الياس فاخوري يكتب: ” اسرائيل الى زوال” – هكذا نقشت “ديانا فاخوري” على ظهر الدهر، و”محمد صلاح” يَعبُر ويُنفَّذ!




الياس فاخوري* ( الأردن ) – الثلاثاء 6/6/2023 م …

* * ملاحظة من المحرر:
حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا الراحلة الكبيرة المفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …

لطالما حذّرتنا “ديانا” من ادعاءات ودعايات ودعابات “عشاق أمريكا وإسرائيل” أن “اسرائيل” إنما هِيَ مُنْتَجٌ حضاري ديموقراطي؛ يُفرح قلوبهم انها نتاج الحضارات الكبرى، والديمقراطيات الكبرى في الغرب! واردفت “ديانا” متسائلة: الم يكن الغرب اياه، بجيوشه وأسلحته ومرتزقته واستخباراته وأيديولوجياته، والبروباغندا (Propaganda)، وحتى برجال دينه ومواعظهم مصنعاً للجماجم والمقابر!؟ اولم يمزقوا لحوم بعضهم البعض قبل اكل لحوم الآخرين وتقطيع عظامهم في أفريقيا واسيا، وأميركا اللاتينية، وربما غداً في درب التبانة!؟ الا ترون الصورة التوراتية عن هيروشيما فيما يحدث في القدس وغزة، وفي جنين والخليل، وفي طولكرم ونابلس، وفي كل فلسطين، وفي العراق وسوريا، وفي لبنان وكل المنطقة – لتولول الأبواب وتصرخ المدن!؟ الم يعملوا على تحويل دولنا الى “خردة بشرية” وقهرمانات بلاط وتدبير منزلي ليمتطي الحاخامات الجدد ظهورنا!؟

يُعلنوها دولة يهوه، فنصبح نحن كما راَنا ليو شتراوس (كعرب) “الذئاب الضائعة في الصحارى وفي الأزمنة” .. فها هو ايتامار بن غفير يظن، كما مئير كاهانا، اننا قد سقطنا سهوا من قدمي آدم ويعتبر أن ساعة اسرائيل الكبرى قد دقت اذ يرفض هؤلاء الحاخامات مشروع ييغال آلون جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين فالضفة الشرقية أيضاً جزء من أرض الميعاد .. ويستمر بن غفير بتطاوله وتبجحه بقُدُرات الدبابات الاسرائيلية، وعزمه ترحيل السكان (أهل الاردن) الى سوريا، والعراق، والسعودية. أما من هم داخل الخط الأخضر فيوزعون بين لبنان وسوريا! انهم ما فتؤا يحاولون تحويل الاردن من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان انسجاما مع مفرزات سايكس/ بيكو ووعد بلفور بمصادقة صك الانتداب وعصبة الأمم وما رسموه للأردن من دور وظيفي قاومه الملك الحسين متمسكا باستقلال القرار السيادي وانتظام الولاية الدستورية، وعمل على تخطي الدور ومقتضياته والتحرر من الالتزامات المترتبة عليه ليرسى بذلك إرثا سياسيا لأجيال “اسلفتها” قريش “بمدرجة الفخار” فيحملوا “من الأمانة ثقلها، لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا”  فهم – كما يضيف محمد مهدي الجواهري –  ابنَاء “الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ ، سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا”!

ومن آخر “صرعات” الحاخامات الجدد انّ قبر يشعيا هاليڤي (ليشع النبي) كان مدفوناً في كنيسة مار الياس في حيفا منذ نَيَّف و4,000 عام، فليخرج المسيحيون من هنا .. الا تذكرون كم نبّهتنا “ديانا” لخطورة مخطط افراغ الشرق من مسيحييه!؟ وبعد،الم يجعلوا ليل هيروشيما في اليابان ليل الشامبانيا في أمريكا!؟ أولم يقل دوغلاس ماك آرثر لهاري ترومان: “ولسوف نكون آلهة القرن يا سيدي الرئيس”!؟ وعليه، كم من قرارات الامم المتحدة نفّذت اسرائيل (140 قراراً، فقط بين عامي 2015 و2022)؟ مازالت حبراً على ورق!

ولكم كبّرت “ديانا”: الله اكبر، هذا اردننا، فاقرأ باسم ربك الذي خلقه أفقا عربيا، وعمقاً سوريا – ببعد كنعاني  .. ولكم تصدت للهجمة الإعلامية الصهيوامريكية الشرسة والاستهداف المُضلل للأردن قيادةً وشعباً من بن غوريون وغولدا مائير الى سموتريتش وبن غفير .. خسئ بن غفير وحاخاماته و”طيورهم النحاسية” اذ يدرك الاردنيون ان دولة يهوة/اسبارطة الجديدة لن تتوارى بالديبلوماسية والرايات البيضاء، “وليـسُـوا بغيرِ صَليلِ السُّيوِف .. يُـجِـيـبُـونَ صَوتاً لنا أو صدى” كما أخطرنا علي محمود طه، وكما اثبت ذلك أبناء الله في الميدان “بسيف القدس المسلول” و”ثأر الاحرار” و”حسان”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر” كأمثلة على ” .. ـجَــرِّد حُــسَــامَـكَ مـن غِـمـدِهِ .. فــليـس له بَـعـدُ أن يُـغـمَـدا” .. وها هو الشارع “الإسرائيلي” يهتز خوفاً وارتياعاً من تفكك الكيان الصهيوني نظراً لنجاح المقاومة الفلسطينية في تغيير قواعد اللعبة والانتقال من حقّ الدفاع إلى المواجهة .. ويرعبهم صراع الأجنحة وضبابية الرؤية لدى الطبقة الصهيونية الحاكمة، الى جانب سقوط “لعبة التتبيع” في الشارع العربي، وقد رأينا ذلك في اكثر من محطة في الآونة الأخيرة!

وهذا هو الترحيب الشعبي بالعملية البطولية آلتي نفَّذها الشرطي المصري الشهيد محمد صلاح يؤكد مجدداً سقوط محاولات تحييد مصر عن الصراع العربي الصهيوني، وأن الشعب المصري لا يزال في قلب الصراع ولم يغادره بعد أكثر من أربعة عقود على توقيع اتفاقيات كامب ديفيد .. كما عادت الى الواجهة مجموعة من العمليات البطولية السابقة، ومن أبرزها عملية الجندي سليمان خاطر سنة 1985!
 
ولان “ساكن” (لا أقول صاحب) البيت ادرى بالذي فيه، كانت “ديانا” قد استحضرت في عدة مقالات قلق نتنياهو وارتياب القادة الإسرائيليين من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول 2017 خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.
 
ولا يخفى ان العملية البطولية التي نفذها الشهيد محمد صلاح قد أحدث زلزالاً داخل كيان الاحتلال، وأدت الى صدمة كبيرة لدى المسؤولين الصهاينة ومنظومتهم العسكرية الامنية لأنهم ظنّوا – وبعض الظن اثم – أنّ أمنهم “مُسيّج” ومؤمن على طول الحدود مع مصر .. 

وفي “سابقة” فلسطينية، كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن كبار المسؤولين الأمنيين في الكيان قولهم إن التحوّل الذي يمثله قيام أحد عناصر أمن السلطة الفلسطينية بإطلاق النار على الضابط الإسرائيليّ وقتله لا يقلّ خطورة عن مقتل الضابط الإسرائيلي لأن ذلك يُحوّل التنسيق الأمنيّ من مصدر اطمئنان إلى مصدر خطر!

 ومن فدوى طوقان الى علي محمود طه: يميناً بعد هذا اليوم لن نبكي، وقسماً قادرون وسنعبر – فقم اخي ..

 
أَخي قُم إلى قِبلَةِ المشرِقَينِ  .. لنَـحـمِـي الكـنيسةَ والمسجِدا

يـسـوع الشـهـيـد عـلى أرضها .. يــعـانـق فـي جـيـشـه أحـمـدا

وَقــبِّل شـهـيـداً عـلى أَرضِهـا .. دَعا باسمِهَا الله واستُشهِدَا
” اسرائيل الى زوال” – هكذا نقشت “ديانا فاخوري” على ظهر الدهر، فهزمت الموت روحا نقيّا كالسَّنا ..

الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

 

*الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا