الهرولة نحو التطبيع مع العدوّ الصهيوني / عماد المالحي

عماد المالحي ( الأردن ) – الأربعاء 9/9/2020 م …

في الوقت الذي يصدح فيه نشيد ألأمل “هتكفاه” من جديد على أرض عربية وتستقبل فيها الوفود الصهيونية استقبال الفاتحين، معلنة عن حلف جديد،وتغيير لقواعد الصراع في المنطقة لأن بوصلته باتت موجهة لأعداء وهميين (إيران)وليس للعدو التاريخي.

وفي الوقت الذي تقوم فيه أبواق الخيانة بالترويج للتطبيع مع الحليف الجديد بالعلن وبوقاحة حالياً وبالخفاء سابقا،يقوم الاحتلال يوميا بقتل أبناء الشّعب الفلسطيني والعمل على قضم الأرض وتهويد القدس، ولأنه من السّذاجة أن نعتقد بأن هذه الحميمية في العلاقات وليدة اللحظة!!!

هذه الأبواق المأجورة المسماة بالمثقفين الخلجيين، وهم ليسوا أكثر من مرتزقة، والتي تمارس الدور الصهيوني، من خلال تقديم رواية جديدة للصراع، تؤكد فيها على الحق التاريخي لهذه الدولة المسخ المسماة “اسرائيل”في فلسطين على حساب أصحاب الأرض والتاريخ الشعب الفلسطيني، الذي لولا تصديه ومقاومته الممتدة منذ أكثر من قرن للمشروع الصهيوني لما نَعَمَ “طويل العمر” بهذه العنجهةولولا مقاومة الشعب الفلسطيني لبقيت هذه المحميات تعيش مرحلة العبودية، عبودية تسعى وللأسف الشديد تسعى الأن لتطبيقها على شعوب أخرى لم تكن يوما إلا حرة أبية

أقول هذا الكلام، بسبب ثلاث محطات مؤلمة رأيتها أمس عدا عن استقبال الوفد الصهيوني في أبوظبي والاتفاق الذي تم مع الصهاينة باعتباره اتفاق سلام تاريخي واستراتيجي، وكان من الأولى لهم أن يكون هذا السلام المزعوم، مع “اليمن” الذي يتم تدميره وإبادة شعبه وتاريخه، اليمن الذي يجري العمل من أجل تحريره حسب زعمهم من اليمنين.

الأول:قيام أطفال إماراتيين برفع العلم الصهيوني بجانب علم بلادهم، مما يعني أننا أمام جيل جديد يتم بنائه وتعبئته، ليكون معادياً للعروبة وحليف للعدو الصهيوني.

الثانية:توسط السفير “محمد العمادي” وفي (إطار الصراع الخليجي المحتدم بين محمياته) لدى الكيان لتفاهم بين حماس و “اسرائيل”لوقف الحصار على قطاع غزة.

وفي الوقت الذي لم يستطع فيه طرفي الانقسام من التوصل عبر حوارات ماراثونية ممتدة منذ أربعة عشر عاما،إلى اتفاق يضمن الحد الأدنىويصون الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، ويؤسس لحالة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.

فالطرفين مازالوا متمسكين بسلطة بلا سلطة، والسؤال كيف لسلطة في ظل الاحتلال أن تكون سلطة؟

اللهم اذا أقرينا “بأن الحياة مفاوضات” وأن غزة هي العنوان لبناء الدولة التي ستعيد للإسلام بريقه؟

كيف لنا على المستوى الفلسطيني أن نعقد اتفاقيات سواء مباشرة أوغير مباشرة مع العدو ونحن لا نستطيع بناء تفاهمات بين بعضنا؟

الثالثة:في حين تُشرَب الأنخاب في دول الرمال، ونتنياهو يفتخر بإنجازاته ويؤكد على عمق العلاقات الإسرائيلية الخليجية، يقوم أحد المقدسيين بهدم بيته بيده، لأنه لا يستطيع دفع غرامة تقدر بحوالي 25الف دينار،وذلك لعدم قدرته دفع اجرة هدم منزله الذي فرض من قبل العدو الصهيوني.

بينما تصرف المليارات العربية من قبل هؤلاء لشراء الأسلحة وفي خدمة المصارف الصهيوأمريكية!!!

بينما يقف طفل مقدسي هُدِمَ بيته للتو يقول( لقد دمرت حياتنا ولم يعد لنا بيت).

أيها السّاعون لبناء أمجادكم الوهمية على معاناة الشعب الفلسطيني، عليكم أن تعلموا(أن الايام دول ومن سره زمن ساءته أزمان) .

وعلى الجميع أن يعلموا بأنه لولا التواطؤ والتخاذل بل حتى التآمر من قبل بعض “العرب” على فلسطين وشعبها واحتلال فلسطين، لما أصبحت هذه الحواضر حواضر…

قد يعجبك ايضا