الادارات الامريكية والمشاريع المعادية

 

فؤاد دبور * ( الأردن ) الأحد 26/2/2017 م …

*أمين عام حزب البعث العربي التقدمي …

الادارات الامريكية والمشاريع المعادية …

تحاول إدارة الرئيس ترامب، مثلما وجدت إدارة الرئيس جورج بوش الابن المبررات لتسويق نهجها وسياساتها القائمة على ضرورة تدخلها بإدعاء اخراج المنطقة من مخاطر الإرهاب الذي تمثله “داعش” دون غيرها مع ان العصابات الإرهابية موجودة بمسميات مختلفة معتمدة على حشد عدد من الأنظمة العربية للمواجهة إضافة إلى تدريب وتسليح ما تطلق عليه بالمعارضة المعتدلة في سورية بالتحديد وكأن هناك إرهابي معتدل وإرهابي متطرف، اوليس هذا بالمنطق العجيب الغريب؟؟ لكنه منطق الإدارات الأمريكية.

هذا وقد تزايدت في الاونة الأخيرة موجة العداء للولايات المتحدة الأمريكية بسبب سياساتها الخارجية المعادية للشعوب وبخاصة الاسلامية والعربية منها حيث تم منع المواطنين من سبع دول عربية واسلامية من دخول الولايات المتحدة الامريكية بذريعة حماية امن امريكا وها هي تدعم بشكل مباشر الكيان الصهيوني في حروبه العدوانية ضد الشعب العربي في فلسطين حيث تدعم بشكل مباشر المستعمرات الاستيطانية وترفض اقامة دولة فلسطينية على ارض فلسطين وتعد بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس العربية. كما أقحمت الإدارات الأمريكية بعامة وإدارة الرئيس اوباما ومن بعده الرئيس ترامب حاضرا نفسها في العديد من المشاكل والأزمات في العالم بعامة وفي منطقتنا بشكل خاص بهدف الهيمنة والسيطرة وجعل العالم كله تحت تصرفها متجاهلة بروز الدور الروسي والصيني ومجموعة دول “شنغهاي” ودول البريكيس، مثلما تجاوزت الأصوات الكثيرة المعارضة في داخلها التي تحذر من مخاطر التورط الأمريكي في العديد من الدول حيث تورطت الادارات الامريكية في أفغانستان وما زالت تعاني هناك، وكذلك تورطت في العراق وخرجت مهزومة مثلما تورطت أيضا عبر تدخلها في سورية ولبنان ومصر وفلسطين ولم تحقق سوى الفشل وها هي تحاول هذه الأيام التورط مرة أخرى في المنطقة مستندة إلى نفوذها على أنظمة عربية وعصابات إرهابية ولا نبالغ عندما نقول بأن مصير تدخلها وحلفها الجديد المنوي اقامته من انظمة موالية والكيان الصهيوني مصيره الفشل أيضا وذلك بسبب السياسات الرعناء التي تنتهجها فهي لا تريد الإجهاز على الإرهاب إنما تختار عصابة بعينها لتحجمها وليس القضاء عليها لأنها تجاوزت الحدود المرسومة لها وبخاصة عندما بدأت بتهديد مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني في كردستان العراق حيث وجود قاعدة استخبارية صهيونية- أمريكية تقوم بدور التجسس على البلدان المجاورة.

وعندما نقول ان مصير سياساتها هو الفشل لأننا نعرف جيدا ومن تاريخ الولايات المتحدة نفسها ان غطرسة القوة الغاشمة لا تنجح في كسر إرادة الشعوب وان نجحت في الخراب والقتل والتدمير لكننا نحتاج حتى نواجه المشروع الأمريكي إلى وحدة وطنية جامعة في كل قطر عربي وذلك عبر مقاومة سياسة الإدارات الأمريكية الهادفة إلى تقسيم الشعب في العديد من أقطار الوطن طائفيا وعرقيا ومذهبيا ودينيا مقاومة هذه السياسات بكل الوسائل وفي المقدمة منها نشر الوعي وإتباع الديمقراطية وإطلاق الحريات المسؤولة للمواطنين وتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد.

وكذلك نشر فكر وثقافة المقاومة كوسيلة رادعة ومقاومة لهذه المشاريع، مثلما نحتاج إلى التنسيق والتضامن والعمل العربي المشترك ونشر الفكر القومي والتمسك بالهوية القومية للأمة وتغليب المصالح القومية على المصالح القطرية الضيقة.

نعود للتأكيد على ان الإدارة الأمريكية الحالية ترتكب نفس الخطيئة التي ارتكبتها ادارات سابقة، حيث أوجدت العصابات الإرهابية لمواجهة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان واستعانت أيضا بأموال عربية ومقاتلين من أقطار عربية وإسلامية فارتدت عليها وأقدمت على اكبر عملية إرهابية في الحادي عشر من أيلول في قلب مدينة نيويورك.

وها هي العصابات الإرهابية التي استهدفت الدولة السورية يخرج بعضها على الطاعة الأمريكية والأنظمة الداعمة مرة أخرى.

نؤكد للرئيس ترامب ان مشروعه بإقامة مناطق “آمنة” في سورية سيكون مصيره الفشل فسورية عصية على القسمة والتقسيم، فوحدة سورية ارضا وشعبا خيار مقدس للشعب والقيادة في سورية دونه بذل التضحيات مهما كبرت.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فـــــؤاد دبور

قد يعجبك ايضا