طوكيو وواشنطن ومسرحية حماية اليابان من عدوان صيني / كاظم نوري

هل تستطيع اليابان نزع فتيل الأزمة بين الولايات المتحدة والصين ...

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 17/8/2029 م …




ما ان انتهى شانزو ابي  رئيس الوزراء الياباني من قسمه بانه لن يقحم اليابان مرة اخرى في الحروب بعد زيارته لمدينتي هيروشيما ونغازاكي في ذكرى تعرض المدينتين الى قصف امريكي بالاسلحة النووية في الحرب العالمية الثانية واذا بالولايات المتحدة تتحدث عن نشر صواريخ متوسطة المدى في اسيا جاء ذلك على لسان مارشال بيليجنسلي المبعوث الخاص للرئيس الامريكي لشؤون الحد من التسلح الذي اكد ان بلاده التي تطور حاليا اسلحة “فرط صوتية في عدة اتجاهات “عازمة على نشر صواريخ متوسطة المدى في منطقة اسيا بما في ذلك اليابان ملمحا الى ان هذا ما تريده واشنطن بالضبط وتحتاجه دول مثل اليابان بزعم التصدى لتهديد الصين ولحماية الحلفاء من التهديد العسكري في المستقبل.

اليابان لم تنف ذلك رغم القسم الذي اداه ” ابي”  رئيس حكومتها بعدم المشاركة في اي حرب قادمة وتحدثت وسائل اعلام  في طوكيو عن مشاورات امريكية يابانية تتعلق بنشر صواريخ ” جديدة” متوسطة المدى بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الموقعة مع روسيا.

وبالرغم من ان الحديث يجري عن تهديد صيني مزعوم لكن المعني بكل تلك التحركات الامريكية روسيا بالتاكيد وكذلك كوريا الديمقراطية التي رفضت العنجهية والشروط الامريكية للتخلص من ترسانتها النووية.

 فيما يتعلق بروسيا  التي لها مشاكل مع اليابان  لم تحسم منذ الحرب العالمية الثانية ولن توقع  معاهدة سلام مع طوكيو حتى الان رغم مرور  اكثر من 75 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية  فان  موسكو ترفض اقامة صواريخ امريكية على ارض اليابان وحذرت  طوكيو مرات عديدة من انها سوف تقيم منظومات صاروخية مماثلة موجهة ضد اليابان وان ”  جزر الكوريل ” التي تخضع  للسلطة الروسية وتدعى ملكيتها اليابان ستكون مثار جدل بشان اقامة صواريخ روسية عليها في  حال  اقدمت الولايات المتحدة على اقامة منظومات صاروخية على ارض اليابان بحجة حماية حلفائها الاسيويين من الخطر الصيني.

 كما ان العقيدة الروسية التي كشف عنها الرئيس بوتين بتوجيه ضربات صاروخية نووية الى اية دولة تنطلق منها صواريخ معادية باتجاه الاراضي الروسية حتى لوكانت تلك الصواريخ لاتحمل رؤوسا نووية تعد انذارا الى كل الدول التي باتت  تسمح  باقامة قواعد عسكرية امريكية على اراضيها مثل بولونيا وغيرها لتنضم اليابان الى تلك الدول في حال وافقت على اقامة منظومة صاروخية امريكية بحجة حمايتها من الصين.

ولم يعد تنطلي الاكاذيب الامريكية على روسيا كما فعلت واشنطن في السابق عندما اقامت منظومات الدرع الصاروخية  الامريكية في اراضي عدد من دول اوربا بحجة حماية دول  القارة من الصواريخ الايرانية  واستقبلت تلك الدرع على اراضيها  دول مثل التشيك ورومانيا وبولونيا  فضلا عن التحرك العسكري المشبوه  لحلف ” ناتو” العدواني والزحف شرقا حيث تم ضم دول البلطيق الثلاث استونيا ولاتفيا ولتوانيا الى عضوية الحلف واستغلال اراضي ومياه تلك الدول  القريبة من روسيا عسكريا من قبل الولايات المتحدة  .

بالامس ادعت واشنطن حماية اوربا من صواريخ ايرانية والان تزعم حماية الدول الاسيوية واليابان من الصين باقامة منظومات صاروخية على راضيها  علما ان كل هذه التحركات العسكرية  الامريكية بما في ذلك نقل 1000 عسكري امريكي من المانيا الى بولنده الهدف منها محاصرة روسيا ضمن خطط حلف ناتو العدواني للتضييق  عليها الى جانب الصين وكوريا الديمقراطية التي فشلت واشنطن في اقناعها رغم  الضغوط التي مارستها في قمتين امريكية وكورية  لتدمير اسلحتها النووية.

الشيئ  الذي  لا يثير الاستغراب او التساؤل هو  هرولة  البعض من الدول التي  انسلخت عن الاتحاد  السوفيتي بعد انهياره عام 1991   مغمضة العينين  وراء واشنطن  ونراها اليوم تركع عنداقدام سادة البيت الابيض غير مكترثة بالمصائب التي ستحل بها  وبشعوبها وهي  ذاقت مرارة الاحتلال النازي قبل تحريرها من قبل الجيش الاحمر بعد الحرب العالمية الثانية  لانها ناكرة للجميل وخادمة مطيعة للبنتاغون نراها وهي تتبرع باستقبال المزيد من العسكر الامريكيين والقواعد على اراضيها مثل “بولونيا” التي يهرول شعبها للحصول على رغيف الخبز في ازقة وشوارع دول الاتحاد الاوربي  معتقدة بغباء ان ذلك سيحميها من ضربات  مؤكدة في حال اندلاع صراع في المنطقة؟؟

  لكن المثير للتساؤل هو ان دولا مثل اليابان والمانيا حولتها واشنطن الى ” بقرة حلوب” وقارب  انقاذ للدولار كلما  اوشك  على الغرق  طيلة 75 عاما وقد نالت شعوبها من ويلات الغطرسة الامريكية الكثير تبدي استعدادها خاصة اليابان لاستقبال صواريخ امريكية على اراضيها رغم التحذيرات الروسية المتكررة ورغم  تعهدها بالابتعاد عن اية حروب قادمة كما اقسم بذلك رئيس الوزراء  الياباني اخيرا.

قد يعجبك ايضا