خدمة العلم مالها وما عليها / العميد الركن المتقاعد ناجي الزعبي




العميد المتقاعد ناجي الزعبي يكتب عن ” شيعة الأسد “ – مدارات عربية
العميد الركن المتقاعد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الخميس 10/9/2020 م …
كان من دروس الحرب العراقية الايرانية المستفادة ان مرتبات  خدمة العلم  كانت تعتبر غير مؤثرة وليست ذات  فعالية بالمعركة  وربما هي عبء عليها ، وبالتالي فقد اخذت القوات المسلحة الاردنية هذه الدروس بعين الاعتبار على اعتبار ان بالمعارك وحدها يحكم على اي سلاح وتدريب وكوادر بشرية .
كما ان لاتفاقية وادي  عربة  استحقاقات  مفترضة وهي تحقيق السلام مع العدو ،  فلماذا خدمة العلم اذا ؟
لم تأتي خدمة العلم بموجب التعليمات الجديدة لتعزيز منعة القوات المسلحة ورفدها بالكوادر البشرية المدربة والا فلم يكن يسبقها  حل لقطعات  هامة لها فيما سمي اعادة الهيكلة ولا لمجابهة عدو مفترض في الوقت الذي لا يوجد به سوى عدو واحد ونحن نعقد معاهدة سلام معه فلماذا اتت التعليمات ولاية غاية ؟
من الواضح ان القوات المسلحة ذات الكفاءة والدينامية والنزاهة اصبحت متنفساً لفشل الحكومة في التصدي لمعضلة البطالة وتوفير  فرص العمل وبناء التنمية والنهوض ، هذا لو افترضنا الايجابية في المشروع .
ولا يمكن اغفال وتجاهل اضافة اعباء ومعاضل جديدة لمعاضل  القوات المسلحة التي كان التصدي لكورونا احدها واثبتت اثنائها كفاءة لافتة في التصدي .
تنص  التعليمات الجديدة لخدمة العلم على اقتصار المدة لسنة بدلاً من سنتين كما كانت سابقاً يتلقى بها المتدرب تدريباً عسكرياً لمدة ثلاثة شهور ثم يخضع لتدريب مهني .
وتقتصر الخدمة  على غير المتزوجين ومن ليست  لديهم وظائف ومهن اي بمعنى آخر تقتصر على ابناء الفقراء وتعفي ابناء الاغنياء .
ولازلنا نذكر ان الاغنياء كان بمقدورهم دفع مبلغ ستة الاف دولار ويحصلوا على اعفاء لابنائهم من الخدمة ، كما كان ابناء الاغنياء والمتنفذين يقضون مدة خدمتهم اما في منازلهم او في المكاتب والاماكن المريحة بعكس ابناء الفقراء الذين كانوا يقضون مدة خدمتهم في الميدان .
لقد القت الحكومة بعبء كورونا على كاهل القوات المسلحة في الشهور الثلاثة الاولى للوباء وقامت القوات المسلحة بواجبها بافضل وجه ممكن كالمعتاد  .
وهي الان تلقي بعبء البطالة وانعدام فرص العمل الذي يعتبر من صلب اختصاصات ومسؤوليات الحكومة ايضاً على كاهل القوات المسلحة المشهود لها بالمهنية والتميز والكفاءة وهي مؤسسة الوطن الاولى والاكثر نقاءً وطهارة ،  وفي هذا عبء  يثقل كاهلها ويشتت جهودها
وهو ليس تعزيزاً لقدراتها  ومنعتها وجهوزيتها وغطائها البشري بل مسألة خارج دائرة اهتماماتها وتخصصها ومهامها .
  لنكون موضوعيين، الاردن دولة مواجهة ومحط اطماع عدونا الصهيوني الامر الذي يقتضي تعزيز منعة وجهوزية قواتنا المسلحة وشعبنا الاردني وتعبئته واعداده وتدريب وتنظيم صفوفه واعداد جيل الشباب عسكرياً ونفسياً وتعميق روحهم الوطنية وانتمائهم لشعبنا ووطننا واعادة مفهوم خدمة العلم على هذه القاعدة وليس التخلص من اعباء حكومية والالقاء بها بوجه قواتنا المسلحة  .
العميد الركن المتقاعد 
ناجي الزعبي

قد يعجبك ايضا