محمد داودية* ( الأردن ) الخميس 10/5/2018 م …



* وزير أردني أسبق …
الرجل من الصفوة وهو وجه وواجهة «جماعته» ودلالة ذلك انّ جماعته رشّحوه ودعموه ونجّحوه في انتخابات مجلس النواب الأخيرة عن احد مقاعد محافظة الزرقاء.
السيد ابو محفوظ كتب في منشور له على الفيسبوك، بمناسبة خسارة انتخابات نقابة المهندسين، كتابة غاضبة ساخطة اتهامية، نشرت على نطاق واسع، لم يصدق عاقل ان كاتبها هو نائب في مجلس النواب وانه عضو في حزب جبهة العمل الإسلامي وانه قيادي في جماعة الاخوان المسلمين.
وصف ووصم ابو محفوظ منافسيه، أعضاء قائمة «نمو» ومؤيديها، الذين فازوا في الانتخابات برئاسة النقابة وباغلبية مقاعد مجلسها، بأنهم مثليون، لادينيون، ماسونيون، ليبراليون، علمانيون، أبناء طوائف، ناصريون، بعثيون، قوميون وأبناء حركة فتح. وبالطبع اتهم الحكومة بانها استماتت في سبيل إقصاء الإسلاميين عند دفة التوجيه في النقابة.
لقد كشف المنشور القبيح الدميم ذاك، حقيقة مضمون الخطاب الذي يتستر من اجله بعض أبناء تنظيم الاخوان المسلمين، بمئات مصطلحات الرفق والود والمجادلة الحسنة والديمقراطية والشراكة والتعددية.
كشف المنشور ذاك عن حجم فظاظة وجلافة وغلظة وعدوانية واقصائية دفينة، وجدت فرصة للتعبير عن مكنونها، في خسارة نقابة، لا تنتهي الدنيا ولا الحزب ولا الجماعة بخسارتها. علما ان الفرصة متاحة لاستردادها بعد ثلاث سنوات «فتّح غمّض».
لكن أبا محفوظ جر على نفسه وعلى فرقته وعلى قائمته وعلى حزبه سخطا متفاوت المقدار متناسبا مع الغثاء الذي قذفه في منشوره.
كان من حسن حظه ان الأنظار تحولت عنه وخطفتها بعض الكتابات غير الموفقة ضده وأيضا الأحداث الفردية المعيبة المشينة التي وقعت وتولّى الجهّال والسفهاء والمتنمرون ادارتها وقيادتها.
ان تذرّعَ النائب ابي محفوظ ومشايعيه، في لجوئهم الى العنف اللفظي والغلظة والجلافة والتحقير والكراهية، بأن الطرف الآخر سبّ وشتم وفحّش في القول والفعل، مردود ومرذول. ذلك ان الاتزان يدعو الى عدم الانحدار إلى السفاهة وممارسها من اجل منعها ووقفها! فالسفيه لا يلاحق ولا يجارى ولا يبارى. وعلاج السفيه، عند جواد الله، ان تخسره، أي ان تهمله وتزدريه.
متى نستمع الى ما يقوله المختلف معنا في الرأي واللون والعرق والجندر والنقابة والحزب والمذهب والعقيدة، لنعرف أكثر، ولنكتشف ما في رأيه من صواب وحقيقة وفائدة، لنستفيد منه. ولنعرف ما فيه من خطأ فنتفاداه ؟
لقد انكشفت انتهازية سياسية ووقعت على انفها في تجربة «ديمقراطية» جديدة، بينت الاستخدام والفهم المراوغ للديمقراطية والتعددية وقبول الآخر، التي يتلطى خلفها سدنة كارهون يلجأون إلى عدة فزاعات من أجل انتخابهم، وما ان يخسروا الانتخابات حتى تنطلق ماكينة الإشاعات التي تتضمنها قائمة الاتهامات التقليدية النمطية والتي فوجئنا بإضافة بنود جديدة لها، مثل الأوصاف والألقاب القبيحة التي كالها السيد ابو محفوظ.
وانني، وانا لا اعمم، ألجأ الى قول رسولنا الكريم: إنّ منكم منفّرين.