التحالف الامني الاقليمي ؛ تؤاطؤ مكشوف / عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود




 عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود * ( الأردن ) الجمعة 18/5/2018 م …

     بالرجوع الى نصوص معاهدة التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الامريكيه وإسرائيل الموقعه في عام 1988،نجد انها تنص في احد بنودها على إنشاء “منظومة التحالف الامني الاقليمي” بقيادة واشراف الولايات المتحدة الامريكيه،حيث استكمل بناء هذه المنظومه في العام 1996. فالمنظومه تضم في عضويتها بالاضافة الى إسرائيل دولا وممالك وامارات تحت الحماية الامنيه المباشره للادارات الامريكيه ،واخرى أبرمت معها مذكرات تفاهم تعاون عسكري وثالثه اصبحت حليفة لها من خارج النتيو،بهدف تشكيل” محورالتسويه” المناهض امحور المقاومه،لاستكمال تنفيذ الخطة الجيو- سياسية التي اقرتها حكومة الارهابي اسحق رابين عام 1976؛ الخطة الجيو- سياسيه “القطاع المزدوج “.
     وكانت زيارة الرئيس المصري انور السادات الى القدس المحتله عام 1977 ؛الخطوه والمحطه الاولى ضمن رحلة الالف ميل في تنفيذ الخطة الجيو-سياسيه الاسرائيليه فكان “المسار الساداتي ” الاستلامي من ضمن اهدافها الرئيسيه.حيث توقف قطار التسويه عن السير الى الامام بعض الوقت لاسباب كثيرة منها؛معارضة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقيام الثورة الاسلامية الايرانية التي عطلت هذا النهج الاستلامي لفترة من الوقت ، حيث جاءت فكرة الحرب العراقية الايرانيه وفق سياق سياسة”الاحتواء المزدوج” الامريكيه الهادفة الى تدمير قوتين كبيرتين واساسيتين في الاقليم،هما ؛ العراق وايران لاخراجهما من معادلة “المحورالمقاوم “الى حين إعادة تصحيح مسار “الكامب” وإستئناف وإستكمال محطاته التاليه بالحد من فاعليه هاتين الدولتين في تعطيل المسار.لكن نتائج الحرب التي إستولدت سلسلة حروب لضمان أمن إسرائيل وحماية مصالح الغرب المتصهين ،وإستمرار تنامي  النفوذ الامريكي والاسرائيلي في المنطقة والاقليم.
      وعلى ضوء نتائج حروب استولدتها الحرب العراقيه الايرانيه،ومعطيات جديدة في  المنطقة والاقليم ،لاستئناف مسار” الكامب”،فقد جلب الرئيس الامريكي بوش الاب “دول الجوار” العربي الى مدريد لمفاوضات مع إسرائيل،فكان وعد أوسلو 1993، ومعاهدة وادي عربه 1994.
    وكانت الادارة الامريكيه قد لجاءت الى خيارالحروب الاقليميه والاحتلاليه المباشره وبالوكالة وإنشاء منظومة التحالف الامني الاقليمي عبرمعاهدات واتفاقيات ومذكرات تفاهم تعاون عسكري لحماية مصالحها وضمان أمن إسرائيل ونهب ثروات الشعوب ، في زمن انهيارمنظومة الاتحاد السوفيتي والنظام الدولي احادي القطبيه القائم والاستقراد بالدول الفاشله فاقدة استقلال القرارالسياسي والاقتصادي . فكان المخطط الامريكي المتصهين لاحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011،للتمهيد لاحتلال افغانستان 2011، والعراق 2003،والتخطيط لاشعال صراع مذهبي سني – شيعي في الشرق ،فستولدت الدواعش ” الارهاب التكفيري المسلح ” في العراق وسوريه ، فكانت الحرب الكوتيه على سورية ومن سورية 2011.
   وتمكنت إسرائيل بالتعاون مع الادارات الامريكيه المتعاقبه بعد استكمال المرحله الثانية من “المسسار الساداتي “الاستلامي من تجنيد الاذرع الاستخباريه الامنية والعسكريه  لمنظومة التحالف الامني الاقليمي بالانخراط بموامرة الحرب الكونية من سورية وعلى سورية، بحيث أصبحت ادواتها الرئيسية ومصدر تمويلها الرئيس بالوقود المالي وخزانها البشري على مدى( 7) سنوات ونيف لسفك الدم العربي السوري .فتسوية الكامب وملحقاتها وفق المنظور الامريكي المتصهين ادت بالنتيجه النهائيه في مرحلتها الاولى الى هدنة طويلة الامد مع الكيان الاسرائيلي ابان الحروب الاقليميه والاحتلالية المباشره في المنطقة والاقليم ، لكن النتائج الاولية للحرب الكونية من سوريه وعلى سورية عطلت ثقافة التسوية و”مسارها الساداتي ” الاستلامي وساهمت في انهيار منظومة التحالف الامني الاقليمي ومشروعه الاستلامي ، بحيث استعاد الصراع العربي الصهيوني مساره الطبيعي “دورات حروب ” الى حين ينصر طرف على الاخر.
     لقد تمكنت جحافل الجيش العربي السوري وحلفائه بقيادته المجاهده من تطهير الجزء الاكبر من الجغرافيا السورية من العصابات الارهابيه التكفيرية المسلحه، وتنظيف بلاد الشام من السلاح غير المشروع للشروع بالاعمارمن مخلفات الاعمال الارهابيه . فسورية المتجددة بعد اعوام من الحروب السرية والعلنية على مستقبلها السياسي الصمود الاسطوري تنتصر باردادة وتصميم وهامات وزنود بواسل الجيش العربي السوري وحلفائه من المجاهدين المقاومين ومن الجنود المجهوليين من المنظومه السياسية والامنيه والالتفاف الجماهيري الواسع حول قيادتها المجاهدة المظفرة . 
    المعطيات الجديدة في الميدان العسكري في بلاد الشام وأرض الرافدين  بعد الخامس من اب 2016؛ تؤكد انهيار ادوات الحرب الكونية من سورية وعلى سوريه / منظومة التحالف الامني الاقليمي / وألانتقال الى زمن الانتصارات بعد ان ولى زمن الهزائم ، واستعادة الصراع العربي الصهيوني مسارة الطبيعي “دورات حروب” بعد تحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل . 
الخلاصة والاستنتاج؛
  انكشاف الدورالاجرامي للاجهزة الاستخبارية لمنظومة التحالف الامني الاقليمي بقيادة واشراف الادارة الامريكيه في تدمير الدولة الوطنية السورية وسفك الدم العربي السوري،وتجنيد العصابات الارهابية التكفيريه المسلحه، وتامين المال والسلاح والمخزون البشري لادامة الحرب الكونيه على سورية ومن سورية في وظيفة خيانية مكشوفة .
  انتصار العقيدة القتالية لمحور المقاومة العربي الاسلامي في حسم المعركة في الميدان العسكري،وتعاظم قوى محورالمقاومه العربي الاسلامي،بإنهيار”منظومة التحالف الامني الاقليمي”  وانحسار النفوذ الامريكي والاسرائيلي في المنطقة والاقليم .
  فشل مؤامرة اسقاط الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس المجاهد بشار حافظ الاسد ،الذي قاد الامة ومحورها المقاوم الى  النصر العظيم في معركة الحواسم ،وهزيمة المشروع الامريكي الاسرائيلي “مشروع الشرق الاوسط الكبير” ،الذي نادي به الارهابي شمعون بيرس الى غير رجعه والى الابد، وهزيمة العصابات الارهابية التكفيرية المسلحة في العراق وسوريه،وانبعاث عصرعربي جديد للمساهمة في الحضارة الانسانيه ، ليكون للامه مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب والثقافات.
  معركة الحواسم،التي قادها الرئيس المجاهد بشارحافظ  الاسد لصد ومواجهة مؤامرة الحرب الكونية من سورية وعلى سورية على مدى سبع سنوات ونيف ، هي ؛ ملحمة بطولية وسفر في التاريخ الانساني للحفاظ على بنيان الدولة الوطنيه السوريه لاستقلال القرار السياسي والاقتصادي العربي ،ولاحتضان قوى المقاومه لاستكمال مشروع التحرير؛ الارض والانسان العربي في زمن الانتصارات وولوج الامه عصر الدورة الثالثه في الحضارة الانسانيه.
*رئيس التحرير

قد يعجبك ايضا