عذراً سيد الجنوب …  أنا لن أنعاك … ( رسالة الى سماحة السيد حسن نصر الله ) / إنتصار الماهود 

إنتصار الماهود ( سورية ) – الإثنين 30/9/2024 م …

لا أعلم كم بقيت من الزمن كالجماد جالسة أمام أوراقي، ماذا سأكتب، هل سأنعاك، أحزن،  ابكي،  ألعن، أصرخ، أشتم كل صهيوني وكل شامت، أنا فعلا في حيرة من أمري والله  سيدي أبا هادي فهذا الموقف صعب جدا ولم أكن يوما  لأتخيله يحدث.
ذهبت لهاتفي اتصفحه عشرات المرات علّني أجد خبرا يكذب إستشهادك، لعلني أشاهد خطابا  جديدا لك أو رسالة تطمئننا عن حالك ونسمع صوتك وأنت تقول (ما تخافوا)، لكنني كنت مخطئة هذه المرة.
يا سيد الجنوب لازال الوقت مبكرا على رحيلك فلك رسالة لم تكملها ووعدتنا أن نصلي في القدس وأعرف أنك تفي بوعد قطعته و لن تخلفه، لازال لديك الكثير لتقدمه لمحور المقاومة، نحن لا نخالف أمر الله ولا نعترض عليه، كلما نزلت دموعي رددت قول القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، لكن ماذا أتوقع ممن سار على درب الحسين عليه السلام ثائرا شجاعا قويا فهو يعرف أن هنالك طريقين لا ثالث لهما أما حياة بنصر أو شهادة بعز وأنت نلت كلاهما، فقد كانت حياتك حافلة بالنصر على اليهود وختمت عمرك بالشهادة التي لطالما تمنيتها لقد كنت دوما  حاملا كفنك بين يديك وراسما طريق الإستشهاد أمامك.
لا أخفيك سرا، لقد بكيت وتألمتت وإنهزمت حين سمعت خبر إستشهادك وكأن الطف عاد الينا من جديد ونحن نرى إبن الزهراء عليها السلام  يتكالب عليه معسكر الشر ليخرس صوته المدوي بالحق، عشنا الطف مجددا يا أبا هادي وكان يوم مؤلم جدا  وطويل جدا نتمنى أن ينتهى، منذ فقدنا الحسين عليه السلام ونحن نرى قادتنا وهم يقدمون أرواحهم للشهادة من أجل الدين والعقيدة ونصرة المظلومين.




لم نتجاوز ألم رحيل أبو مهدي المهندس و الجنرال سليماني، لم نكد نقف على أرجلنا من جديد حتى فجعنا بك، هذايوم فرح به أبناء الطلقاء أحفاد آل أمية من فرحوا لفرح اليهود وتشمتوا بمصابنا لكننا لن نقول الإ كما قالت مولاتي زينب عليها السلام ونقتدي بها ونشدد على قلوبنا بالصبر والله ما رأينا في شهادتكم الإ جميلا وستكون العاقبة لنا، لقد زرعتم فينا زرعا حصدتم ثماره وتركتم رسالة وأمانة سنحملها ونمررها جيل بعد جيل، كلنا للحسين وعلى درب الحسين سائرون على نهجه، ثوريون أقوياء نناصر المظلومين وندافع عنهم أينما كانوا.
سيد الجنوب أكتب إليك رسالتي فهل ستقرأها وترد عليّ وأنا أقول السلام عليك إبن الزهراء، السلام عليك يا وتد المقاومة وخيمتها، والله عجز قلمي عن رثائك وتوقف عن الكتابة حزنا ووجعا.
عظم الله اجرك مولاي صاحب الزمان وربط الله على قلوبنا في مصابنا هذا.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

17 + ستة عشر =