لماذا الخيار التركي / العميد المتقاعد ناجي الزعبي

العميد المتقاعد ناجي الزعبي يكتب عن ” شيعة الأسد “ – مدارات عربية
العميد المتقاعد ناجي الزعبي ( الأردن ) – السبت 11/7/2020 م … 



كان الغرض من خلق الكيان الصهيوني الهجين في الوطن العربي هو لعب دور رأس حربة مشروع هيمنة الاستعمار البريطاني الفرنسي على الوطن العربي ، وقد لعبه طيلة سنوات احتلاله لفلسطين سياسياً واقتصادياًوعسكرياًوعاث  فساداًوقتلاًودماراً ومؤامرات وفتن وانقلابات واغتيالات الى آخر سلسلة هذه الادوار القذرة  .
وفي مطلع حقبة الستينات آلت التركة الاستعماريه بما فيها هذه الغدة السرطانية وادوارها ووظائفها القذرة للاستعمار الاميركي ، وقد لعب العدو الصهيوني  ادواره بمنتهى الاخلاص وعطل عجلة النهوض والنمو والانتاج العربية ووقف سداً منيعا في وجه مشروع التحرر العربي الوطني  .
لكن تغير موازين القوى وظهور محور المقاومة الممتد من اليمن ،  للعراق ، وسورية ،  ولبنان ، وفلسطين  ، لايران  خلق معطيات ومتغيرات وتسبب  بعجز فرقته العسكرية  الامامية المحاصرة والغارقة بالازمات الداخلية البنيوية والديمغرافية والازمات  الخارجية ، وبسبب محدودية عمقة الجغرافي تآكلت قدرته الاقليمية والدولية ولم يعد قادراً على لعب الادوار التي كان يقوم بها في السابق وخصوصاً المهام العسكرية على وجه التحديد  ، وهو راهناً  يتأهب للتعايش وحيداً مع مرحلة الغياب الاميركي الوشيك ،  لذا كان لابد من ذراع اميركية بديلة تؤدي ذات المهام والوظائف والواجبات  ، فكان الخيار التركي ،  واردوغان على وجه التحديد .
 كان  الخيار التركي خياراً اميركياً ، وكان اردوغان الذي اعد بمعهد واشنطن مع كرازاي ،  وتوني بلير ليكونوا  اداوات اميركية طيعة ،  كما سبق لهذا المعهد ان صنع ويصنع حكاماً يلعبون الادوار ويقومون   بالوظائف التي توكل اليهم لصالح مشروع الهيمنة الاميركي .
 وبعد محاولة الانقلاب التركية الفاشلة تحديداً روعت واشنطن  اردوغان وابتزته  ، وخاطبت  اطماعه العثمانية الماثلة لذهنه فاندفع برعونة وغياب للبصيرة والحرص على مصالح شعبه التركي ،  غير  آبه بالمحيط الاوروبي ، والعربي،  والافريقي الذي اصبح معادياً بسبب رعونته  واطماعه وتخبطه واندفع باقصى قوة وسرعة  ليقدم  لواشنطن البديل  للعدو الصهيوني  بالعمامة الاخوانية مرتدياً عباءة الدين السياسي الزائفة  .
لقد  تعلم الاميركي درس الانحسار الصهيوني ورفض المجتمع الاسلامي والمسيحي له  وقدم بديل للصهاينة اليهود   بزي  وعمامة اسلامية  مخاطباً بذلك الغيورين على الدين   والمزاج  العربي الشعبي المنحاز للدين والغي  ، والغرائز الطائفية والمذهبية ، ورفع الحرج عن الادوات والعملاء العرب الذين كانوا يجابهون محيطاً رافضاً  لتحالفهم مع العدو الصهيوني   ،
فالحجة مع اردوغان هي حرصهم على الاسلام والدين ، لكن الحقيقة هي الحفاظ على الهيمنة الاميركية والعدو الصهيوني وتلبية اطماعه العثمانية  .
والدليل عدوان اردوغان على سورية والعراق وليبيا واقامته القواعد العسكرية بها  ، وبقطر وجزيرة  سواكن السودانية والصومال وقبرص ويتطلع لاقامة قواعد   في اليمن .
اما  فلسطين والمقدسات فلا تلقى من الخليفة المزعوم  اي اهتمام سوى التصريحات الاعلامية ،  والتبادل التجاري التركي مع العدو بالمليارات ، اضافة للتعاون العسكري القديم الجديد ، اضافة لضخ الارهابيين لسورية والعراق وليبيا وادارة عملياتهم والاعلان عن ذلك صراحة
وقد نشرت تركيا بالامس خارطة للعراق المجزئ  لثلاثة اجزاء ،  وتتطلع لاقامة منطقة عازلة بشمال سورية تمهيداً  لفصله  واحتلاله ، كما انها تهدد العراق وسورية بأمنهم المائي والغذائي والاقتصادي فقد اصبح نهر الفرات يسمى نهر الموت لشح مياهه وتلوثها   .
ان اركان العدوان والمشروع الصهيو اميركي في الوطن العربي هي دول الخليج والسعودية التي باتت  تعاني من عجز عسكري اسوة بالكيان الصهيوني نظراً لغرقها في المستنقع اليمني ، والعدو الصهيوني الذي يحاصر نفسه ويعاني من تآكل قدراته ، ونعلم جميعاً ان اميركا تمر بمرحلة الانتخابات ولن تخوض حروباً مباشرة فقد تعلمت الدرس بعد العدوان على العراق واحتلال افغانستان حيث تسبب ذلك في غرق اميركا بازمتها الاقتصادية بالغة العمق والحدة  ، ولم  يتبقى سوى تركيا بديل قادم للعدو الصهيوني بالجبة والعمامة الزائفة ،  والاطماع التركية العثمانية والمشروع الاخواني المهزوم .
  لكن هذا المشروع اتى في الزمان والمكان والتوقيت الخاطئ   فقد تغير العالم وتغيرت موازين القوى  .

قد يعجبك ايضا