اسرائيل توظف كورونا والوقت للضغط علي حماس / د. هاني العقاد

تعتيس.. هاني العقاد - البيادر السياسي

د. هاني العقاد ( فلسطين ) – السبت 29/8/2020 م …




 اكثر من ثلاث اسابيع والتوتر في غزة علي حالة  , قصف اسرائيلي شديد بالليل وبالونات حارقة ومفخخة فلسطينية  تتطاير علي مستوطنات غلاف غزة لتوصيل رسائل بان غزة ترفض قبول سياسة اسرائيل تجاه غزة والتي تراجعت فيها عن التفاهمات السابقة 2018 بالسماح بتنفيذ مشاريع تنموية تساهم في تخفيف  ازمات غزة الكبيرة , تهديد اسرائيلي من اكثر من مستوي باغتيالات وحرب ساحقة لتدفيع غزة ثمن كبير هذه المرة  , تعثر في المباحثات التي يجريها الوسطاء لاستعادة الهدوء من جديد بسبب رفض اسرائيل تقديم تنازلات لغزة تمكنها من العيش كباقي البشر دون ثمن كبير. في خضم المباحثات  جاءت كورونا الي بغزة في ظل سياسة خنق اسرائيلي خطيرة وقاسية تكاد تكون هي الاقسي منذ اربع عشر عاما حتي الان في محاولة لتركيع غزة وحصول اسرائيل علي هدنة بلا ثمن كبير تطالب به حماس .  يبدو ان اسرائيل لا تريد الاقتناع بان شيئا ما تغير في غزة وما عادت معادلة الهدوء مقابل الهدوء صالحة للعمل  ولا  اي من الحلول الترقيعية ولا حتي اموال قطر التي تدفعها  نيابة عن اسرائيل لشراء الهدوء , ولا تريد اسرائيل ان تفهم ان الكورونا عامل اصرار اضافي لحماس لتواصل الثبات عند مطالبها برفع الحصار كاملاً عن غزة وليس العكس . 

محادثات التوصل لتهدئة قبل كورونا كانت شيء وفي ظل كورونا اصبحت شيئا اخر مستجدات الجائحة التي ضربت غزة وفرضت نفسها علي اي تفاهمات قد يتوصل اليها الوسطاء بين حماس واسرائيل لذلك كانت محادثات الوفد المصري صعبة ولم تحقق اي اختراق لاستعادة الهدوء بين الطرفين حتي بدا ان المصرين تنحوا جانبا لبعض الوقت لفتح الطريق امام العمادي ليجرب محاولاته مع غزة مستخدما ملايين الدولارات .  لم يستطع العمادي الوصول لاختراق إيجابي لاتفاق تهدئة جديد بين غزة واسرائيل , المفاوضات مازالت تجري والقطاع يعيش حالة من الطوارئ ومنع تجول وشح في المسلتزمات الطبية والعلاجات للكورونا وغيرها وانقطاع شبه تام للكهرباء  .كان العمادي يامل ان توافق حماس علي مقترحات قطرية إسرائيلية بتمديد المنحة لعام وإعادة إدخال الوقود لمحطة الكهرباء وفتح معبر كرم ابو سالم أمام مواد البناء والسلع الاخري التي منعتها إسرائيل مؤخرا علي خلفية البالونات المفخخة . اعتقد ان العمادي لا يملك ان يرفع حصار ولا يمتلك اكثر من مفاوضات برؤيا اسرائيلية لا اكثر ولا اقل وهو لم ياتي لصالح المقاومة ولا من اجل الوقوف مع اهل غزة في ظل جائحة الكورونا لذا غضب من طلبات حماس  برفع الحصار كاملا واعتبر ان سقف مطالب حماس مرتفع  .  اعتقد ان العمادي جاء للحصول علي هدوء بثمن ترفضة الفصائل الفلسطينية الان وهو ثمن قديم , اكثر ما يملكة  هذا الرجل  المنحة القطرية . موقف حماس الان بات اكثر اصراراً علي تحقيق رفع  الحصارلتتمكن غزة من العيش ووقف الانهيار الشامل اقتصاديا واجتماعيا وصحيا في ظل تفشي فيروس كورونا  وخضوع المجتمع لاغلاق طويل , الكورونا كانت دافع لان تثبت حماس عند طلباتها القديمة بالاضافة لادخال اجهزة تنفس اصطناعي وكافة المستلزمات الطبية لمعالجة مصابي الكورونا  الا ان اسرائيل باتت توظف الكورونا كعامل ضاغط علي حماس  الي جانب باقي العوامل كاغلاق معبر كرم ابو سالم والبحر لتقبل حماس ببعض التسهيلات ليس اكثر مقابل فرض حالة هدوء علي حدود غزة .

 

ان الرسائل الاخيرة التي ارسلتها اسرائيل للمقاومة بغزة  بشرط وقف البلونات الحارقة وتحقيق معادلة الهدوء مقابل الهدوء لتوافق اسرائيل علي مساعدة غزة للتغلب علي تفشي فيروس كورونا  والعودة للتفاهمات السابقة هي شروط تعقد المشهد وتدلل ان اسرائيل لا تنوي بالمطلق الاستاجابة  لطلبات المقاومة ورفع الحصار وحل مشاكل غزة  حتي لو ادي ذلك لجولة مواجه جديدة  . لهذا فان تعثر المباحثات قد يؤدي لنفاذ صبر المقاومة التي لا نتوقع ان تخفض سقف طلباتها امام تعنت اسرائيل وتهديداتها بالحرب. في اسرائيل يعتبروا ان المباحثات لم تصل لطريق مسدود مع انها لم تنجح حتي الان  وبات واضحا ان  اسرائيل تستخدم   الكورونا والوقت للضغط علي حماس لتقبل بالهدوء مقابل الهدوء مع الاستمرار في الاستعداد لسيناريو اللجوء لضربة عسكرية  قصيرة وقاسية ومحسوبة بدقة تخطط لها اسرائيل قد تندلع علي اثر تنفيذ اسرائيل  لاغتيال كبير تريد من خلاله ردع حماس وتخفيض سقف طلباتها حسب رؤية المستوي السياسي الاسرائيلي ومن ثم الايعاذ  للوسطاء من جديد  للبدء بمحادثات جديدة تبدأ بوقف اطلاق النار  وتجديد تفاهمات التهدئة لفترة من الزمن  . وهنا علينا ان نأخذ بالحسبان ان تفشي الوباء لا يمكن ان يعيق اقدام اسرائيل علي تنفيذ سيناريوهات عسكرية محدودة  تقايض فيها غزة بكل شيء مقابل ان توظف المقاومة كل ما لديها لحالة هدوء علي الحدود … انها معادلة مرفوضة  لن يقبل بها احد وستكسرها المقاومة , الباب  لم يغلق امام الوسطاء جميعا سواء المصرين او القطرين او ميلادينوف الا ان التدخل للوسطاء سيشهد كثافة اذا ما حدثت المواجهة العسكرية في غزة  واعتقد ان المقاومة لن ـابه للتهديد وشروط اسرائيل  وتوقف التنغيص علي الاحتلال بالبالونات الحارقة والمفخخة   اولا ً وسوف تستمرالمقاومة الشعبية علي الحدود  وبكثافة وان تطلب الامر اكثر علي المقاومة ان لا تفعل لان القادم لغزة في ظل كورونا صعب يتطلب كسر معادلات اسرائيل البالية  .

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا