هل وقعت إيران في الفخ؟ / أسعد العزوني

واشنطن تحاصر بعقوبات جديدة مصادر تمويل الحرس الثوري | MEO

أسعد العزوني ( الأردن ) – الإثنين 21/9/2020 م …




قلنا في مقالات سابقة أن إيران وعلى ما يبدو تطبعت ببعض طباع العرب ،وإنتهجت نهج “السين وسوف..سنضرب وسوف نرد وهكذا دواليك”،رغم الخسائر التي تلقتها جراء الضربات الإسرائيلية على وجه الخصوص،إن كان ذلك في قلب طهران أو في مفاعل “نطنز النووي” أو في سوريا التي تتعرض الأهداف الإيرانية فيها إلى عدوان شبه يومي دون أن نرى ردا إيرانيا رادعا.

تدفع إيران ثمن خلع الشاه العميل الصهيوني الأول في المنطقة،إذ كان يفترض من تلك الخطوة الثورية أن تغير وجه التاريخ إيجابيا،لكننا وجدنا أنفسنا وإيران ندفع ثمن شعار وهمي لم يتم تطبيقه على الأرض وهو تصدير الثورة،ويقيني لو أن إيران ما بعد الشاه المقبور أرادت فعلا قلب أنظمة الحكم الخليجية ،لنجحت في ذلك دون أن تحرك جنديا إيرانيا واحدا لتقديم المساعدة ،لأن شيعة الخليج متنفذون وعقديون وأغنياء ومتمكنون ،ومع ذلك كما أسلفنا فإننا ندفع ثمن شعار وهمي.

وربما لا أبالغ إن قلت أننا أيضا نرفع شعار “الموت لإسرائيل وأمريكا”،وإن قيلت هذه الكلمات في التجمعات والمهرجانات وكتبت على الحيطان ،فإنه لا تأثير إيجابيا لها على أرض الواقع ،لكن الأعداء بمصنفاتهم استغلوه وعمموه على العالم وحرضوا علينا،حتى أن غضب البعض على بعض الجهات الفلسطينية كان بسبب تحالفها مع إيران،وكنا نقول لهم أن هؤلاء لو وجدوا حضنا عربيا دافئا ،لإكتفوا ولكن الأحضان العربية كانت وما تزال طاردة للعمل الفلسطيني المسلح حتى اؤلئك الذين لوثوا الأثير بشعاراتهم القومجية الكذابة.

اليوم وبعد إشهار العلاقات الخليجية –الصهيونية على وجه الخصوص ،والتطبيع العلني المجاني بين بعض دول الخليج والكيان الصهيوني،ويتوقع تطبيع الجميع قبل موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية أوائل شهر تشرين ثاني /نوفمبر المقبل لزوم التكسب الذي يتقنه المقاول ترمب،فإن إيران قد وقعت في فخ السين والسوف وربما الحسابات الخاطئة التي لم توائم الشعارات ومجريات الأمور على أرض الواقع،فها هي إمارات ساحل عمان المتصالحة غصبا والبحرين على وجه الخصوص، تتحد مع مستدمرة إسرائيل الخزرية في العداء ضد إيران،وها هي القيادة الإماراتية المراهقة سياسيا تفتح جزيرة سوقطرى اليمنية لتكون قاعدة عسكرية متقدمة ضد إيران.

إن لم تتحرك إيران وفق حسابات جديدة شعارها هدم المعبد على من فيه ،فإنها ستجد نفسها عاجزة حتى عن الدفاع عن نفسها،لأننا لا نعلم حركة الأعداء الداخلية ،شوعدد الخلايا النائمة التي تم نسجها في غفلة من الزمن ،فكما قلنا فإن الخليج سيفتح فضاءاته لإسرائيل إضافة للمحتل من الأراضي اليمينة ،وكذلك السودان الذي يستعد للتطبيع أيضا مع الصهاينة.

قد يعجبك ايضا