المفكرة القومية الأردنية ديانا فاخوري تكتب: من أهل كوكب الزهرة Venus الى سكان الارض: اتركونا وشأننا .. واستريحوا فلسنا جزءاً من صفقة القرن ولن نكون – طرنبَ من طرنبْ، وأنتنَ من أنتنْ!

ديانا فاخوري ( الأردن ) – الأربعاء 16/9/2020 م …

تنادى الزهراويون (أهل كوكب الزهرة) الى اجتماع عاجل اثر اكتشاف أهل الارض الأخير قرروا في ختامه توجيه رسالة الى أهل الارض مستعينين ببيت من شعر احد ابنائها (ابراهيم طوقان – صاحب “الفدائي”) يخاطب قومه اثر وقف إضراب عام 1936 استجابة لطلب الزعماء والرؤساء العرب وثقتهم بوعود وحسن نوايا “الصديقة” بريطانيا:




“ما جحدنا أفضالكم غير أن لم تزل في نفوسنا أمنية//

في يدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقية” ..

هذا ما جناه اخوة منكم (عرب التط”بيع”) على أخيهم (يوسف الفلسطيني) .. فماذا ستفعلون بنا؟!

نكثتم، وحنثتم ..  نقضتم وناقضتم العهدة العمرية التي قضت: “ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود” .. فماذا ستفعلون بنا؟!

قيادتكم (او تراها “قوادتكم” – عذراً لم نتقن العربية بعد) بيد “تلك الامريكا التي تقتل البريق الذي في العيون” حيث لا رأيٌ، ولا شجاعةُ الشجعانِ، ولا نفسٌ حرةٌ .. بل  Thief/Killer-in-Chief و CRS: Chief Rogue State فيكف تبلغ “من العلياء كلّ مكانِ” MAGA: Make America Great Again بشهادة بوعزيزي منيابولس!

انها امريكا زعيمة الدول المارقة “CRS – The Chief Rogue State” فتوقفوا عن استهلاك البروباغندا الغربية و”الاستسلام لسرديانها الزائفة بعيدا عن السياقين التاريخي و الاستراتيجي!

سمها ما شئت – سمها امريكا، سمها اميركا، سمها الولايات المتحدة الامريكية، سمها الويلات المحتدة الاميركية، سمها روما الجديدة، سمها الامبراطورية العسكرية العالمية، سمها الولايات الجماهيرية الشعبية الاميركية..

انها هي هي بحدود تمتد من الشمس شرقا الی القمر غربا و من المشتري شمالا الی البائع جنوبا .. انها الامبراطورية العسكرية العالمية التي تتمدد علی أكثر من 700 قاعدة في كافة زوايا الكرة الارضية يرفدها 40% من الانفاق العسكري الدولي .. اقتصادها هو الاكبر في العالم حيث يقدم 6% من سكان الارض 35% من الناتج البشري .. لها ثلث زراعة الارض و ربع صناعة العالم .. تزهو بأعظم اقتصاد مالي و تجاري، و أعظم قوة تكنولوجية .. تنتج سنويا ضعفي براءات الاختراع التي تسجلها كافة شعوب الارض مجتمعة .. اليها ينتسب نصف حائزي جوائز نوبل .. أما قوتها الناعمة فتتجاوز هارفارد الی هوليوود تدعمها وسائل التواصل أمثال جوجل، فيسبوك، مايكروسوفت، امازون ..الخ .. وان ننسی، لا ننسی الجينز و البيج ماك!

ألم يتحدث بابلو نيرودا عن “تلك الامريكا التي تقتل البريق الذي في عيوننا”؟! .. ألم يقل محمود درويش “أمريكا هي الطاعون و الطاعون امريكا”?!

هي الطاعون، و الطاعون هي من يوم التكوين الی يوم الدين .. فهل يعيدها دونالد ترامب (القذافي الجديد – وكنت أطلقت عليه لقب “قذافي البيت الأبيض” حال احتلاله او حلوله هناك) أرض ميعاد نقية صافية للامريكيين بلا مهاجرين ولا مسلمين و قد أحاط نفسه بشخصيات متصارعة، متنافرة- و في أحسن الاحوال – متنوعة و مختلفة؟! هل يطيح هؤلاء بمجموعة المصالح الاستراتيجية و المؤسسات المتنفذة؟! هو القذافي في تهجمه علی اوروبا و هجومه علی الاطلسي .. يغازل اسرائيل، يراعي روسيا، ينتقد ايران، ولا يكتفي بتحديد مسار امريكا، بل يتعدی ذلك لتحديد مسار العالم بأسره للسنوات القادمة!

ونظرة الی السياق التاريخي تبين باختصار مايلي:

– مرحلة التأسيس حيث تمت ابادة الهنود الحمر، اهل البلتد الاصليين ..

– مرحلة التكوين التي اتسمت بالحروب الاهلية ..

– مرحلة الامبراطورية التي اتسمت بالحروب الخارجية عبر العالم وصولا لقصف مطارات المنطقة ومرافئها، و، و، وتأملوا تصريحات ترامب الاخيرة بخصوص عزمه قتل الرئيس الأسد .. هو السلوك العدواني الدموي المبدع في توظيف الارهاب الشامل سعيا لتحقيق الهيمنة الامركية الاممية و سحق أي مقاومة تعترض طريقها!

و كنت قد شبهت بعض مواقف الهيمنة و الغرور الامركيين بجملة اشتهرت عن المنتصر بالله احد نجوم الكوميديا المصرية: “ما أنا استغربت!”

امريكا، بمختلف قياداتها علی مر العهود: ما انا اعتذرت!

أبادوا 20 مليون من السكان الاصليين المعروفين بالهنود الحمر، ثم اعتذروا! .. فالولايات المتحدة الامريكية انما قامت علی ما غرسه البيوريتانز (الطهرانيون) الانجليز، وقد تمثلوا التوراة، في اللاوعي الامريكي من ثقافة الغاء الاخر علی طريقة داعش و ابن تيمية .. فأين ذهب أصحاب الارض الاصليون؟! الا يتماهی اغتصاب البيض لامريكا الشمالية مع اغتصاب الصهاينة لفلسطين؟!

أبحروا الی افريقيا و عادوا بالوف الافارقة فأسسوا أسواق النخاسة، ثم اعتذروا!

قصفوا اليابان بالنووي، ثم اعتذروا!

أبادوا قری عن بكرة أبيها في فيتنام، ثم اعتذروا!

دمروا العراق بحجة امتلاكه السلاح النووي و جعلوه يبابا، ثم اعتذروا!

 اعتدوا علی الجيش السوري الملتحم مع داعش في دير الزور، ثم اعتذروا!

كم كررت و أعدت التكرار أنها “الويلات المحتدة الأمريكية” .. أنها الطاعون و الطاعون هي .. انها البلاء و البلاء هي .. بالأمس قلت أنها استحقت عن جدارة لقب  “CRS – The Chief Rogue State”، و قدمت عينة قليلة قليلة من مئات المؤامرات و الأساليب القذرة التي حاكتها بحق شعوب و دول العالم على مدى قرنين من الزمن!

محمود درويش لم يعتذر، وقال لاَخره: لا تعتذر الا لأمِّك!  .. اما أنا فاعتذر! اعتذر عن خظيئة كولومبوس المميتة!

نعم، اليوم أقدم اعتذاري عن خطيئة كولومبوس المميتة، حين ضل طريقه الی الهند لينتهي باكتشاف امريكا سيما و ان الرحلة تمت بتمويل عربي .. نعم كان التمويل عربيا حيث غطتها ايزابيلا بالجواهر التي تركها العرب في غرناطة لينعم العالم ب “الويلات المحتدة الامريكية” .. فأمريكا هي الطاعون، و الطاعون أمريكا كما سبقنا بألاشارة الى ذلك حقا محمود درويش، ولم يعتذر!

واليوم اعيد التركيز على حقيقة ان جميع أفراد الاحتلال الاسرائيلي طرأ وقاطبةً (من “جولدا” الأوكرانية الى “ام هارون” الشارونية) لا علاقة لهم إطلاقا وأبدا والبتة ب”بني اسرائيل”، احدى شعوب العرب البائدة (شعوب الجاهلية الاولى) كما أُجدد التأكيد ادناه ..

قليل من التاريخ لا يُحزن قلب الانسان ولا يُشقي الروح!

لنعد الى مؤتمر كامبل بنرمان، ذلك المؤتمر الإمبريالي الذي انعقد في لندن بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطاني بعد ان زكمت ألانوف رائحة النفط في المنطقة! هدف المؤتمر إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق الدول الاستعمارية ومكاسبها إلى أطول أمد ممكن. وقدم المحافظون فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت. وضم المؤتمر الدول الاستعمارية حينها وهي: بريطانيا، فرنسا،هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر عام 1907، خرجوا بوثيقة سرية سموها “وثيقة كامبل” نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. خلص المؤتمرون إلى نتيجة مؤداها: “إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، ومهد الأديان والحضارات، أيضاً”. اما إشكالية هذا الشريان فتلخصها الوثيقة: “ان شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص تضم شعبا واحدا تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان” .. و أسترسل المؤتمرون ان خطورة الشعب العربي تكمن في وحدة التاريخ واللغة والثقافة والهدف والآمال وتزايد السكان .. ولم ينس المؤتمر أيضاً، عوامل التقدم العلمي والفني والثقافي، ورأى ضرورة العمل على ابقاء وضع المنطقة العربية متأخرا، وعلى ايجاد التفكك والتجزئة والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة للدول الأوروبية وخاضعة لسيطرتها. ولذا دعوا الى فصل الجزء الأفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي بإقامة الدولة العازلة Buffer State لتكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعاد لشعب المنطقة ومصادق للدول الأوروبية. وهكذا قامت إسرائيل بهدف تفكيك وتشظية وتفتيت وتجهيل شعوب هذه المنطقة وحرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية ومحاربة أي توجه وحدوي فيها (الشريف حسين في مطلع القرن العشرين، وعبد الناصر في نصفه الثاني، والاسدان بعدهما- مثلاً)!

اما إسرائيل فكان من الممكن أن تنشيء كيانها المحتل (وطنها القومى كما تقول) في أوغندا أو الأرجنتين كما كان مطروحا قبل فلسطين لولا صدفة النفط في منطقتنا! وها هو المؤرخ اللبناني الراحل، د. كمال الصليبي، يطرح في كتابه “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، الذي صدر في العام 1985نظرية “خطأ تحديد جغرافية الحدث التوراتي”، التي تتلخص بوجوب إعادة النظر في “الجغرافيا التاريخية للتوراة”، حيث يثبت أن أحداث “العهد القديم” لم تكن ساحتها فلسطين بل أنها وقعت في جنوب غربي الجزيرة العربية .. كما حاول د. الصليبي، في كتابه “خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل”، الذي صدر في العام 1988 التأكد من صحة الجغرافيا التاريخية للتوراة، وتصحيح ما ورد من تفاصيل في كتابه السابق “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، وهو، هنا ، يعيد النظر في عدد من قصص التوراة المألوفة على ضوء جغرافيا الجزيرة العربية إذ يلحظ أن الأكثرية الساحقة من أسماء الأماكن التوراتية لا وجود لها في فلسطين والقليل الموجود هناك لا يتطابق من ناحية الحدث مع تلك المذكورة بالأسماء ذاتها في التوراة .. ويقدم الصليبي، في كتابه “حروب داوود: الأجزاء الملحمية من سفر صموئيل الثاني مترجمة عن الأصل العبري”، الذي صدر في العام 1990ترجمة جديدة لأخبار الحروب التي خاضها داوود حين كان ملكا على “جميع إسرائيل” (1002 _ 962 ق م تقريبا)، كما هي مروية في الأصل العبري لسفر صموئيل الثاني من التوراة .. ولم يتخل الصليبي في كتابه الأخير [عودة إلى “التوراة جاءت من جزيرة العرب” – أورشليم والهيكل وإحصاء داود… في عسير] الذي صدر في العام 2008 عن اطروحته مصححاً قراءات واجتهادات سابقة عن هذه المواضيع مستندا في ذلك كله إلى أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار، وقام بمقارنتها بالمألوف والسائد من “الجغرافيا التاريخية للتوراة”!

اما بنو اسرائيل فمن شعوب العرب البائدة، اي من شعوب الجاهلية الاولى، الذين كان لهم بين القرن الحادي عشر والقرن السادس قبل الميلاد، ملك في بلاد السراة. وقد زال هذا الشعب من الوجود بزوال ملكه، ولم يعد له اثر بعد ان انحلت عناصره وامتزجت بشعوب اخرى في شبه الجزيرة العربية وغيرها .. اما اليهودية فديانة توحيدية وضعت أسسها أصلا على أيدي أنبياء من بني اسرائيل (وهم عرب من شعوب الجاهلية الاولى) وانتشرت على أيديهم اول الامر ثم استمرت في الانتشار بعد زوالهم وانقراضهم كشعب!

وبعد، لو كانت البطاطا إذن هي المنتج الرئيسي في المنطقة والأرض تعبق برائحة الفل (لا النفط)، هل كان للكيان المحتل ان ينشأ في فلسطين؟!

وبقوة الحجج الموضوعية – رغم تغلب النزعة البراغماتية لديهم بالتحليل النهائي – استدعي هنا “بعض شهود من أهلها” يؤكدون عدم أحقية اليهود الإسرائيليين في أرض فلسطين، وذلك كونهم شعب اتٍ من الكتاب المقدس، أي أن هذا شيء خيالي تم اختراعه بأثر رجعي لا تتطبق عليه مفاهيم او معاني او دلالات “الأمة” او”الشعب” او”القومية” او”الإثنية” أو اي من مكونات “الثقافة الإثنوغرافية” .. لا وجود لتجانس بيولوجي بينهم سيما وقد اعتنق الديانة اليهودية كثيرون في شمال إفريقيا واسبانيا ومناطق مختلفة من العالم بما فيها مملكة الخزر .. لم ولا يجمعهم سوى الدين او الثقافة الدينية .. وفي ظل تبلور الحركات القومية في أوروبا تم اختراع هذا الشعب اعتباطا. أما عن تهجير اليهود بالتزامن مع دمار الهيكل الثاني عام 70 م فان هي الا اسطورة مسيحية تسربت تدريجيا إلى الإرث اليهودي وجرى استنساخها بقوة داخل الفكرة الصهيونية .. فالرومانيون لم يقوموا قط بنفي “شعوب”. كذلك، فإن الآشوريين والبابليين لم يلجأوا في تاريخهم إلى إبعاد السكان الخاضعين لاحتلالهم .. كما أن مصطلح “منفى” وضع في القرن الثاني والثالث الميلاديين وقد عنى عملية استبعاد سياسية للبعض وليس عملية اقتلاع من البلاد.

فها هو شلوموساند (Shlomo Sand) بمؤلفاته الثلاث: “اختراع الشعب اليهودي”، “اختراع ارض اسرائيل”، “كيف توقفت عن كوني يهوديا/كيف لم أعد يهوديا”

(The Invention of the Jewish People,The Invention of the Land of Israel, How I Stopped being a Jew)

ونورمان فينكيلشتاين (Norman Gary Finkelstein) مؤلف: “صناعة الهولوكوست”

(The Holocaust Industry: Reflections on the Exploitation of Jewish Suffering)

وإسرائيل شاحاك (Israel Shahak) مؤلف: “الديانة اليهودية، التاريخ اليهودي، وطأة ثلاثة آلاف سنة”

( Jewish History, Jewish Religion: The Weight of Three Thousand Year)

وارثر كوستلر (Arthur Koestler) مؤلف كتاب: “امبراطورية الخزر وميراثها، القبيلة الثالثة عشرة”

(The Thirteenth Tribe)

الى جانب كمال الصليبي (Kamal Salibi) في كتبه خاصة: “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، “خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل”، “البحث عن يسوع – قراءة جديدة في الأناجيل”

,The Bible Came from Arabia, Secrets of the Bible People, The Historicity of Biblical Israel)

Who Was Jesus?: Conspiracy in Jerusalem)

وروجيه غارودي (Roger Garaudy) في مؤلفه: “الأساطير المضللة للسياسة الأسرائيلية”

(The Founding Myths of Israeli Politics)

وهذا آفي شلايم Avi” Shlam صاحب كتاب “أسد الأردن Lion of Jordan: The Life of King Hussein in War and Peace” يعلن أن بريطانيا أخطأت بمنح فلسطين لليهود!

يؤكد هؤلاء جميعا ويوثقون ان اليهود لم يكونوا يوما امة قومية من أصل عرقي واحد او مشترك، بل هم مزيج من جماعات مختلفة تبنت الديانة اليهودية .. اما القومية اليهودية فان هي الا ميثولوجيا جرت فبركتها لتبرير وتمرير إقامة الدولة الإسرائيلية/اليهودية فاسرائيل لم تقم بفعل جدلية التاريخ او التقاطع الجيوبولتيكي، بل بفعل صدفة النفط .. ليس باسم الله، بل باسم النفط، وربما الغاز، حطت اسرائيل سفاحا، كيانا مسخا .. لم يكن باسم الله انتزاع فلسطين من الخارطة العربية قربانآ ليهوة، وليس باسم الله يتوالى تقديم القرابين الى يهوة وآخرها – على سبيل المثال – مشروع ترامب المزمع اسناد او إنقاذ اسرائيل بسبعة آلاف دولار في الدقيقة الواحدة!

واذكروا أن مبعوث هيرتزل إلى فلسطين كان أرسل ببرقية تقول أن “للعروس زوجاً”، بمعنى ان لفلسطين أهلها، ولم تكن أرضا بلا شعب كما روّجت الصهيونية علما ان مؤسس الحركة الصهيونية هيرتزل هذا كان علمانيا لا يؤمن باليهودية ولم يتعلم العبرية في حياته ولم يزر فلسطين يوما، وما اقحام قيمة القدس الدينية الا لكسب عواطف اليهود الذين رفضوا المشروع الصهيوني ازاء تعدد الخيارات المتاحة لإقامة الوطن القومي بما في ذلك طرابلس الليبية وسيناء وكينيا وأوغندا والأرجنتين الى جانب كندا واليابان!

اما نحت الزمن اليهودي وتزييف الحقائق وفقا للمصالح والأهداف السياسية والأغراض الاستراتيجية فحرفة مزوري التاريخ المعتمدين من الحركة الصهيونية الذين دأبوا على اختراع وعي جديد لليهود، بكل ما يتطلبه ذلك من رموز قومية مثل: العلم، النشيد القومي، لباس، وأبطال، ولغة والطوابع البريدية باعتبارها أدوات مهمة “لاختراع الشعب” .. وفي استجابة للهواجس التوراتية التلمودية تراهم مغالون في تشكيل الشخصية اليهودية لاهوتيا لتبلغ أرض الميعاد وتغطي الكرة الأرضية بكافة زواياها متجاوزة “كلاسيكية الفرات والنيل” تمثلا بيهوة ونفيا للآخر .. وهكذا برز مفهوم جديد هو “الشعب الإسرائيلي” ليصبح “شعب يهودي” في سياق التحولات التي تحرص الصهيونية على استكمالها نحو “دولة يهودية” تجسد إلغاء الأغيار والاستيلاء والاستعباد خرقا للمعاهدات وتوسلا لضغوطات مالية واعلامية وعسكرية!

وبالعودة لرسالة الزهراويين الى سكان الارض وما جناه اخوة لنا (عرب التط”بيع”) على أخينا (يوسف الفلسطيني) .. فيواصلون سؤالهم الاستنكاري: ماذا ستفعلون بنا اذن؟! خنتم يوسف .. نكثتم، وحنثتم ..  نقضتم وناقضتم العهدة العمرية التي قضت: “ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود” .. فماذا ستفعلون بنا اذن؟! قيادتكم (او تراها “قوادتكم” – عذراً لم نتقن العربية بعد) بيد “تلك الامريكا التي تقتل البريق الذي في العيون” .. وبعد، فلا نستغرب ان يُعلن هذا الترامب كوكبنا أرضاً للميعاد وجزءاً من صفقة القرن وملحقات الضم سيما اذا ما تم اكتشاف بعض الثروات على Venus كالنفط والغاز مثلاً .. بربكم  دعونا وشأننا .. واستريحوا فلسنا جزءاً من صفقة القرن ولن نكون – طَرنبَ من طَرنبْ، وأنتنَ من أنتنْ!

 

ديانا فاخوري

كاتبة عربية أردنية

قد يعجبك ايضا