الولايات المتحدة ومحاولة تنصيب نفسها بديلا عن مجلس الامن الدولي / كاظم نوري

بقية القصة .. كيف أصبحت أمريكا قوة اقتصادية عظمى؟

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 21/9/2020 م …




الحوارات  الاخيرة  التي جرت  في اروقة مجلس الامن الدولي حول اعادة فرض  العقوبات على ايران اكدت عزلة الولايات المتحدة الدولية حتى من قبل حلفائها باستثناء بعض من تلك الدول الهزيلة  مثل  ” هولندا” التي تحركت مؤخرا ضد سورية  بامر من واشنطن مثيرة من جديد  مسرحية الاسلحة المحظورة غير الموجودة اصلا سوى في ذهنية ساسة البيت الابيض.

   لقد تجسدت عزلة الولايات المتحدة برفض 13 دولة عضو في المجلس  محاولات امريكية غير قانونية وغير شرعية  ضد ايران مقابل صوتين هما الصوت الامريكي وصوت الدومنيكان الدولة المغمورة .

الولايات المتحدة استبقت هذا الفشل بارسال مجموعة سفن حربية  وحاملة طائرات الى منطقة الخليج لممارسة ” القرصنة ” ضد الدول التي ترفض الاملاءات الامريكية  التي تاتي  خارج اطار مجلس الامن الدولي  والشرعية الدولية ممااثار حتى الامين العام للامم المتحدة  انطونيو غوتيريش الذي شكك في اعلان واشنطن عودة اجراءات الحظر الاممية على ايران مؤكدا عدم اتخاذه اية اجراءات بهذا الشان ضد ايران.

 ووصفت مصادر  مقربة من غويتريش ذلك  بانها صفعة اخرى للولايات المتحدة في المحافل الدولية وتؤكد عزلتها .

هستيريا امريكية رافقت قرار الرفض  انعكست  في تصريحات ” الثور الهائج” عميد الدبلوماسية الامريكية الذي توعد الدول التي لم تلتزم بالقرار الامريكي المرفوض من الاجماع الدولي محاولا ان ينصب الولايات المتحدة بديلا عن مجلس الامن الدولي وعن الامم المتحدة وانفراد بلاده  بالقرارات التي تخدم السياسة الامريكية احادية الجانب مثلما يحصل في سورية حيث الوجود الامريكي العسكري غير الشرعي واللاقانوني وممارسة اللصوصية واثارة الصراعات في المنطقة  .

واخذ بومبيو يدغدغ مشاعر البعض من خلال ايراده بعض  المسميات البالية مثل معاداة ” السامية ” وغيرها  لاثارة بعض المشاعر دون ان يلتفت الى ممارسات الولايات المتحدة التي تتسم بالبغضاء والكره العنصري الذي تجسد في اكثر من مشهد ولعل الحملة العنصرية ضد السود وغيرهم  المتواصلة في الولايات المتحدة خير شاهد على النهج اللاانساني الذي يسود ” مؤسسات ” دولة سيدة العالم الحر” زورا.

  ان الولايات المتحدة لم تعد تكترث  بشيئ اسمه ” الامم المتحدة ” او مجلس لامن الدولي  او اية منظمة دولية طالما ان سياسة  تلك المنظمات او الهيئات الدولية لاتخدم مصالحها في العالم .

انظروا  العراق الذي احتلته الولايات المتحدة خلافا للقرارات الدولية وتمسكها بوجودها على ارض العراق في قواعد ثابتة وممارسة القتل ضد شخصيات عراقية وغير عراقية ورغم الرفض الشعبي لهذا الوجود فانها تحاول ان تتملص من  المطالب المشروعة دون ان تكترث بما قد يحصل من صراع عسكري في البلاد  .

وزارة الخارجية الروسية وصفت ماتفعله واشنطن ليس اكثر من عرض مسرحي لاخضاع مجلس الامن  لسياسة الضغط  الاقصى على ايران  وتحويل هذه  الهيئة الرسمية” مجلس الامن ” الى اداة بيدها.

اما الترويكا ممثلة بفرنسا والمانيا وبريطانيا فقد رفض وزراء خارجيتها الاجراء الامريكي واعتبروه ليس قانونيا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وعندما نعود الى ممثلي الامم المتحدة الشخصيين  لمعالجة الازمات التي تنشب نجد معظمهم ان لم يكن جميعهم يوالون السياسة الامريكية وكانهم ممثلين عن الولايات المتحدة وليس الامم المتحدة والمجتمع الدولي .

 وهناك امثلة عديدة تدلل على  اصطفافهم  وانحيازهم الى ما يخدم المشاريع والمخططات الامريكية  في المناطق التي تشهد نزاعات سواء في فلسطين او اليمن او سوريا  او ليبيا وحتى العراق وفي مناطق العالم الاخرى  .

لقد افتضح الدور الامريكي التخريبي في الامم المتحدة ولم يعد مستساغا او مقبولا حتى من قبل حلفاء واشنطن في الترويكا مثلما انعكس على تصريحات الامين العالم لللامم المتحدة نفسه في اللقاء الاخير الذي عقده مجلس الامن الدولي لتخرج منه واشنطن صفر اليدين وبنتيجة مذلة ومهينة جعلت قادتها يصابون بهستيريا العزلة والتلويح بارسال مزيد من الاساطيل الحربية  الى منطقة الخليج  التي ينتظرها  مصيرا لايقل وطاة عن مصير ميناء بيرل هاربر خلال الحرب العالمية الثانية .

 

قد يعجبك ايضا