اول اعتراف رسمي بتعرض وكالة دولية مهمة للضغوط / كاظم نوري

الهلال اليوم: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعو إيران للتعاون خلال عمليات التفتيش

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 27/8/2020 م …




اعترف رفائيل غروسي وهذه المرة الاولى التي يقر فيها مسؤول  في وكالة دولية مهمة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتخذ من العاصمة النمساوية فينا مقرا لها  بان الوكالة تواجه ضغوطا لكنه لم يحدد الطرف الذي يمارس هذه الضغوط ملمحا الى انه لن يسمح بتاثير هذه الضغوط على نشاطات الوكالة دوليا .

 وبالرغم من ان غروسي الذي زار ايران مؤخرا  لم يتطرق او يسمي الدولة التي تمارس الضغوط لكن ذلك لايحتاج الى دراسة مستفيضة او ” فتاح فال ” او قارئة فنجان” انها الولايات المتحدة الامريكية التي تسعى الى اخضاع جميع المنظمات والوكالات الدولية الى مشيئتها وتجردها من نشاطاتها الدولية  وتحولها الى ” امريكية  وبامتياز ”  والا فان عقابا صارما ينتظر تلك الوكالات ومرؤوسيها لعل قطع  المساهمة والمساعدات المالية عنها لشل نشاطاتها واحدا من الاساليب التي تتبعها واشنطن وتخير الجهة او الطرف الدولي اما الاذعان التام والسير في الطريق الامريكي واما المقاطعة التامة ؟؟

الوكالة الدولية للطاقة الذرية  لعبت دورا سلبيا  كما هو معروف على المستوى الدولي خاصة بعض من فرقها الدولية المعنية بالتفتيش عن الاسلحة المحظورة دوليا  لان  معظم افراد تلك الفرق  كانوا مجرد” جواسيس” يقدمون تقارير كاذبة  عن الدول التي تستهدفها الادارة الامريكية  وقد استغلتها واشنطن واستغلت فرق التفتيش التابعة لها في دبلجة التقارير المفبركة والمعلومات غير الصحيحة واعتمدتها كوثائق دولية” رغم زيفها  في اسقاط حكومات ودول مثلما حصل مع العراق و تقارير” اسلحة الدمار الشامل” المبهمة” التي  اعتمدتها واشنطن ” كوثيقة دولية”  لغزو العراق عسكريا  وتدمير الدولة العراقية بتنسيق مع بريطانيا وبعض الاطراف الدولية المستفيدة من الغزو والاحتلال. وقد اتضح بعد  الغزو والاحتلال عدم وجود اسلحة دمار شامل في البلاد “.

انها ربما صحوة ضمير من السيد روفائل غروسي او انه شعر بان اللعبة الامريكية باستغلال المنظمات والوكالات التابعة للامم المتحدة قد انتهت مع بروز اول ” فيتو روسي” في مجلس الامن الدولي بعد ان كانت الولايات المتحدة تحث الدول الاعضاء الخمس في المجلس على ” وحدة دول المجلس” مستغلة صمت بعض الدول او عدم استخدام ” الفيتو” لتمرر ما تريد لكن الامر قد انتهى الان بعد ان كثرت ” الفيتوات”الروسية وانضمت الى ذلك الصين وحتى بعض الدول الكبرى في مجلس الامن الحليفة للولايات المتحدة اخذت هي الاخرى تجاهر بصوتها غير المؤيد للولايات المتحدة وهو ماحصل مؤخرا عندما جرى التصويت على قرار امريكي لحظر السلاح عن ايران فوجدت الولايات المتحدة نفسها وحيدة منعزلة  تؤيدها دولة مغمورة هي الدومنيكان  واعتبرت مصادر دولية ذلك بمثابة صفعة توجه لواشنطن في المحافل الدولية.

وبطبيعة الحال فان تصريحا مثل هذا الذي ادلى به السيد  رفائيل غروسي بصفته الدولية  عند زيارته ايران جاء بعد محاولات واشنطن الايحاء بان هناك نشاطات غير مسموح بها تتنافى وتعهدات ايران في الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة مما اثار غضب واشنطن التي كانت تامل ان  تتماشى تصريحات مسؤول الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع السياسة الامريكية الرامية الى مواصلة  تمنيات الولايات المتحدة بممارسة الضغوط والحظر وتضييق الخناق على ايران استنادا الى “كلمة”  تنطلق عن لسان  غروسي تفرح واشنطن من اجل ان تستغلها باعتبارها صادرة عن مسؤول دولي ويجب اعتمادها كوثيقة في اروقة الامم المتحدة ترفع بوجه رافضي السياسة الامريكية احادية الجانب لم تحصل .

 بل حصل العكس  فقد اعلن رئيس مجلس الامن الدولي ” من اندونيسيا” للدورة الحالية ” ديان جاني” عدم امكانية تمرير مبادرة الولايات المتحدة لاعادة فرض العقوبات على ايران. وقال انه تلقى رسائل من الكثير من الدول رافضة لذلك مما يعني لايوجد  توافق في مجلس الامن حول تمرير المبادرة وهذه بالطبع صفعة اخرى بوجه سادة البيت الابيض تؤكد عزلة واشنطن دوليا وكسر  غطرستها  واضمحلال هيبتها  في المحافل الدولية .

لقد استفادت ايران من تجربة العراق في تعامله مع فرق المفتشين الدوليين  دون ان تتيح لهم فرصة  التجوال  في كل البلاد  مثلما سمح نظام صدام لهذه الفرق التي كانت تضم جواسيس ان تصول وتجول في العراق طولا وعرضا ووصل الحال  بان الكثيرين اخذوا يتندرون بسماح العراق لهذه الفرق بالسخرية من النظام الحاكم عندما اخذ البعض يسخر من امكانية وصول هؤلاء المفتشين حتى الى سرير رئيس النظام  الذي اطيح به ” بحجة وجود اسلحة محظورة”.

 كما استفادت كوريا الديمقراطية ايضا ورفضت تسليم كل ما لديها من معدات نووية الى  الولايات المتحدة كما فعل القذافي وفي نهاية الامر تامروا عليه واطاحوا به ودمروا ليبيا .

ونتمنى ان يحافظ  مدير الوكالة الدولية للطاقة  الذرية السيد غروسي على مصداقية  موقفه لا ان يستبدل مثل هذا التصريح” بان الوكالة تتعرض لضغوط”  الذي اعلن عنه خلال وجوده في ايران بتصريخ اخر  ما ان يغادر طهران وهو ما يحصل مع العديد من المسؤولين الغربيين الذين يزورون ايران اصحاب اكثر من وجه؟؟

قد يعجبك ايضا