سورية تغلق الباب وتركيا تحاول طرقه مجدداً / مي حميدوش

ميّ حميدوش ( سورية ) الثلاثاء 14/2/2017 م …

بداية لابد لنا من الحديث عن المرحلة الراهنة وتحديداً مسألة الحل السياسي في ظل الحوار الجاري في استانا وبضمانات دولية وعلى الرغم من التحول الأخير في الموقف التركي والذي أتى بالتنسيق مع روسيا إلا أن نظام أردوغان لم يستطع الالتزام بشكل مطلق بما تم الاتفاق عليه مع الروس.

لن نقوم بعملية تحليل سياسي فالموقف الروسي والإيراني واضح تماماً بالنسبة للثوابت الوطنية السورية وأي حديث عن صفقات بين الدول على حساب سورية هو مجرد كذب وتضليل.

ومن هنا علينا أن نقول بأن ما يجري اليوم على الساحة الميدانية في سورية هو انعكاس حقيقي لثبات الموقف السياسي السوري المدعوم من حلفاء سورية والتقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري على مختلف الجبهات يأتي كضمانة حقيقية للحل السياسي.

إلا أن الموقف التركي ودخوله بشكل مباشر في ميدان القتال وتحت مسمى الحرب ضد الإرهاب فالهدف منه هو قلب صورة الواقع والضغط لصالح الفصائل المعارضة على طاولة المفاوضات والسؤال هنا هل يعتقد أردوغان أن دعمه للمجموعات الإرهابية المسلحة بما فيها تنظيم داعش الإرهابي قد تم نسيانه من قبل الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها.

الجواب الحقيقي أتى من مدينة الباب السورية تلك المنطقة الاستراتيجية سياسياً وعسكرياً فالتدخل التركي المباشر عبر ماسمي بعملية درع الفرات يأتي تحت عنوان الاحتلال العسكري وذلك مرفوض بالنسبة للقيادة والشعب والجيش في سورية كما انه مرفوض في القانون الدولي أيضاً وبالتالي فتسارع وتيرة العمليات العسكرية من الجاني السوري باتجاه مدينة الباب يعتبر رداً واضحاً على تجاوزات نظام أردوغان.

مدينة الباب اليوم تعتبر ساحة للصراع الإقليمي وقد اختصرت سنوات العدوان على سورية وبالوقت نفسه ستشكل تلك المدينة نقطة تحول استراتيجي على الساحة الإقليمية وليس المهم من يصل أولاً إنما الأهم من يستطيع أن يبدل قواعد الاشتباك ووعلينا أن لا ننسى أن الجيش العربي السوري هو صاحب الحق الشرعي بالدفاع عن أراضي الجمهورية العربية السورية ومن غير المقبول إجراء أي تسوية سياسية على حساب السيادة السورية.

في الختام من استطاع الصمود لكثر من ستة أعوام في ظل ظروف قاهرة قادر على تحقيق النصر والقضاء على الإرهاب أينما وجد كما أنه علينا أن نؤكد أن الأراضي السورية المغتصبة في الجولان ولواء اسكندرون ما تزال هي البوصلة الحقيقية للقيادة السورية والشعب السوري والجيش السوري.

قد يعجبك ايضا