الأنظمة العربية تطبّع صاغرة / أسعد العزّوني

كورونا” حرب عالمية ثالثة سلاحها بيولوجي / اسعد العزوني – مدارات عربية 

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 14/8/2020 م …




مجمل القول فإن كافة الأنظمة العربية التي “إستقلّت” نظريا عن الاستعمار الأجنبي،وخاصة بعد معاهدة سايكس بيكو عام 1916 ،والتحول السلبي الذي شهدته المنطقة بعد إخراج الأتراك المسلمين من المنطقة بدعم من الاستعمار البريطاني ودفع من الحركة الصهيونية،كانت على صلة بشكل أو بآخر مع الحركة الصهيونية التي رتبت تربع الرموز “الطرية” لتتسلم الحكم في هذا البلد العربي أو ذاك،وكانت هناك طريقتان الأولى تنصيب عائلات من أصول يهودية “دونمة”،والثانية تفعيل الانقلابات العسكرية في الدول العربية المعنية ،وبعدها رسوّ الحكم العائلي المطلوب حسب المواصفات المحددة.

هذه المقدمة الطويلة تذكّر أن ما قامت به قيادة الامارات بالأمس، من إشهار معاهدة تطبيع مجاني وغير مبرر مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،وما سبقها من اختراقات بدأها السادات المقبور بدفع وتشجيع من القيادة السعودية ،مرورا بأسلو الفلسطيني ووادي عربة الأردنية ،وما سنشهده لاحقا حيث جزيرة البحرين ومملكة آل سعود وسلطنة عمان،ودول عربية وإسلامية أخرى،من تطبيع رخيص مع الكيان الصهيوني ،لن يكون مستغربا لنا ،ولا مفاجئا لأننا نرصد حركاتهم منذ توليهم الحكم ،ولن نتفاجأ في حال اعلان أكبر دولة  اسلامية وهي اندونيسيا التطبيع العلني مع مستدمرة الخزر في فلسطين ،وهناك سوابق لها لكنها لم تصل إلى مرحلة الاشهار،بسبب عجز الجنرال وحيد في تحقيق المراد بعد ان قطع خطوات في ذلك.

تبا لأمة بات عنوانها الامارات وما يشبهها من أنظمة حكم يهودية دونمية ،جيء بها من قبل الاستعمار الأجنبي والحركة الصهيونية ،لمثل هذا اليوم الأغبر،فلو كان في هذه الأمة رجال رجال، لما وصلنا الى القعر منحدرين بدون شرف أو كرامة أو حتى أدنى درجات الاحساس،فها نحن نزحف على بطوننا كاشفين عن مؤخراتنا المعطرة، كي نمتّع كيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،والمقاول السياسي  ترمب ،الذي تسلم مقاليد الأمور في أمريكا في غفلة من الزمن.

القيادة الفلسطينية صاحبة أوسلو تتحمل كامل المسؤولية لما نشهده من انهيار عربي واسلامي شامل باتجاه خزر فلسطين،فهي التي انحدرت الى أوسلو ومارست خطيئة التنسيق الأمني مع العدوا ،وقبلت على نفسها ان تكون وكيلة الاحتلال الذي أصبح أرخص احتلال عرفته البشرية ،وتغنى رئيس السلطة باستماعه للأغاني الاسرائيلية يوميا وحلف يمين طلاق انه لن تقوم انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال ما دام حيّا،وفاحت رائحة قادة السلطة الذين يتسابقون لتناول السمك ليلا على شواطيء تل أبيب حتى في زمن كورونا.

موقف السلطة المعيب هذا جعل من المنحطين هنا وهناك يقولون انهم لن يكونوا ملكيين أكثر من الملك ،وانهم يطبعون من أجل الشعب الفلسطيني بوقاحة ليس بعدها وقاحة،وكانت حجة قيادة الامارات المتهالكة أنها تريد منع الضم ،علما ان النتن ياهو بصق في وجوههم فور الاعلان عن الاتفاق المخزي وأصر على الضم.

نحن أمة لا تصلح للعيش لأننا لا نفرق بين الصديق والعدو ،فها نحن نطبّع مع الصهاينة ،ونصعّد العداء من اخوتنا في الاسلام تركيا وايران،كما اننا حرضنا الأعداء ودفعنا لهم كي يقضوا على التيارات القومية في الوطن العربي كما حدث في مصر والعراق،ولا يفعل ذلك سوى يهود دونميون.

Virus-free. www.avast.com

قد يعجبك ايضا