حوار سياسي … المستشار السياسي حسين خلف موسى يجيب على بعض الأسئلة السياسية الراهنة

الأردن العربي – الثلاثاء  14/7/2020 م …




حسين خلف موسى : باحث دكتوراه فى العلوم السياسية  المستشار السياسي لعدة منظمات سياسية والباحث فى العديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية فى مصر وعدة دول منها ماليزيا وكندا والاردن والعراق ومصر والكاتب الصحفي المتخصص فى الشئون الشرق اوسطية

السؤال الاول :

السلاح النووي الصهيوني لم تثار قضاياه اطلاقا بالعالم على الرغم من خطره على الشرق الاوسط بأكمله ما هي قرائتك للخطر النووي ولماذا لم تكن اهتمامات عربية للسلاح النووي الصهيوني؟

اولا : كانت الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية في برنامجها النووي تلتزم مبدا الغموض المتعمد بحيث يقتنع جميع دول الجوار بانها بالفعل تمتلك السلاح النووي  لكنها لم تصرح بذلك صراحة خشية ان تخضع لضغوط من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفتيش مفاعلاتها  او ان يسعى العرب لتقليدها في امتلاك السلاح النووي اسوة بها كنموذج الهند وباكستان وبالتالي تمكنت إسرائيل على مر عقودها النووية الخمسة من تطوير «سياسة الغموض» بطريقة سمحت لها بأن تكون عضواً غير رسمي في النادي النووي يتمتع بالامتيازات الاستراتيجية التي تمنحه إياها هذه العضوية، من دون أن تضطر إلى دفع الأثمان المقابلة لذلك،  سواء على مستوى القيود والضوابط الرقابية التي يفرضها هذا الموقع عادة، أو على مستوى التبعات المفترض ترتبها على ذلك في البيئة الإقليمية المحيطة، لجهة إطلاق سباق تسلح نووي مفتوح الأفق

ثانيا : ان البرنامج النووي الإسرائيلي يقوم على مبدا واحد وهو خيار شمشون  أي هدم المعبد على من فيه أي ان إسرائيل لن تستخدم السلاح النووي الا في حالة تهديد بقاء الدولة الاسرائيلية تماما مثال  حرب اكتوبر 1973  بين مصر واسرائيل  فقد ذكر الدكتور أفنير كوهين مؤرخ البرنامج النووي الإسرائيلي فى كتابة ” أن القيادة الإسرائيلية أمرت بإخراج صواريخ “يريحو” القادرة على حمل رؤوس نووية لاستخدامها في ضرب مصر وسوريا، وأن الذي حدا بإسرائيل للتراجع عن خططها هو قرار الإدارة الأميركية بتسيير جسر جوي لنقل العتاد العسكري المتقدم لإسرائيل لمساعدتها في إحداث انعطافة في مسار الحرب. واستند كوهين في روايته إلى شهادة قدمها له الجنرال يعكوف  نئمان الذي كان مسئول الملف النووي الإسرائيلي والذي شغل في الماضي أيضاً منصباً رفيعاً في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. ويجزم المفكر اليهودي إسرائيل شاحاك أنه في حال زاد تأثير أتباع التيار الديني على دائرة صنع القرار في إسرائيل فإن استخدام السلاح النووي من قبل إسرائيل في حروبها القادمة سيكون حتمياً.

ثالثا : التحدي الأكبر لهذه الاستراتيجية هو الطموح النووي الايرانى  وما يترتب عليه من تبعات منها إمكانية البوح بالقدرات النووية الإسرائيلية  حتى تعلم إيران أن لدى اسرائيل قدرات نووية تدميريه جاهزة وصالحة للاستخدام حتى تكون وسيلة ردع لإيران وما ترتب على ذلك من اعتراف اسرائيل بامتلاكها لأنشطة نووية عسكرية بعيدة عن الرقابة الدولية بكافة مؤسساتها  لذا خططت القيادات الامنية الاسرائيلية  سيناريو جديد للشرق الاوسط يضمن لها انشغال الطموح الايرانى عنها باحداث حرب سنية شيعية فى المنطقة

رابعا : وفى الجانب المقابل تنسج اسرائيل بالتعاون مع حليفتها الولايات المتحدة الامريكية سيناريوهات جديده لمستقبل العرب عن طريق اجيال جديدة ومتطورة من الحروب بدا من الجيل الرابع والذى يهدف الى اسقاط المنطقة فى سلسلة من الفوضى الخلاقة وتمزيق النسيج العربي الداخلي بتصدير المشكلات وكلنا نرى الان جميع الدول العربية اما فى حروب اهلية داخليه او تعانى من ازمات اقتصادية خانقة وبالتالي لن يفكر العرب فى امتلاك السلاح النوى حاليا لانهم مشغلون بمشاكلهم الداخلية   الا اننى ارى ان التحالف المصري السعودي على فهم وداريه بتلك المخططات ويعمل على احباطها بمشروع عربي كبير

السؤال الثاني :

كيف ترى المؤتمرات الامنية الاهم مؤتمر هرتسيليا؟

كيف ترى الحضور العربى او الفلسطينيى للمؤتمر؟

ولماذا تحرص اسرائيل على الحضور العربي بالمؤتمر واعلانهم بالأعلام؟ 

وكيف تقيم المؤتمرات الامنية الصهيونية؟

تأسس مؤتمر هرتسليا عام 2000م بمبادرة من عوزي آراد وهو ضابط سابق في الموساد وشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و يجتمع في هذا المؤتمر النخب الإسرائيلية في الحكومة والجيش والمخابرات والجامعات ورجال الأعمال وضيوف من المختصين الأجانب من الولايات المتحدة وأوروبا والدول الاخرى ومنهم بعض الشخصيات العربية و يتم فيه مناقشة مستقبل  إسرائيل ووضعها اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ورصد الأخطار المحيطة بها من الداخل والخارج في دول الجوار وفي  المحيط الإقليمي وفي العالم تحت هدف استراتيجي هو الأمن القومي لإسرائيل وفى المؤتمر جلسات علنيه واخرى سرية  والجلسات السرية لا يتم دعوة الشخصيات العربية لها عادة

اما الحضور العربي والفلسطيني  للمؤتمر :

هناك العديد من الشخصيات العربية والفلسطينية تحرص على حضور المؤتمر والمشاركة بأوراق بحثية  ويقابله على الجانب الاخر رفض من شخصيات اخرى تم توجيه الدعوى لها  فمن يحرض على حضور المؤتمر يكون من باب عرض القضية الفلسطينية عسى ان تقتنع القيادات الاسرائيلية بجدوى المخاطر التي سوف تواجهها من جراء سياساتها

وعلى الجانب الاخر يعتبر البعض حضور المؤتمر جانب من التطبيع مع اسرائيل  كما حدث عندما  ندد العديد من الفلسطينيين بمشاركة أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر هرتسليا السنوي الإسرائيلي الأسبوع الماضي معتبرين إياها نوعا من التطبيع مع اسرائيل.  بالرغم من انها لم تكن المشاركة الفلسطينية في المؤتمر هي الأولى من نوعها، إلا أنها فتحت باب النقاش في موضوع قديم-جديد، اسمه شكل العلاقة مع اسرائيل، حيث تدعم الرئاسة الفلسطينية الحوارات مع الجانب الاسرائيلي، بينما تتعالى أصوات رافضة لتلك اللقاءات المباشرة.

اما بالنسبة للفائدة لإسرائيل من المؤتمر :

بالتأكيد سوف تستفيد اسرائيل من المؤتمر لأنها سوف ترى جميع وجهات النظر  الاخرى حول المخاطر المحدقة بها امنيا واقتصاديا وسياسا وبالتالي سوف تعيد تقيم سياساتها الامنية واستراتيجيتها العسكرية ، بالإضافة الى ان الوجود العربي والمشاركة بالمؤتمر يعطى تطمينات غير مباشرة للقيادات الاسرائيلية بمالات السياسيين العرب وتوقعاتهم

فمثلا فى مؤتمر هرتسليا 2015 اهتمت النقاشات والأوراق البحثية التي قدمت للمؤتمر بشكل خاص، برصد التطورات المتلاحقة في العالم العربي واستشراف تداعياتها على إسرائيل، لا سيما التطورات في كل من العراق وسوريا، وزيادة تأثير الحركات الجهادية على المشهد الإقليمي، والثورات المضادة، والبرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تداعيات تعاظم دائرة فعل حركة المقاطعة الدولية

ولم تستبعد النخب الأمنية والبحثية الإسرائيلية أن تشكل التنظيمات الجهادية تهديدا لأنظمة يمثل بقاؤها مصلحة استراتيجية لإسرائيل مثل النظام الأردني، فقد حذر الجنرال عاموس جلعاد من خطورة أن يفضي تمدد تنظيم الدولة الإسلامية إلى تهديد الأردن الذي وصفه بأنه “عمق استراتيجي لإسرائيل”.

السؤال الثالث :

ما ذا يحدث حاليا فى المنطقة من توتر فى العلاقات الامريكية الايرانية هل ترى سيادتكم ان هناك ضربة امريكية متوقعه لردع ايران ؟

1-         ان المتمعن للأمور يعرف ان الولايات المتحدة لا قدرة لها على ضرب ايران لعده اسباب منها :

  • ان ايران تتحكم في مضيق هرمز وبالتالي اصبحت متحكمة في نصف امدادات الطاقة القادمة نحو اوربا وبالتالي تسطيع ان تحول نصف القارة الاوربية الى ظلام  دامس اذا حدثت حرب لا تقل عن عشرة ايام
  • ان النظام العالمي الاقتصادي ليس له قدره على تحمل أي ازمات عالمية اقتصادية وعدة دول سوف تشهر افلاسها اذا حدثت حرب في هذه المنطقة
  • ان جميع المفاعلات النووية الإيرانية في بطن جبل قم وبالتالي منطقة شديدة التحصن لن تستطيع أي قوة جوية تدميرها
  • ان الشيعة يومنون بالمرجعية الدنية وبالتالي فاذا اعلن الجهاد في ايران سوف يتحول مليون جندي إيراني الى مجاهدين ( مليون عدد الجيش الإيراني )
  • سبق ان حاولت الولايات المتحدة الامريكية محاصرة ايران اقتصاديا وتجاريا وبالفعل حاصرتها لسنوات وفشلت بسبب ان الاقتصاد الإيراني قوى نوعا ما ومتنوع
  • دعم حلفاء ايران الدوليين لها روسيا والصين
  • ان ايران سوف تكسب تعاطف المجتمعات والشعوب الاسلامية وبالتالي سوف تتحول المنظمات الارهابية الى عمليات داخل العمق الأمريكي رغبة في نيل شرف الشهادة كما حدث في حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان
  • ان اسرائيل لا تريد ان تتورط في حرب عداء مع ايران وتريد حرب وكالة بين السنه العرب والشيعة

السؤال الرابع :

ما مصلحة الولايات المتحدة من تأجيج المنطقة ؟

ان الولايات المتحدة واسرائيل تومن ايمان كامل ان القدرة النووية الايرانية لم تصل بعد الى حد صنع القنابل النووية حيث ان درجة النقاء في المفاعلات لتخصيب اليورانيوم يجب ان لا يقل عن 98% وايران الان لم تتجاوز 5% فالتالي لا توجد مخاوف من البرنامج النووي الإيراني حاليا  لكن تم تصوير المشهد خلاف ذلك حتى يتم تحويل القناعة العربية نحو التطبيع الاسرائيلى  كما تهدف المصالح الامريكية والإسرائيلية ايضا الى :

  • مال الخليج الذى تم استباحته
  • اعادة ترسيم المنطقة بنقل ثورات الربيع اليها بصورة جديدة
  • تخويف ايران ومحاولات الوصول معها الى حل تفاوضي يشمل تنازلات ايرانية
  • صرف النظر عن القوانين الاسرائيلية الجديدة وضم الجولان وقانون الهوية الدينية لإسرائيل
  • تقرب العرب نحو التطبيع مع اسرائيل وبالفعل ظهرت عدة دعوات لذلك فظهرت مقولة كلنا في قارب واحد وجمعينا من نسل سيدنا ابراهيم وللأسف نجد ان بعض الاعلاميون العرب انساقوا خلف هذه الدعوات ويرون ان الخطر الإيراني اشد من التطبيع مع العدو الصهيوني
  • طمس القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية هوية وانتماء وارض الى قضية اقتصادية بحتة وهذا ما تم الدعوة اليه في مؤتمر المنامة الذي عقد في شهر يونيو

 

 

 

قد يعجبك ايضا