واذعن ماكيرون لارادة النيجر وشعبها  وسحب  السفيرالفرنسي؟؟ / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 29/9/2023 م …




عندما تقرر الشعوب بصرف النظر عن تعداد نفوسها لن تستطيع اية قوة ان تقهرها خاصة اذا كان من يقود تلك الشعوب شخصية  او شخصيات او تجمع او حزب  وطني ويبقى العراق الذي عرف بتاريخه وبصرف النظر عن الوضع الذي يعيشه منذ عام 2003 وحتى يومنا الحاضرواحدا من بين تلك  الدول التي ثارت على الاستعمار والطغيان وان تاريخه يزخر بذلك الا ان الوضع الحالي الذي يعيشه هي حالة استثنائية تستحق الدراسة والتمحيص بدقة لان المستعمر الاجنبي اتجه هذه المرة ليس للسياسيين واختيار نماذج كما نراها  فحسب بل توجه  الى المجتمع في  محاولة لتمزيقه وتدمير وحدته وتماسكه  لتسهل عليه عملية اختراقه و الهيمنه وفرض مفاهيم وقيم دخيلة  شاذه على المجتمع كانتشار المخدرات و الرشوة بشكل  مخيف وتفشي المحسوبية  فضلا عن وجود عينات سياسية تحكم البلد تحت مسمى” الديمقراطية ” و” الانتخابات” التي جرى تزويرها للمرة الالف طيلة عقدين من السنين  بعد ان اوصل المحتل العراقيين الى حالة اجتماعية اقل ما يقال عنها انها مدمرة من خلال تغلغله عبر منظمات وجمعيات تحمل عناوين اصلاحية كاذبة لكنها بالمحصلة تخدم  المخططات  الاجنبية.

 ويتحمل كافة الذين اتوا الى  السلطة بعد الاحتلال من الذين تناوبوا على المواقع العليا منذ الغزو مسؤولية ماوصلت اليه الاوضاع ليس  السياسية والاقتصادية  فحسب بل حتى الاجتماعية  التي تردت لعدم اكتراثهم بالمواطن وحتى اهمال  ابسط الخدمات  واستغلال وجودهم في السلطة من اجل الاثراء غير المشروع واستبعاد الكفاءات  وتقريب الاميين والجهلة وباتوا يحاربون اية كفاءة   مما حول الدولة الى سلطة مضحكة  فاشلة لاتفقه بابسط اسس الدولة ومقوماتها المتعارف  عليها.

 واخذ العراق يشهد ممارسات طارئة على العراقيين انفسهم جراء تغلغل الافكار  الهدامة وسط المجتمع والشيئ المحزن ان هناك من انجر الى الفوضى الاجتماعية والاخلاقية التي وجدت طريقها للمجتمع بوجود ضعاف النفوس او الجهلة  الذين تحولوا الى ” جيش” بلا مبادئ او قيم اعتاد عليها العراقيون لعقود من السنين وهي دخيلة عليهم  .

وباتت عملية الحصول على المادة والاثراء  والاحتيال باية طريقة

  كانت  مبدا لدى الكثيرين  تحت شعار “الزين اللي ايعبي بالسلة ركي ”  فضلا عن اتنشار الجريمة والفساد الاخلاقي الذي بتنا نسمع به في يومنا الحاضر.

لقد نجح المحتل مع الاسف الشديد في بث افكار هدامة وسط المجتمع بعد ان افلح في ايجاد عينات سياسيةاخذت تفسر العمالة على انها وطنية واصبح من وجهة نظرها ان كل من يعادي المحتل ” فهو يعادي الديمقراطية ويروج ” للدكتاتورية”.

لانظن ان شعب العراق يختلف عن الشعوب الاخرى التواقة للحرية  طالما انه مازال في وسطه من يمتلك قيما تربى عليها رغم محاولات تخريبها.

  وهاهو شعب النيجر ارغم اعتى مستعمر على الخروج من البلاد والرضوخ لارادته ممثلة بالمجلس العسكري الذي اطاح بحكومة عميلة حاولت باريس تسويقها على انها ” تمثل الشرعية لكنها لم تقلح واضطر ماكيرون رغم محاولات استخفافه بالنيجر ومطالبات شعبه بمغادرة السفير  وانهاء العلاقات العسكرية الى الركوع لمطالب النيجر بعد ان هب عدد من العسكريين الوطنيين لاطاحة حكومة العميل محمد زالوم.

متى نجد حسا وطنيا لدى عينات في الجيش العراقي لمساعدة الشعب على التخلص من المحتل وبقية الذين اتى بهم ليحكموا البلاد لعشرين عاما من الدمار والتخريب والنهب والسرقة واشاعة المحسوبية و الاستمرار في دغدغة مشاعر البعض من  الجهلة طائفيا  لبقاء ذات المسميات والوجوه في السلطة .

صحيح لقد استبق البعض الاحداث من خلال الدعوة الى حل الجيش بعد الغزو والاحتلال عام 2003   للخشية من وجود عينات وطنية في صفوفه  قد تساعد الشعب  وانقاذه والتخلص منهم .

لكن الصحيح ايضا لابد وان تصحوا ضمائر البعض  من الموجودين في ا لجيش يوما  وهم يرون ماساة العراق ونسمع خبر التخلص من الذين دمروا الوطن واستباحوا كل شيئ خدمة للمحتل واعوانه بعدها ليتحدثوا كما يشاءون عن مسرحة  الشرعية والديمقراطية الزائفة التي اتى بها الاحتلال لتكريس وجوده كما حصل مؤخرا في  عدد من دول القارة الافريقية حيث جرى كنس الفرنسيين المحتلين ؟؟

وعلينا ان لانستهين بالاحتجاجات الشعبية التي قدم  خلالها الشعب العراقي  العديد من الشهداء خلال السنوات العشرين الماضية لكن علينا ان نضع في الحساب انه لو  خرج كل الشعب في تظاهرة واسعة لن  يستقيل هؤلاء من مناصبهم بعد ان  نهبوا بطريقة غير شرعية الاموال وجمعوا حولهم كل الانتهازين والنفعيين فضلا عن ميليشياتهم المسلحة.  

  وسنعود نسمع   مسرحيات العودة الى صناديق الاقتراع و ” الشرعية والديمقراطية ” والحرية”.

واكذوبة الانتخابات التي تشرعن استمرار اللصوص والسراق والفاشلين في السلطة وهو ما يحصل في جميع دول الديمقراطيات الزائفة كان اخرها وليس اخيرها ما حدث في فرنسا ” الديمقراطية جدا” لكن تلك الاحتجاجات الشعبية الهائلة قوبلت  بالاعتقالات ورفض المطالب الشرعية واستعمال العنف ضد المتظاهرين .

قد يعجبك ايضا