تصريحات بوتين بسوشي / ناجي الزعبي

 ناجي الزعبي ( الأردن ) الإثنين 21/5/2018 م … 

ان خطر الارهاب الاميركي الوظيفي على الامن القومي الروسي كان احد اهم اسباب خوض روسيا المعركة ضده على المسرح السوري مع الوعي الروسي  العميق لكونه اداة اميركية تماما كالعدو الصهيوني , فَلَو تعززت قوة العدو سيتفاقم الخطر الاميركي الذي يهدد الحدود الروسية الغربية  بأوكرانيا , وبولند , ورومانيا حيث تتواجد القبة الصاروخية والقوات الاميركية المتأهبة لغزو روسيا عند اول فرصة ويتهدد الاتحاد الروسي برمته وتتهدد  مستقبله ومصالحه الاستراتيجي.




بذات سياسة الاستيعاب والنفس الاستراتيجي ذاته الذي يمارسونه مع نتن ياهو يستثمر الروس الشرخ العمودي الاميركي الاوروبي كما ظهر في المؤتمر الصحفي لميركل وبوتين الذي دفع – اي المؤتمر – باتجاه تطوير العلاقات الروسية الالمانية وتمسك ألمانيا بإلاتفاق النووي كما تتمسك  بريطانيا ,  وفرنسا به , لادراك اوروبا ان اميركا تُمارس البلطجة الدولية على حساب المصالح الاوروبية .

كما تتعدد ميادين مجابهة روسيا معركتها ضد الامبريالية وتأخذ اوجهاً واشكال متعددة متنوعة في المسرح الدولي واهم هذه المعارك هي معركتها ضد الارهاب.

ولا ينبغي ان تتأثر معركة الارهاب بأية عوامل جانبية لذا فتهدئة الوضع في المحيط السوري الإقليمي مسألة تكتيكية تصب في صالح معركة الإطاحة بالارهاب وبالهيمنة الاميركية وبالراسمالية .

منذ البدء كانت معطيات خوض روسيا المعركة ضد الارهاب الى جانب سورية واضحة تماماً فمصالح روسيا تتقاطع مع المصالح الاميركية التي اعتبرت روسيا والصين العدو رقم واحد .تعلم روسيا ان الارهاب الوظيفي اداة اميركية صهيونية تستثمرعلى المسرح السوري للغايات التالية:

تدمير الجيش والمقدرات والاقتصاد السوري .

تفكيك سورية الى دويلات طائفية صغيرة متناحرة .

توفير الامن للعدو الصهيوني .

تدمير المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية .

كسر التحالف الايراني السوري العراقي المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

استنزاف ثروات الخليج وعقد صفقات الاسلحة لحساب الارهابيين .

الاستعداد لنقل المعركة للداخل الروسي واوراسيا ،والصين واشعال بؤرة الايغوريين ومنيمار .

تهديد مصر وليبيا واليمن وتونس والجزائر .

اذا فروسيا تخوض معركة أمنها القومي الاستراتيجي على المسرح السوري

وهي تعي تماما انه لا فرق بين الصهيونية والارهاب الاميركي الوظيفي فكلاهما اداة امبريالية ، وهزيمة سورية تعني بالضرورة هزيمة لروسيا وكل الدول الساعية للتحرر .

ان التناقض بين المعسكرين  تناقض رئيسي والعدو الصهيوني مكون أساسي وذراع للمصالح والهيمنة الاميركية ,  ودعم روسيا لسورية  , وايران واحتوائها لتركيا والاردن يجري على هذه القاعدة.

خاضت سورية ولازالت تخوض معركة استقلالها الوطني بسلاح روسي كما ان الرد السوري على العدو الصهيوني جرى بسلاح روسي والاستعداد للرد والتصدي للصواريخ الصهيونية جرى ايضاً بسلاح روسي .

كما ان من يدير العمليات العسكرية بسورية هي غرفة عمليات مشتركة اي ان الروس ممثلين بهذه الغرفة وعلى اطلاع بالضربة السورية حتماً ومتأهبين عسكرياً للرد الصهيوني لو حصل .

كيف اذا يخطر بالبال ان روسيا تعتبر العدو الصهيوني حليفا وتطالب بخروج ايران حليفها الاستراتيجي وشريكها في المعركة ضد الارهاب للحساب الصهيوني وتفرط بالنصر بعد ان اوشكت على جني ثماره هي اذا” كمن يتخلى عن احد اهم اسلحته الحاسمة في معركته المصيرية  , لن تفرط روسيا بالنصر للحساب الصهيوني تحت اي اعتبار.

يفترض ان تكون معركة الجيش السوري القادمة على الاغلب هي معركة جنوب سورية  وهي اكثر ما يؤرق نتن ياهو ويسبب له الرعب وخوض الجيش  السوري وحلفاؤه المعركة بالسلاح الروسي وبغرفة العمليت المشتركة  سيحسم الهواجس تجاه روسيا  .

كما ان اي تدخل وعدوان صهيوني سيجابه برد تكتيكي سوري فرسالة ال ٦٠ صاروخاً التي استهدفت مواقع الجيش الصهيوني ,  واسقاط ال F16 لا زالت ماثلة للعيان والذاكرة  , كما  ان الاستيعاب الروسي الاستراتيجي لنتن ياهو ضيف موسكو ثقيل الضل هو تحييد للعدو الصهيوني حتى إتمام معركة الجنوب  وتطهير سورية , وبعد سقوط الارهاب وانجاز المهمة سيكون التالي هو ادلب والوجود الاميركي غير المشروع لذا فقد تلى لقاء الاسد بوتين الرسالة بالغة القوة والحزم من الرئيسين الاكثر قوة للقوات الاميركية , والتركية , والفرنسية واية قوات اجنبية تنتهك السيادة السورية بانها قوات غزو غير مشروع ينبغي ان تلتقط الرسالة وتبادر للمغادرة .

اما الوجود العسكري الايراني , او لحزب الله  , او الروسي فهي قوات شرعية تدافع عن الاستقلال السوري والاقليمي والدولي .

خاضت سورية معركة استقلال الوطني والقرار والارادة السياسية لثمان سنوات وهي ماضية مع حلفاؤها حتى انجاز المهمة بالكامل والمضي الى معركة البناء .

قد يعجبك ايضا