قوات عربية مشتركة / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 14/3/2015 م …

طفت الاصوات التي تتحدث عن مشروع  تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة او اعادة بعث اتفاقية الدفاع العربي المشتركة كما صرح بذلك ( نبيل العبري امين عام جامعة  الدول العبرية  ) على سطح السيناريوهات الاميركية التي تتحفنا بها انظمة التبعية صباح مساء  بدون طائل ولا جدوى سوى  اطالة امد الحرب العربية ,  العربية  ,  المشروع الاميركي في سلسلة السيناريوهات الاميركية  الفاشلة التي تستهدف تدمير ,وتفكيك الوطن العربي.

وبرغم ان فلسطين محتلة منذ 67 سنة لم تبادر النظمة التبعية لتشكيل مثل هذه القوة لتقنعنا بصواب توجهها وقرارها المستقل لهذه القوة .

اضافة لكونها محاولة لاطالة امد الحرب ,  وتوريط عدد اكبر من الجيوش العربية لاستنزافها  , واغراقها في الحروب ضد ارهاب صنعته اميركا نفسها ,  ودربته ,  ومولته , وارسلته للعراق ,  وسورية ,  واليمن ,  وليبيا ,  ومصر  ,  ( نفس البلدان التي تسعى لتشكيل قوة الدفاع المشترك ) .

قوة ممولة من الخليج , ومسلحة من قبل اميركا

 ولدينا تجربة تسليح الجيش العراقي التي لم تكتمل , ولم يجري الوفاء الاميركي باتفاقيات تسليحه ,  برغم  التوقيع  الاميركي العراقي عليها  ، ولولا الدعم العسكري الايراني  وفتح مستودعات الاسلحة  , والذخائر , والدعم البشري , وتظافر قوى الحشد الشعبي ” المقاومة العراقية للعدو الاميركي ” والتي تتكون من اطياف الشعب العراقي ومكوناته , التي  ناضلت ضد الاحتلال الاميركي  للعراق لمدة عشرة سنوات دون ضجيج اعلامي مع الجيش العراقي  لما تحققت الانتصارات على داعش في العراق . .

المستفيد من  هذه القوة التي سيجري تشكيلها   من قبل  انظمة عربية غير شرعية لا تعبر عن مصالح شعبنا العربي , تابعة لاميركا هي  : صناعة الاسلحة , والذخائر , والاقتصاد الاميركي , والعدو الصهيوني الذي تعتقد اميركا انه سينعم  بالامن , بالا ضافة لانظمة  التبعية التي ستقطف ثمار الاستنزاف والمتاجرة بدم شعوبها  مزيدا من المكاسب  ,  اضافة لتدمير بنى الوطن العربي التحتية , واقتصاده  , واستنزاف ثرواته , وبذر الاحقاد والفتن , والفرقة ,  وتبعات الدم العربي  الذي سيهدر .

ان التصدي الحقيقي للارهاب هو بتسليح جماهير شعبنا بالوعي , والحصانة الفكرية , وبالتعبئة  , والتنظيم , والتسليح , والتنسيق مع الاشقاء العراقيين , والسوريين واغلاق معسكرات التدريب , والحدود , وبؤر الفقر ,  والتخلف  البيئة الحاضنة للارهاب ,  .

لقد اثبتت الوقائع الميدانية ان محاربة الارهاب من قبل الثورة اليمنية , واللجان الشعبية , ومن قبل قوات الحشد الشعبي , والجيش العراقي ومن قبل الجيش السوري , والمقاومة اللبنانية بالدعم والمشاركة الايرانية المباشرة حققت انتصارات باهرة في ازمان قياسية, في الوقت الذي تروج به اميركا لحرب تدوم لثلاث سنوات وربما ثلاثين سنة ضد داعش .

ولم لا طالما ان القاتل , والقتيل  , والممول ,  والدمار , والخراب عربي .

  القوات العربية المشتركة هي مشروع اميركي تنفذه انظمة غير شرعية لا تعبر عن مصالح شعوب المنطقة , وتاتمر بالاوامر الاميركية  راس المؤامرة على الوطن العربي.

ولو توفرت الارادة الحقيقية لمحاربة الارهاب لتوقفت الدول العربية الداعمة عن التمويل والتدريب وفتح الحدود , ولعملت على التنسيق والتحالف مع الاشقاء العرب سورية والعراق وليس الانخراط في تحالف دولي معادي لشعبنا العربي  تقوده اميركا وتشارك به بفعالية تركيا وفرنسا وبريطانيا وكندا  والعدو الصهيوني والسعودية وقطر الخ .

مجنون بحكي وعاقل بسمع :

اميركا تصنع داعش , والارهاب . والسعودية ,  وقطر  , والكويت ,  والامارات , والبحرين تموله , و الاردن ,  وتركيا تدربه ,  وتفتح الحدود امامه ،  والطائرات الاميركية تلقي له الاسلحة والذخائر , ستحاربه قوة عربية مشتركة من نفس  الدول التي صنعته , ودربته  , ومولته, وفتحت حدودها امامه ؟

اليس هذا  استهانة واستخفافا مفرطا بوعينا ؟

عمان 14 / 3 / 2015

قد يعجبك ايضا