أزمات عالمية تهز العالم 2015 م

 
 
 
الأردن العربي ( الأحد ) 4/1/2015 م …
 
 
يستقبل  العالم سنة 2015 بحيرة وحذر وتخوف من ا نفجار أزمات كبرى قد تشعل حروب وتغير خرائط وتقلب موازين وتهدد الاسواق الاقتصادية والمالية وتربك المستثمرين وتعيد رسم النظام العالمي الجديد .المحللون السياسيون والمبصرون وعلماء الفلك ومراكز التخطيط والدراسات الاستراتجية والمستقبلية يتوقعون أزمات كبرى قد تولد تحولات كبرى ويترصدون الأماكن التالية الحبلى بالاحداث والتطورات :
 
 
روسيا و الغرب
لعبت روسيا خلال عام 2014 دورا سياسيا أكبر مما كانت تتوقع اميركا . فبعد إعلانها انضمام إقليم القرم الأوكراني إليها، فرضت اميركا وأوروبا على روسيا عقوبات اقتصادية ، وهذه العقوبات تركت موسكو وسط تخوفات بوقوع أزمة مالية كبيرة. يقول مراقبون إن “مشكلة روسيا تتمثل بتشبهها بالدب المجروح” . فهي في العا م 2015 امام خيارين احلاهما مر : اما الرضوخ والمساومة والتنازل عن دورها الطليعي في العالم لا سيما في دعم سوريا ، او اجتياح أوكرانيا وقلب الطاولة وفرض معادلتها بالقوة للخروج من ازمة مالية تحاصرها .
 
الشرق الأوسط
مع تناقص أسعار النفط، فإن معركة النفوذ في المنطقة التي تتواجه فيها السعودية مع إيران ستنطلق على خطى أوسع خلال عام 2015، ويقول خبراء إن “السعودية خلقت جواً مؤلماً للغاية للضغط على الايرانيين والروس الذين سيشعرون بعمق الازمة خلال الستة أو الثمانية الأشهر المقبلة. مما سيخلق تسوية إقليمية كبرى . الا ان هناك مخاوف من خروج هذا النزاع من السيطرة، فيهدد الاستقرار والأنظمة والجغرافية نتيجة صراع وجودي بين مشروع الفتنة والتفتيت لضمان امن اسرئيل واستمرار النظام الرسمي الخليجي وبين جبهة المقاومة والممانعة الممتدة من ايران الى المتوسط شاملة العراق وسوريا ولبنان والمقاومة الفلسطينية واللبنانية .
 
الإرهاب التكفيري
لم يكن أحد يقدر حجم خطرالمنظمات الإرهابية التكفيرية على الاقتصاد والاستقرار في العالم قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يعرف باسم “داعش” التي اوجدت قاعدة أرضية تهدد جوارها القريب والبعيد .
هذا التنظيم يشكل خطرا كبيراً على استقرار بعض الدول المجاورة لمواقعه مثل الأردن وسوريا والسعودية وتركيا، وسط مخاوف أخرى منها تأثر حركة السفر والتجارة في العالم وخاصة في أوروبا مع سهولة تنقل المقاتلين الأجانب وعودتهم إلى بلدانهم، بعد مشاركتهم في القتل والذبح والاجرام في سوريا والعراق مما اكسبهم خبرات تروع الأجهزة الأمنية الغربية والرأي العام الدولي . وهذا ما ظهر للعالم في أزمة الرهائن التي شهدها مقهى في سيدني الأسترالية وغيرها من العمليات المتنقلة قي أوروبا والتي يتوقع انتشارها وتوسعها . بات العالم اليوم مقسوم بين عالمي التوحش والتمدن مما يعيد النظر بصيغ التحالفات والاصطفافات في السياسات الدولية في العام 2015 . من هنا تتخذ جبهة مواجهة الإرهاب ابعادا جديدة . كما ان هذا الخطر الوجودي على الإنسانية يرتب اليات عمل وقوانين دولية لم تكن مألوفة في السنوات المنصرمة . وهذا المناخ سوف يلقي ظلاله على العلاقات في العالم الإسلامي وبين المسلمين والديانات الأخرى . هذه الخيارات سوف تحدد طبيعة الصراعات وتداعياتها في منطقتنا بشكل خاص .
 
اسيا
منطقتنا ليست معزولة عن العالم فهي تؤثر وتتأثر بتطورات ونزاعات عالمية قد تحصل في العام2015 ولو بمستويات مختلفة . من هذه الازمات ما تشهده آسيا التي تملك الكثير من الفرص الاقتصادية الكبيرة، لكن بلدان هذه القارة أثبتت عدم توافقها، مثل الصين واليابان، اللتين تعدان ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم بالترتيب إذ تتنازع هاتان الدولتان على جزيرة واحدة تقع بينهما.
كما أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان يمكنه أن يترك ساحة تجاذبات لانطلاق صراع نفوذ أمام الهند وباكستان، حيث تلعب عوامل الفساد والفقر و التشدد دورا مؤثرا في تفجير النزاعات بينهما في العام 2015 .
وهنالك كوريا الشمالية أيضاً، التي تحرص بشكل دوري بأن تستفز جارتها الجنوبية، هذا بالإضافة إلى زيادة التوتر بينها وبين أمريكا بعد اتهامها سرقة أفلام تابعة لشركة “سوني” .
 
أوروبا
انخفاض سعر النفط يفيد الدول التي لا تنتجه ، ورغم ذلك ما زالت أوروبا تواجه أزمات اقتصادية خطيرة نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وتراجع النمو وتزايد الهجرات وتفاقم الازمات بين دول الاتحاد الأوروبي وفيما بينها . من المتوقع ان تشهد أوروبا في العام 2015 مخاطر وانعطافات كبرى منها خطر انزلاق الازمة الأوكرانية الى مواجهة بين الأطلسي وروسيا . كما يتخوف المراقبون من تداعيات انفجار الازمات المتوقعة قريبا في اليونان وإيطاليا وفرنسا وتأثيرها الدراماتيكي على الدول الأوروبية لاسيما العلاقات الفرنسية الألمانية مما يضع مصير وحدة أوروبا على المحك فضلا عن تصاعد الحركات القومية المعادية للاوربة , ولا يخفى ان انفجار الازمات الأوروبية سوف يكون له انعكاسات على العلاقات الدولية وخاصة المتوسطية .
 
النفط نعمة ونقمة
من جهة أخرى ان الثورة النفطية التي تشهدها أمريكا الشمالية من خلال تركيزها على النفط الصخري، سوف تؤثر على أسواق النفط الأفريقي والخليجي ، مما يهدد اقتصاد بعض الدول التي تعتمد على الثروة النفطية لاسيما نيجريا والجزائر وأنغولا وبعض دول الخليج التي سوف تواجه في العام 2015 أزمات في داخلها وفيما بينها نتيجة تراجع واردات النفط رغم الاحتياطات المالية والاستثمارات الخارجية التي دخرتها . ومن المتوقع ان تشهد بعض دول افريقيا والخليج أزمات بنيوية قد تؤثر على استقرارها ووحدة أراضيها . والانظار تتجه الى نيجيريا والسعودية التي لم تحسم بعد خياراتها الاستراتجية بعد تداعيات أسعار النفط والرهان على حركات إسلامية متشددة فاشلة .
 
هذه الازمات ليست الوحيدة في العالم والمنطقة . هناك ازمات مستمرة وموروثة من العام 2014 وما قبله ، ابرزها المسألة الفلسطينية المتواصلة عبر السنين . وكلها تضع العام 2015 بين حرب عالمية ثالثة مستبعدة وبين تسويات إقليمية ودولية متعثرة .
ماذا يخبئ لنا العام الجديد من خيارات كبرى ؟
من يعش يرى …

 

قد يعجبك ايضا