دولة قامت على المهاجرين تحارب المهاجرين يا للمهزلة !! / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 3/2/2017 م …

لمن لايتذكر او ان التاريخ تحول لديه الى زاوية للنسيان فان الولايات المتحدة الامريكية دولة قامت على القضاء على مواطني البلاد الاصليين الهنود الحمر وتصفيتهم والاعتماد في تعدادها السكاني على المهاجرين .

اي ان شعوب هذه الدولة خليط من قارات العالم لانها قامت على المهاجرين واخذت تحارب المهاجرين في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي تعود اصوله كما يقال الى اسكتلنده مثلما كان والد الرئيس الامريكي السابق اوباما من بلد افريقي” كينيا” وكذا الحال بالنسبة لمعظم الذين تناوبوا على حكم الولايات المتحدة.

بالمفهوم والتعريف العام فان شعب الولايات المتحدة الامريكية شعب خليط لاتجمعه حضارة او تاريخ موحد مثل بقية الشعوب في العالم وقد تكونت منه هذه الدولة التي تعد من اكبر دول العالم وتحولت الى دولة عظمى .

اتخذ ترامب رئيسها الجديد قرارا بحظر دخول شعوب سورية والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان وايران ” بحجة محاربة ” الاسلام المتطرف” لكنه اي ترامب اتصل مؤخرا بملك السعودية الدولة التي لم يشملها قرار ترامب العنصري هذا باعتبارها من وجهة نظره دولة مثالية ” دولة ديمقراطية علمانية برلمانية تحمل كل الصفات التي تدور في ذهن ترامب الذي ينصب نهجه على ” ” المال” فقط .

ينظر ترامب الى السعودية وبقيه الانظمة التي يحكمها ” امراء وملوك النفط” بانها دول ” لامثيل لها في تاريخ الدول وتجاربها الانسانية بل انها مثال يحتذى لذا فانها مجط تقدير واحترام زعيم البيت الابيض الجديد الذي اثار ضجة دوليىة قراره ” العنصري” المنافي لكل الاعراف الانسانية والاخلاقية.

سمعنا كما هائلا من تصريحات زعيم البيت الابيض الجديد منها انه عازم على التخلص من داعش في غضون ثلاثين يوما ومنها افامة مناطق امنه في سورية كونه بدا حريصا على المهاجرين الذي شردتهم جماعات حلفائه الارهابية المدعومة من السعودية وتركيا وقطر في حين يؤكد عراقيون ان المروحيات التابعة للجيش الامريكي اخذت تهبط في مناطق تقع بيد داعش اما تنزل اسلحة لهذا التنظيم الارهابي او تنقل قيادات منه الى مناطق اخرى .

هوس من التصريحات والتعهدات لسنا بضدد تكرارها لكن الملفت للنظر ان ترامب كغيره من قادة البيت الابيض يسيل لعابه على الصفقات العسكرية وبيع السلاح فكانت السعودية والكويت اول من قدم طلبات بهذا الخصوص باكثر من مليار دولار.

تخيلت وانا لستمع للخبر ان شعوبا تعدادها مثل تعداد شعب الكويت او الامارات او قطر وحتى السعودية تشتري هذه الكميات من المدرعات الفائضة عن الحادة ليات اليوم الذي ترى فيه ان كل مواطن من هذه الدول بات يمتلك مدرعة او دبابة وقد يستغني عن سيارته.

قطر هي الاخرى والامارات تقدمتا بعروض دغدغتا من خلالها مشاعر البيت الابيض لدعم الاقتصاد الامريكي الذي يؤكد ترامب على ضرورة تحسينه بانتهاج ” سياسة استمرار “حلب البقرات الخليجية” والكل يتذكر تصريحات ترامب التي سبقت وصوله الى البيت الابيض التي اكد فيها انه سيلزم دولا عديدة بدفع فواتير الدفاع عنها او وجود القوات الامريكية على اراضيها ويعني بذلك دول الخليج .

قرار ترامب لم يلق ترحيبا الا من قبل ” الامبراطورية البريطانية العجوز ” التي خصها ترامب بالذكر ومن يدري قد يسعى معها الى اعادة الامجاد لاقامة شركة كبرى على غرار شركة الهند الشرقية في غابر الازمان اليتي كانت تنهب لندن من خلالها ثروات الشعوب لاسيما وهو مهووس بجني الارباح.

لقد سال لعاب ترامب بالتاكيد عندما عرضت عليه السعودية وبقية انظمة الانبطاح الخليجي للعم سام تلك الصفقات لينطبق عليه القول العراقي الماثور ” ذبوله الجنظة او هز ذيله”.

معظم دول العالم شجبت واستنكرت قرار ترامب الذي تمادى حتى بتهدبد المسؤولين الامريكيين والدبلوماسيين من الذين وقفوا بالضد من قراره التعسفي.

وقد وقع اكثر من مليون مواطن بريطاني وثيقة سلمت الى الحكومة تطالب بمنع قيام ترامب من زيارة بريطانيا فضلا على التظاهرات المناهضة لهذا القرار داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها وحارجها.

وزير خارجية فرنسا خلال زيارته الاخيرة الى طهران ذهب ابعد من ذلك عندما قال ان بلاده سنزيد تاشيرات الدخول للايرانيين نكاية بقرار ترامب .

 

 

قد يعجبك ايضا