مرفأ بيروت…إصطياد سرب حمام برصاصة واحدة / أسعد العزّوني

المجد للكويت / أسعد العزوني – الأردن العربي | عربي الهوى , أردني ...

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 8/8/2020 م …




ربما تكون موجات بحر بيروت قد هدأت بعض الشيء بعد تفجير المرفأ،وانعتاق العواطف العربية لتعمل على تلويث الأثير،من خلال اعلانها اللفظي التضامن مع الشعب اللبناني ،الذي وضعه أعداء الأمة من أصحاب البترودولار والكذب والدجل القومي في أتون النار منذ أن إحتضن لبنان المقاومة الفلسطينية عام 1970، بعد اخراجها من الأردن بضغط على الراحل الحسين الذي هدده الملك فيصل بثورة داخلية تطيح بحكمه وبالمقاومة معا في حال رفض تنفيذ الأجندة السعودية واخراج المقاومة الفلسطينية من الأردن ،لأن السعودية على حد قوله لا تتحمل ثورتين في الأردن واليمن ضدها.

الآن نكتب بعيدا عن العاطفة وبلا تشنج لأن ما حصل قد حصل ،مادام العرب العاربة والمستعربة قد تركوا لبنان في مهب شهواتهم ونهبا للأطماع الصهيونية،حتى أنهم سلموه لقمة صائغة لإسرائيل صيف العام 1982 وتمكن السفاح شارون من احتلال العاصمة بيروت،وهم في غارقون في عارهم الذي لن يمحوه التاريخ.

ما هي أسباب تفجير مرفا بيروت ومن المستفيد؟سؤال جوهري ومشروع نبني عليه في حال إستندنا إلى المعلومات المتوافرة ،ومعروف أن لبنان بعد دخوله تحت مظلة الممانعة التي لا نرضى عنها كثيرا لعدم ترجمتها فعلا مقاوما على الأرض،أصبح عرضة للتهديد الصهيو-أمريكي -عربي،للعديد من الأسباب أهمها إحتضانه لحزب الله المدعوم من إيران ودعمه للنظام السوري ،ووقوفه حجر عثرة أمام مشاريع تهويد وتقسيم لبنان،مع انني شخصيا لست مقتنعا بما يقومه هذا الحزب الذي لم يبهرنا منذ العام 2006 ،وإكتفى الشيخ حسن نصرالله بما كان بعض الزعماء العرب يفعلونه سابقا وهو امطارنا بالخطب الرنانة ،التي نخرج منها بشحنة عاطفية سرعان ما تتحول إلى حزن لعدم وجود أداء،وقد لوحظ منطفئا في خطابه الأخير،الأمر الذي عمّق فينا روح الانطفاء أيضا.

لبنان مطمع جميع الأعداء والخونة،واشتدت موجة العداء ضده بعد اشهار تحالف البترودولار مع الكيان الصهيوني، وتصميمه على “تقليم”أظافر ايران في افقليم،تمهيدا للعبث بها من الداخل بهدف تغيير نظامها السياسي واعادتها قسرا الى الحضن الاسرائيلي لتكون بنكه المركزي وبئره النفطي وعينه على العراق كما كانت ابان الشاه المقبور.

نعود إلى توقيت تفجير مرفأ بيروت ،وهذه هي الزاوية الشرعية الوحيدة التي تحسم النقاش في السبب والمسببات اضافة لمعرفة من المستفيد من التفجير،فقد جاء التفجير عشية الاعلان عن نتائج التحقيق في جريمة تفجير الرئيس رفيق الحريري ،إذ كان مقررا ان تعقد المحكمة الدولية في لاهاي جلستها النهائية لاعلان الحكم يوم الجمعة الماضي،ورغبة من “كيس النجاسة”الصهيوني حسب التعبير الحريديمي في الهروب إلى الأمام بعد الورطة الأخيره لجيشه على الحدود مع لبنان ،واشتباك الجيش مع نفسه بسبب خدعة من حزب الله،ناهيك عن رغبة مشتركة من قبل  التحالف الصهيو-أمريكي-عربي تتمثل في إنهاء حزب الله وتمكين الانعزاليين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين من تحقيق الهدف الاسرائيلي.

هناك هدف آخر يقودنا إلى من قام بتفجير مرفأ بيروت ومن له المصلحة والعليا ومن ساعده في ذلك ،انطلاقا من المقايضة وتقديم الخدمات المتبادلة على غرار ما حدث إبان تفجير البرجين عام 2001،إذ كان مقررا يوم الجمعة الماضي وصول وفد يمثل عشر شركات صينية عملاقة الى بيروت ، بقيادة الشركة العملاقة “ساينو هيدرو (SINOHYDRO)،   التيأعلنت استعدادها الفوري للاستثمار في لبنان، وتحديداً في محطتي كهرباء وسكّة الحديد الشاملة.

وأكدت  الشركات اندفاعها نحو الاستثمار في لبنان، رغم الأوضاع المالية السيئة فيه، وإعلان لبنان تعثّره عن دفع سنداته الدولية، وفي عزّ المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فإن مشروع  سكك الحديد الذي أبدت الصين الاستثمار فيه يربط دمشق  ببيروت ، وسيكون مرفأ بيروت نهاية طريق الحرير الصيني .

من العروض التي قدمتها الصين  للبنان  تدشين “الأوتوستراد العربي” الذي يَصل العاصمة بيروت بدمشق، إضافةً الى مشروع سكة حديد موازية تربط بيروت بدمشق، ومن ثمَّ بخطّ الحرير وصولًا إلى الصين، ومشاريع لشَق أوتوسترادات من الشمال الى الجنوب، وإنشاء محطات بقوة حوالى ألف ميجاوات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، تؤمّن إنتاجًا شبه مجاني للكهرباء، مع وعد بالانتهاء منها في غضون ثمانية أشهر، إلى جانب اهتمام صينيّ خاص باستخراج الغاز البحري.

هنا نستطيع أيضا الاستناد على تصريح الرئيس ترمب الفوري تعليقا على تفجير مرفا بيروت ،اذ اكد أن الانفجار كان بفعل فاعل وان هناك من وضع قنبلة في الداخل،أيده بذلك كبير موظفي البيت الأبيض ،رغم نفي البنتاغون،لكن ترمب الذي يعادي الصين ظل مصرا على موقفه لرغبته في ايصال رسالته للصين ،ولم يتنبه المحللون لذلك.

المصلحة في تفجير مرفأ بيروت مشتركة بين أمريكا واسرائيل ،ويقيني أن التفجير كان عملية مشتركة بين إسرائيل وأمريكا ،وربما تكون إسرائيل من خلال عملائها في لبنان هي التي وضعت القنبلة ،في حين أطلقت البوارج الحربية الأمريكية المرابطة في البحر المتوسط صاروخين على المرفأ لتعظيم الخسائر،أما مواقف البترودولار العربي وصهاينة العرب فكانت عبارة عن فرح مستعار لابنة الجيران .

نخلص إلى القول أن ترمب لا يريد للصين تسجيل نجاحا في الشرق الأوسط،كما ان إسرائيل لا تريد وصيفة أخرى للصين غيرها في المنطقة ،لأنها تطمح ان تكون هي محول المنطقة ولذلك أسهمت باطالة الحرب الأهلية اللبنانية لمنع السواح من الوصول إلى لبنان ،وتعمل على تدمير مصر وسوريا،وتهيمن على القطاع السياحي في الأردن،ولا ننسى الإتفاقيات المبرمة بين الصين وإسرائيل لتطوير ميناء حيفا الذي يراد له ان يكون الميناء الرئيسي في الشرق الأوسط،لذلك نرى المراهقة السياسية في الخليج تستحوذ على موانيء الإقليم لتخريبها لصالح ميناء حيفا.

وللمعلومات فان أمريكا وعملاءها في الإقليم أوعزوا بتفجير الشارع العراقي للمطالبة بازاحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي وقع اتفاقيات تنموية مع الصين على غرار ما كانت ستوقع عليه الحكومة اللبنانية ،اضافة إلى الاتفاق على الغاء التعامل بالدولار،كما ان أمريكا فجرت ايطاليا بالكورونا ردا على تقارب الحكومة الإيطالية مع الصين وتوقيع إتفاقيات تنموية واقتصادية معها .

السؤال الملح:هل أجهض تفجير مرفأ بيروت الإستثمار الصيني في لبنان ؟

 

قد يعجبك ايضا