أرض الكرامة وكرامة الأرض … عوان محاضرة للدكتور غازي ربابعة

الثلاثاء 10/4/2018 م …




الأردن العربي –

“هذه الأُمَّةُ عصيةٌ أن تُهْزَمَ وهي باقيةٌ لا تـُستأصلُ”، “ينبغي ألا تستكينَ الأُمَّةُ أو تَشعُرَ بالضعف أو الهَوان مهما كانت العقبات “، “النصر يحتاج إلى إعدادٍ وتجهيزٍ وتخطيطٍ وشجاعةٍ”، “هذه الأُمَّةُ قادرة على دَحر الغُزاة مهما طال الزمن وتعاظمت التحديات “. هذه العبارات التي تبعث التفاؤل في النفس  والمتدفقة بالعزيمة جاءت في سياق مُحاضرة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور غازي الربابعة التي ألقاها في مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بمناسبة يوم الكرامة مساء السبت الموافق السابع من الشهر الجاري. ويجيء هذا النشاط ضمن برامج الأنشطة الثقافية والمناسبات الوطنية التي تقوم بها الرابطة بشكل مستمر .

وقد استعرض الدكتور الربابعة الظروف السياسية وأحوال المنطقة بما في ذلك التوتر القائم على جبهات القتال قبل نكسة الخامس من حزيران سنة  1967ثم تداعيات الحرب ونتائجها الكارثية بعد احتلال أجزاء من بعض الدول العربية. كما بيَّن أنَّ حالة الإحباط التي سادت في نفوس العرب سَرعان ما تبددت بعد هزيمة القوات الاسرائيلية في معركة الكرامة بعد محاولتها تنفيذ مخططٍ لاحتلال مناطق استراتيجية على الضفة الشرقية من نهر الأردن وبهدف تدمير قِوى ونشاطات الفدائيين في موقع الكرامة. واستعرض المُحاضر الذي أمضى سحابة من عُمُره المديد في القوات المسلحة الأردنية الباسلة وقاتل في حرب 67 في القدس الشريف وفي حرب الإستنزاف، الظروف السائدة  قبل معركة الكرامة ومجريات أحداثها ونتائجها المُشَرِّفة ، كما وقدم تفصيلاً موثقاً بالخسائر الفادحة  التي مُني بها العدو بالأرواح والمُعدَّات واضاف إلى ذلك كله نماذج من بطولاتٍ وتضحياتٍ وتضافر قوى المحاربين في الميدان  بما يستحق إهتماماً أكبر في وسائل الإعلام المختلفة، ومساحةً أكثر من التغطية.. واستشهد في الوقت نفسه بما قاله الخبراء العسكريون في إسرائيل ودول العالم عن تلك المعركة التي جاءت فرفعت من المعنويات وأعادت الثقة بالنفس . يقول بهذا الصَّدَد ” الأمم تكبو وتنهض وهذا شأن الحياة ومِن نعمة الله على هذه الأمَّة أنها تتعافى بعد كل وعكة”. وعرَّج الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور الربابعة على الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية بالإضافة للتضحيات التي تجري في يوم الأرض وما بعده والاعتداءات الوحشية على مدنيين عُزلاًعلى الجدار الشرقي لقطاع غزة ومناطق اخرى مِمَن يُطالبون بحقوق مشروعة عادلة ويرفضون المخططات لتحويل القدس إلى عاصمة للكيان الصهيوني.

وكان أدار مُجريات هذا النشاط الكاتب والباحث حنا ميخائيل سلامة الذي استهل حديثه قائلاً “من الكرامة المَسلوبة في حزيران 1967 إلى الكرامة المُستردة ” وأضاف” إنّ رجال السلاح يقاتلون والله  يُعطي النصر”، وبيَّن” أن الجُندي عندما يعرف لماذا يُقاتل تراهُ يُقاتلُ بشجاعة وبسالة”   وتوقف عند محطاتٍ من سيرة حياة المُحاضر الأكاديمي المؤرِّخ والباحث المُنَقِّب وأشار إلى مؤلفاتِه العديدة التي تُناهز أربعين كتاباً ودراسةً في الحقلين العسكري والاستراتيجي. كما أشاد بأسلوب الدكتور الربابعة في إيصال حقائق ومجريات الأمور والأحداث وتعزيز محاضرتِه بمواقف ووقائع من التاريخ العربي والإسلامي القديم والحديث إلى جانب مخزونه من الأقوال وأبيات الشِّعر. ونوَّهَ سَلامة إلى غِبطة المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية مُمَثلاً برئيس المكتب الأستاذ الدكتور محمد بني عطا وأعضاء الهيئتين الإدارية والعامة بإقامة هذه الفاعلية الوطنية واستضافة المُحاضِر الكريم. وتمَّ فتح باب المُداخلات والأسئلة وكانت من السادة الأساتذة : الدكتور عبد الله الخطيب، الدكتور عدنان حسونة، الشاعر عبد الرحمن المبيضين، الدكتور عبد الجبار عبد الله أبو دية، الشيخ المؤرخ عبد المجيد العرابلي، عمر العورتاني. واختُتِمَ النشاط بقصيدة للشاعر الموهوب الأستاذ محمد عبدالله أبو عواد  بعنوان :” لا تنحنِ أبداً تُسالِم”  جاء في مطلعها:

“الظلمُ عمَّ ولم يَقُم لحقوقنا في الخَلقِ قائم

مَن قالَ إنَّ الحقَّ يسقطُ بالغياب والتقادم

فالأرضُ أرضِي والجذورُ  جُذورنا والفجرُ قادم

هي عودة الأجيال ما زالت تُراودُ كلَّ حالِم”.

ويمضي الشاعر أبو عواد في قصيدته المُطوَّلة المُعبِّرة بصورها الجميلة فيقول:

ما القدس إلا حُلمنا إياك شعبي أن تُسالِم

لا الغَرُّ يُرهِبُنا ولا تلك المجازرُ والملاحم

والموتُ لم نأبه به أو يَفلَّ من العزائم”.

وَيَصِفُ يوم الكرامة قائلاً:

يومَ الكرامة سُطِّرَت آياتُ مجدٍ في التلاحم

وتبعثرت أحلامُكم كالريح تنفثُ في الرمائم “.

 

 

قد يعجبك ايضا