واليابس وسفكت دماء أبنائها الزكية ، وتاهت سلالهم الغذائية الطريق بعد أن بلعها غول الفساد وظهر ريعها في بناء القصور والعمارات والاستثمارات والمصارف المنتشرة بطول البلد وعرضها ، بينما يبحث المواطن عن شربة ماء وكسرت خبز ، لاسيما بعد أن تحول الكثير من اليمنيين الى تحت خط الفقر نتيجة للفجور ومزايدات تجار الحروب والصراع السياسي على السلطة والحروب المصنعة محلياً واقليمياً ودولياً.

وعلينا أن نستلهم من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والقصص الإنسانية الكثير من العبر والدروس للمسارعة في تلمس أحوال الفقراء والمساكين،،والبذل والانفاق والعطاء بنفس طيبة ابتغاء مرضاة الله دون مَن أو أذى ، لإنقاذ القلوب المكلومة والبطون الجائعة والاجسام الهزيلة من الموت أو صيدها كفريسة لتجار الحروب ، وإدخال السعادة والامل والرضاء الى قلوبها تقرباً الى الله تعالى وجعل تلك الاعمال الصالحة في موازين حسنات المحسنين ، كما أن علينا أخذ العبر والعظات من تاريخ الامة لان الدهر قلبه بقلبة ، فكم من سلطان وغني وتاجر أصبح وأولاده على قارعة الطريق ، وكم من فقير ويتيم وطالب علم تحسنت أحواله وصار صاحب جاه ، فسبحان الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير.

وأخيراً ..علينا أن نقف عند قوله تعالى ” وأتى ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل ” ( سورة الإسراء / الآية 16 ) .

ونختم بحديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، و يقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا ).

فهل يبادر أهل الخير في شهر الصيام والقرآن والتسامح والمحبة والعطف لمد يد العون ورسم البسمة أم أن على قلوب أقفالها .. أملنا كبير.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.