جنرال صهيوني: فشِلنا بمنع “حزب الله” من بناء قوّته وهو يُشكّل تهديدًا استراتيجيًّا لإسرائيل

الأردن العربي – الخميس 14/9/2023 م …




ما زال تهديد حزب الله يُثير قلق صُنّاع القرار في دولة الاحتلال، ويقُضّ مضاجعهم على ضوء “جرأة” و “عربدة” الأمين العّام للحزب، الشيخ حسن نصر الله، واستمراره في إطلاق التهديدات، أهمّها أنّه سيُعيد إسرائيل إلى العصر الحجريّ.

وفي هذا السياق، تطرّق الجنرال احتياط عاموس غلعاد خلال مقابلة إذاعية مع (راديو (إف.إم 103) العبريّة إلى ما أسماه استفزاز حزب الله عبر إقامة الخيمتين عند الحدود الشمالية في قطاع (هار دوف)، وأوضح الرئيس السابق للدائرة السياسيّة والأمنيّة في وزارة الحرب الإسرائيليّة أنّ “هذا جزء يسير من ظاهرة تمّ تحديدها بالفعل تقول إنّ إمكانية احتدام الوضع مع حزب الله تتزايد، لأنّ صورة الكيان الردعيّة على ما يبدو من وجهة نظرهم تضاءلت بعض الشيء”، على حدّ تعبيره.

وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّه “على سبيل المثال، العملية في مجيدو (آذار-مارس الفائت) هي عملية استراتيجيّة، فحزب الله أرسل مخربًا (مقاوِمًا) اجتاز الحدود، ووصل إلى وسط البلاد، وكان من المفترض أنْ يقتل عشرات المواطنين، وهذا ينضّم إلى أعمالٍ استفزازيّةٍ أخرى على طول الحدود”، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ “هذه ظاهرة تتطلّب معالجة وتقديرات وضع، وهذا مرتبط في الوضع كلّه بالبلاد”، وفق تعبيره.

وأضاف أنّه “حتى الآن منذ عام 2006، أيْ منذ انتهاء حرب لبنان الثانيّة، صورة الردع انخفضت، ولها معيارين اثنين، الأوّل نجحنا به كثيرًا، والثاني لم ننجح به، الأوّل أنّنا نجحنا في منع هجماتٍ على إسرائيل، والثاني الذي لم ننجح به هو بناء القوّة الذي هو تهديدٌ حقيقيٌّ بيننا وبين حزب الله، وهو 2500 قذيفة صاروخية ولديهم أيضًا صواريخ، والفارق بينهم هو أنّ الصاروخ دقيق، والقذيفة هي سلاح إحصائي لكن يطلقونه بكمياتٍ كبيرةٍ، والضرر بالطبع يمكن أنْ يكون كبيرًا”، طبقًا لأقوال الجنرال الإسرائيليّ.

الجنرال غلعاد تابع قائلاً للإذاعة العبريّة إنّ “التهديد من جانب حزب الله كبير، لديه بناء قوة تستمر في العمل، لذلك بحسب تقارير أجنبية يعملون في سوريّة، وكل هذه الهجمات تمنع بناء القوة، وبشكلٍ أساسيٍّ تعمل على تحويل سوريّة إلى نوع من حزب الله-2.. هم يواصلون في بناء القوة، سيأتي يوم وستكون هناك مواجهة وستكون بالغة الأهمية”.

وفي ختام حديثه اعتبر غلعاد أنّ “الخيم هي أمر يؤشر على ذلك، والموعد النهائي أقل أهمية من الفعل نفسه”، وفقًا لقوله.

من ناحيته، وصف مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال يعقوب عميدرور، القدرات العسكريّة لحزب الله باللّا مثيل لها، اذْ أنّ في حوزته 150 ألفًا من الصواريخ والقذائف الصاروخية، مشيرًا إلى أنّ عدّة آلاف من هذه الصواريخ قادرة على الوصول إلى أيّ مكانٍ في إسرائيل.

وأكّد عميدرور، بحسب صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، أنّ هذه القوّة الناريّة نادرة جدًا، خاصّةً من حيث حجمها وكثافتها، وربما هي توازي ما لدى جميع الدول الأوروبية معًا، على حدّ تعبيره.

يُشار إلى أنّ إسرائيل أكّدت رسميًا، مرارًا وتكرارًا، جهارًا نهارًا، أنّ منظومات الدفاع مثل (القبّة الحديديّة) و (الصولجان السحريّ) مُعدّة في زمن الحرب للدفاع عن الأماكن الإستراتيجيّة الحساسّة، مطارات، موانئ، قواعد عسكريّة وأخرى، وأنّها لن تمنح المُواطنين الحماية أوْ الدفاع، أوْ كليهما.

وجديرٌ بالذكر أنّ هذه العقيدة لما كانت لتتبلور لدى صنّاع القرار السياسيّ والعسكريّ لولا تسليمهم بعجز جيشهم عن استئصال قدرات حزب الله في تلك الحرب التي تدك العمق الاستراتيجيّ الإسرائيليّ.. بكلماتٍ أخرى، يبدو أنّ القيادة الإسرائيليّة اكتشفت طوال السنوات الماضية أنّ الجيش، رغم ما يمتلكه من قدراتٍ هائلةٍ في المجالات كافة، لا يملك الحلّ الناجع لتهديد حزب الله على أمن الكيان.

مهما يكُن من أمرٍ، يبقى السؤال الأخطر: هل حرب لبنان الثالثة ستكون آخر حربٍ؟ بفعل القوّة العسكريّة التقليديّة، وربمّا غير التقليديّة، التي ستُستخدم فيها لحسم المعركة؟ لا بل أكثر من ذلك: هل الحسم سيتطلّب القضاء على دولٍ في الشرق الأوسط؟! وهل ستكون الحرب متعددة الجبهات؟

قد يعجبك ايضا