بوادرعودة المياه الى مجاريها بين الدوحة والرياض / كاظم نوري الربيعي

 

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 20/2/2015 م …

باتت تلوح في الافق مؤشرات على ان موت الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية مهد لراب الصدع بين  الرياض والدوحة وما اكتنف علاقاتهما من برود خاصة ما يتعلق بالموقف من    الاخوان المسلمين” في مصر وقد كان بيان مجلس التعاون  الخليجي الاخير الذي ندد بوصف مندوب مصر لدى الجامعة العربية قطر بانها داعمة للارهاب اشارة واضحة لذلك .

 وسبق هذا الموقف لمجلس لتعاون ما صرح به وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عندما قال ” ان السعودية  لامشاكل لديها مع ” الاخوان  المسلمين ” لكن خلافاتها مع بعض من قيادات هذه الجماعة.

هذان الموقفان فضلا عن ان” موقف  قطر والسعودية” ازاء الوضع في سورية لم يتغير  كما عليه الحال بالنسبة لتركيا التي ابدت استعدادها لتدريب ” مجاميع سورية مسلحة ” اطلقوا عليها تسمية ” منتقاة” للعمل ضد الدولة والنظام في سورية بدعم امريكي  وعلنا.

  وهذا هو ذات الموقف السعودي ايضا  اي ان المنطقة  سوف تشهد المزيد من التصعيد ” الفوضى” سواء كان ذلك ” بانتقاء” المجاميع  المسلحة  الجديدة وتدريبها امريكيا في السعودية وتركيا وغيرها او بالمجاميع الارهابية  الحالية التي تدربت  هي الاخرى على ايدي ” خبراء ” سي اي ايه”  تعبث بامن المنطقة وتدمرها منذ سمعنا” بداعش والنصرة ” وغيرها من الجماعات الارهابية التكفيرية التي  تعد واجهات لبقية ” المسميات” التي يريدون ان يطلقوا عليها “  اوصافا  جديدة “.

 كل هذه الجماعات بما فيها “  الاخوان المسلمين “  سواء كانوا في مصر اوغير مصر وجودهم هدفه العبث بامن المنطقة وتدميرها خدمة للمشاريع الامريكية  والاسرائيلية مهما كانت شعارات ويافطات هذه  الجماعات التي  تدعي الاسلام  في اساءة واضحة له.

مصر رويدا رويدا يجري  توريطها في حرب استنزاف على حدودها مع غزة ثم على حدودها مع ليبيا وكذا الحال بالنسبة لتونس فكل المؤشرات تؤكد انها مرشحة لدخول ” حلبة  الصراع ” الذي نراه اليوم في  العراق وسورية وحتى اليمن وربما لاحقا في لبنان .

الا دويلات التامر فان حدودها ” محمية” ” تخشاها” داعش وماعش ” ومن لف لفهما .

فالسعودية مثلا ،  تخشى حدودها ” داعش” لان ” الله حاميها” وان  من يحكمها” خدام الحرمين الشريفين”  وان المساس بهذه الحدود يعد ” ام الكبائر” خاصة وان  العائلة الحاكمة منذ استحوذت على نجد والحجاز  نذرت كل امكاناتها المالية  لخدمة ” الاسلام والمسلمين” قبل العرب وان  خزائنها فاتحة ابوابها للدول المحتاجة اما  التامر ومليارات الريالات والدراهم التي  تغدق على ” المتاسلمين” فهي لخدمة اقامة  ” خلافة الدولة الاسلامية على الطريقة  الوهابية ” وحتى على طريقة ” الاخونجية” لافرق انها فروع لنهر اسن  تصب كلها في  التيار الجارف الذي تمثله ” القاعدة” بكل عفونتها  وتوجهاتها الاجرامية .

كان موت الملك عبدالله  كما يبدو فرصة جديدة لاكمال فصول المؤامرة في المنطقة ولم تكن  زيارات امير قطر الى السعودية” عفوية” او ” لله بالله” انها تاتي في اطار مواصلة التامر وهذه المرة على مصر التي فتحوا لها جبهة ليبيا لجرها الى حرب طاحنة شبيهة بالحرب لتي تشهدها سورية والعراق والتي تستنزف  البلدين “  اموالا وبشرا “.

 على مصر ان تعي ذلك وان تواصل صلاتها ب” روسيا” والصين وغيرهما من الدول الاوربية بحثا عن اصدقاء صادقين وان لا تنتظر مثلما انتظر العراق  وها انتم ترون جيشه الذي لم يحصل ولعقد ن السنين  سوى على ” الوعود الامريكية التسليحية الكاذبة” بما في ذلك تنصل واشنطن من العقود مدفوعة الثمن لكنها لم تف بكل ما قطعته.

 بل ان الذي يحصل هو ان الولايات المتحدة تعمد الى عدم هزيمة ” داعش” بل ودعمها في اكثر من موقف عسكري وفق مصادر عراقية وعربية   من اجل ان تتواصل الحرب لتجن ثمارها ” وتفرض شروطا جديدة” سيقبلها حكام العراق لامحالة .

 ان انتظار مصر الوعود الامريكية” العرقوبية”  سيجعل القاهرة في موقف ضعيف لتستيقظ  يوما  ولتجد نفسها في موقف لاتحسد عليه وعليها ان تاخذ بنظر الاعتبار التجربة العراقية  مع ” العم سام” وان لاتضع في حسابها” دعم او مساندة ” دول مجلس التعاون” التامر ” الخليجي كونها انظمة غير مامونة الجانب ولديها الاستعداد بالتامر على مصر مثلما تامرت على العراق في  السايق رغم موقف نظام صدام وشنه حربا مدمرة ضد ايران اتت على الاخضر واليابس ارضاء  لتوجهات هذه الانظمة المنبطحة .

قد يعجبك ايضا