أمريكا..الإبادة والعقوبات والتضليل والحروب / أسعد العزّوني

مارينز أمريكي - شبكة أخبار دمشق أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 5/9/2020 م …

بعيدا عن ملفات القوى الإمبريالية والإستعمارية الكبرى البائدة التي حكمت مساحات شاسعة من الأرض هنا وهناك،ومارست الظلم والإستعباد تجاه الشعوب الضعيفة والفقيرة ،فإن ملف “الويلات” الولايات المتحدة الأمريكية ،يبزّ كل تلك الحضارات التي سادت ثم بادت في ظلمها وإستغلالها وتوسعها وشفطها ولهطها لثروات الآخرين ،ومنهم نحن العرب طبعا الذين غزتنا إمبراطوريات الفرس والرومان وغيرهما .




إنبثقت “الويلات”المتحدة الأمريكية قبل نحو 254 عاما من مستعمرات أوروبية، تكونت من مجرمين قامت الإمبراطورية البريطانية آنذاك بنفيهم إلى تلك الجزر في أمريكا الشمالية ،التي كانت تعود آنذاك للهنود الحمر أصحابها الأصليون،عقابا لهم على جرائمهم وللتخلص منهم ومن إجرامهم،ولكنهم ثاروا  وقاموا بإبادة السكان الأصليين وأقاموا إمبراطورية بيضاء على أنقاضهم،ووصلت بسبب تحالفها مع يهود بعد حرب حزيران 1967 إلى حكم العالم ،بعد ان كان يهود قد قوضوا حكم الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس لإتساع رقعتها .

قام دستور أمريكا على الجديدة على حقوق الإنسان ،وألغى العبودية والتمييز العنصري وسمح للنساء بالتصويت في الإنتخابات،ومرت في العديد من المراحل المفصلية ووصلت إلى ما هي عليه ،وتوسعت بداية من خلال شرائها مساحات شاسعة من دول الجوار مثل:نيو مكسيكو وتكساس من المكسيك   عام 1848 بمبلغ 15 مليون دولار،وألاسكا من روسيا عام 1867 وجزر العذراء وفلوريدا من إسبانيا عام 1819 ولويزيانا من فرنسا عام 1803،وها هو الرئيس ترمب يضغط على الدنمارك لبيعه جزيرة غرينلاند التي تعد أكبر جزر العالم ،ولكن الحكومة الدنماركية ترفض ذلك .

ورغم أنها وصلت إلى مرحلة الدولة المثالية عام 1968 في مجال حقوق الإنسان وإن كان ذلك نظريا ،بسبب تعاملها مع من تبقى حيا من السكان الأصليين،إلا انها إنقلبت على نفسها وضربت دستورها عرض الحائط بعد دخولها أوكازيون الحروب العالمية وتسجيلها إنتصارات كبيرة،باستخدامها القنابل الذرية في ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين عام 1945.

بعد العام  2001 زين لها يهود إقتحام العالمين العربي والإسلامي وساعدوها في ذلك بعد إسهامهم مع اليمين المريكي في جريمة تفجيرات البرجين في 11 أيلول 2001 ،وكانت البداية غزو افغانستان بمساعدة الإسلام السياسي الوهابي،ومن ثم غزو العراق وإحتلاله ايضا ،وغاصت في وحل المنطقة بأسلحتها الحديثة المتقدمة ،يزين لها يهود إنتصاراتها ،وهم في الوقت نفسه يعمقون  سقوطها في وحل المنطقة ،ويتحالفون علانية مع الصين ويتعاونون معها لتقويض الإمبراطورية الأمريكية ،وتنصب الصين القوة العظمى في العالم على انقاض امريكا .

ما أن تمكنت امريكا بعد الحرب العالمية الثانية  عام 1945على وجه التحديد من بسط نفوذها،وحققت نصرا حاسما بتفكيك الإتحاد السوفييتي بعد إلحاق الهزيمة به في افغانستان بدعم من الإسلام السياسي الوهابي،حتى تغولت ومارست كافة ألوان الظلم والقهر ،وكنا نحن العرب والمسلمين أكثر من إكتوى بالنار الأمريكية.

باتت سياسة أمريكا مؤذية للإنسانية جمعا وخاصة نحن العرب والمسلمين ، بغض النظر عن الحزب الحاكم فيها ،وإن كان الجمهوريون أكثر أذى من الديمقراطيين الذين كانوا عبارة عن قفاز ناعم بعكس الجمهوريين،ومارسوا التضليل والتزوير والكذب لتبرير حروبهم كما حصل في أفغانستان والعراق،وها هم يضيفون سلاحا خطيرا آخر إلى أسلحتهم لمواجهة أعدائهم وهو العقوبات والحصار،بمعنى أن أمريكا تحكم العالم بالبلطجة  والعنترية والخاوة،وإستدمار هيئة المم المتحدة ومجلس المن ،والتغول على وكالات  الأمم المتحدة والتحكم في مسارة ومقاطعة من تخرج عن مسار السياسة الصهيو-أمريكية.

قد يعجبك ايضا