“مياهنا”وكورونا تقضّان مضاجع الأردنيين / أسعد العزّوني

مياهنا" توقف الضخ من محطتي الموجب وزرقاء ماعين بسبب العكورة

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 29/8/2020 م …




رغم أن الشعب الأردني لا يجمع على خطر جائحة كورونا-كوفيد 19، بسبب شكوكه في المعطيات التي يتم تقديمها له،إلا أنه يجمع بصورة قياسية غير مسبوقة على أن شركة “مياهنا” الإستغلالية ،تمثل خطر كبيرا على موارده ،بسبب الفاتورة الفلكية ،التي يضطر لدفها كل ثلاثة أشهر ويقتطع قيمتها بطبيعة الحال من قوت أبنائه في هذا الظرف العصيب ،كي يضخّم من ثروة “مياهنا”التي تمارس أقسى درجات الإستغلال ،وتمعن متعمدة في إنتهاك حقوق الإنسان من خلال قطع المياه عمن يتخلفون عن الدفع بسبب عجزهم المالي،وحتى عن أؤلئك الذين لا يتمكنون من الدفع في الوقت المحدد لأسباب قاهرة ،فتخيلوا معي كيف سيكون شعور العائلة التي لديها الأطفال والمرضى وكبار السن عندما تنقطع عنهم المياه،وخاصة في فصل الصيف القائظ؟

تتفنن شركة “مياهنا “التي جاءتنا من وراء البحار دون إعلان هوية المالكين مع أننا نعرفها،في إستغلال المواطنين الأردنيين،وهناك أساليب عديدة منها تغيير العدادات القديمة ،بعدادات جديدة “حساسة”وعلى حسابها ،لتقوم بإحتساب نسمة الهواء التي تمر فوق العداد حتى أيام إنقطاع الدور،كما أنها وفي حال إعتراض أحد من المواطنين ولم يقتنع بتبريراتهم الزائفة ،تطلب منه تقديم إعتراض مقابل 6 دنانير يتم دفعها سلفا مع دفع نصف قيمة الفاتورة من الرصيد ،وتبعث موظفا يكتب غالبا في تقريره أنه لا توجد أعطال أو خللات في البيت ،وهكذا دواليك ،فإن مياهنا تستغل المواطن في حال إعترض أم لم يعترض.

لا يمكن لبيت  يتكون أفراده من خمسة أشخاص أن يستهلك 25 دينار مياه  شهريا،مع انعدام أي جانب من جوانب الصرف الأخرى، مثل المزرعة أو المسبح أو أي حالة إستهلاكية خارج نطاق الإستهلاك المنزلي،إلا إذا كانت شركة مياهنا تقوم بخلط المياه بأجود أنواع الشهد والعسل ومن ثم تزود المواطنين بها،ولذلك فإنني أطالب هذه الشركة الإستغلالية القهرية ونيابة عن المواطنين الفقراء على الأقل ،بالتوقف عن خلط المياه بالعسل والشهد ،لأن رغيف الخبز في هذه الأيام أهم من ملعقة العسل.

كما اقترح على المواطنين ولإجبار “مياهنا “على التوقف عن إستغلالنا، بالتوسع في حفر الآبار لجمع مياه الأمطار فيها وأن يمارسوا الحصاد المائي،وأن يقتصدوا جدا في إستهلاك المياه ،لحرمان هذه الشركة من سرقتنا بطرق ملتوية،وأن يبادر الجميع إلى إقتلاع عداداتها الحساسة التي تحتسب علينا حركة نسمة الهواء،وأن تتطور الأمور إلى مبادرة جماعية وطنية شعارها “مش دافعين”.

أدعو وسائل الإعلام والفاعلين في مجلس النواب ومن له صفة الرقابة، أن يقوموا بزيارات غير معلنة لمكاتب شركة مياهنا وبدون كشف الهوية ،ليروا بأم أعينهم ما يجري في تلك المكاتب ،وليسمعوا بأم آذانهم صراخ وشكاوي الأرامل والفقراء بسبب عجزهم عن دفع فاتورة “مياهنا “الفلكية ،فهذه أرملة تبكي وتقول لموظفة الإستقبال:”إقطعوا المياه عني حتى أموت عطشا لأنني لست قادرا على دفع قيمة فاتورتكم!!!وهذا فقير يصرخ ويقول :”ما معي أجيب خبز..كيف بدي ادفع ثمن فاتوركم المرتفعة مع أن المياه لا تأتيني بانتظام!!”وهكذا دواليك،ناهيك عن المعاملة السيئة التي يلقاها المواطنون المعترضون.

مجمل القول فإن شركة “مياهنا”شركة إستغلالية فاحشة الربح ،تسطو على جيوب المواطنين بالحيلة،وتستغل أهمية المياة بالنسبة للمواطن ،فتقوم بإجراء حسبة غير منطقية لتصاعد قيمة الفاتورة ،فعلى سبيل المثال هناك فواتيرتتراوح ما بين 24-29 دينارا في حثبة العداد القديم،لكنها تقفز بقدرة “مياهنا “الإستغلالية وتصل 71 دينارا في عهد العداد الجديد الحساس،فأين المنطق في ذلك؟ولو قدّر لنا تقييم أداء وخدمات هذه الشركة الإستغلالية ،فإننا لن نعطيها أكثر من 10%،متسلحين بما يحدث مع المواطنين في المكاتب من سوء معاملة وعدم إحترام،وما نراه ويراه غيرنا من تسريب للمياه في الشوارع والذي يرتقي لمستوى الأنهار أحيانا،وبالنسبة لي فإنني أكتشف وصول الدور إلى هذه المنطقة أو تلك ،عندما أرى نهرا يتدفق في المنطقة ،بسبب إهمال شركة “مياهنا” ،التي تحتسب قيمة المياه وأرباحها الفاحشة عند نقطة إدخال المياه إلى المدينة،بمعني أننا نتعرض لظلمها مرتين الأولى عندما ندفع الفاتورة الفلكية ،والثانية عندما نتحمل عجزها عن إصلاح الشبكات .

 

قد يعجبك ايضا