ترامب يستغل ” تويتر” لاثارة وابتزاز الاخرين اعلاميا / كاظم نوري

https://m.al-sharq.com/get/image/20191107_1573148671-759075-large.jpg

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 7/6/2020 م …




اللغة العربية كما هو معروف غنية بالمصطلحات والاوصاف والتسميات وقد ورد فيها تصنيف وتمييز اصوات معظم الحيوانات وحركاتها  والاصوات التي تصدر عنها خلال  سيرها  ومرورها منها مثلا يطلقون على اصوات الطيور  تغريد وعلى  اصوات الخيول صهيل وعلى اصوات الحمير نعيق وعلى اصوات الضفادع نقيق وعلى اصوات الذئاب عواء وعلى اصوات مرور الافاعي فحيح وعلى اصوات الكلاب نباح  وعلى اصوات القطط مواء وهكذا .

ويلاحظ ان هناك من يطلق تسمية ” تغريدة ” نسبة الى اصوات الطيور الجميلة والغربان ليس ضمنها طبعا  على ما يكتبه الرئيس الامريكي ترامب  على تويتر حتى تلك الكتابات التي يصف بها بعض المسؤولين اوصافا تعكس سلوكا متدنيا لرئيس دولة  عظمى مثل الولايات المتحدة التي تسعى الى نشر” ديمقراطيتها ” وثقافتها  في العالم  وليس  سلوك نادل في حانات واشنطن او قاطع طريق وهو كذلك كما يبدوا.

وصف مرة في كتاباته على تويترالتي يسمونها ”  تغريدات ” وهي اقرب الى الشتائم والالفاظ البذيئة   وصف وزير الدفاع السابق في ادارته ب” الكلب المسعور” كما تتضمن هذه الكتابات احيانا مسميات ومصطلحات ” سوقية”  تذكرنا بمصطلحات  بعض اكرر بعض وليس جميع ” اشقياء “قبضايات” مناطق الرحمانية و الكرخ في بغداد  القريبة من  محل ” طرشي حنانش”  لان بينهم اشخاص اخيار يمتلكون غيرة وشرف وشجاعة يفتقدها الرئيس ترامب  الذي اخذ يستخدم  الفاظا  اكثر خسة من تلك المصطلحات التي كان يتداولها بعض ” الاشقياء”.

وفي متابعة لما يكتبه ترامب نجد ان معظم كتاباته تحمل طابعا استفزازيا يدلل على عدوانية مقيتة و ثقافة رخيصة وهو ما دعا احد قادة الولايات التي شهدت تظاهرات صاخبة مؤخرا اثر مقتل مواطن امريكي اسود على ايدي الشرطة بطريقة بشعة الى توجيه دعوة لترامب بالكف عن الكتابة على تويتر وكانت الدعوة تحمل طابعا مفاده ” اكرمنا بسكوتك ياسيد ترامب”.

ربما كان ترامب اول رئيس دولة استخدم تويتر كوسيلة للتعبير عن راي دولة عظمى مثل  الولايات المتحدة  بقضايا مهمة تتطلب اتصالات  ورسائل هاتفية  اومكتوبة تنقلها شخصية مرموقة لها وزن ا وحوارات و جهدا دبلوماسيا او ارسال موفدين  شخصيين  لكن اسلوب وطريقة ترامب  كان خروجا على الاعراف المتبعة في العالم .

 واستعاض رئيس الولايات المتحدة عن كل هذه الوسائل والطرق الحضارية المتبعة في العالم برسائل يدونها على ” تويتر” اطلقوا عليها تغريدات وهي اقرب الى ” النباح”.

 وقد استغل ترامب ” تويتر” استغلالا اعلاميا اشعل فتيل العديد من المشاكل بين الولايات المتحدة ودول اخرى وربما كانت تغريداته ” على تويتر” اشبه بسكب الزيت على النار خلال مقتل المواطن الافريقي بطريقة بشعة وهو ما اجج التظاهرات في ولايات امريكية عدة  حين هدد المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام البيت الابيض باطلاق ” الكلاب عليهم” ولاندري ان كان يعني ” الكلاب البوليسية” ام الكلاب  من هم على شاكلة الشرطي الذي قتل المواطن الامريكي الافريقي بدم بارد.

  الغرض من  استخدام ” تويتر” من قبل ترامب  هو تمرير اكاذيبه وحتى التنصل  منها  لان تويتر وسيلة اعلامية اكثر منها  وسيلة دبلوماسية وفي الاعلام يمكنك قول ماتريد ثم تنفي ايضا  وتجد لك العذر باعتبار ان الاخرين شوهوا ذلك او انهم نقلوه  بصورة ليست دقيقة وحتى ترامب نفسه فقد كذب مئات المرات وتراجع بعدها.

 وكان اول من انتبه الى ذلك روسيا التي كانت ترد على مقترحات ومشاريع امريكية ترد في تغريدات ترامب على تويتر بالقول لم نتسلم رسميا هذا المقترح الامريكي او ذاك اننا اطلعنا عليها فقط بالاعلام وننتظر صدور ذلك رسميا في الولايات المتحدة.

 وكان القادة الروس يسفهون ما يرد من رسائل للرئيس الامريكي او المحيطين به على تويتر ولن يردوا عليها  طالبين ايضاحات بشانها رسميا .

وكم من المرات اعلن عبر ” تويتر”  عن سحب القوات الامريكية من سورية عام 2018 لكن الروس كان ردهم لم  نر ذلك نريد عملا ملموسا  وقد تاكد حدسهم عندما ابقى ترامب هذه القوات وهي تحتل اراض سورية بل ضاعف اعدادها وهو يبحث عن مزيد من المناطق التي يوجد فيها النفط لسرقته رغم تكرار مزاعم الانسحاب .

وكان  ذكاء القيادة الروسية يكمن في عدم استخدام ” تويتر” بالرد لاسيما الرئيس فلاديمير بوتين الذي لم يستخدم هذا الاسلوب في الرد ابدا بل كان المتحدث باسم الكرملين يرد  في بيانات رسمية  عبر الفضائيات او في مؤتمرات صحفية يظهر فيها علنا امام الصحافيين ولم يحصل ان رد مسؤول روسي عبر ” تويتر” الا ما ندر لكن الشيئ الموسف ان بعض المسؤولين في دول اخرى اخذوا يقلدون ترامب واتخذوا من ” تويتر” منصة للرد عليه في ايران مثلا حصل ذلك وغيرها من الدول وكان الاجدى اهمال الرد على تويتر او الرد عليه على الطريقة الروسية لتسخيف طروحاته.

بمعنى ان القيادة الروسية لم يعد يعنيها ” تغريدات ” تويتر  والاصح  نباح  ترامب” على تويتر مثلما لم تستخدم تويتر ونات بنفسها عن تقليد ” ترامب” ترفعا  واستخفافا ربما بهذا الاسلوب البعيد كل البعد عن الدبلوماسية الحصيفة.

 شيئ مؤسف هناك من نزل الى مستوى ترامب المتدني  واخذ يرد  عليه عبر  تويتر ودخل في مساجلات اعلامية وصلت حد التجريح بعيدا عن كل الاعراف المتبعة في دول عالم متحضر تاكد فيه ان ” الولايات المتحدة نزلت الى الدرك السفلي بوجود ترامب والمحيطين به جراء سياستهم وتعاملهم مع دول العالم الاخرى.

 

 

قد يعجبك ايضا