ماذا بعد تهديدات الدولة المارقة؟, امريكا المهزومة تعلي نبرة صراخها / شاكر زلوم

نتيجة بحث الصور عن شاكر زلوم

شاكر زلوم ( الأردن ) الثلاثاء 10/4/2018 م …

الأحداث في منطقتنا تسير وفق خطط مدروسة, فخطط الإستعمار التي تفشل بسبب المواجهة الأسطورية للقوى الحية في محور المقاومة تستبدل بأخرى بديلة, هدف كل مخططات الغرب الإستعماري هو تفتيت المنطقة وتحويلها لكيانات متصارعة لضمان أمن الكيان (اسرائيل) وصولاً لضمان مصالح دول الإستعمار فالعلاقة جدلية بين مصلحة الكيان الوظيفي في فلسطين ومصالح مؤسسيه من دول, كمقدمة من المهم قراءة مقررات مؤتمر دول الإستعمار السبعة في 1907 التي لم يفرج عنها الآ لمدة أسبوع أو اثنين لتحجب بعد ذلك لخطورتها ولكونها تدين الغرب القبيح وتفضح زيف ادعائاته بالديمقراطية وكل ما يسوق من شعارات, ورد بالتمهيد الخاص بمؤتمر ( كامبل بنيرمن ) وبملخص قرراته ما يلي :




 (  دعا حزب المحافظين البريطاني كلا من  فرنسا  وهولندا  وبلجيكا واسبانيا وايطاليا عام 1905 الى عقد مؤتمر سري  استمرت مناقشاته لمدة عامين  وتم التوصل في نهاية المؤتمر الى وثيقة سرية عرفت بوثيقة كامبل نسبة الى رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت (هنري كامبل بنرمان), لقد توصل المجتمعون الى نتيجة مفادها  “إن البحر الأبيض المتوسط  هو الشريان الحيوي للإستعمار  لأنه الجسر  الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي الى القارتين الآسيوية والإفريقية وملتقى طرق العالم وكما هو مهد الأديان والحضارات, الإشكالية  في هذا الشريان أن على  شواطئه الجنوبية والشرقية يعيش بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان” جاء  في توصيات هذا المؤتمر ضرورة الإبقاء على شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة, وعلى هذا الأساس قسمت دول العالم الى ثلاث فئات وهنا أقتيس ولا أحلل, المعلومات منشورة على ماكنات البحث المختلفة على شبكة الإنترنت ما يلي من موقع ويكيبيديا:

الفئة الأولى : دول الحضارة الغربية  المسيحية ( دول أوروبا  وأمريكا الشمالية وأوستراليا ) والواجب تجاه هذه الدول  هو دعم هذه الدول  ماديا  وتقنيا   لتصل الى أعلى مستوى من التقدم والإزدهار

الفئة الثانية :  دول لا تقع ضمن  الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديداً  عليها ( كدول أمريكا  الجنوبية  واليابان وكوريا  وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول  هو احتواؤها وإمكانية دعمها  بالقدر الذي لا يشكل تهديداً  عليها وعلى تفوقها

الفئة الثالثة: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية  ويوجد تصادم حضاري  معها وتشكل تهديداً  لتفوقها ( وهي بالتحديد  الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام ) والواجب تجاه هذه الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال  ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لإمتلاك العلوم والتقنية. محاربة أي توجه وحدوي فيها.

ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر الى إقامة  دولة في فلسطين  تكون بمثابة  حاجز بشري  قوي وغريب ومعادٍ يفصل الجزء الإفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي و بهذا يحول دون إمكانية تحقيق وحدة هذه الشعوب,لم تحدد الدولة لكن فهم ضمناً أنها ستكون دولة (إسرائيل) واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة ).

منذ أُقرت الوثيقة في العام 1907 وليومنا هذا ودول الإستعمار القديمة ومن ورث أدوارها لاحقاً اي (أمريكا) وهي تعمل على تحقيق الغايات المتفق عليها بمؤتمر 1907 باستماتة.

 بمراجعة للمد الناصري في الخمسينات والستينات وما نتج عنه من وحدة لم يكتب لها النجاح بين سوريا ومصر قامت أمريكا بزمن إدارة كارتر في السبعينات بتكليف اليهودي الصهيوني (برنارد لويس) بإعادة تقسيم المنطقة لدويلات وكيانات على أسس, إثنية, طائفية, مذهبية وجهوية, قُدم مشروع (برنارد لويس) للكونغرس الأمريكي فتم إعتماد مشروعه في الكونغرس بغرفتيه في العام 1983 ليتحول بعد ذلك لخطة عمل لدولة الشر أمريكا وتوابعها من الدول الإستعمارية الهرمة, في العام 1995 أي بعد سقوط الإتحاد السوفييتي نشرت خطة برنارد لويس على مواقع عسكرية أمريكية وتم بعد ذلك نشر مخططات تنفيذية لتحقيقها على الأرض العربية والإسلامية, كان من أهم ما نشر مقال لجنرال أمريكي إسمه (برنارد لويس). نشرعلى موقع عسكري أمريكي نادى بالفوضة الخلاقة, نُشر مقال حدود الدم ل (رالف بيترز) في 15\6\2006 , وكان بدء التنفيذ في الحرب على لبنان في 12\7\2006, أعلنت أمريكا حربها (الفوضى الخلاقة)  على لسان وزيرة خارجيتها حينئذ (كوندليزيا رايس), في بيروت ومنها أعلنتها رايس أثناء الأيام الأوائل في حرب تموز, قالت أن حرباً خلاقة سيولد من رحمها شرق أوسط جديد, هزمت (اسرائيل) في حربها على لبنان وانتصرت المقاومة اللبنانية ولبنان على الوكيل الأهم للإستعمار (اسرائيل) فكان لا بد من إستكمال المخطط بإستخدام ما عجزت عنه (إسرائيل).

في 5\3\2007 نشر موقع نيويوركر عن تعديل في الإستراتيجية العملانية الأمريكية في شن الحروب وبإقتراح من بني سعود ممثلين ببندر بن سلطان, بندر هي الخادم الأمين للصهاينة الجدد في أمريكا حاله حال عائلته المطلقة الولاء لكل ما هو عربي ومسلم, إقترح بندر بن سلطان توظيف السلف الوهابي وجماعة الإخوان المسلمين وبقايا تنظيم القاعدة كحل بديل عن مشاركة (إسرائيل), قال بندر للجنة إعادة صياغة تعديل السياسات العملانية, لقد تم تجربة الوهابيين التكفيريين وجماعة الإخوان المسلمين في حرب أفغانستان أي حرب امريكا على الإتحاد السوفييتي فتم هزيمته وانهياره لاحقاً وهذا ما أكده محمد بن سلمان في تصريحاته الأمريكية الأخيرة. . أمريكا لا تستسلم بل تستبدل خططها في كل مفصل تاريخيّ لتحقيق أهدافها ويا لها من فرصة ذهبية حيث لا كلف بشرية تكلفها ولا مالاً ستنفقه.

 بعد نصر تموز  قررت أمريكا استخدام عملاء اسرائيل من نظم وجماعات كما ورد بتقرير (سيمور هيرش) في تقريره الذي نشر في نيويوركر في 5\3\2007 , في تقرير هيرش كتب سناريو ( الربيع العربي) بالتفصيل وتم تنفيذه بالتفصيل لمن يريد الإستزادة فما عليه إلآ قراءة تقرير سيمور هيرش وهذا هو رابطه:  https://www.newyorker.com/magazine/2007/03/05/the-redirection 

لأهمية تقرير هيرش سألخص أهم ما ورد فيه بكلمات, ورد :

 في حربي أفغانستان والعراق تكبدت أمريكا خسائر فاقت 3 ترليون $ ناهيك عن الخسائر الغير مباشره, وكما الآثار النفسيه والمعنويه المترتبة عليهما , نتيجة للدراسات الأمريكيه المتعدده , قررت أمريكا إعادة توجيه سياساتها وذلك بالإعتماد على وكلاء حرب جدد فتم ” إعادة توجيه ” الإستراتيجيه الأمريكيه العملانيه بالمنطقه من خلال صنع تحالفات جديده تخدمها , جوهر الخطة شارك بإعدادها بشكل رئيسي كل من , تشيني، إليوت ابرامز، زلماي خليل زاد، وبندر بن سلطان .ولقد تم إستثناء رايس منهم !. خطة “اعادة التوجيه ” اعتمدت على تقسيم المجتمعات على اسس طائفية,مذهبية, اثنية وجهوية وجوهر الخطة يتماهى مع جوهر خطة برنارد لويس.

بعد فشل استخدام وكلاء الكيان من دول رجعية وجماعات إرهابية لتقسيم بلادنا لجأت أمريكا و توابعها من دول الإستعمار القديم لورقة الأكراد وهي ورقة أمريكا الأخيرة في الربع ساعة الأخيرة في استخدام الوكلاء والعملاء, تم توظيف الأكراد السوريين وهم من اللاجئين لسوريا من أكراد الأناضول الى  الشمال والشرق السوري منذ 1925 على اثر ثورة الشيخ سعيد بيدار ضد أتا تورك, توالت موجات الهجرة من الأناضول الى سوريا حتى الستينات ضمن موجات تزداد وتقل وفق تبعاً لزيادة وقلة قمعهم من قبل الحكومات التركية المختلفة, سيفشل مشروع استخدام العملاء كما تشير كل الدلائل لعوامل عديدة لا مجال لبحثها الآن.

أمريكا في ورطة وهي تعبر عن مازقها بتصريحات وزعبرات ويشاركها الزعيق فرنسا الدولة الأجبن في العالم وبريطانيا العجوز أم الخبائث, قد تلجأ أمريكا لإستخدام الكيان بعملية هنا أو هناك وقد تلجأ لتوجيه ضربة لسوريا وهذا لن يغير الميزان العسكري ولا الوقع السياسي الجديد الذي سينشأ, أمريكا المهزومة في سوريا واليمن وستهزم في العراق أيضاً, أمريكا تعاني سكرات موت إمبراطورية شرها,أمريكا ليست قدراً حتمياً والنصر دائماً وابداً للشعوب.

قد يعجبك ايضا