طالبان في افغانستان والبعث في العراق / كاظم نوري

اتفاق واشنطن وحركة ” طالبان”ربما يبقى حبر على ورق / كاظم نوري ...

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 21/7/2020 م …




لا دفاعا عن  حركة طالبان في افغانستان او حبا بها  و لا حبا ب” البعث” في العراق  او الدفاع عنه  ولا نريد ان نستعرض خلفيات السلطتين في حكم  البلدين  لكن مقارنة بين موقف الطرفين من الغزو والاحتلال الامريكي لكل من افغانستان والعراق  يتاكد لنا ان طالبان واصلت نضالها وكفاحها طيلة  فترة الغزو والاحتلال حتى اجبرت الولايات المتحدة على الرضوخ والجلوس على طاولة المفاوضات بعد تضحيات جسيمة بينما يحاول ” البعث” بعد ان شاهدنا ذلك المنظر المؤلم  الذي  ابكى  حتى  ممثل العراق في حينها لدى الامم المتحدة محمد الدوري ونحن  نرى سرف دبابات الغزاة تدنس جسور وشوارع  بغداد دون ان يتصدى لها احد  يحاول ” البعث”  رغم كل تلك الماساة  العودة الى السلطة من جديدلا بالنضال  والتضحيات على طريقة طالبان بل بطريقة التوسط لدى المحتل الذي ازاحه من الحكم  او باستغلال الاوضاع غير الطبيعية في العراق  التي اعقبت فترة  الاحتلال وفشل الذين تناوبوا على الحكم في تقديم ما  يطمح له العراقيون  بعد ان اتضح ان حكام ما بعد 2003 لن يقلوا سوءا عن حكام مما سبقوهم بل ربما في مجالات الفساد المالي تجاوزوا اعتى الانظمة والحكومات الفاسدة في العالم واستحقوا” 5 نجوم” في هذا المجال  .

 الكل يتذكر  عندما  اقدمت الولايات المتحدة على غزو افغانستان واسقاط حكومة طالبان  بعد احداث ايلول جراء تفجير المركز  التجاري في نيويورك بطائرات ركاب  يقودها انتحاريون جرى التكتم على من يقف وراء ذلك الحدث ولم يتمكن العالم من معرفة الجهة التي خططت ونفذت العملية باستثناء بعض التهم والشبهات التي وجهت الى اطراف دولية ينتمي كما قيل المخططون اليها  ويحملون جنسياتها  وفي المقدمة السعودية وينتهي الامر بمسرحية ” قتل بن لادن” في باكستان  لتسدل الستارة على المشهد الكارثي ويتم احتلال افغانستان طيلة  اكثر من 19 عاما بحجة تحميل طالبان ما حدث  في  نيويورك دون ان يتحقق الاستقرار في البلاد حتى بلجوء واشنطن الاستعانة بقوات عسكرية  من حلفائها في ” ناتو” مما اضطرها الى الجلوس  وجها لوجه  مع طالبان في الدوحة  بعد ان فشلت واشنطن  في تحقيق الاستقرار بهذا البلد بالطرق العسكرية وحتى السياسية من خلال تنصيب  حكومات تناوبت على السلطة تحت مسمى” الانتخابات  الكاذبة ” .

ومن الاكاذيب والقصص التي بتنا نسمع بها  بعد هذا الفشل منها مثلا ان روسيا تقدم هدية مالية الى  كل من يقتل امريكيا في افغانستان ومنها ايضا ان موسكو متواطئة مع حركة طالبان وتحثها  على عدم الاستجابة للتفاوض مع الولايات المتحدة  وهو ما نفته طالبان مرارا .

 واكد سهيل شاهين المتحدث باسم الحركة ردا على ادعاءات واشنطن قائلا : نحن لانقاتل لقاء المال من اي مكان ولدى الافغان عقيدتهم الخاصة التي يقاتلون من اجلها ويضحون بانفسهم في سبيلها.

اكاذيب وروايات امريكية  عديدة تضاف الى اكاذيب تدخل روسسيا في الانتخابات الامريكية والبريطانية وغيرها الكثير من ”  روايات الكاوبويز ” ومحاولات الافتراء على موسكو.

طالبان استطاعت طيلة  19 عاما ان تلحق خسائر بشرية ومادية كبيرة  بالجانب الامريكي الذي فشل  رغم استخدامه العنف والقتل والدمار  مستخدما اسلحة محرمة دوليا والاتيان بحكومات هزيلة تحت مسمى ” الانتخابات” في تركيع حركة طالبان مما اضطر واشنطن الى التفاوض معها بهدف المشركة بالحكم .

تخيلوا المشهد يسقطون حكومات ودول بالغزو العسكري وعندما يفشلون في تركيعها يضطرون الى التفاوض معها .

حصل ذلك في اكثر من مكان لكنه لم يحصل بالعراق الذي غزته الولايات  المتحدة واحتلته   عام 2003  ورغم  عدم الاستقرار في البلاد طيلة 17 عاما  فان واشنطن استخدمت اسلوبا اخر مع” حكم البعث” الذي اسقطته  يختلف عن تعاملها مع طالبان فطالبان حملت السلاح طيلة قرابة عقدين من السنين  وفرضت بالقوة وجودها في البلاد لكن البعث اما تسلل البعض من عسكرييه الى مؤسسات ” الحكومات التي اعقبت اسقاط البعث عبرعلاقاتهم من قادة السلطة الجديدة واما تم فرض البعض منهم على الحكومات المتعاقبة من قبل المحتل الامريكي نفسه.

 ولم نر فصيلا واحدا تابعا ” للبعث” في العراق  ارغم واشنطن على الجلوس والتفاوض بقوة السلاح بل الذي حصل ان هناك من قدم تسهيلات للقوات الغازية وكوفئ على موقفه   ليحل ضيفا على  الولايات المتحدة في  احدى ولاياتها ويعيش بامن وامان فضلا عن وجود العديد من قياديي البعث في دول خليجية معروفة بينما اضطر اخرون الى طلب اللجوء في دول الاتحاد الاوربي  وهم يناضلون اعلاميا  من هناك لتحقيق حلمهم  من اجل العودة  لحكم  العراق.

الشيئ نفسه سوف يتكرر من قبل السلطة الحاكمة في العراق بعد الاحتلال سلطة لاحول لها ولا قوة وان الحديث عن حوار او مفاوضات لاخراج القوات الاجنبية بضمنها  الامريكية من العراق مضيعة للوقت خاصة وان وشنطن استبقت الاحداث وان جل تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين تنصب على التمسك  بوجود عسكري اجنبي من  13 دولة عضو في حلف ” ناتو” لتدريب القوات العراقية وهي الاعيب امريكية وكان ” ناتو” الذي تقوده الولايات المتحدة ليس حلفا عسكريا عدوانيا  بل جمعية خيرية.

ان اللغة الوحيدة التي تفهمها واشنطن هي ذات اللغة التي استخدمتها ” طالبان” واجبرت من خلالها الولايات المتحدة على الجلوس للتفاوض بشان سحب القوات الامريكية من افغانستان مثلما اجبرتها دول وشعوب قدمت تضحيات كبيرة سبقت طالبان بذلك .

 اما الذين يعولون على زيارة الكاظمي الوشيكة للولايات المتحدة من انها ” ستكون بمثابة ” العصا السحرية” التي ستحل مشاكل العراق مع الولايات المتحدة فانهم واهمون ويحاولون ان يخدعوا انفسهم قبل غيرهم  ؟؟

 

قد يعجبك ايضا