” إنتظروهم … إنّهم قادمون! ” / موسى عباس




موسى عبّاس ( لبنان ) – الخميس 27/8/2020 م
منذ أرست المقاومة معادلة العين بالعين والسّن بالسّن التي لا يفهم الصهاينة بغير لغتها، وبالتحديد منذ أعلن السيّد حسن نصرالله أنّ أيّ اعتداء على أيّ من المقاومين وفي أيّ مكان  كان سيواجه بالردّ من المقاومة وفي أيّ مكان من الجبهة الممتدة على طول الحدود من الجولان السوري إلى الناقورة على ساحل المتوسط ، منذ ذلك الوقت وفي كلّ مرّةٍ يُستشهد أو يُجرح مقاوم جرّاء إعتداء صهيوني يعيش الصهاينة ولا سيّما ضباطهم وجنودهم ومستوطنون على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة حالةً من الأرق والإرباك والهلع  بانتظار مجهول لا يعلمون من أين  سيأتي..
يُربكون ، يأمرون جيشهم بإخلاء ثكنات وبالإبتعاد عن الحدود مع لبنان ، يعيشون على أعصابهم ، يُرسلون طائرات الإستطلاع بالجملة فوق المناطق الحدودية ، حتى الأقمار الإصطناعية الخاصّة بهم والحليفة لهم تشترك في عمليات المراقبة ، بمعنى آخر يقفون على رجل ونصف كما قال لهم السيّد نصرالله في أحد خطاباته قبل عمليّة أڤيڤيم .
وهكذا وللمرّة الأولى في تاريخهم ، يعيش الصهاينة حكومتهم وجيشهم ومستوطنوهم حالةً من الهستيريا بانتظار الأشباح..
وصل بهم رعبهم بعد إستشهاد المقاوم “علي كامل محسن ” (جواد)  جّرّاء الغارة على منطقة قريبة من مطار دمشق في 20/07/2020 إلى حدّ قصف أحد  مواقع جنودهم في منطقة مزارع شبعا ظنّاً منهم أنّ المقاومين دخلوا إليه واحتلّوه، وفبركوا سيناريوهات عدّة ، فتارةً يدّعون تسلّل مقاومين وقتلهم ، وتارةً أنّهم أوقعوهم في كمين وتمّ أسرهم ومن ثمّ يقولون في بياناتهم العسكرية أنّهم اكتشفوا محاولة التسلّل وأفشلوها، إلى درجة أن يخرج رئيس وزرائهم من الإجتماع الوزاري لمتابعة الحدث في الشمال معلناً أنّ أمراً خطيراً جدّاً يحدث في الحدود الشمالية، وتبيّن فيما بعد أنّ ذلك كلّه من نسج الخيال الذي تسبّب فيه حالة الرّعب .
وأعلن بعض الإعلام الصهيوني أنّه ينتظر بيان حزب الله ليعرف ما حدث.
 القيادة العسكرية والأمنيّة الصهيونية في حالة انعقاد دائم بانتظار الرّد الذي لا بُدّ وأن يأتِ ، فهم يعلمون مصداقية الوعود عند المقاومة في لبنان، ووصل بالقيادة العسكرية الصهيونية أن ترسل أربع من دباباتها لتقف لفترة بمواجهة القرى اللبنانية وبشكل مكشوف وكأنّ من أرسلهم يقول للمقاومين:
 ” اضربونا وخلصونا خلينا نرتاح“.
ولكن المقاومة لا زالت تلعب بأعصابهم وتستمر في استنزافهم يوماً بعد يوم إلى أن تقرّر ساعة الرّد ومكانه.
وليلة أمس ( ليلة السادس والعشرين من آب 2020)  أشعل الصهاينة جبهة ممتدّة على طول حوالي 20 كلم من الحدود مع لبنان حيث بادروا بالقصف العنيف من مدفعيتهم ونيران رشاشاتهم الثقيلة على الأحراش المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلّة في قرى “ميس الجبل وبليدا وعيثرون وعيثا  الشعب وراميا”، والسبب المعلن هو الاشتباه بتسلُّل المقاومين .
إضافةً لكلّ ذلك بات الإعلام العبري يتحدّث عن إمكانية قيام مجموعات مقاومة من حزب الله بعمليّات إنزال بحري على الشواطئ الفلسطينية المحتلة ، وهكذا أدخل الصهاينة معادلة البحر إلى جانب معادلة البرّ  .
حالة الأرق التي يعيشها الكيان قيادةً سياسية وعسكرية جعلته تارةً يُهدّد ويتوعّد وتارةً أخرى يستنجد ويستجدِ روسيا للتوسُّط لدى حزب الله  لإقناعه بعدم الرّد  وأنّهم يريدون التهدئة وعدم التصعيد.
ما يحدُث على الجانب الصهيوني من رُعب وتوتُر  يؤكّد أن القيادة الصهيونية لا سيما العسكريّة تعيش حالة نفسيّة صعبة أوصلت الضبّاط والجنود إلى حدّ تخيُّل أيّ حركة على الحدود قد يحدِثُها حيوان أو طائر أو حتى الرياح  بين الأشجار القريبة هي عملية تسلّل وأنّهم يتعرضون للهجوم من المقاومين فيبادرون إلى إطلاق نيران مدافعهم ورشاشاتهم ،وهذا يَعكُس إلى أي مدى وصلت حالة الرّعب والإنهيار ، وهذا ما لم يحدث في تاريخ الكيان العبري .وهكذا تُسجّل المقاومة وقيادتها السياسية والعسكرية إنتصاراً يكبر يوماً بعد يوم في الحرب النفسية ضد الصهاينة وهذا ما أكّدته
صحيفة “يديعوت أحرونوت ” الصهيونية حيث قالت  :
“إنّ نصرالله نجح في إخراجنا وإستنزافنا  ذهنيّاً ، ويُمكن القول بأننا غير جيّدين في حروب الإعصاب …”
 نعم نجحت وبرعت المقاومة وسيّدها في الحرب النفسية وفي معركة “كيّ الوعيْ”
عند الصهاينة حيث أنّه لا بُدّ لحالة الإرباك والإنهيار التي تظهر جليّاً لدى القيادات الصهيونية ستنعكس سلبًا على المستوطنين وعلى الثقة والمصداقية بتلك القيادة

قد يعجبك ايضا